حكمةُ التَّكوين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هاني درويش
    عضو الملتقى
    • 24-07-2008
    • 100

    حكمةُ التَّكوين

    حكمَةُ التَّكوين
    ( ألقيت في أمسية المركز الثقافي الروسي بدمشق بتاريخ 9\12\2010)




    هيَ حكمةُ التكوينِ
    تبتَدِعُ ابتكاراتِ التَّضادّْ
    فمنَ الترابِ إلى الهواءِ
    منَ الهواءِ إلى الترابْ
    والماءُ بينهما حياةْ
    ومنَ الرَّحيلِ إلى الحلولِ يسوحُ في لَهَفٍ فؤادْ
    روحٌ تُشّعِّثُها التَّفاصيلُ الصغيرة بينَ قبضٍ وامتدادْ
    تتناوبُ الزَّفرات آهات هبوطاً
    ثمَّ تهزجُ بالأغاريدِ المؤذِّنةابتداءاتِ الصُّعودْ
    ويضُمنا مفهومُ ما يُدعى الوَطَنْ
    مَنْ مُدْرِكٌ مفهومَ ما يُدْعى الوَطَنْ
    كفٌّ تُمَدُّ بِمَرحبا؟
    أخرى بِعُهدتها زناد؟
    ثغرٌ تبسُّمُهُ حبا؟
    غيدٌ تمايَسُ في الرِّحاب؟
    عصفورةٌ تشدو؟
    ترانيمٌ تجلجلُ في الصدور؟
    سجنٌ يُغَلِّقُ ألفَ باب؟
    قمرٌ يُفَضِّضُ كلَّ الوانِ الهضابْ؟
    رَحِمٌ تَلِدْ؟
    صلبٌ تَوَحَّدَ والتُّرابْ؟
    وحقيقةٌ جبَّتْ تلاوينَ السَّراب؟
    وجواشنٌ عندَ التُّخومْ
    مُتَسَلِّحونَ الوعيَ والايمانَ كلاً من يقينْ
    قلماً وقرطاساً نقياً والنَّوايا طيبَ مااعتنقوا العَبَقْ
    يتربصون التيهَ فتحاً للزمنْ
    زمناً بهياً لا يلوثُهُ المِلَقْ

    يا تيهُ
    ها جئناكَ قحماً
    فينا انشراحُ الروحِ يُهنِؤهابمحمودٍ رنيمْ
    فاعتِدْ
    عَتَدنا النُّورَ إيقاعاً لخَطوِ الزاحفينْ
    الصاعدينَ إلى مراقي الجُلجُلَة
    هذي الحروفُ مُحَجَّلة
    والشوطُ يكسبه الأصيلْ
    والمواسمُ مُقبِلَة
    بنشيدِ أنشادِ الخلودْ

    قلبي
    بوسع الودِّ أفرُشهُ بساطاً من بياضْ
    وأرمِّـمُ الصَّدعَ الذي حطَّت به الأوجاعُ
    والزَّمنُ انحسارْ
    في كوننا المُرتَدِّ
    علَّقتُ النزيفَ على عباءاتِ الأنينِ
    وقلتُ للشمسِ ارتوي
    هذي دمانا لإنفجاراتِ الضياءِ
    تَفجري منَّا وفينا واعلني نورَ السَّلامْ
    ولتمنحي الأقمارَ كلَّ لجيننا
    سيعانِقُ الغدرانَ والأنهارَ يودي بالقتام

    أسري ....
    يميني واليسار ميممان لقبلة الشهداءِ طيَّاراً تَجَعْفَرَ نهرهُ
    ونذرتُ أن القاكَ يا طيَّارُ فوقَ الريحِ ممتطياً جناحَ السيفِ
    لاأشكو كَهامْ
    يا نيلُ...
    عانقْ شطَّ دجلة واقرِئا من ضفتي بردى السلامَ على الكرام
    مِقدارنا ودمَ الحسينِ تلاحم (بالضادِ وأقرأ )جبهةً قصوى لكي نهدي الأنام
    الصبحُ منبعهُ هنا
    والكلُّ مُرتهنٌ هنا
    وهنا الأنا في النحن معنى يامددْ
    تتآلفُ الأرواحُ في عّضَدٍ إراديِّ المسيرةِ تشتهي...
    إمَّا الحياةَ بعِزَّةٍ أو مرحبا بالموتِ والجذرُ انجذار السنديانْ
    من للشهادةِ؟
    غير من رفعوا لواء الحقِّ وانتصروا بهِ انتصروا لهُ اقترفوا الأصالةَ كلَّها
    فانصاعتِ الدنيا وقد شاؤا
    وبَسْمَلَهمْ صباحْ
    ولقدْ قدِمتَ إلى الصوابِ ولم يتُهْ منكَ الدَّليلْ
    يا عازفاً قيثارة الوجدِ النبيلِ
    على محيَّاكَ السلامْ
    وعلى الهماماتِ التي في النفسِ تسليمٌ منَ الأنُفِ الكرامْ
    الوعدُ....
    وعدُ اللهِ
    بشَّرنا بِسلسلَ سلسبيلْ
    نحنُ الذين على الصراطِ
    وبالصراطِ
    نجوزُ زعمَ المستحيلِ موائمينَ العشقَ مع كلِّ الفصولْ
    من بذرة الحبِّ النبيلِ نماؤنا
    فهوالبدايةُ
    والمسيرةُ
    والنهايةُ
    والتَّبَلُّجُ
    لا أُفولْ
    فعلامَ يُرهِبنا التحوُّلُ والرَّحيل؟
    فلطالما منَّا إلينا قد رحلنا أونزلنا
    والبيادرُ لم تزل حفلاً بغلاتِ الحقولْ
    من ماءِ سمرتنا رويناها ففاضتْ خيرَ غلاتٍ
    وأذهلتِ الذهولْ
    إن كانتِ الغربانُ تعلنُ حشرها في أيكة العشاقِ
    فلتعلم ْ
    مؤدَّاها تزولْ
    للَّيلِ كم قُلنا
    وما زلنا على عهدٍ نقولْ
    مقدارُ هذاالليل حتماً ان يزول
    والصبحُ تزهوه المشارفُ والندامى العاكفون على الشَّمولْ
    من هذة الكأسِ الحميمةِ مشربُ العُشَّاقِ عُبَّاداً لخلاقٍ جليلْ
    ماكانَ بينَ المنتمين فواصلٌ لالا ولم تمنع حدودْ

