اليمامة المشردة
شعر: ماجد وشاحي
في روضةٍ عند الأصيلِ يمامةٌ = وقفت تنوحُ على علٍ مياسِ
فسألتها يا ذي الجميلة ما جرى = ولِم البكا يا متعة الجُلاس
فالنوحُ – ما تدرينَ- شؤمٌ خالِصٌ = ودموعك ابتلت بها قرطاسي
مسحت مدامعها بذيلِ ردائها = والوجه ينبئ بالأسى والباس
قالت بصوتٍ خافتٍ ومُحشرَجٍ = لم يُبكني إلا الشديدُ القاسي
فأثارني حبُ الفضولِ وشجوها = ودموعها مع حرّة الأنفاسِ
فأخذتُ أسأل عن حقيقةِ أمرِها = فلعلني مما تنوحُ أواسي
ردتْ - وغصتْ بالدموع- فإنني = ما قد علمتَ رقيقةُ الإحساس
قد عشتُ أصدحُ بالرياضِ وديدني = بين الغصونِ وفوق طل الآس
الحبُ ديني والغناء معيشتي = والسلمُ أنشره لكل الناسِ
لكن بقائي بالسعادةِ لم يدُمْ = إذ جرعتني السودُ مرَّ الكاسِ
هذي الرياضَ جميعها كانت لنا = واحتلها الغربانُ بالإغلاسِ
قتلوا الكثيرَ وشردونا عنوةً = ومع التشردِ لوعة الإفلاسِ
والآن آتيها بكلِ تيقظٍ = حذِراً أراقبُ غفلةَ الحراسِ
هذا الذي صدع الفؤاد وغمهُ = فجراح قلبي ما لها من آسِ
كيف المعيشةُ في الشتاتِ تطيبُ لي = والروضُ أصبح موطن الأنجاسِ!!
باللهِ قل لي يا ابن آدم ناصحاً = كيف الخلاصُ من العدا في الناسِ؟؟
فالله كرمكم بعقلٍ نيرٍ = ولكم مِراسُ في الحِجا والباسِ
لم أدرِ كيف أجيبها وكأنني = من قولها كُبِّلتُ بالأمراسِ
فسألتها ألكم زعيمٌ ناصِحٌ = قالت : نعم بالذلِ والإبلاسِ
ما زال يهذي بالسلام مردداً = الحرب والتقتيل شر لباسِ
وسألتُ عن قاضي الطيورِ فأنبئتْ = كالهرتينِ وقسمةُ النسناسِ
قلتُ اسمعي فنصيحتي مِن واقعٍ = عايشتهُ وخبرتهُ في الناسِ
ما عاد حقٌ في الدُنا لِمفرِّطٍ = أو خائنٍ لبلادهِ أو ناسِ
الحقُ يُرجعهُ غيورٌ مخلصٌ = خبِرَ الحروبَ وصحبةِ المتراسِ
فالحربُ دربُ الطالبينَ لِحقهمْ = ليس النحيبُ ومنطقُ الأيّاسِ
فالسلم لن يُجدي لنيلِ حقوقكم = من كف وحشٍ ظالمٍ خلاّسِ
فرأيتها طارتْ تُرددُ بالفضا = لا حلّ إلا باجتثاث الراسِ
شعر: ماجد وشاحي
في روضةٍ عند الأصيلِ يمامةٌ = وقفت تنوحُ على علٍ مياسِ
فسألتها يا ذي الجميلة ما جرى = ولِم البكا يا متعة الجُلاس
فالنوحُ – ما تدرينَ- شؤمٌ خالِصٌ = ودموعك ابتلت بها قرطاسي
مسحت مدامعها بذيلِ ردائها = والوجه ينبئ بالأسى والباس
قالت بصوتٍ خافتٍ ومُحشرَجٍ = لم يُبكني إلا الشديدُ القاسي
فأثارني حبُ الفضولِ وشجوها = ودموعها مع حرّة الأنفاسِ
فأخذتُ أسأل عن حقيقةِ أمرِها = فلعلني مما تنوحُ أواسي
ردتْ - وغصتْ بالدموع- فإنني = ما قد علمتَ رقيقةُ الإحساس
قد عشتُ أصدحُ بالرياضِ وديدني = بين الغصونِ وفوق طل الآس
الحبُ ديني والغناء معيشتي = والسلمُ أنشره لكل الناسِ
لكن بقائي بالسعادةِ لم يدُمْ = إذ جرعتني السودُ مرَّ الكاسِ
هذي الرياضَ جميعها كانت لنا = واحتلها الغربانُ بالإغلاسِ
قتلوا الكثيرَ وشردونا عنوةً = ومع التشردِ لوعة الإفلاسِ
والآن آتيها بكلِ تيقظٍ = حذِراً أراقبُ غفلةَ الحراسِ
هذا الذي صدع الفؤاد وغمهُ = فجراح قلبي ما لها من آسِ
كيف المعيشةُ في الشتاتِ تطيبُ لي = والروضُ أصبح موطن الأنجاسِ!!
باللهِ قل لي يا ابن آدم ناصحاً = كيف الخلاصُ من العدا في الناسِ؟؟
فالله كرمكم بعقلٍ نيرٍ = ولكم مِراسُ في الحِجا والباسِ
لم أدرِ كيف أجيبها وكأنني = من قولها كُبِّلتُ بالأمراسِ
فسألتها ألكم زعيمٌ ناصِحٌ = قالت : نعم بالذلِ والإبلاسِ
ما زال يهذي بالسلام مردداً = الحرب والتقتيل شر لباسِ
وسألتُ عن قاضي الطيورِ فأنبئتْ = كالهرتينِ وقسمةُ النسناسِ
قلتُ اسمعي فنصيحتي مِن واقعٍ = عايشتهُ وخبرتهُ في الناسِ
ما عاد حقٌ في الدُنا لِمفرِّطٍ = أو خائنٍ لبلادهِ أو ناسِ
الحقُ يُرجعهُ غيورٌ مخلصٌ = خبِرَ الحروبَ وصحبةِ المتراسِ
فالحربُ دربُ الطالبينَ لِحقهمْ = ليس النحيبُ ومنطقُ الأيّاسِ
فالسلم لن يُجدي لنيلِ حقوقكم = من كف وحشٍ ظالمٍ خلاّسِ
فرأيتها طارتْ تُرددُ بالفضا = لا حلّ إلا باجتثاث الراسِ
تعليق