كُبَّة
ــ باس
ــ وأنا باس
ــ سبعة
ــ تسعة
ــ تفضَلّ إلعبْ
ــ الطرنيب بستوني , واللُّعُبْ ديناري
اعتدنا كُل مساء أن نلتقي أرْبَعتنا بمقهى الشُرَفا , نُمضي فيه بعض الوقت
نحتسي الشاي بالنعناع ونلعبْ - الشدّة - قبل مِرْوَاحنا لبيوتنا .
يقع مقهى الشُرَفا بأطراف الحي الّذي أقطنُ به , وجُل زبائنه
من السواقين وميكانيكية السيارات , لذلك , فلا غرابة إن اشتركَ الجميع
بحوار مع بعضهم البعض , فالكُلّ يسمع ويفهم ما يقوله الآخر .
تنامى إلى مَسامِعي طراطيش كلام من فرسان الطاولة المُجاورة لطاولتنا .
ــ مش معقول ! هل فعلاً هذا ما حَصَلَ مَعَكْ ؟
ــ يا عزيزي , هذه ليست أول مرَّة , وقد حَصَلَ نفس الشيء مع صاحبنا أبو بكر .
ــ أنا لا أصدِّقْ , أعد عليَّ ما حدث وبالتفصيل .
ــ قبل ثلاثة أيام , قمتُ بتوصيل أحد الزبائن إلى حي صافوط المُتاخِمْ لعين الباشا
وبطريق عودتي , أوْقفتني إحدى السيدات , جَلَسَتْ بالمقعد الّذي بجانبي
مَدَدْتُ يدي كي اكسِرْ فتحة العداد , فطَبْطَبَتْ على كتفي قائلة :
ــ لا داعي للعداد , وسِرّ على مهلك .
خلعَتْ عنها ثوبها الأسود الفضفاض , فبَانَتْ أمامي بجسدها البَضّ العاري
كما خلقها الله عَزَّ وجَلّ .
وبدأتْ ب .....
ــ لا تُكمل
تدلّى لساني , وانسكب الشاي فوق بنطالي , وأنا مُنصِتْ لهذا الحوار الساخن .
ــ طرنيبك ؟
اجبته وكأني اندب حظي :
ــ كُبّة
طبعا خسِرْتُ الدّقْ . ثم تفرقنا كلُّ إلى عشّه .
ماذا لو صادَفتني إحداهُنّ ؟ لَكُنْتُ أعْمَلْ معها العمايل كما بأيامي الخوالي
فربما تلين مَفاصلي التي تيبَّستْ من القعدة وراء هذا المِقوَدْ
فيزول عنها الصدأ المُتراكم منذ سنين .
غداً , سوف - أفَلّلْ - تنك البنزين , وأتصَرْمَحْ كالشُبّان الصُيَّعْ , حتى ألْقاهَا.
غادرَ محطة الوقود بعد أن شحنها ببنزين يوصلُه حتى العقبة إذا رغب .
جلسَ خلف المقود وانطلق من حَيٍ إلى حَيّ , البعيد منها والقريب ,
لَمحَ عداد الحرارة , فإذا به بحدّه الأعلى ، والماء داخل - مطرة - التبريد يفور .
أخذ يمينهُ وترجَّلَ , فتح غطاء - الماتور - كي يبرد وأشعلَ لفافة تبغ ريثما تخِفْ الحرارة .
داسَ فوق - سَبْرُوسة - سيجارتهُ , وأغلقَ غطاء - الماتور - بعد أن بَرَدْ
فتحَ الباب لينطلق , فوجدها جالسة بالمقعد الخلفي تتكلم بهاتفها الخلوي
وبجانبها رجل يضبضب سرواله ، يبدو انه يتهيّأ للخروج من السيارة بعد أن أنهى مهمة شاقة .
قال صاحبنا في سِرِّه : ــ مش مُهم . أنتظرْ حتى تُنهي المُكالمة ويذهب الرجل . بعدها ستشاهدون
.العجب العجاب من محسوبكم المكبوت من أيام البلاد
ــ انطلق إلى البيت ْ يا عمّ زُهدي .
قالتها , وكأنه - شوفير - عند أبوها !
وَصَلَ الفيلاّ , فنزلَ من السيارة وفتحَ لها الباب
ــ من فضلك , اغسل السيارة ولمِّعها جَيِّداً , الليلة سَنَجُوبْ أحياء العاصمة الراقية
ونغزُوا مقاهيها , فلا تنسَى ارتداء زِيَّكْ الرسمي , هل فهمت ؟
ــ أمْرِكْ يا سِتْ فاتن .