    يا أيها الفرَحُ المؤمَّلُ فلتَعُدْ
    مازلتَ في دمنا انتظاراً
    لن نملَّ
    وحقِّ صُبحِكَ
    رغمَ ما دُوَلُ الطَّواغيتِ استباحتْ
    واستبدَّ الإنكفاءْ
    إنَّاوطيرَ البرقِ منتظرونَ عندَ شواطيء البحرِ الموشَّحِ بالسَّوادِ وبالسُّهادْ
    ستونَ نمخر في عباب الجهلِ والجزارُ تسويفٌ بأمنٍ كالسَّرابْ
    ورقابنا حدُّ الشِّفارِ مُضللونَ بما ادَّعوا تفسيرَ آياتِ الكتابْ
    عُدْ يا مؤمَّلُ
    قد صحونا من سباتِ الخدرِ وانتبه الشَّبابْ
    هانحنُ نفتتحُ الدِّماءَ جداولاً فُصحى
    تُزغردُ في الرَّمادِ
    وتنتضي ألقَ الخصوبةِ
    نمتطي السُّفُنَ التي إقلاعها عكسَ الرِّياحِ وضدَّ ممتهنِ العِبادْ
    ما عادتِ الطاعاتُ للحكامِ أولي الأمرِ إلا بالجهادْ
    ولأنتَ ممَّن جاهدوا بالحرف ِ كي نصحو وننتهجَ الرَّشادْ
    ولقد أتى أُكُلاً جهادكُ فلتعدْ بالإجتهادْ
    القلبُ نبضٌ بانعكاسِ الوعي في عقلِ المتيَّمِ بالجمالِ
    وفزَّ أوجاعاً بما نَشَرَ الخرابْ
    زعموا اعتدالاتٍ وقربى للذي أودى بنا صوبَ التَّبابْ
    يا بسمَةً في البالِ مازالتْ تراوِدُ كلَّ طفلٍ
    لا تُصِخْ سمعاً لأبواقِ الكلابْ
    عدْ والعنِ الرِّداتِ قاطبةً وأذَّنْ لا سلامَ معا لذِّئابْ
    من قالَ أنَّ الشاةَ يمكن أن تعيش الأمنَ منْ حدٍّ ونابْ
    عجَبٌ عُجابْ!!!
    أيروجون لأمننا قانونَ غاب؟
    أم يزعمونَ حضارة الذئبِ المهيمنِ والكلاب؟
    والخارجون هنا عنِ القانونِ نحنُ
    فتهمة الإرهابِ جاهزةٌ
    ونعمَ المذعنينَ إلى استِلابْ
    لا لن نكونَ إلى استلاب
    فاشرع دمانا واقتحم هذا العبابْ
    واستَلَّنا من مفرداتٍ حنَّطتها الرِّدَّةُ العمياءُ في سِفرِ الهزائمْ
    سنفزُّ من تابوتنا حجراً مقاومْ
    ونلاقحُ الرحمَ الخصيبةَ بذرةَ الميلادِ للزمنِ الجميلْ
    وانعِمْ بامِّ هاشمْ
    ولاَّدةِ اللآءاتِ توحيدَ التَّشَهُّدِ والشَّهادةِ
    وابتكار الجدةِ الأبهى
    لمفهومِ المقاومْ
    كم أشرعوا للفتكِ ممَّا موَّل النفطُ المهرَّبُ كي تقوم هنا المآتمْ
    هذي الجنازات الفسيحةُ بعضُ ما جادت به كفُّ المُساوِمْ
    ويحاورون على السلامِ بممطرِ الفوسفورِ من جودِ المُسالِمْ
    فهو السلامُ اذاً؟؟؟؟
    وينسى المانحونَ بأنَّ هذي الأرض كلٌّ من رفاتْ
    عُجِنَتْ بأجسادِ الضحايا كي تقومَ إلى الحياة
    لم يعلموا أن الحجارةَ هاهنا ولادةٌ من رحمِ ذيَّاكَ المَوات
    من راقبَ القصفَ الجحيمَ لسوف يدركُ كم لهذي الأرضِ من أرقٍ بأذهانِ الطُّغاة
    لم يتركوا حجرا ولاشجرا ولا بشرا وما زالت تبيضُ لهم أباة
    يتوسلون البحر سونامي ويرهبهم حفاة
    ياربَّ هذي الأرضِ كم أبدعتَ َ من خلقٍ جليلٍ هاهنا
    وهناكَ كم سخَّمتَ من خلقٍ عُصاة
    أرأيت كيف المتقين تكوكبوا فوق الخرائب كي يؤدون الصلاة؟
    ورأيتَ كيف المتَّكين على النمارقِ يدَّعونَ لك الصلاة
    طبقيَّةٌ هذيالصلاةُ وضدُّها القطع العمودي الذي غذَّى الطوائف والفئات
    ياربُّ مازلنا على وعدٍ مع الآتي المؤملِ بانتظار قيامة كبرى
    ستأتي
    وهوَ وعدُكَ قد وثقنا واعتنقنا فالممات لنا حياة
    يا ربُّ أحلمُ واعياً
    رؤيايَ ليست تعرفُ الأضغاثَ يعمرني اليقين
    ستعودُ هذي الأرضُ للأهلِ الحفاةِ الطيبين
    ويقوم حق القابضين الجمرَممشوقا مكين
    راياته ياء وسين
    واقرأ بأسفار الجماهير الغفيرةِ
    لا الغفورةِ
    هاهمُ نفروا بغلات السنين
    متهودجونَ على عِشارٍ من جماجمهمْ
    سواعدهمْ
    دِماهمْ
    يمخرونْ
    ويجاوزون التيهَ لا فرعونَ يرهبهم ولا النمرودُ لا قيد السجون
    وضح الطريق
    فرز العدو من الصديق
    وجنازة كبرى هنا حتماً تليق
    بالصاعدين إلى السماء من الحريق
    والنابتينَ من الترابِ قوافلاً عرفوا اتجاهاتِ المسير
    خبروا الزعامات العتيقة فانبرو تحطيمَ أسباب الخراب
    قد يسهم التخريب أحيانا بإعمار الخراب
    كم كربلاءٍ في العراق وفي جنين
    وفي جنوب الحبَّ قانا
    (والحريقةُ )مثلها (بحر البَقَرْ)
    كم سوَّقَ السفهاء سلماً كي يعمَّ بنا الخَدَرْ
    ويجيء حجٌّ لم يته عن قِبلةِ الشرفاءِ في عطفيه شريانُ الحياة يطوف غزَّةْ
    عُد يا أمينُ على الفصيحِ وهاكَ ما يدعو لِعِزَّة
    واهزج مع ا لحُجَّاجِ تلبيةً
    فهانؤكَ استفزَّه
    حرفٌ سطعتَ بهِ
    فردَّ إليكَ هزجَه

    [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][frame="1 70"] [/CENTER]
    [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]هاني درويش[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
    [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]عضو رابطة الجواشن[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
    [CENTER][/frame][/COLOR][/FONT][/SIZE][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][URL="http://abonamirhanidarwish.jeeran.com"][/URL][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
  • ريما منير عبد الله
    رشــفـة عـطـر
    مدير عام
    • 07-01-2010
    • 2680

    #2
    [align=center]
    الشاعر الكبير هاني درويش أبو نمير

    روحٌ تُشّعِّثُها التَّفاصيلُ الصغيرة بينَ قبضٍ وامتدادْ
    عدت إلينا تحمل عنفوان الكلم
    تطيب لذيذ الشعور بجميل الحروف
    تنقلنا إلى عوالم الجود
    ترسو بنا على شواطئ القصيد العذب
    هاهمُ نفروا بغلات السنين
    متهودجونَ على عِشارٍ من جماجمهمْ
    سواعدهمْ
    دِماهمْ
    يمخرونْ
    نقرؤك بمشاعر تتأرجح ما بين الإعجاب والتوغل في غابات الصدق
    لنصل إلى عذوبة مرهفة أنت أهل لها
    شاعرنا هاني
    يسعدني أنك هنا
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة ريما منير عبد الله; الساعة 24-12-2010, 20:10.

    تعليق

    • خالد شوملي
      أديب وكاتب
      • 24-07-2009
      • 3142

      #3
      الشاعر القدير هاني درويش

      قصيدة راقية جدا من حيث اللغة والأسلوب. مهارة عالية في التصوير والتعبير. سعيد جدا أن أقرأ لك هنا.

      تثبت!

      أهلا بك أيها الصديق الغالي.

      دمت بألف خير وشعر!

      محبتي وتقديري

      خالد شوملي
      متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
      www.khaledshomali.org

      تعليق

      • هاني درويش
        عضو الملتقى
        • 24-07-2008
        • 100

        #4
        [align=center]
        المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله مشاهدة المشاركة
        [align=center]
        المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله مشاهدة المشاركة
        الشاعر الكبير هاني درويش أبو نمير

        روحٌ تُشّعِّثُها التَّفاصيلُ الصغيرة بينَ قبضٍ وامتدادْ
        عدت إلينا تحمل عنفوان الكلم
        تطيب لذيذ الشعور بجميل الحروف
        تنقلنا إلى عوالم الجود
        ترسو بنا على شواطئ القصيد العذب
        هاهمُ نفروا بغلات السنين
        متهودجونَ على عِشارٍ من جماجمهمْ
        سواعدهمْ
        دِماهمْ
        يمخرونْ
        نقرؤك بمشاعر تتأرجح ما بين الإعجاب والتوغل في غابات الصدق
        لنصل إلى عذوبة مرهفة أنت أهل لها
        شاعرنا هاني
        يسعدني أنك هنا
        [/align]

        ريما
        السلام عليكِ حتى تطمئن النفس
        كيف اشكرك؟
        هل للغةِ ان تترجمَ الأحاسيس؟
        لا أظن
        لك ما يليق بقامتك من احترام وتقدير
        هاني
        [/align]
        [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][frame="1 70"] [/CENTER]
        [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]هاني درويش[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
        [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]عضو رابطة الجواشن[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
        [CENTER][/frame][/COLOR][/FONT][/SIZE][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][URL="http://abonamirhanidarwish.jeeran.com"][/URL][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

        تعليق

        • د/ أحمد ناجي
          عضو الملتقى
          • 30-10-2007
          • 94

          #5
          وأخيرا أنت هنا أيها الهزبر

          تسجيل مرور ولى عودة بما يليق

          محبتى أيها الجوشن الكبير

          ناجى
          عضو رابطة الجواشن
          [align=center][URL="http://ahmednagi72.blogspot.com/"][U]|--*¨®¨*--|تَنْوِيعَاتٌ عَلَىَ قِيثَارَةِ الوَجْدِ (مُدَوَّنَة)|--*¨®¨*--|[/U][/URL]

