كيف تقتل موهوباً في أسبوع؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    كيف تقتل موهوباً في أسبوع؟

    كيف تقتل موهوباً في أسبوع؟
    محمد البلادي

    · أثناء دراستنا في المرحلة الثانوية كان معنا زميلٌ نابه؛ ولافت للنظر جداً.. لم يكن طالباً مجتهداً بقدر ما كان شديد الموهبة والعبقرية في مادة الرياضيات تحديداً .. ولأن موهبته كانت موهبة فطرية لم تجد من يقننها ويهذبها، فإنه كثيراً ما كان يستخدمها في إحراج المعلمين وإثبات قصور بعضهم، مما تسبب في كرههم له وتحاملهم عليه. في أحد الأيام طلب منه المدرس حل مسألة رياضية أمام الطلاب فتعمّد حلّها بطريقة مبتكرة ومختلفة عما هو موجود في المقرر، وبدلاً من تشجيعه والإشادة بموهبته، ومحاولة تخليصها مما يشوبها من سلوكيات خاطئة، لم يقبل منه الأستاذ ذلك الحل المبتكر؛ بل اعتبره خروجاً عن النص (المقدس)! والأدهى أنه وبّخ الطالب وبالغ في تجريحه، فما كان منه إلا أن رمى أستاذه بالجهل، فأسرّها الأخير في نفسه وقرر الانتقام منه على طريقته الخاصة.. وبالفعل كان له ذلك بعد حين!.

    · تذكرت زميلي هذا وأنا اقرأ عن حالة مشابهة حدثت في جامعة كوبنهاجن بالدنمرك؛ حيث جاء أحد أسئلة مادة الفيزياء كالتالي: كيف تقيس ارتفاع مبنى باستخدام جهاز الباروميتر ؟.. كانت إجابة معظم الطلاب هي (بقياس فرق الضغط الجوي على سطح الأرض وسطح المبنى).. غير أن إحدى الإجابات أغضبت أستاذ المادة وجعلته يقرر منح صاحبها (صفراً مكعّباً) دون أن يقرأ باقي إجاباته!.. كانت الإجابة المستفزة تقول: (أربط الباروميتر بحبل طويل وأنزل الحبل من أعلى المبنى حتى يلامس الأرض، ثم أقيس طول الحبل)!.. رغم صحة الإجابة؛ إلا أن أستاذ المادة كان مُحقّاً في غضبه، فالطالب أجاب بأسلوب بدائي لا علاقة له لا بالباروميتر ولا بالفيزياء عامة. تظلّم الطالب لإدارة الجامعة فمُنح فرصة أخرى من خلال أستاذ محايد؛ طلب منه الإجابة على نفس السؤال شفاهة، فأجاب الطالب بثقة: « هناك طرق كثيرة، أولها أن نرمي بالباروميتر من أعلى المبنى، وبقياس الزمن الذي يستغرقه للوصول إلى الأرض يمكن حساب ارتفاع المبنى بواسطة قانون الجاذبية.. ثانياً: إذا كان الوقت نهاراً، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وظل المبنى، ومن خلال قانون التناسب يمكن حساب طول المبنى. ثالثا: إذا أردت إراحة عقلك، فإن أفضل طريقة هي أن تقول لحارس المبنى: «سأعطيك هذا الباروميتر هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذا المبنى» ؟.. أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنستخدم الباروميتر لقياس الضغط الجوي على الأرض وأعلى المبنى ويكون الارتفاع هو الفرق بينهما. سأله الحكم لِمَ لم تكتب هذه الإجابة وأنت تعرف أن أستاذك ينتظرها؟.. فأجاب: لقد ضقت ذرعاً بالأساتذة.. إنهم يفرضون علينا كيف نفكر!.

