عندما قررت الرحيل عن وطني كنت تواقآ لرؤية العالم الذي أحلم به ,كان بي شوقآ لألامس الواقع الذي كنت أشاهده من بعيد أردت ابصار بريق
الحضارة والانغماس في التطور وهكذا أصبحت هناك.
تدوربي تلك العجلات تحمل جسدي وأتنقل عبرها في كل مكان وتمضي الأيام وتتوقف تلك العجلات عن السير لا أدري نفذ وقودها الذي يساعدها علي السير وبالتالي لم تعد تحملني أم أن أنظمة البلد التي تدور فيها تلك العجلات أجبرتها على التوقف , وانفصلت كل عجلة على حده وقصدت طريقآ يختلف عن طريق
الأخرى وبقيت أنا هناك في ذلك المكان لا أقوى على السيرولا أستطيع الحركة وبقي جسدي ممددآ وحيدآ يراقب ما حل به في ذهول وألمت بي الحيرة
وأنا مقيد في ذلك المكان ويتوقف عندي الزمن واراقب عن كثب ما يدور حولي أملآ في أن اجد سبيلآ للخروج مما أنا فيه
وبعد فترة استعيد الأحساس بالوقت وأشاهد زمرآ من الناس تسير صوبي يتبعها زمرحينها حلق في سماء عجزي الفرح وجزمت أن هؤلاء لابد أن اجد فيهم من يساعدني وعلى يده ستكون نجاتي ويعبرون من أمامي جماعات ولكنهم لا يعيرونني أي انتباه ومن خلفهم يسير على ذلك النهج مما زاد شعوري
بالألم واصبحت في غاية الاحباط.
وأتسائل لماذا لا يعيرني هؤلاء الناس أي اهتمام ولما لايقومون بمساعدتي أوحتى النظرفي؟
ثم تزداد في أعماقي الأسئلة وأسأل نفسي سؤلآ يتعلق بهم حيث أنظر لهم وهم يسيرون بسرعة ومن غير توقف فلماذا لم تتوقف عجلاتهم مثلما توقفت
عجلاتي ولماذا هم مسرعون ولا أحد منهم يريد مساعدتي؟ وهم يشاهدون عجزي ومدركين عدم مقدرتي على الحركه .
وبعد تلك الأسئلة بقيت بلا اجابة مما زاد الأمر سوء وشعرت انها ربما تكون نهايتي في ذلك المكان الذي كنت أحلم به.
وأعود لرؤيه مايحدث حولي فأرى أن الحشود اصبحت أكثر وأكثروكم تمنيت أن اقدر على النهوض لأشاهد أولهم ولكن للأسف لاأستطيع فسجدي بقي
كما هوعاجز عن الحركة وأكتفي بشاهدة آخر الصفوف من ذلك الحشد وفجأة يرتفع صخب الات الموسيقى وتدوي في الأرجاء صرخاتهم وضحكاتهم
وتتطاير في السماء الألعاب وتضاء الشموع ويطل القمرفتتراقص أجسادهم وتتمايل في كل أتجاه وأنا هناك لا أحرك ساكن وتفوح من وجوههم رائحة
غربتي تشير بأتجاهي وأنظرالى السماء فأشاهد أن الجوم تزين أحتفالهم .
وأعود لذاتي لأرى موقعي من كل مايحصل أمامي فأجدني فقط مسموح لي بتسجيل ما اشاهده وتوثيقه في ذاكرتي, فلا أملك أي اداة لاتواصل معهم
أو مشاركتهم أحتفالهم وأن كنت لا أدري عن ماذا يحتفلون؟
وبعد ليل طويل طويل يتسرب ذلك الجمع ويرحلون جماعات جماعات كما وفدو ويقترب موعد شروق الشمش التي كم يخيفني ظهورها وأنا على هذا الحال وقبل طلوعها بقليل يرحل آخرهم وقد كان ثملآ للغاية يترنح هنا وهناك ولايدرك في أي أتجاه يسير ولا أشعرأنا ولم يشعر هو كذلك الا عندما
أصتدم جسده بجسدي العاجز فنظرلي نظرات فيها الكثير من الأستغراب والدهشة ولكني مدرك للحالة التي هو عليها فلم اعره الكثير من الأهتمام ونهض متثاقلآ وظل يتمتم ويتحدث بسيل من العبارات المتقطعة لم أعي منها شيئآ
فعاد وأقترب مني مرة أخرى وظل يردد عبارة واحدة رددها علي طويلآ أدركت من خلال تلك العباره أن ما كنت أشاهده وأعيشه أمامي لم يكن
سوي احتفالهم بعيد رأس السنة الميلادية.......................