          [URL="http://ahmednagi72.maktoobblog.com/"][U]|--*¨®¨*--|آَخِرُ مَا قَالَتْهُ اليَمَامَةْ (مُدَوًّنَة)|--*¨®¨*--|[/U][/URL]
          [flash=http://www.shy22.com/upfiles/ZfC34848.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
          دكتور/ أحمد عبد المحسن ناجى
          [EMAIL="ahmednagi72@hotmail.com"]ahmednagi72@hotmail.com[/EMAIL]
          [/align]

          تعليق

          • منيره الفهري
            مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
            • 21-12-2010
            • 9870

            #6
            الحقيقة أحاسيس عديدة تملكتني و أنا أقرأ هذه الكلمات الدرر فتارة أبكي و يلفني يأس كبير ثم أضحك أملا و أرفع رأسي كبرياءا...مهما قلت فلن أستطيع أن أوفي هذة الدرر حقها...لذلك سأصمت و أعيد قراءة القصيدة علني أجد حروفا أقولها ...رائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــعة من روائع هذا الزمان يا أستاذنا الكبير هاني درويش...دمت مبدعا في نضالك سيدي

            تعليق

            • حســــن عبدالحميد الدراوي
              أديب ومفكر
              • 09-10-2009
              • 73

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة هاني درويش مشاهدة المشاركة

              حكمَةُ التَّكوين


              ( ألقيت في أمسية المركز الثقافي الروسي بدمشق بتاريخ 9\12\2010)






              هيَ حكمةُ التكوينِ


              تبتَدِعُ ابتكاراتِ التَّضادّْ


              فمنَ الترابِ إلى الهواءِ


              منَ الهواءِ إلى الترابْ


              والماءُ بينهما حياةْ


              ومنَ الرَّحيلِ إلى الحلولِ يسوحُ في لَهَفٍ فؤادْ


              روحٌ تُشّعِّثُها التَّفاصيلُ الصغيرة بينَ قبضٍ وامتدادْ


              تتناوبُ الزَّفرات آهات هبوطاً


              ثمَّ تهزجُ بالأغاريدِ المؤذِّنةابتداءاتِ الصُّعودْ


              ويضُمنا مفهومُ ما يُدعى الوَطَنْ


              مَنْ مُدْرِكٌ مفهومَ ما يُدْعى الوَطَنْ


              كفٌّ تُمَدُّ بِمَرحبا؟


              أخرى بِعُهدتها زناد؟


              ثغرٌ تبسُّمُهُ حبا؟


              غيدٌ تمايَسُ في الرِّحاب؟


              عصفورةٌ تشدو؟


              ترانيمٌ تجلجلُ في الصدور؟


              سجنٌ يُغَلِّقُ ألفَ باب؟


              قمرٌ يُفَضِّضُ كلَّ الوانِ الهضابْ؟


              رَحِمٌ تَلِدْ؟


              صلبٌ تَوَحَّدَ والتُّرابْ؟


              وحقيقةٌ جبَّتْ تلاوينَ السَّراب؟


              وجواشنٌ عندَ التُّخومْ


              مُتَسَلِّحونَ الوعيَ والايمانَ كلاً من يقينْ


              قلماً وقرطاساً نقياً والنَّوايا طيبَ مااعتنقوا العَبَقْ


              يتربصون التيهَ فتحاً للزمنْ


              زمناً بهياً لا يلوثُهُ المِلَقْ



              يا تيهُ


              ها جئناكَ قحماً


              فينا انشراحُ الروحِ يُهنِؤهابمحمودٍ رنيمْ


              فاعتِدْ


              عَتَدنا النُّورَ إيقاعاً لخَطوِ الزاحفينْ


              الصاعدينَ إلى مراقي الجُلجُلَة


              هذي الحروفُ مُحَجَّلة


              والشوطُ يكسبه الأصيلْ


              والمواسمُ مُقبِلَة


              بنشيدِ أنشادِ الخلودْ



              قلبي


              بوسع الودِّ أفرُشهُ بساطاً من بياضْ


              وأرمِّـمُ الصَّدعَ الذي حطَّت به الأوجاعُ


              والزَّمنُ انحسارْ


              في كوننا المُرتَدِّ


              علَّقتُ النزيفَ على عباءاتِ الأنينِ


              وقلتُ للشمسِ ارتوي


              هذي دمانا لإنفجاراتِ الضياءِ


              تَفجري منَّا وفينا واعلني نورَ السَّلامْ


              ولتمنحي الأقمارَ كلَّ لجيننا


              سيعانِقُ الغدرانَ والأنهارَ يودي بالقتام



              أسري ....


              يميني واليسار ميممان لقبلة الشهداءِ طيَّاراً تَجَعْفَرَ نهرهُ


              ونذرتُ أن القاكَ يا طيَّارُ فوقَ الريحِ ممتطياً جناحَ السيفِ


              لاأشكو كَهامْ


              يا نيلُ...


              عانقْ شطَّ دجلة واقرِئا من ضفتي بردى السلامَ على الكرام


              مِقدارنا ودمَ الحسينِ تلاحم (بالضادِ وأقرأ )جبهةً قصوى لكي نهدي الأنام


              الصبحُ منبعهُ هنا


              والكلُّ مُرتهنٌ هنا


              وهنا الأنا في النحن معنى يامددْ


              تتآلفُ الأرواحُ في عّضَدٍ إراديِّ المسيرةِ تشتهي...


              إمَّا الحياةَ بعِزَّةٍ أو مرحبا بالموتِ والجذرُ انجذار السنديانْ


              من للشهادةِ؟


              غير من رفعوا لواء الحقِّ وانتصروا بهِ انتصروا لهُ اقترفوا الأصالةَ كلَّها


              فانصاعتِ الدنيا وقد شاؤا


              وبَسْمَلَهمْ صباحْ


              ولقدْ قدِمتَ إلى الصوابِ ولم يتُهْ منكَ الدَّليلْ


              يا عازفاً قيثارة الوجدِ النبيلِ


              على محيَّاكَ السلامْ


              وعلى الهماماتِ التي في النفسِ تسليمٌ منَ الأنُفِ الكرامْ


              الوعدُ....