    · المفارقة المدهشة -عزيزي القارئ - أن هذا العبقري الدانمركي واسمه « نيلز بوهر» لم ينجح فقط في المادة، بل إنه كان الدانمركي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء!.. أما زميلنا العبقري السعودي فلا أعلم عنه شيئا إلا أنه لم يكمل دراسته الجامعية، وربما كان لأستاذ الرياضيات دور في ذلك!.
    · ما وددت لفت أنظاركم إليه هو أن بناء موهوبٍ واحد يحتاج إلى الكثير من المال والوقت والجهد.. بينما لا يحتاج قتل ألف موهبة إلا لبيئة تعليمية عقيمة، أو لأستاذ جاهل أو حاقد يمكنه الإجهاز على مواهبهم خلال أسبوع واحد فقط!.
    · تُرى!! كم من المواهب تموت في مدارسنا كل يوم.. لأن أصحابها تجرأوا وفكروا بطريقة مختلفة عن أساتذتهم؟!
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #2
    وللأسف يا ريما
    المواهب لم تستوعبها بعد المدارس في بلادنا أتدري لماذا ؟؟..
    الأسباب عديدة ومن أهمها :
    معلّم المدرسة كما ذكرت حينما زجر الطالب ووبّخه لأنه ابتكر حلّا جديدا لمسألة الرياضيات ...
    البيئة التي لم يعد لها دور في بناء الطفل وتنمية ملكاته وموهبته التي تدفعه للتفوق والإبداع ....

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • ريمه الخاني
      مستشار أدبي
      • 16-05-2007
      • 4807

      #3
      نعم ناهيك عزيزتي عن ان اي اسلوب جديد يبتكره معلم حديث التدريس أيضا يؤنب ويعاد به للاساليب والقوالب القديمة فكيف بالله عليك يمكننا ان تطور هنا والروح في مجتمعنا نتافسية لا تكاملية؟
      مرور سريع والف شكر للتجاوب

      تعليق

      • نضال يوسف أبو صبيح
        عضـو الملتقى
        • 29-05-2009
        • 558

        #4
        ألأخت ريمه الخاني

        موضوعك شيِّق ومثير، وحقيقي على جميع الأصعدة
        لن أقول أنَّ في ذلك سياسةٌ خارجية تتدخل، فتلك مشكلاتنا مع أنفسنا نحن
        فوزارة التربية والتعليم هي من تنصب المعلمين وتمنحهم الثقة
        لكن للأسف في أغلب البلدان العربية يقوم ذلك على المصالح الخاصة والمعرفة وما إلى ذلك

        أحمد الله أنني حينما كنت أواجه نفس تلك المواقف (ولا أذكر في حياتي أني استخدمت نص الكتاب وتعاليمه لحل أسئلة امتحانٍ ما)
        ما كان من أساتذتي إلا وضع العلامة التي أستحق وبيان المفارقة بيني وبين الطلاب
        ونهايةً لم أكمل دراستي الجامعية، لا لسببٍ خارجي بل لضغوطاتٍ نفسية
        والشكر والحمد لله على كلِّ شيء

        تحياتي

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          شكرا على الموضوع الهام أخت ريمه..
          أحيانا لا يحتاج الأمر أسبوعا بل ساعة أو دقائقا..
          كلمة جارحة أو ملاحظة في غير محلّها من معلّم جاهل بأصول التعليم تكون كافية لأن تقتل الموهبة و هي في المهد .
          تحيّتي و تقديري.
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • منى المنفلوطي
            أديب وكاتب
            • 28-02-2009
            • 436

            #6
            مثل هذه الحكاية تمتلئ بها مدارسنا وجامعاتنا
            فبعض المعلمين يصيبهم الكبرياء إذا تفوق عليهم إحد الطلاب بذكائه ، وبدلا من تشجيعه لتنمية موهبته وصقلها نراهم يضعون العراقيل النفسية لإحباط الطالب وإفقاده الثقة بنفسه.
            لهذا نجد التخلف عندنا يسبق التقدم بأشواط طويلة .

            الأستاذة ريما :
            موضوعك قضية مهمة لأنها تؤثر في المستقبل الذي يبنيه هؤلاء الشباب
            وأظن انه موضوع يستحق أن يوضع على طاولة والحوار والنقاش لدراسة أسبابه والحلول الممكنة للتغلب عليها
            شكرا لك .

