[poem=font="arial,7,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="groove,8,indigo" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
الله من يومٍ رعيتُ به المها=في روض وادٍ باحتفاء الأنجمِ
يوم النوى يا ريم ُ قبّلتُ اللمى=والثغر يقطر عابقا بالبلسمِ
وترى غداة الرعي موسم أعيني=تبكي كما حال الأغرّ الملجمِ
فبكيتُ ذات البين غيثما ربما=يشفي الجريح بحدِّ سيفٍ محْكمِ
وشربتُ من كأس المخيلة والضنى=فضويتُ في ليلٍ دجيٍّ مُظْلِمِ
أبحرتُ في أيان أيام الهوى=أيام كان الشهد عذباً في الفمِ
رحماكِ يا ريماً كفاكِ تنائياً=فالقلب قد أضناه عذب المبسمِ
يا ليت شعري لاح فيكِ كبارقٍ=في صمتِ ليلٍ ممطرٍ ومدلهمِ
والرعدُ يقصف بالعشيّة والسنا=والمزن تهطل هيض فيض الغيدم
ذكّرْتِني ياريم أيام الصبا=يوم التقينا تحت دوم الايْهمِ
أسقيتني كأس المدامة بالصفا=حتى تجلى في جبينكِ مغنمي
هل هكذا قد ينتهي وصل الهوى=أمْ أنكر الخل الوصالَ بمقدمِ
يا ريم حلي بالمرابع والفلا=أعلمتِ أني في رياض المهشمِ
وجعلتُ من وادي المهيم موردا=في الهيفِ أصبح منجعي في المرتمِ
وغدوتُ يوما بالمحاطةِ هائما=وكذا العبادل عين سري المبهمِ
أطوي القفار وكم خلاءٍ موحشٍ=فيه الأنيسُ عواء ذئبٍ أسحمِ
جبتُ الديار ودار ريمٍ وصفها=يسمو الثرى لكأنه في الأنجمِ
وإذا سجى ليلي فأضواء الدجى=تصحو على لحن الهوى المترنمِ
ياربة السحر الجلي بناظري =يكفي عذابا فوق حمل المعُدمِ
صارعتُ أشواقي فغالبني الجوى=لأفرّ مهزوما بحيلةِ مُغرمِ[/poem]