              وعدُ اللهِ


              بشَّرنا بِسلسلَ سلسبيلْ


              نحنُ الذين على الصراطِ


              وبالصراطِ


              نجوزُ زعمَ المستحيلِ موائمينَ العشقَ مع كلِّ الفصولْ


              من بذرة الحبِّ النبيلِ نماؤنا


              فهوالبدايةُ


              والمسيرةُ


              والنهايةُ


              والتَّبَلُّجُ


              لا أُفولْ


              فعلامَ يُرهِبنا التحوُّلُ والرَّحيل؟


              فلطالما منَّا إلينا قد رحلنا أونزلنا


              والبيادرُ لم تزل حفلاً بغلاتِ الحقولْ


              من ماءِ سمرتنا رويناها ففاضتْ خيرَ غلاتٍ


              وأذهلتِ الذهولْ


              إن كانتِ الغربانُ تعلنُ حشرها في أيكة العشاقِ


              فلتعلم ْ


              مؤدَّاها تزولْ


              للَّيلِ كم قُلنا


              وما زلنا على عهدٍ نقولْ


              مقدارُ هذاالليل حتماً ان يزول


              والصبحُ تزهوه المشارفُ والندامى العاكفون على الشَّمولْ


              من هذة الكأسِ الحميمةِ مشربُ العُشَّاقِ عُبَّاداً لخلاقٍ جليلْ


              ماكانَ بينَ المنتمين فواصلٌ لالا ولم تمنع حدودْ



              يا أيها الفرَحُ المؤمَّلُ فلتَعُدْ


              مازلتَ في دمنا انتظاراً


              لن نملَّ


              وحقِّ صُبحِكَ


              رغمَ ما دُوَلُ الطَّواغيتِ استباحتْ


              واستبدَّ الإنكفاءْ


              إنَّاوطيرَ البرقِ منتظرونَ عندَ شواطيء البحرِ الموشَّحِ بالسَّوادِ وبالسُّهادْ


              ستونَ نمخر في عباب الجهلِ والجزارُ تسويفٌ بأمنٍ كالسَّرابْ


              ورقابنا حدُّ الشِّفارِ مُضللونَ بما ادَّعوا تفسيرَ آياتِ الكتابْ


              عُدْ يا مؤمَّلُ


              قد صحونا من سباتِ الخدرِ وانتبه الشَّبابْ


              هانحنُ نفتتحُ الدِّماءَ جداولاً فُصحى


              تُزغردُ في الرَّمادِ


              وتنتضي ألقَ الخصوبةِ


              نمتطي السُّفُنَ التي إقلاعها عكسَ الرِّياحِ وضدَّ ممتهنِ العِبادْ


              ما عادتِ الطاعاتُ للحكامِ أولي الأمرِ إلا بالجهادْ


              ولأنتَ ممَّن جاهدوا بالحرف ِ كي نصحو وننتهجَ الرَّشادْ


              ولقد أتى أُكُلاً جهادكُ فلتعدْ بالإجتهادْ


              القلبُ نبضٌ بانعكاسِ الوعي في عقلِ المتيَّمِ بالجمالِ


              وفزَّ أوجاعاً بما نَشَرَ الخرابْ


              زعموا اعتدالاتٍ وقربى للذي أودى بنا صوبَ التَّبابْ


              يا بسمَةً في البالِ مازالتْ تراوِدُ كلَّ طفلٍ


              لا تُصِخْ سمعاً لأبواقِ الكلابْ


              عدْ والعنِ الرِّداتِ قاطبةً وأذَّنْ لا سلامَ معا لذِّئابْ


              من قالَ أنَّ الشاةَ يمكن أن تعيش الأمنَ منْ حدٍّ ونابْ


              عجَبٌ عُجابْ!!!


              أيروجون لأمننا قانونَ غاب؟


              أم يزعمونَ حضارة الذئبِ المهيمنِ والكلاب؟


              والخارجون هنا عنِ القانونِ نحنُ


              فتهمة الإرهابِ جاهزةٌ


              ونعمَ المذعنينَ إلى استِلابْ


              لا لن نكونَ إلى استلاب


              فاشرع دمانا واقتحم هذا العبابْ


              واستَلَّنا من مفرداتٍ حنَّطتها الرِّدَّةُ العمياءُ في سِفرِ الهزائمْ


              سنفزُّ من تابوتنا حجراً مقاومْ


              ونلاقحُ الرحمَ الخصيبةَ بذرةَ الميلادِ للزمنِ الجميلْ


              وانعِمْ بامِّ هاشمْ


              ولاَّدةِ اللآءاتِ توحيدَ التَّشَهُّدِ والشَّهادةِ


              وابتكار الجدةِ الأبهى


              لمفهومِ المقاومْ


              كم أشرعوا للفتكِ ممَّا موَّل النفطُ المهرَّبُ كي تقوم هنا المآتمْ


              هذي الجنازات الفسيحةُ بعضُ ما جادت به كفُّ المُساوِمْ


              ويحاورون على السلامِ بممطرِ الفوسفورِ من جودِ المُسالِمْ


              فهو السلامُ اذاً؟؟؟؟


              وينسى المانحونَ بأنَّ هذي الأرض كلٌّ من رفاتْ


              عُجِنَتْ بأجسادِ الضحايا كي تقومَ إلى الحياة


              لم يعلموا أن الحجارةَ هاهنا ولادةٌ من رحمِ ذيَّاكَ المَوات


              من راقبَ القصفَ الجحيمَ لسوف يدركُ كم لهذي الأرضِ من أرقٍ بأذهانِ الطُّغاة


              لم يتركوا حجرا ولاشجرا ولا بشرا وما زالت تبيضُ لهم أباة


              يتوسلون البحر سونامي ويرهبهم حفاة


              ياربَّ هذي الأرضِ كم أبدعتَ َ من خلقٍ جليلٍ هاهنا


              وهناكَ كم سخَّمتَ من خلقٍ عُصاة


              أرأيت كيف المتقين تكوكبوا فوق الخرائب كي يؤدون الصلاة؟


              ورأيتَ كيف المتَّكين على النمارقِ يدَّعونَ لك الصلاة


              طبقيَّةٌ هذيالصلاةُ وضدُّها القطع العمودي الذي غذَّى الطوائف والفئات


              ياربُّ مازلنا على وعدٍ مع الآتي المؤملِ بانتظار قيامة كبرى


              ستأتي


              وهوَ وعدُكَ قد وثقنا واعتنقنا فالممات لنا حياة


              يا ربُّ أحلمُ واعياً


              رؤيايَ ليست تعرفُ الأضغاثَ يعمرني اليقين


              ستعودُ هذي الأرضُ للأهلِ الحفاةِ الطيبين


              ويقوم حق القابضين الجمرَممشوقا مكين


              راياته ياء وسين


              واقرأ بأسفار الجماهير الغفيرةِ


              لا الغفورةِ


              هاهمُ نفروا بغلات السنين


              متهودجونَ على عِشارٍ من جماجمهمْ


              سواعدهمْ


              دِماهمْ


              يمخرونْ


              ويجاوزون التيهَ لا فرعونَ يرهبهم ولا النمرودُ لا قيد السجون


              وضح الطريق


              فرز العدو من الصديق


              وجنازة كبرى هنا حتماً تليق


              بالصاعدين إلى السماء من الحريق


              والنابتينَ من الترابِ قوافلاً عرفوا اتجاهاتِ المسير


              خبروا الزعامات العتيقة فانبرو تحطيمَ أسباب الخراب


              قد يسهم التخريب أحيانا بإعمار الخراب


              كم كربلاءٍ في العراق وفي جنين


              وفي جنوب الحبَّ قانا


              (والحريقةُ )مثلها (بحر البَقَرْ)


              كم سوَّقَ السفهاء سلماً كي يعمَّ بنا الخَدَرْ


              ويجيء حجٌّ لم يته عن قِبلةِ الشرفاءِ في عطفيه شريانُ الحياة يطوف غزَّةْ


              عُد يا أمينُ على الفصيحِ وهاكَ ما يدعو لِعِزَّة


              واهزج مع ا لحُجَّاجِ تلبيةً


              فهانؤكَ استفزَّه


              حرفٌ سطعتَ بهِ


              فردَّ إليكَ هزجَه






              بســـــم الله الرحمن الرحيم

              الأحــد : 26 / 12 / 2010 م

              أبو نـميـر

              الســـــلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              لا فض فوك .... تلك ســــوريا العظيمة بشـــــعرائها الأفاضل مثلك أخي هاني

              ســـــلمت وأحســــنت وتحياتي لك ولدمشـــق الحبيبة

              دمت بخير وســـــعادة

              محبك

              ابو لؤي الدّراوي
              د . حســــــن الدّراوي

              ـ عضو إتحاد كُتاب مصـــــر .
              ـ عضو كُتاب الإتحاد الأفروأســــيوي

              تعليق

              • الحسن فهري
                متعلم.. عاشق للكلمة.
                • 27-10-2008
                • 1794

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة هاني درويش مشاهدة المشاركة
                حكمَةُ التَّكوين
                ( ألقيت في أمسية المركز الثقافي الروسي بدمشق بتاريخ 9\12\2010)




                هيَ حكمةُ التكوينِ
                تبتَدِعُ ابتكاراتِ التَّضادّْ
                فمنَ الترابِ إلى الهواءِ
                منَ الهواءِ إلى الترابْ
                والماءُ بينهما حياةْ
                ومنَ الرَّحيلِ إلى الحلولِ يسوحُ في لَهَفٍ فؤادْ
                روحٌ تُشَعِّثُها التَّفاصيلُ الصغيرة بينَ قبضٍ وامتدادْ
                تتناوبُ الزَّفرات آهات هبوطاً
                ثمَّ تهزجُ بالأغاريدِ المؤذِّنة ابتداءاتِ الصُّعودْ
                ويضُمنا مفهومُ ما يُدعى الوَطَنْ
                مَنْ مُدْرِكٌ مفهومَ ما يُدْعى الوَطَنْ
                كفٌّ تُمَدُّ بِمَرحبا؟
                أخرى بِعُهدتها زنادْ؟
                ثغرٌ تبسُّمُهُ حبا؟
                غيدٌ تمايَسُ في الرِّحابْ؟
                عصفورةٌ تشدو؟
                ترانيمٌ تجلجلُ في الصدورْ؟
                سجنٌ يُغَلِّقُ ألفَ بابْ؟
                قمرٌ يُفَضِّضُ كلَّ ألوانِ الهضابْ؟
                رَحِمٌ تَلِدْ؟
                صلبٌ تَوَحَّدَ والتُّرابْ؟
                وحقيقةٌ جبَّتْ تلاوينَ السَّراب؟
                وجواشنٌ عندَ التُّخومْ
                مُتَسَلِّحونَ الوعيَ والايمانَ كلاً من يقينْ
                قلماً وقرطاساً نقياً والنَّوايا طيبَ ما اعتنقوا العَبَقْ
                يتربصون التيهَ فتحاً للزمنْ
                زمناً بهياً لا يلوثُهُ الملَقْ

