عن نفسي,لا أكتب من قاموسي الخاص,إنما أكتب من قاموس الادب والأدباء,لا قاموس خاص بي أفرضه على الاخرين,كما ان النصوص متاحة للجميع,لابد أن المداخلات أيضاً متاحة للجميع وعلى صاحبها أن يكون مسؤولاً عنها,لا يتنصل منها بقوله أنه يتحدث من قاموس يخصه,وأما عن العالم هنا أو هناك,فإن مهنية الردود ما يحدد هذا ,وليس شخصاً بعينه يا استاذة وفاء,لهذا لن أطلب منك شطراً لانه من الممكن أن أجعلك مضطرة لدخول عالم الأدب ,حيث أن قاموسك لا يخصني في شيء..شكراً جزيلاً لك.

تحياتى البيضاء

كم هى عذبة بحق هذى التجربة ، كم هى رهيفة دافقة ماء وجدانها شذا يغسل الأفئدة بنسيم أسى ما أعذبه وما أشجاه

- امتاز النص بفنية تغاير الظلال عبر تغاير الفعل المضارع على مدى اللوحة الذى ما أن نتلقى لوحة جميلة حتى يفاجئنا بلوحة أخرى فى تتابع باهر فى حالة من التوتر الجمالى التى تشبه خفقة القلب الذى أضناه الأمل والوجد وذلك فى أسلوبية خبرية توحى برسوخ الصورة فى وجدان بطلة النص التى عبرت عنها الشاعرة

- " تشققت جفافا فى غيابك "

نجد أن الفعل الماضى هنا هو الذى يكتنز دفقة التخييل ، عبر الأسلوب الخبرى الذى يحمل ظلا إنشائيا كأنه يقول بالخبر " أغثنى " يا هذا الذى لا تجىء وربما هذا ما يميز الأسلوب الخبرى لدى الأستاذة شام هى قدرته على أن يحتوى الأسلوب الإنشائى فى طياته ، نجد فى السياق " تشققت جفافا فى غيابك " تخييلا سلسا جليا عبر الاستعارة المكنية التى ترسم للحبيبة لوحة أخرى تستحيل فيها الروح بستانا يابسا من أغصان متكسرة وتراب تمزق لحمه الأسيف سكين الظمأ ،ثم نجد الاستعارة التى يكتنزها الفعل الماضى مسيجة بدلالة فيها خصوصية هذا الأسى وهى علاقة شبه الجملة " فى غيابك " فما أجمله وما أعذبه من حزن

[align=center]
ذبتُ بين سطوركِ وأرتويت من روعه حروفكِ وكلماتكِ
عزف تطرب له النفوس
[/align]

السلام على الكرام ..

عناصر البلاغة في صناعة الأدب والكلام عموما هي : اللفظ ، المعنى ، و نسق لتأليف الألفاظ بحيث يمنحها قوة وتأثيرا وحسنا ثم دقة في اختيار الكلمات والأساليب على حسب مواطن الكلام ومواقعه وموضوعاته وحال السامعين والنزعة النفسية التي تتملكهم وتسيطر على نفوسهم ، وعليه نقول : رب كلمة حسنت في موطن ثم كانت نابية ومستكرهة في موطن آخر ..
وقديما كره الأدباء كلمة ( أيضا ) وعدوها من ألفاظ العلماء فلم تجر بها أقلامهم في شعر أونثر حتى ظهر بينهم من قال :

رب ورقاء هتوف في الضحى ........ ذات شجو صدحت في فنن .
ذكرت إلفا ودهرا سالفا ........ فبكت حزنا فهاجت حزني .
فبكائي ربما أرقها ........ وبكاها ربما أرقني .
ولقد تشكو فما أفهمها ...... ولقد أشكو فما تفهمني .
غير أني بالجوى اعرفها ...... وهي ( أيضا ) بالجوى تعرفني .

فوضع ( أيضا ) في مكان لا يتطلب سواها ولا يتقبل غيرها ، وكان لها من الروعة والحسن في نفس القاريء مايعجز عنها البيان ..

تماما كمفردة ( تشققت ) في هذا النص البديع ..

ورب لفظة كانت لها حسنا خلابا حتى إذا جاء في غير مكانها وسقطت في غير مسقطها ، خرجت عن حد البلاغة وكان غرضا لسهام النقاد ..
كقول المتنبي :

وماطربي لما رأيتك بدعة ...... لقد كنت أرجو ان اراك فأطرب .

قال الواحدي : وهو مفسر وعالم بالأدب ولد ومات بنيسابور ( هذا البيت يشبه الإستهزاء فمعناه طربت لرؤيتك كما يطرب الإنسان لرؤية المضحكات )

وقال ابن جني : وهو من أئمة النحو والعربية في شرح البيت : مازاد إلا أن جعل من الرجل قردا وضحك ..

