لا تبحثي بعد اليوم عن وجهكِ في سطوري..فلن تجديه

لا تبحثي بعد اليوم عن قلبكِ في حياتي...فلقد فقدتيه

لا تبحثي بعد اليوم عن صوتكِ في طربي...فلن تسمعيه

إقلبي الصفحة أرجوكِ

فكلماتي لم تعد تعنيكِ

كماأنه لم يعد طموحي أن تفهميني

الفكرة جميلة,وتستحق التعمق في الكتابة عنها بشكل أكثر أدبية,بحيث يكون في النص بعض الصور الجديدة,والتي من شأنها أن تميز فن الخاطرة الأدبية,وتجعل النصوص تنتمي إلى هذا الفن الجميل,لأن ما يميز هذا الصنف اخي العزيز,هو الصور الجديدة,المبهرة,والتعابير البليغة,التي من شأنها أن تميز بين النصوص التقريرية المباشرة,ونصوص الخاطرة الأدبية كما سلف ذكره أعلاه..
تعبيرك هنا"إلى أين تذهب وتغادر من على هذا القطار ؟"كان فيه بعض الركاكة,حيث أن حرفي جر جاءا متتاليين في جملة واحدة,وقولك" وينتظرعودتك ورجوعك " هنا نجد مفردتين,جاءتا بنفس المعنى في جملة واحدة ,وقد كانتا متتاليتين,مما يفقد التعبير بلاغته,ويعود على النص بالمباشرة,غير أن الخاتمة في قولك" ولكن قبل الوداع
خذ يديَّ وتحسس من ذراعي عرق الوريد
لتسمع نبض قلب يحبك , ويتحرك شفقة عليك
ويرجو لك السلامة في طريق خطاك , ومسلك دروبك " تكثفت فيه المشاعر,وجاءت بصورة فريدة جداً وجميلة بحيث تجعل القارئ يبتسم عند ما يصل إلى هذا الجزء من النص,شكراً جزيلاً لك.

ما اجمل الحوار حين يكون على هذا النحو ايهالجميل..مع أناس مثلك يملكون هذه الصدر الرحبة التي تتسع لأمثالي..
أخي العزيز..إن قلت رجلأ غنياً وثرياً,أنت لم تخطئ لغوياً,ما زلت ضمن حدود اللغة السليمة,لكن الأدب يأتي بالمفردة في مكانها حتى يرى القارئ أنه من غير الممكن,استبدالها بأخرى,وأن الكاتب قد انتقى ما يثري أدبية النص بمفردات مميزة,تبهر قارئه وتجعله يعتقد بأن للتعبيربلاغة,تجعل الكلام سلساً,يتدفق إلى مخيلة المتلقي بشكل جميل,يروي عطشه الأدبي ولا يستوقفه عند جزء أو مفردة جاءت لتعبر عما جاءت به ما قبلها,فيتساءل عن سبب التكرار دون إجابة ترتجى من تساؤله,فيعود بالسؤال إلى الكاتب ليجد الإجابة ,ولا أظنه سوف يظفر بما يقنعه,فيشيربيده إلى الورقة ويقول:ألاحظ هنا,مفردة مكررة لا داع لوجودها,واي مفردة تكون غير لازمة في تعبير ما,فإنها تخل ببلاغته,وتجعله مباشراً كأي كلام يمكن لمتحدث عادي أن ينطق به..
على الأديب عزيزي الكاتب الجميل,أن يأتي بما يصعب على الاّخرين الإتيان به,ليكون قد كتب ما يميز الحديث ويجعله أكثر إبهارا,ويعطيه الحق في التميز والمكوث بين أوراق غلفتها مظاريف مزركشة تبرز جودة ما في الداخل بكل جدارة..هذا رأيي أخي العزيز..ولك ما ترى..لكنك جميل جداً,تحسن الحوار وتدهش محاورك بهذه النفس الطيبة,شكراً جزيلاً لك.