ــ باس
ــ وأنا باس
ــ سبعة
ــ تسعة
ــ تفضَلّ إلعبْ
ــ الطرنيب بستوني , واللُّعُبْ ديناري
اعتدنا كُل مساء أن نلتقي أرْبَعتنا بمقهى الشُرَفا , نُمضي فيه بعض الوقت
نحتسي الشاي بالنعناع ونلعبْ - الشدّة - قبل مِرْوَاحنا لبيوتنا .
يقع مقهى الشُرَفا بأطراف الحي الّذي أقطنُ به , وجُل زبائنه
من السواقين وميكانيكية السيارات , لذلك , فلا غرابة إن اشتركَ الجميع
بحوار مع بعضهم البعض , فالكُلّ يسمع ويفهم ما يقوله الآخر .
تنامى إلى مَسامِعي طراطيش كلام من فرسان الطاولة المُجاورة لطاولتنا .
ــ مش معقول ! هل فعلاً هذا ما حَصَلَ مَعَكْ ؟
ــ يا عزيزي , هذه ليست أول مرَّة , وقد حَصَلَ نفس الشيء مع صاحبنا أبو بكر .
ــ أنا لا أصدِّقْ , أعد عليَّ ما حدث وبالتفصيل .
ــ قبل ثلاثة أيام , قمتُ بتوصيل أحد الزبائن إلى حي صافوط المُتاخِمْ لعين الباشا
وبطريق عودتي , أوْقفتني إحدى السيدات , جَلَسَتْ بالمقعد الّذي بجانبي
مَدَدْتُ يدي كي اكسِرْ فتحة العداد , فطَبْطَبَتْ على كتفي قائلة :
ــ لا داعي للعداد , وسِرّ على مهلك .
خلعَتْ عنها ثوبها الأسود الفضفاض , فبَانَتْ أمامي بجسدها البَضّ العاري
كما خلقها الله عَزَّ وجَلّ .
وبدأتْ ب .....
ــ لا تُكمل
تدلّى لساني , وانسكب الشاي فوق بنطالي , وأنا مُنصِتْ لهذا الحوار الساخن .
ــ طرنيبك ؟
اجبته وكأني اندب حظي :
ــ كُبّة
طبعا خسِرْتُ الدّقْ . ثم تفرقنا كلُّ إلى عشّه .
ماذا لو صادَفتني إحداهُنّ ؟ لَكُنْتُ أعْمَلْ معها العمايل كما بأيامي الخوالي
فربما تلين مَفاصلي التي تيبَّستْ من القعدة وراء هذا المِقوَدْ
فيزول عنها الصدأ المُتراكم منذ سنين .
غداً , سوف - أفَلّلْ - تنك البنزين , وأتصَرْمَحْ كالشُبّان الصُيَّعْ , حتى ألْقاهَا.
غادرَ محطة الوقود بعد أن شحنها ببنزين يوصلُه حتى العقبة إذا رغب .
جلسَ خلف المقود وانطلق من حَيٍ إلى حَيّ , البعيد منها والقريب ,
لَمحَ عداد الحرارة , فإذا به بحدّه الأعلى ، والماء داخل - مطرة - التبريد يفور .
أخذ يمينهُ وترجَّلَ , فتح غطاء - الماتور - كي يبرد وأشعلَ لفافة تبغ ريثما تخِفْ الحرارة .
داسَ فوق - سَبْرُوسة - سيجارتهُ , وأغلقَ غطاء - الماتور - بعد أن بَرَدْ
فتحَ الباب لينطلق , فوجدها جالسة بالمقعد الخلفي تتكلم بهاتفها الخلوي
وبجانبها رجل يضبضب سرواله ، يبدو انه يتهيّأ للخروج من السيارة بعد أن أنهى مهمة شاقة .
قال صاحبنا في سِرِّه : ــ مش مُهم . أنتظرْ حتى تُنهي المُكالمة ويذهب الرجل . بعدها ستشاهدون
.العجب العجاب من محسوبكم المكبوت من أيام البلاد
ــ انطلق إلى البيت ْ يا عمّ زُهدي .
قالتها , وكأنه - شوفير - عند أبوها !
وَصَلَ الفيلاّ , فنزلَ من السيارة وفتحَ لها الباب
ــ من فضلك , اغسل السيارة ولمِّعها جَيِّداً , الليلة سَنَجُوبْ أحياء العاصمة الراقية
ونغزُوا مقاهيها , فلا تنسَى ارتداء زِيَّكْ الرسمي , هل فهمت ؟
ــ أمْرِكْ يا سِتْ فاتن .