            تعليق

            • ريمه الخاني
              مستشار أدبي
              • 16-05-2007
              • 4807

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نضال يوسف أبو صبيح مشاهدة المشاركة
              ألأخت ريمه الخاني

              موضوعك شيِّق ومثير، وحقيقي على جميع الأصعدة
              لن أقول أنَّ في ذلك سياسةٌ خارجية تتدخل، فتلك مشكلاتنا مع أنفسنا نحن
              فوزارة التربية والتعليم هي من تنصب المعلمين وتمنحهم الثقة
              لكن للأسف في أغلب البلدان العربية يقوم ذلك على المصالح الخاصة والمعرفة وما إلى ذلك

              أحمد الله أنني حينما كنت أواجه نفس تلك المواقف (ولا أذكر في حياتي أني استخدمت نص الكتاب وتعاليمه لحل أسئلة امتحانٍ ما)
              ما كان من أساتذتي إلا وضع العلامة التي أستحق وبيان المفارقة بيني وبين الطلاب
              ونهايةً لم أكمل دراستي الجامعية، لا لسببٍ خارجي بل لضغوطاتٍ نفسية
              والشكر والحمد لله على كلِّ شيء

              تحياتي
              حقيقة موضوع يفتح لنا آفاقا على مثالب وثغرات التعليم ومناهجه وبعد:
              تتحول المناهج الىن إلى الطريقة العكسية وهي الخروج من العملي والنقاش للوصول للنظرية والمعلومات الاساسية ويبقى السؤال هل مخابرنا وفكرنا ومناهجنا تطورت بنفس السرعة التي يدور حولها العالم؟
              في كل الاحوال من لم يجد متسعا له ولطموحه سوف يرتاد طريقا ملتويا ومن هنا تبدا المتاعب...
              شكرا لك ولردك الصادق واعذر صراحتي وإضافتي وخروجي عن محور الحديث.
              التعديل الأخير تم بواسطة ريمه الخاني; الساعة 17-01-2011, 08:33.

              تعليق

              • هناء عباس
                أديب وكاتب
                • 05-10-2010
                • 1350

                #8
                الأساتذة الأجلاء
                بعد التحية
                هناك مدارس تسمي مدارس الموهوبين ويدرس فيها معلمون هم اهل وذكاء أعلي من الموهوبين أو موهوبين مثلهم لأن ما يحدث من عدم تشجييع المعلم للطفل الموهوب هو نتيجة لقصور المعلم ذاته أو عدم مقدرته العقلية والعلمية علي ملاحقة التلميذ الموهوب فيشعر أمامه بالضألة ومن ثم فيحاول تقييد إبداعه حتي لا يظهر قصوره امام الطلاب وهناك إستراتيجيات معينة يتبعها خبير المناهج مع المعلم ليستطيع التدريس للطفل الموهوب فالأمر ليس صعبا للغاية ولكنه فقط يحتاج الإستعانة بمتخصص مناهج او موجه المادة للمساعدة في ذلك عند قصور المعلم ودائما في المدارس هناك ما يسمي بفصول المتفوقين ولا يدرس لها اي معلم.
                تحياتي
                التعديل الأخير تم بواسطة هناء عباس; الساعة 24-01-2011, 05:23.
                يستطيع أي أحمقٍ جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد, لكنك تحتاج إلى عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك.
                هناء عباس
                مترجمة,باحثة,مدربة الترجمة ومناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية,كاتبة

                تعليق

                • ريمه الخاني
                  مستشار أدبي
                  • 16-05-2007
                  • 4807

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  شكرا على الموضوع الهام أخت ريمه..
                  أحيانا لا يحتاج الأمر أسبوعا بل ساعة أو دقائقا..
                  كلمة جارحة أو ملاحظة في غير محلّها من معلّم جاهل بأصول التعليم تكون كافية لأن تقتل الموهبة و هي في المهد .
                  تحيّتي و تقديري.
                  نعم تماما عزيزتي وللاسف لانلقي لذلك بالا اهو قلة الوعي ام عدم تقدير؟........
                  كل محبتي