                يا تيهُ
                ها جئناكَ قحماً
                فينا انشراحُ الروحِ يُهنِؤها بمحمودٍ رنيمْ
                فاعتِدْ
                عَتَدنا النُّورَ إيقاعاً لخَطوِ الزاحفينْ
                الصاعدينَ إلى مراقي الجُلجُلَةْ
                هذي الحروفُ مُحَجَّلةْ
                والشوطُ يكسبه الأصيلْ
                والمواسمُ مُقبِلَةْ
                بنشيدِ أنشادِ الخلودْ

                قلبي
                بوسع الودِّ أفرُشهُ بساطاً من بياضْ
                وأرمِّـمُ الصَّدعَ الذي حطَّت به الأوجاعُ
                والزَّمنُ انحسارْ
                في كوننا المُرتَدِّ
                علَّقتُ النزيفَ على عباءاتِ الأنينِ
                وقلتُ للشمسِ ارتوي
                هذي دمانا لإنفجاراتِ الضياءِ
                تَفجري منَّا وفينا واعلني نورَ السَّلامْ
                ولتمنحي الأقمارَ كلَّ لجيننا
                سيعانِقُ الغدرانَ والأنهارَ يودي بالقتام

                أسري ....
                يميني واليسار ميممان لقبلة الشهداءِ طيَّاراً تَجَعْفَرَ نهرهُ
                ونذرتُ أن القاكَ يا طيَّارُ فوقَ الريحِ ممتطياً جناحَ السيفِ
                لا أشكو كَهامْ
                يا نيلُ...
                عانقْ شطَّ دجلة واقرِئا من ضفتي بردى السلامَ على الكرام
                مِقدارنا ودمَ الحسينِ تلاحم (بالضادِ وأقرأ )جبهةً قصوى لكي نهدي الأنام
                الصبحُ منبعهُ هنا
                والكلُّ مُرتهنٌ هنا
                وهنا الأنا في النحن معنى يا مددْ
                تتآلفُ الأرواحُ في عضَدٍ إراديِّ المسيرةِ تشتهي...
                إمَّا الحياةَ بعِزَّةٍ أو مرحبا بالموتِ والجذرُ انجذار السنديانْ
                من للشهادةِ؟
                غير من رفعوا لواء الحقِّ وانتصروا بهِ انتصروا لهُ اقترفوا الأصالةَ كلَّها
                فانصاعتِ الدنيا وقد شاؤا
                وبَسْمَلَهمْ صباحْ
                ولقدْ قدِمتَ إلى الصوابِ ولم يتُهْ منكَ الدَّليلْ
                يا عازفاً قيثارة الوجدِ النبيلِ
                على محيَّاكَ السلامْ
                وعلى الهماماتِ التي في النفسِ تسليمٌ منَ الأنُفِ الكرامْ
                الوعدُ....
                وعدُ اللهِ
                بشَّرنا بِسلسلَ سلسبيلْ
                نحنُ الذين على الصراطِ
                وبالصراطِ
                نجوزُ زعمَ المستحيلِ موائمينَ العشقَ مع كلِّ الفصولْ
                من بذرة الحبِّ النبيلِ نماؤنا
                فهوالبدايةُ
                والمسيرةُ
                والنهايةُ
                والتَّبَلُّجُ
                لا أُفولْ
                فعلامَ يُرهِبنا التحوُّلُ والرَّحيل؟
                فلطالما منَّا إلينا قد رحلنا أو نزلنا
                والبيادرُ لم تزل حفلاً بغلاتِ الحقولْ
                من ماءِ سمرتنا رويناها ففاضتْ خيرَ غلاتٍ
                وأذهلتِ الذهولْ
                إن كانتِ الغربانُ تعلنُ حشرها في أيكة العشاقِ
                فلتعلم ْ
                مؤدَّاها تزولْ
                للَّيلِ كم قُلنا
                وما زلنا على عهدٍ نقولْ
                مقدارُ هذا الليل حتماً ان يزول
                والصبحُ تزهوه المشارفُ والندامى العاكفون على الشَّمولْ
                من هذة الكأسِ الحميمةِ مشربُ العُشَّاقِ عُبَّاداً لخلاقٍ جليلْ
                ما كانَ بينَ المنتمين فواصلٌ لا لا ولم تمنع حدودْ

                يا أيها الفرَحُ المؤمَّلُ فلتَعُدْ
                مازلتَ في دمنا انتظاراً
                لن نملَّ
                وحقِّ صُبحِكَ
                رغمَ ما دُوَلُ الطَّواغيتِ استباحتْ
                واستبدَّ الإنكفاءْ
                إنَّا وطيرَ البرقِ منتظرونَ عندَ شواطيء البحرِ الموشَّحِ بالسَّوادِ وبالسُّهادْ
                ستونَ نمخر في عباب الجهلِ والجزارُ تسويفٌ بأمنٍ كالسَّرابْ
                ورقابنا حدُّ الشِّفارِ مُضللونَ بما ادَّعوا تفسيرَ آياتِ الكتابْ
                عُدْ يا مؤمَّلُ
                قد صحونا من سباتِ الخدرِ وانتبه الشَّبابْ
                ها نحنُ نفتتحُ الدِّماءَ جداولاً فُصحى
                تُزغردُ في الرَّمادِ
                وتنتضي ألقَ الخصوبةِ
                نمتطي السُّفُنَ التي إقلاعها عكسَ الرِّياحِ وضدَّ ممتهنِ العِبادْ
                ما عادتِ الطاعاتُ للحكامِ أولي الأمرِ إلا بالجهادْ
                ولأنتَ ممَّن جاهدوا بالحرف ِ كي نصحو وننتهجَ الرَّشادْ
                ولقد أتى أُكُلاً جهادكُ فلتعدْ بالإجتهادْ
                القلبُ نبضٌ بانعكاسِ الوعي في عقلِ المتيَّمِ بالجمالِ
                وفزَّ أوجاعاً بما نَشَرَ الخرابْ
                زعموا اعتدالاتٍ وقربى للذي أودى بنا صوبَ التَّبابْ
                يا بسمَةً في البالِ مازالتْ تراوِدُ كلَّ طفلٍ
                لا تُصِخْ سمعاً لأبواقِ الكلابْ
                عدْ والعنِ الرِّداتِ قاطبةً وأذَّنْ لا سلامَ معَ الذِّئابْ
                من قالَ أنَّ الشاةَ يمكن أن تعيش الأمنَ منْ حدٍّ ونابْ
                عجَبٌ عُجابْ!!!
                أيروجون لأمننا قانونَ غاب؟
                أم يزعمونَ حضارة الذئبِ المهيمنِ والكلاب؟
                والخارجون هنا عنِ القانونِ نحنُ
                فتهمة الإرهابِ جاهزةٌ
                ونعمَ المذعنينَ إلى استِلابْ
                لا لن نكونَ إلى استلاب
                فاشرع دمانا واقتحم هذا العبابْ
                واستَلَّنا من مفرداتٍ حنَّطتها الرِّدَّةُ العمياءُ في سِفرِ الهزائمْ
                سنفزُّ من تابوتنا حجراً مقاومْ
                ونلاقحُ الرحمَ الخصيبةَ بذرةَ الميلادِ للزمنِ الجميلْ
                وانعِمْ بامِّ هاشمْ
                ولاَّدةِ اللآءاتِ توحيدَ التَّشَهُّدِ والشَّهادةِ
                وابتكار الجدةِ الأبهى
                لمفهومِ المقاومْ
                كم أشرعوا للفتكِ ممَّا موَّل النفطُ المهرَّبُ كي تقوم هنا المآتمْ
                هذي الجنازات الفسيحةُ بعضُ ما جادت به كفُّ المُساوِمْ
                ويحاورون على السلامِ بممطرِ الفوسفورِ من جودِ المُسالِمْ
                فهو السلامُ اذاً؟؟؟؟
                وينسى المانحونَ بأنَّ هذي الأرض كلٌّ من رفاتْ
                عُجِنَتْ بأجسادِ الضحايا كي تقومَ إلى الحياة
                لم يعلموا أن الحجارةَ ها هنا ولادةٌ من رحمِ ذيَّاكَ المَوات
                من راقبَ القصفَ الجحيمَ لسوف يدركُ كم لهذي الأرضِ من أرقٍ بأذهانِ الطُّغاة
                لم يتركوا حجرا ولاشجرا ولا بشرا وما زالت تبيضُ لهم أباة
                يتوسلون البحر سونامي ويرهبهم حفاة
                ياربَّ هذي الأرضِ كم أبدعتَ من خلقٍ جليلٍ ها هنا
                وهناكَ كم سخَّمتَ من خلقٍ عُصاة
                أرأيت كيف المتقين تكوكبوا فوق الخرائب كي يؤدون الصلاة؟
                ورأيتَ كيف المتَّكين على النمارقِ يدَّعونَ لك الصلاة
                طبقيَّةٌ هذي الصلاةُ وضدُّها القطع العمودي الذي غذَّى الطوائف والفئات
                ياربُّ ما زلنا على وعدٍ مع الآتي المؤملِ بانتظار قيامة كبرى
                ستأتي
                وهوَ وعدُكَ قد وثقنا واعتنقنا فالممات لنا حياة
                يا ربُّ أحلمُ واعياً
                رؤيايَ ليست تعرفُ الأضغاثَ يعمرني اليقين
                ستعودُ هذي الأرضُ للأهلِ الحفاةِ الطيبين
                ويقوم حق القابضين الجمرَممشوقا مكين
                راياته ياء وسين
                واقرأ بأسفار الجماهير الغفيرةِ
                لا الغفورةِ
                ها همُ نفروا بغلات السنين
                متهودجونَ على عِشارٍ من جماجمهمْ
                سواعدهمْ
                دِماهمْ
                يمخرونْ
                ويجاوزون التيهَ لا فرعونَ يرهبهم ولا النمرودُ لا قيد السجون
                وضح الطريق
                فرز العدو من الصديق
                وجنازة كبرى هنا حتماً تليق
                بالصاعدين إلى السماء من الحريق
                والنابتينَ من الترابِ قوافلاً عرفوا اتجاهاتِ المسير
                خبروا الزعامات العتيقة فانبرو تحطيمَ أسباب الخراب
                قد يسهم التخريب أحيانا بإعمار الخراب
                كم كربلاءٍ في العراق وفي جنين
                وفي جنوب الحبَّ قانا
                (والحريقةُ )مثلها (بحر البَقَرْ)
                كم سوَّقَ السفهاء سلماً كي يعمَّ بنا الخَدَرْ
                ويجيء حجٌّ لم يته عن قِبلةِ الشرفاءِ في عطفيه شريانُ الحياة يطوف غزَّةْ
                عُد يا أمينُ على الفصيحِ وهاكَ ما يدعو لِعِزَّة
                واهزج مع الحُجَّاجِ تلبيةً
                فهانؤكَ استفزَّه
                حرفٌ سطعتَ بهِ
                فردَّ إليكَ هزجَه