الراقي محمد أبو فهد..
أنت هنا تعلمني كيف يكون النقاء,وكيف يمكن أن نفعل الشفافية في قلوبنا التي قد تبدو مريضة بين لحظة وأخرى,شكرا لكل هذاالعطاء أخي العزيز..
بالنسبة للتكرار وما كان سؤالك حوله..
لن أقول بأن رأيي كذا وكذا,فإن من ضوبط الأدب الهامة جداً,في مختلف صنوفه,أن يحظر التكرار الغير مجدي,والذي لا يأتي بجديد يضيفه إلى هذا العالم"الأدب",اي أن المفردات مثلاً,يمكن أن تتكرر بشكل لافت يفضي إلى القارئ بأن هناك أهمية لهذا التكرار,من شأنه أن يحدث الكثير من البلاغة في النص,ويؤكد التماهي في الشعور المراد التعبير عنه,بطريقة سلسة وجميلة,على نحو:
هناك,في مدينة راودتها الشمس عن ظل نخلة,تحمدت اصابع الـ.....
هناك,عند حافة المسطبة المنكوبة بغياب الساهرين .........
هناك عند اّخر نقطة في افق يخترق الذاكرة إلى ما بعد حدود الشمس في قرية حالمة بالحب...
لاحظ"هناك"
وهناك من التكرار,ما قد يجعل من النصوص مواضيع ركيكة التعبير فاسدة الإيقاع لا ترقى الى الأدب في شيء,على نحو:
كالشجرة في أرض يباس,تمنحين للمارين ظل الشجرة,وتقتنين من الشجرة خضرة الروح ونضارة الزهر..
لاحظ"الشجرة"وتأمل أخي العزيز.كم كانت ستبدو القطعة جميلة لولا التكرار هنا..
أما عن تكرار الفكرة,واستخدام تعابير مختزلة إلى حد القطع اللغوي التام في بعض النصوص,فهو أمر مرفوض أدبياً بشكل مطلق بالنسبة لي على الأقل..
كل الشكر لإنسان مثلك يؤكد أن للأدب مستقبلاً مزهراً في ظل أمثاله.

سافر , ولكن لتعلم أن السفر قطعةٌ من عذاب لاتخالف ظني وظنونك .
سافر , ولكن لا تنسى أن الغربة أيضا شكلٌ آخر من عذابٍ ينتظر قدومك .
سافر , ولكن , هل نسيت أمك وأبيك منبع حنانك , وملتقى وجدانك .
انظر إلى "سافر" جاءت بمكانها الأجمل والمفيد,بينما كانت"لكن" في المكان الغير صحيح,مما أوقع الكاتب في الخطابية بعض الشيء..
أرجو ألا أكون قد أثقلت يا صديقي.

والذي نفسي بيده لقد أفصحت بالمزيد من البيان , وزادني كلامك إداركا واستكشافا أكثر وأكثر عن لوحات جميلة , جليتها وضوحا وجمالا .
بل هي كنوز جمالية خفيت عليَّ , فلك مني أجزل الشكر , وأصدق الدعاء .
ولكن أيضا عودة لطلب المزيد إذا سمحت أستاذي المبجل .
فبالنسبة للفظة (لكن)
فهل تقصد استبدالها بغيرها ؟ .
أو إنشاء تعبير آخر عليها يتناسب مع المقصود مما ذكرت وأضفت
مع عدم إغفال النظرعن قضية تضاربه مع كلمة (سافر) ؟ .
شكرا لك مرة أخرى .

أهلاً بك أخي العزيز,أهلا بك مرة أخرى..
أخي محمد,لو لاحظت أنها في السطرين الأول والثاني,قد جاءت زائدة لا مكان لها من المعنى في شيء,لو جربت أزالتها لرأيت جميلة جميلة جداً,حيث أن الكلمات الزائدة دائماً ما تضيف إلى النصوص بعض ما يسوؤها,لأن مهمة الأديب تقتضي الاختزال قدر الإمكان..
النجرب:
سافر , ولتعلم أن السفر قطعةٌ من عذاب لاتخالف ظني وظنونك .
سافر , ولا تنسى أن الغربة أيضا شكلٌ آخر من عذابٍ ينتظر قدومك .
سافر , ولكن , هل نسيت أمك وأبيك منبع حنانك , وملتقى وجدانك .

أرجو أن يكون الأمر واضحاً أخي الحبيب,وأنا متأكد من أن مثلك..من يمكن للأدب المراهنة عليهم في مستقبل مشرق..كل التحية.

أستاذي بل شيخي لقد وضُحت الفكرة .
لكن أرجو متابعة ما أكتب بقدر استطاعتك
لتنورطريقي بما لديك من علم وفهم ثاقب .

تقبل شكري وتقديري .