                  تعليق

                  • مباركة بشير أحمد
                    أديبة وكاتبة
                    • 17-03-2011
                    • 2034

                    #10
                    الطفل الموهوب قد جبله الله عزوجل بعقلية مائلة إلى ضفة الإختلاف، وأرصفة التعجب لذا من المستحيل أن تجد له على بلاط الواقع لمسة أو أثرا ثابتا ثبوت الإنسان العادي ! وقلّ من يفهم شيفرة تصرفاته التي تتشابه قفزاتها بالزئبق !ومتى تعددت مواهبه، وترسّبت صخورها الثقيلة في دمائة ،برزت له على مرايا الواقع إنكسارات نفسية، ربما تصل إلى عتبة الجنون !وقد ينعت وهو الساري على دروب الذكاء، بأنه عديم فهم وغبي ! لالشيئ، إلا لأن خطوات تفكيره ،قد فاقت أصناف معارفهم، وطالت بينهما المسافات لحد التلاشي أو الذوبان في فوهة الوجود !ومابين الأسرة ،الشارع والمدرسة، ستظل تطلعاته عالقة ،ومراميه مغلفة برداء الفوضى، وألف صرخة تطبق على صدره الحسّاس !
                    فمن قال أن الموهوب، وجد في هذا العالم الرحب الفسيح ،لكي يستريح !
                    تحياتي ومودتي / أستاذة ريمة.

                    تعليق

                    • سائد ريان
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 01-09-2010
                      • 1883

                      #11
                      · ما وددت لفت أنظاركم إليه هو أن بناء موهوبٍ واحد يحتاج إلى الكثير من المال والوقت والجهد.. بينما لا يحتاج قتل ألف موهبة إلا لبيئة
                      تعليمية عقيمة، أو لأستاذ جاهل أو حاقد يمكنه الإجهاز على مواهبهم خلال أسبوع واحد فقط!.
                      · تُرى!! كم من المواهب تموت في مدارسنا كل يوم.. لأن أصحابها تجرأوا وفكروا بطريقة مختلفة عن أساتذتهم؟!


                      الأستاذة ريما الخاني


                      شكراً لكِ

                      التعديل الأخير تم بواسطة سائد ريان; الساعة 04-08-2011, 06:14.

                      تعليق

                      • محمد عزت الشريف
                        أديب وكاتب
                        • 29-07-2010
                        • 451

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
                        فمن قال أن الموهوب، وجد في هذا العالم الرحب الفسيح ،لكي يستريح !

                        [line]-[/line]
                        كم هي بليغة عبارتك هذه أخت / مباركة بشير !!
                        [line]-[/line]
                        ....
                        فقط أريد أن أُضيف أنّ الموهوب أوالعبقري الحقيقي غالبا ما لايُهزم نفسياً مهما اتهمناه بالجنون، والغرابة، وسخرنا منه، ووقفنا عقبة في طريقه

                        كل الذي يفعله العبقري، هو أنه بدلاً من أن يقوم بتوجيه عبقريته جميعها لخدمة المجتمع، فهو يجد نفسه مضطراً أن يوزعها، مابين الدفاع عن نفسه، وخصوصيته من جهة ، وخدمة مجتمعه من جهة أخرى .

                        الطريف أننا نتصور أننا نَضُرّ بالعبقري ـ نفسياً ـ عندما نسخر منه أونستفزّه، و نقف في طريق عبقريته !
                        والواقعغير ذلك تماماً، إذْ أنّه يضطر في النهاية، أنْ يعاملنا بشخصية، غير شخصيته أحيانا، وعندما يخلو إلى نفسه، يعود لشخصيته الحقيقية، ويستعيد تصرفاتنا الحمقاء، ويضحك منّا عميقا في داخله ، قائلا : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به، وفضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلا "
                        [line]-[/line]
                        تحياتي أخت مباركة بشير
                        وشكري الجزيل على موضوعك
                        القيم أخت ريمه الخاني
                        ـــ
                        "حَتَّى يُظْهِرَهُ الله .. أو أَهْلَكَ دُوْنََهْ "
                        ـــــــــــــــــــ
                        { مع الوطن ... ضد الاحتلال }
                        ـــــــــ
                        sigpic