                بسم الله.
                شاعرنا الكريم،
                سلاما،
                ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
                أخذتني هذه المطولة، ورجتني رجّاً..
                براهنها، وصدقها، وعمقها...
                أرجو المعذرة إذْ أشرت
                باللون الأحمر،
                إلى بعض المسائل التي بدا لي أنها في حاجة إلى مراجعة..
                والله أعلم.
                تحية وتقديرا من أخيكم.


                التعديل الأخير تم بواسطة الحسن فهري; الساعة 26-12-2010, 16:49.
                ولا أقـولُ لقِـدْر القـوم: قدْ غلِيَـتْ
                ولا أقـول لـباب الـدار: مَغـلـوقُ !
                ( أبو الأسْـود الدّؤليّ )
                *===*===*===*===*
                أنا الذي أمرَ الوالي بقطع يدي
                لمّا تبيّـنَ أنّي في يـدي قـلــمُ
                !
                ( ح. فهـري )

                تعليق

                • خالد البهكلي
                  عضو أساسي
                  • 13-12-2009
                  • 974

                  #9
                  الأخ الشاعر هاني درويش
                  نص فاق الإبداع
                  قوة ومعنى
                  دمت
                  وتقبل مروري
                  ولك تحيتي وودي

                  تعليق

                  • هاني درويش
                    عضو الملتقى
                    • 24-07-2008
                    • 100

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد ناجي مشاهدة المشاركة
                    وأخيرا أنت هنا أيها الهزبر
                    المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد ناجي مشاهدة المشاركة

                    تسجيل مرور ولى عودة بما يليق

                    محبتى أيها الجوشن الكبير

                    ناجى
                    عضو رابطة الجواشن


                    ناجي
                    يا احمد ناجي
                    السلام عليك أيها الجوشن الحميم
                    انتظرك على موعد الشعر
                    فازحم أُفقه ياصديقي
                    هاني
                    [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][frame="1 70"] [/CENTER]
                    [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]هاني درويش[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
                    [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]عضو رابطة الجواشن[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
                    [CENTER][/frame][/COLOR][/FONT][/SIZE][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][URL="http://abonamirhanidarwish.jeeran.com"][/URL][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

                    تعليق

                    • هاني درويش
                      عضو الملتقى
                      • 24-07-2008
                      • 100

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
                      الحقيقة أحاسيس عديدة تملكتني و أنا أقرأ هذه الكلمات الدرر فتارة أبكي و يلفني يأس كبير ثم أضحك أملا و أرفع رأسي كبرياءا...مهما قلت فلن أستطيع أن أوفي هذة الدرر حقها...لذلك سأصمت و أعيد قراءة القصيدة علني أجد حروفا أقولها ...رائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــعة من روائع هذا الزمان يا أستاذنا الكبير هاني درويش...دمت مبدعا في نضالك سيدي


                      السلام على الأخت منيرة الفهري ورحمة الله وبركاته
                      أشجيتني بعد شجوي شواً
                      أهلا بك ومرحبا صديقة حرف وكلمة طيبة
                      وشكرا من القلب لما أضفيت على النص من بهاء
                      بكل الود
                      هاني
                      [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][frame="1 70"] [/CENTER]
                      [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]هاني درويش[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
                      [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]عضو رابطة الجواشن[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
                      [CENTER][/frame][/COLOR][/FONT][/SIZE][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][URL="http://abonamirhanidarwish.jeeran.com"][/URL][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

                      تعليق

                      • هاني درويش
                        عضو الملتقى
                        • 24-07-2008
                        • 100

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حســــن عبدالحميد الدراوي مشاهدة المشاركة
                        بســـــم الله الرحمن الرحيم

                        الأحــد : 26 / 12 / 2010 م

                        أبو نـميـر

                        الســـــلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        لا فض فوك .... تلك ســــوريا العظيمة بشـــــعرائها الأفاضل مثلك أخي هاني

                        ســـــلمت وأحســــنت وتحياتي لك ولدمشـــق الحبيبة

                        دمت بخير وســـــعادة

                        محبك
                        المشاركة الأصلية بواسطة حســــن عبدالحميد الدراوي مشاهدة المشاركة

                        ابو لؤي الدّراوي



                        السلام على أبي لؤي الصديق ورحمة الله وبركاته
                        اشكرك من القلب
                        وأعتذر منك بصدق
                        لقد كنت مقصرا دائما معك فأرجو قبول اعتذاري
                        مرورك الكريم ادخل البهجة إلى نفسي
                        تحيتي واحترامي
                        هاني
                        [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][frame="1 70"] [/CENTER]
                        [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]هاني درويش[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
                        [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]عضو رابطة الجواشن[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
                        [CENTER][/frame][/COLOR][/FONT][/SIZE][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][URL="http://abonamirhanidarwish.jeeran.com"][/URL][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

                        تعليق

                        • هاني درويش
                          عضو الملتقى
                          • 24-07-2008
                          • 100

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة الحسن فهري مشاهدة المشاركة
                          بسم الله.

                          شاعرنا الكريم،
                          سلاما،
                          ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
                          أخذتني هذه المطولة، ورجتني رجّاً..
                          براهنها، وصدقها، وعمقها...
                          أرجو المعذرة إذْ أشرت باللون الأحمر،
                          إلى بعض المسائل التي بدا لي أنها في حاجة إلى مراجعة..
                          والله أعلم.
                          تحية وتقديرا من أخيكم.