وحين نقول أن اللفظ أقرب للعامية نعني ضمنا وبصورة بدهية أن اللفظة ليست فصيحة ..
وقولنا خارج قاموسي الشعري بتخصيص الذات ..يختلف عن القول أنه خارج قاموس الشعراء الفطاحل ..

وحين نسوق الرأي في مجتمع يضم نخبة من الأدباء والمفكرين والكتاب وإن كنا لاننتمي إليهم ، يجب أن ننتقي المفردة البليغة المؤدية للمعنى المطلوب ..

فللمفردة ومعناها ودلالتها بين الأدباء شأن يختلف عن شأنها فيما لو كنا في سوق لبيع السمك والخضار ..
بمعنى أننا لا يمكن أن نرمي أي مفردة كيفما اتفقت معنا ..


قصيدة وعنوان فيها الكثير من أثر الإبتكار ، وسلامة النظر والدقة في تنسيق المعاني وحسن ترتيبها .. أهنئك ياشام على نصك الرائع مرة بعد مرة ..

لشدة الغبطة,اكاد أحسد شام على هذا النص,الذي استقطب استاذة كوفاء عرب,تجعل منه محفزاً لردود تفصله على هذا النحو,تحث استاذة كبيرة كالأستاذة راحيل,والاستاذ محمد الصاوى السيد حسين,والاستاذة غادة بنت تركي,على إضافة هذه المداخلات القيمة,والتي من شأنها أن تخدم النصوص في الدرجة الأولى,وتخدم الأدب في الدرجة الثانية,وتخدم اصحاب النصوص وقرائها في الدرجة الثالثة,كل الشكر استاذة وفاء,كل الشكر استاذة راحيل,كل التقدير والاحترام استاذ محمد الصاوي,اسعدتنا هذه المشاركات القيمة.

الأخت شام الكردي..
اسمحي لي بإبداء وجهة نظري ..
حين تفضّل الأخ توفيق صغير بتصحيح هفوات في نصّك الجميل لم ينقص ذلك من جماله شيئا , بل بالعكس..
نفس الأمر حين أقول مثلا أن النص رائع غير أني لم أستسغ لفظةً هنا أو هناك انطلاقا من ذائقتي الأدبية الشخصية ..
ألا ترين معي أن لفظة تشقق , بغض النظر عن خلوّها من الشاعرية , فيها معنى الجفاف ؟
و كذلك الغياب ؟
و أي غياب لا يترك في داخلنا مواسم القحط و يباس الأماني ؟
أرى , من وجهة نظري طبعا , أن عنوانا ك- جفاف غيابك أو في غيابك مثلا يفي بالمعنى لأن الجفاف معلوم أنه يحدث التشقّق .
ثم لاحظي معي : تشقّقتُ جفافا..هل يمكن مثلا أن نتشقّق رطوبةً أو بللاً أو ماءً ؟
أحببتُ نصّك جدا..
فقط تتابع الأسلوب الخبري في عدّة سطور أشعرني ببعض الثقل ..لا أدري.
سعيدة أني أقرأ لك..
و مزيدا من الإبداع .
مودّتي.

أختي الكريمة شام المحترمة
مساء الخير
كنت شامة في جسد قصيدتك تساميت فيها حدّ الإبهار!!!!!!!!!!
لله درّك ! ،استطعت بخلابة وحرفية توظيف كلّ مشاعرك المرهفة للتعبير عمّا يدور في رحم حناياك بكلّ افتتان وشفافية .
أهنئك ، كنت ماتعة شائقة مبهرة بكلّ اقتدار .
لو سمحت : ماالقصد في عبارة ( يُهبّ الصمت ) ؟ ربما هو الضبط ، فما رأيك ؟ .
تحياتي وودي لك .

تتدفق الصور باطراد و لا تتوقف
و عندما ينقطع سيلها تفتح نافذة أخري
لتدوير أو لنقل لتأكيد جوانب الصورة و الحالة معا

أنا مع ما ذهب إليه سلام و العزيزة راحيل
و لكن شام الرائعة كنت أحب لو توقفت بين السطور
أن تتحكمي فى هذا الدفق .. التقطيع فى مثل هذه الحالة الوجدانية مهم
و يأتي بالعجب فى قصيدة النثر أو التفعيلة على حد سواء

كانت لفظة العامية حميمة و بيئية ( مونك ) أكثر مما يجب .. و لكن لم لا ؟
و قد قرأت و كتبت العامية فى حضن الفصحي
الحالة فرضت ذلك ، و حتى و إن لم يرض عنها القوم .. يكفى رضائي بها و لها

استمتعت هيا العزيزة بما قرأت ، فقط كان هنا بعض أخطاء
أحدثت التباسا و ثقلا فى القراءة
بعضها ربما لا يشكل خطأ ، و لكن عليك بالتركيز أكثر !!

صباحك ياسمينة دمشقية

كوني بأسعد حال