                        تعليق

                        • د.نجلاء نصير
                          رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                          • 16-07-2010
                          • 4931

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
                          كيف تقتل موهوباً في أسبوع؟
                          محمد البلادي

                          · أثناء دراستنا في المرحلة الثانوية كان معنا زميلٌ نابه؛ ولافت للنظر جداً.. لم يكن طالباً مجتهداً بقدر ما كان شديد الموهبة والعبقرية في مادة الرياضيات تحديداً .. ولأن موهبته كانت موهبة فطرية لم تجد من يقننها ويهذبها، فإنه كثيراً ما كان يستخدمها في إحراج المعلمين وإثبات قصور بعضهم، مما تسبب في كرههم له وتحاملهم عليه. في أحد الأيام طلب منه المدرس حل مسألة رياضية أمام الطلاب فتعمّد حلّها بطريقة مبتكرة ومختلفة عما هو موجود في المقرر، وبدلاً من تشجيعه والإشادة بموهبته، ومحاولة تخليصها مما يشوبها من سلوكيات خاطئة، لم يقبل منه الأستاذ ذلك الحل المبتكر؛ بل اعتبره خروجاً عن النص (المقدس)! والأدهى أنه وبّخ الطالب وبالغ في تجريحه، فما كان منه إلا أن رمى أستاذه بالجهل، فأسرّها الأخير في نفسه وقرر الانتقام منه على طريقته الخاصة.. وبالفعل كان له ذلك بعد حين!.

                          · تذكرت زميلي هذا وأنا اقرأ عن حالة مشابهة حدثت في جامعة كوبنهاجن بالدنمرك؛ حيث جاء أحد أسئلة مادة الفيزياء كالتالي: كيف تقيس ارتفاع مبنى باستخدام جهاز الباروميتر ؟.. كانت إجابة معظم الطلاب هي (بقياس فرق الضغط الجوي على سطح الأرض وسطح المبنى).. غير أن إحدى الإجابات أغضبت أستاذ المادة وجعلته يقرر منح صاحبها (صفراً مكعّباً) دون أن يقرأ باقي إجاباته!.. كانت الإجابة المستفزة تقول: (أربط الباروميتر بحبل طويل وأنزل الحبل من أعلى المبنى حتى يلامس الأرض، ثم أقيس طول الحبل)!.. رغم صحة الإجابة؛ إلا أن أستاذ المادة كان مُحقّاً في غضبه، فالطالب أجاب بأسلوب بدائي لا علاقة له لا بالباروميتر ولا بالفيزياء عامة. تظلّم الطالب لإدارة الجامعة فمُنح فرصة أخرى من خلال أستاذ محايد؛ طلب منه الإجابة على نفس السؤال شفاهة، فأجاب الطالب بثقة: « هناك طرق كثيرة، أولها أن نرمي بالباروميتر من أعلى المبنى، وبقياس الزمن الذي يستغرقه للوصول إلى الأرض يمكن حساب ارتفاع المبنى بواسطة قانون الجاذبية.. ثانياً: إذا كان الوقت نهاراً، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وظل المبنى، ومن خلال قانون التناسب يمكن حساب طول المبنى. ثالثا: إذا أردت إراحة عقلك، فإن أفضل طريقة هي أن تقول لحارس المبنى: «سأعطيك هذا الباروميتر هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذا المبنى» ؟.. أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنستخدم الباروميتر لقياس الضغط الجوي على الأرض وأعلى المبنى ويكون الارتفاع هو الفرق بينهما. سأله الحكم لِمَ لم تكتب هذه الإجابة وأنت تعرف أن أستاذك ينتظرها؟.. فأجاب: لقد ضقت ذرعاً بالأساتذة.. إنهم يفرضون علينا كيف نفكر!.