                          الحسن الفهري
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          وشكرا من القلب
                          الحق أقول لكم أنَّ اللون الأحمرَ الذي تفضلتم به على النص زاده بهاءً وأغناهُ وأسعدني أيضاً
                          فلقد اعطيتموه من وقتكم ما أمتنكم عليه
                          لن أقف عند الأغلاط الكيبوردية
                          ولكن أود هنا أن أقول الصدق أن هذة الهمزة ما زالت تشكل لي مشكلة شخصية
                          سأضرب لكم مثلا
                          كلمة ( هانؤكَ) هكذا كتبتها وإذا تقيدت بقاعدة كتابة الهمزة المتوسطة وجب أن أرسمها هكذا( هانئوك) وحتى الآن لم اجد نفسي مقتنعا بهذا الرسم ربما أكون مخطئا ولكن أقول الصدق وأعاني من هذا في الكثير من الكتابات
                          مثال آخر(يُهنؤها)
                          وهذا شأن أرجو أن يدَ لديكم صدى وأتلقى رداً عليه للإستفادة
                          بكل احترامي وتقديري
                          ويبقى فوق كلِّ ذي علمٍ عليم
                          هاني
                          [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][frame="1 70"] [/CENTER]
                          [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]هاني درويش[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
                          [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]عضو رابطة الجواشن[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
                          [CENTER][/frame][/COLOR][/FONT][/SIZE][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][URL="http://abonamirhanidarwish.jeeran.com"][/URL][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

                          تعليق

                          • هاني درويش
                            عضو الملتقى
                            • 24-07-2008
                            • 100

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة
                            الشاعر القدير هاني درويش
                            المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة

                            قصيدة راقية جدا من حيث اللغة والأسلوب. مهارة عالية في التصوير والتعبير. سعيد جدا أن أقرأ لك هنا.

                            تثبت!

                            أهلا بك أيها الصديق الغالي.

                            دمت بألف خير وشعر!

                            محبتي وتقديري

                            خالد شوملي


                            الأخ الصديق
                            والشاعر الذي أحترم
                            خالد شوملي
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            شكري لا يُحدْ
                            واعتذاري صادق من القلب أرجو أن يتسع له صدرك الذي عرفتُ رحابته
                            ( ختيرنا يا صاحبي )
                            تحيتي لك وامتناني
                            وأرجو أن أكون عند حسن الظن دوما
                            هاني
                            [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][frame="1 70"] [/CENTER]
                            [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]هاني درويش[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
                            [CENTER][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red]عضو رابطة الجواشن[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
                            [CENTER][/frame][/COLOR][/FONT][/SIZE][SIZE=3][FONT=Comic Sans MS][COLOR=red][URL="http://abonamirhanidarwish.jeeran.com"][/URL][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

                            تعليق

                            • صادق حمزة منذر
                              الأخطل الأخير
                              مدير لجنة التنظيم والإدارة
                              • 12-11-2009
                              • 2944

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة هاني درويش مشاهدة المشاركة

                              حكمَةُ التَّكوين


                              ( ألقيت في أمسية المركز الثقافي الروسي بدمشق بتاريخ 9\12\2010)






                              هيَ حكمةُ التكوينِ


                              تبتَدِعُ ابتكاراتِ التَّضادّْ


                              فمنَ الترابِ إلى الهواءِ


                              منَ الهواءِ إلى الترابْ


                              والماءُ بينهما حياةْ


                              ومنَ الرَّحيلِ إلى الحلولِ يسوحُ في لَهَفٍ فؤادْ


                              روحٌ تُشّعِّثُها التَّفاصيلُ الصغيرة بينَ قبضٍ وامتدادْ


                              تتناوبُ الزَّفرات آهات هبوطاً


                              ثمَّ تهزجُ بالأغاريدِ المؤذِّنةابتداءاتِ الصُّعودْ


                              ويضُمنا مفهومُ ما يُدعى الوَطَنْ


                              مَنْ مُدْرِكٌ مفهومَ ما يُدْعى الوَطَنْ


                              كفٌّ تُمَدُّ بِمَرحبا؟


                              أخرى بِعُهدتها زناد؟


                              ثغرٌ تبسُّمُهُ حبا؟


                              غيدٌ تمايَسُ في الرِّحاب؟


                              عصفورةٌ تشدو؟


                              ترانيمٌ تجلجلُ في الصدور؟


                              سجنٌ يُغَلِّقُ ألفَ باب؟


                              قمرٌ يُفَضِّضُ كلَّ الوانِ الهضابْ؟


                              رَحِمٌ تَلِدْ؟


                              صلبٌ تَوَحَّدَ والتُّرابْ؟


                              وحقيقةٌ جبَّتْ تلاوينَ السَّراب؟


                              وجواشنٌ عندَ التُّخومْ


                              مُتَسَلِّحونَ الوعيَ والايمانَ كلاً من يقينْ


                              قلماً وقرطاساً نقياً والنَّوايا طيبَ مااعتنقوا العَبَقْ


                              يتربصون التيهَ فتحاً للزمنْ


                              زمناً بهياً لا يلوثُهُ المِلَقْ



                              يا تيهُ


                              ها جئناكَ قحماً


                              فينا انشراحُ الروحِ يُهنِؤهابمحمودٍ رنيمْ


                              فاعتِدْ


                              عَتَدنا النُّورَ إيقاعاً لخَطوِ الزاحفينْ


                              الصاعدينَ إلى مراقي الجُلجُلَة


                              هذي الحروفُ مُحَجَّلة


                              والشوطُ يكسبه الأصيلْ


                              والمواسمُ مُقبِلَة


                              بنشيدِ أنشادِ الخلودْ



                              قلبي


                              بوسع الودِّ أفرُشهُ بساطاً من بياضْ


                              وأرمِّـمُ الصَّدعَ الذي حطَّت به الأوجاعُ


                              والزَّمنُ انحسارْ


                              في كوننا المُرتَدِّ


                              علَّقتُ النزيفَ على عباءاتِ الأنينِ


                              وقلتُ للشمسِ ارتوي


                              هذي دمانا لإنفجاراتِ الضياءِ


                              تَفجري منَّا وفينا واعلني نورَ السَّلامْ


                              ولتمنحي الأقمارَ كلَّ لجيننا


                              سيعانِقُ الغدرانَ والأنهارَ يودي بالقتام



                              أسري ....


                              يميني واليسار ميممان لقبلة الشهداءِ طيَّاراً تَجَعْفَرَ نهرهُ


                              ونذرتُ أن القاكَ يا طيَّارُ فوقَ الريحِ ممتطياً جناحَ السيفِ


                              لاأشكو كَهامْ


                              يا نيلُ...


                              عانقْ شطَّ دجلة واقرِئا من ضفتي بردى السلامَ على الكرام


                              مِقدارنا ودمَ الحسينِ تلاحم (بالضادِ وأقرأ )جبهةً قصوى لكي نهدي الأنام


                              الصبحُ منبعهُ هنا


                              والكلُّ مُرتهنٌ هنا


                              وهنا الأنا في النحن معنى يامددْ


                              تتآلفُ الأرواحُ في عّضَدٍ إراديِّ المسيرةِ تشتهي...


                              إمَّا الحياةَ بعِزَّةٍ أو مرحبا بالموتِ والجذرُ انجذار السنديانْ


                              من للشهادةِ؟


                              غير من رفعوا لواء الحقِّ وانتصروا بهِ انتصروا لهُ اقترفوا الأصالةَ كلَّها


                              فانصاعتِ الدنيا وقد شاؤا


                              وبَسْمَلَهمْ صباحْ


                              ولقدْ قدِمتَ إلى الصوابِ ولم يتُهْ منكَ الدَّليلْ


                              يا عازفاً قيثارة الوجدِ النبيلِ


                              على محيَّاكَ السلامْ


                              وعلى الهماماتِ التي في النفسِ تسليمٌ منَ الأنُفِ الكرامْ


                              الوعدُ....