                          · المفارقة المدهشة -عزيزي القارئ - أن هذا العبقري الدانمركي واسمه « نيلز بوهر» لم ينجح فقط في المادة، بل إنه كان الدانمركي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء!.. أما زميلنا العبقري السعودي فلا أعلم عنه شيئا إلا أنه لم يكمل دراسته الجامعية، وربما كان لأستاذ الرياضيات دور في ذلك!.
                          · ما وددت لفت أنظاركم إليه هو أن بناء موهوبٍ واحد يحتاج إلى الكثير من المال والوقت والجهد.. بينما لا يحتاج قتل ألف موهبة إلا لبيئة تعليمية عقيمة، أو لأستاذ جاهل أو حاقد يمكنه الإجهاز على مواهبهم خلال أسبوع واحد فقط!.
                          · تُرى!! كم من المواهب تموت في مدارسنا كل يوم.. لأن أصحابها تجرأوا وفكروا بطريقة مختلفة عن أساتذتهم؟!
                          كم من موهبة قتلت بسبب جمود الأفكار الموروثة ونمطية التعليم وجموده
                          شكرا ريمه على هذا الطرح
                          تحية تليق بك غاليتي
                          sigpic

                          تعليق

                          • ريمه الخاني
                            مستشار أدبي
                            • 16-05-2007
                            • 4807

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة منى المنفلوطي مشاهدة المشاركة
                            مثل هذه الحكاية تمتلئ بها مدارسنا وجامعاتنا
                            فبعض المعلمين يصيبهم الكبرياء إذا تفوق عليهم إحد الطلاب بذكائه ، وبدلا من تشجيعه لتنمية موهبته وصقلها نراهم يضعون العراقيل النفسية لإحباط الطالب وإفقاده الثقة بنفسه.
                            لهذا نجد التخلف عندنا يسبق التقدم بأشواط طويلة .

                            الأستاذة ريما :
                            موضوعك قضية مهمة لأنها تؤثر في المستقبل الذي يبنيه هؤلاء الشباب
                            وأظن انه موضوع يستحق أن يوضع على طاولة والحوار والنقاش لدراسة أسبابه والحلول الممكنة للتغلب عليها
                            شكرا لك .
                            هذه ناحية هامة جدا وخطيرة وليست محصورة في عالم المدرسة بل في كل مجال يظهر فيه الإبداع...
                            حقيقة نحن في مجتمع تنافسي لاتكاملي
                            لك محبتي

                            تعليق

                            • ريمه الخاني
                              مستشار أدبي
                              • 16-05-2007
                              • 4807

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة هناء عباس مشاهدة المشاركة
                              الأساتذة الأجلاء
                              بعد التحية
                              هناك مدارس تسمي مدارس الموهوبين ويدرس فيها معلمون هم اهل وذكاء أعلي من الموهوبين أو موهوبين مثلهم لأن ما يحدث من عدم تشجييع المعلم للطفل الموهوب هو نتيجة لقصور المعلم ذاته أو عدم مقدرته العقلية والعلمية علي ملاحقة التلميذ الموهوب فيشعر أمامه بالضألة ومن ثم فيحاول تقييد إبداعه حتي لا يظهر قصوره امام الطلاب وهناك إستراتيجيات معينة يتبعها خبير المناهج مع المعلم ليستطيع التدريس للطفل الموهوب فالأمر ليس صعبا للغاية ولكنه فقط يحتاج الإستعانة بمتخصص مناهج او موجه المادة للمساعدة في ذلك عند قصور المعلم ودائما في المدارس هناك ما يسمي بفصول المتفوقين ولا يدرس لها اي معلم.
                              تحياتي
                              نعم تماما ظهرت مؤخرا مدارس كما ذكرت وهي مازالت قليلة العدد والنتاج مقارنة بمن سبقونا...
                              نامل ان تكثر ويمتد نشاطها فنحن بحاجة ملحه لها ونريد تشجيعا ودعما حكوميا قويا لها.
                              الف تحية وشكر
                              التعديل الأخير تم بواسطة ريمه الخاني; الساعة 03-08-2011, 19:20.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X