                              وعدُ اللهِ


                              بشَّرنا بِسلسلَ سلسبيلْ


                              نحنُ الذين على الصراطِ


                              وبالصراطِ


                              نجوزُ زعمَ المستحيلِ موائمينَ العشقَ مع كلِّ الفصولْ


                              من بذرة الحبِّ النبيلِ نماؤنا


                              فهوالبدايةُ


                              والمسيرةُ


                              والنهايةُ


                              والتَّبَلُّجُ


                              لا أُفولْ


                              فعلامَ يُرهِبنا التحوُّلُ والرَّحيل؟


                              فلطالما منَّا إلينا قد رحلنا أونزلنا


                              والبيادرُ لم تزل حفلاً بغلاتِ الحقولْ


                              من ماءِ سمرتنا رويناها ففاضتْ خيرَ غلاتٍ


                              وأذهلتِ الذهولْ


                              إن كانتِ الغربانُ تعلنُ حشرها في أيكة العشاقِ


                              فلتعلم ْ


                              مؤدَّاها تزولْ


                              للَّيلِ كم قُلنا


                              وما زلنا على عهدٍ نقولْ


                              مقدارُ هذاالليل حتماً ان يزول


                              والصبحُ تزهوه المشارفُ والندامى العاكفون على الشَّمولْ


                              من هذة الكأسِ الحميمةِ مشربُ العُشَّاقِ عُبَّاداً لخلاقٍ جليلْ


                              ماكانَ بينَ المنتمين فواصلٌ لالا ولم تمنع حدودْ



                              يا أيها الفرَحُ المؤمَّلُ فلتَعُدْ


                              مازلتَ في دمنا انتظاراً


                              لن نملَّ


                              وحقِّ صُبحِكَ


                              رغمَ ما دُوَلُ الطَّواغيتِ استباحتْ


                              واستبدَّ الإنكفاءْ


                              إنَّاوطيرَ البرقِ منتظرونَ عندَ شواطيء البحرِ الموشَّحِ بالسَّوادِ وبالسُّهادْ


                              ستونَ نمخر في عباب الجهلِ والجزارُ تسويفٌ بأمنٍ كالسَّرابْ


                              ورقابنا حدُّ الشِّفارِ مُضللونَ بما ادَّعوا تفسيرَ آياتِ الكتابْ


                              عُدْ يا مؤمَّلُ


                              قد صحونا من سباتِ الخدرِ وانتبه الشَّبابْ


                              هانحنُ نفتتحُ الدِّماءَ جداولاً فُصحى


                              تُزغردُ في الرَّمادِ


                              وتنتضي ألقَ الخصوبةِ


                              نمتطي السُّفُنَ التي إقلاعها عكسَ الرِّياحِ وضدَّ ممتهنِ العِبادْ


                              ما عادتِ الطاعاتُ للحكامِ أولي الأمرِ إلا بالجهادْ


                              ولأنتَ ممَّن جاهدوا بالحرف ِ كي نصحو وننتهجَ الرَّشادْ


                              ولقد أتى أُكُلاً جهادكُ فلتعدْ بالإجتهادْ


                              القلبُ نبضٌ بانعكاسِ الوعي في عقلِ المتيَّمِ بالجمالِ


                              وفزَّ أوجاعاً بما نَشَرَ الخرابْ


                              زعموا اعتدالاتٍ وقربى للذي أودى بنا صوبَ التَّبابْ


                              يا بسمَةً في البالِ مازالتْ تراوِدُ كلَّ طفلٍ


                              لا تُصِخْ سمعاً لأبواقِ الكلابْ


                              عدْ والعنِ الرِّداتِ قاطبةً وأذَّنْ لا سلامَ معا لذِّئابْ


                              من قالَ أنَّ الشاةَ يمكن أن تعيش الأمنَ منْ حدٍّ ونابْ


                              عجَبٌ عُجابْ!!!


                              أيروجون لأمننا قانونَ غاب؟


                              أم يزعمونَ حضارة الذئبِ المهيمنِ والكلاب؟


                              والخارجون هنا عنِ القانونِ نحنُ


                              فتهمة الإرهابِ جاهزةٌ


                              ونعمَ المذعنينَ إلى استِلابْ


                              لا لن نكونَ إلى استلاب


                              فاشرع دمانا واقتحم هذا العبابْ


                              واستَلَّنا من مفرداتٍ حنَّطتها الرِّدَّةُ العمياءُ في سِفرِ الهزائمْ


                              سنفزُّ من تابوتنا حجراً مقاومْ


                              ونلاقحُ الرحمَ الخصيبةَ بذرةَ الميلادِ للزمنِ الجميلْ


                              وانعِمْ بامِّ هاشمْ


                              ولاَّدةِ اللآءاتِ توحيدَ التَّشَهُّدِ والشَّهادةِ


                              وابتكار الجدةِ الأبهى


                              لمفهومِ المقاومْ


                              كم أشرعوا للفتكِ ممَّا موَّل النفطُ المهرَّبُ كي تقوم هنا المآتمْ


                              هذي الجنازات الفسيحةُ بعضُ ما جادت به كفُّ المُساوِمْ


                              ويحاورون على السلامِ بممطرِ الفوسفورِ من جودِ المُسالِمْ


                              فهو السلامُ اذاً؟؟؟؟


                              وينسى المانحونَ بأنَّ هذي الأرض كلٌّ من رفاتْ


                              عُجِنَتْ بأجسادِ الضحايا كي تقومَ إلى الحياة


                              لم يعلموا أن الحجارةَ هاهنا ولادةٌ من رحمِ ذيَّاكَ المَوات


                              من راقبَ القصفَ الجحيمَ لسوف يدركُ كم لهذي الأرضِ من أرقٍ بأذهانِ الطُّغاة


                              لم يتركوا حجرا ولاشجرا ولا بشرا وما زالت تبيضُ لهم أباة


                              يتوسلون البحر سونامي ويرهبهم حفاة


                              ياربَّ هذي الأرضِ كم أبدعتَ َ من خلقٍ جليلٍ هاهنا


                              وهناكَ كم سخَّمتَ من خلقٍ عُصاة


                              أرأيت كيف المتقين تكوكبوا فوق الخرائب كي يؤدون الصلاة؟


                              ورأيتَ كيف المتَّكين على النمارقِ يدَّعونَ لك الصلاة


                              طبقيَّةٌ هذيالصلاةُ وضدُّها القطع العمودي الذي غذَّى الطوائف والفئات


                              ياربُّ مازلنا على وعدٍ مع الآتي المؤملِ بانتظار قيامة كبرى


                              ستأتي


                              وهوَ وعدُكَ قد وثقنا واعتنقنا فالممات لنا حياة


                              يا ربُّ أحلمُ واعياً


                              رؤيايَ ليست تعرفُ الأضغاثَ يعمرني اليقين


                              ستعودُ هذي الأرضُ للأهلِ الحفاةِ الطيبين


                              ويقوم حق القابضين الجمرَممشوقا مكين


                              راياته ياء وسين


                              واقرأ بأسفار الجماهير الغفيرةِ


                              لا الغفورةِ


                              هاهمُ نفروا بغلات السنين


                              متهودجونَ على عِشارٍ من جماجمهمْ


                              سواعدهمْ


                              دِماهمْ


                              يمخرونْ


                              ويجاوزون التيهَ لا فرعونَ يرهبهم ولا النمرودُ لا قيد السجون


                              وضح الطريق


                              فرز العدو من الصديق


                              وجنازة كبرى هنا حتماً تليق


                              بالصاعدين إلى السماء من الحريق


                              والنابتينَ من الترابِ قوافلاً عرفوا اتجاهاتِ المسير


                              خبروا الزعامات العتيقة فانبرو تحطيمَ أسباب الخراب


                              قد يسهم التخريب أحيانا بإعمار الخراب


                              كم كربلاءٍ في العراق وفي جنين


                              وفي جنوب الحبَّ قانا


                              (والحريقةُ )مثلها (بحر البَقَرْ)


                              كم سوَّقَ السفهاء سلماً كي يعمَّ بنا الخَدَرْ


                              ويجيء حجٌّ لم يته عن قِبلةِ الشرفاءِ في عطفيه شريانُ الحياة يطوف غزَّةْ


                              عُد يا أمينُ على الفصيحِ وهاكَ ما يدعو لِعِزَّة


                              واهزج مع ا لحُجَّاجِ تلبيةً


                              فهانؤكَ استفزَّه


                              حرفٌ سطعتَ بهِ


                              فردَّ إليكَ هزجَه







                              كنت أتساءل عن حكمة التكوين هنا فوجدتك أنت
                              ترافع باسم الأمة .. وباسم الحق .. ولم يكن هنا أحد سواك ..
                              كنت وحدك ترافع .. وجئت هنا أسمعك ولن أصفق بل سأقف
                              صامتا خلفك حتى يطول الرتل وتتعدد الصفوف
                              فاستمر في المرافعة أيها الشاعر العروبي الحر

                              تحيتي وتقديري لك




                              تعليق

                              يعمل...
                              X