عندما صرت صغيرا..!!
بقلم: بلال نكديل
يذهب أخي خالد وأصدقائه إلى المدرسة القرآنية بمسجد الهداية القريب من حيّنا لتعلم القرآن الكريم وحفظه فيستمتعون بهذا كثيرا، وغالبا ما أجدهم يتحدثون عن الأحزاب التي حفظوها، فهذا خمسة عشر والثاني ثمانية والآخر عشرة أحزاب، ورغم أنني لم أكن أفهم ما يقصدونه كثيرا إلا أنني أحببت هذا القرآن وتحمست لمعرفته وحفظه كما يفعل أخي وأصدقائه.
عاد أبي في المساء من عمله، فسلمت عليه وقبّلت يده بقوة، فرفعني إليه وقبلني..: ها يا صغيري كيف حالك..؟، اقتربت منه وهمست في أذنه: أريد أن أحفظ القرآن يا أبي..، ابتسم ورفعني بيديه إلى أعلى وصاح: ما شاء الله عليك ..هل حقا تريد أن تحفظ القرآن..؟ فهززت رأسي موافقا على سؤاله...
ضمني إليه وقال: أنت صغير يا ولدي، عندما تكبر وتدخل المدرسة الابتدائية سأسجلك أيضا في مسجد الهداية، هيا اجلس لأعلمك بعض سور القرآن كي تستعد جيدا..
صررت جدا بكلام أبي ، لكنني لم أستطع الصبر كثيرا فأنا أريد أن أقرأ القرآن وأرتله كما يرتله أخي خالد بصوته الشجي الجميل..
مرت الأيام وأنا أنتظر بشغف أن يسجلني أبي في مسجد الهداية، لقد كنت أسأله دائما: هل ما زال الكثير حتى تسجلني يا أبي؟ وفي هذه المرة عندما سألته قال لي: ما أروع حرصك على تعلم القرآن وحفظه، أبشر يا بني فلم يبقى الكثير، بقي شهر واحد فقط..
آه كم سررت بهذا، فقفزت من الفرحة مرتين، الأولى لأنني سأدخل المدرسة الابتدائية أما القفزة الثانية فلأنني سأبدأ في تعلم القرآن وحفظه، فانطلقت أجري وأخبرت أمي وأخي وكل من لاقيت في ذلك اليوم..
بعد مرور الشهر ها أنا أسمع دق جرس المدرسة الابتدائية التي طالما حلمت بها، دخلت مع الكثير من التلاميذ إلى الصف والتقينا بمعلمنا الذي قدم لنا التحية والتهاني كما تمنى لنا النجاح في دراستنا..
في ليلة العطلة الأسبوعية قال لي أبي: نم باكرا يا بني فغدا ستذهب إلى مسجد الهداية لتتعلم القرآن كما وعدتك..
لا أخفيكم سرا كم كانت فرحتي كبيرة لدرجة أنني لم أنم باكرا تلك الليلة، فقد كنت أفكر كثيرا في يوم غد..
وفي الصباح أيقظتني أمي باكرا لكنني ظننت أنني متأخر، فلبست القميص والسروال بسرعة، وعندما هممت بارتداء حذائي اكتشفت أمرا غريبا..، آآه ..لماذا حدث لي هذا؟! ،لقد صرت صغيرا جدا ! !، فالقميص فضفاض كالعباءة، والسروال طويل تتدلى أكمامه على الأرض، فبدأت أصرخ وأبكي لأنني صرت صغيرا ولن يقبلوني إذا في المدرسة القرآنية.
جاءت أمي وأبي واستيقظ أخي مفزوعا من صراخي..
- قال أبي: ما بك يا ولدي؟ ألا تريد الذهاب إلى المسجد؟ لقد كنت متلهفا كثيرا لهذا اليوم؟...
أجبته ودموعي تسيل كالشلال: أنا أريد أن أذهب يا أبي لكنهم لن يقبلوني لأنني صرت صغير..
- صرت صغير..؟ ! ماذا تعني بهذا ..؟ !
وبحزن شديد قلت له: نعم لقد صرت صغير.. ألا ترى هذه الملابس كيف صرت فيها كطفل رضيع..؟ ثم عدت لأبكي على أملي الضائع، لكن الجميع انفجروا بالضحك وهم ينظرون إليّ مما زادني حزنا فقلت لهم: أتسخرون مني لأنني صرت صغيرا ولا يمكنني الذهاب إلى المدرسة القرآنية؟؟
اقترب مني الجميع وحضنوني وهم يضحكون، حينها قالت لي أمي: ما بالك يا ولدي لبست ملابس خالد إنها أكبر من مقاسك...
حينها أدركت أني لبست ملابس أخي..
حملت حقيبة المصحف الشريف،وتوجهت إلى المدرسة القرآنية وأنا أمسح دموعي وأضحك على نفسي..
عاد أبي في المساء من عمله، فسلمت عليه وقبّلت يده بقوة، فرفعني إليه وقبلني..: ها يا صغيري كيف حالك..؟، اقتربت منه وهمست في أذنه: أريد أن أحفظ القرآن يا أبي..، ابتسم ورفعني بيديه إلى أعلى وصاح: ما شاء الله عليك ..هل حقا تريد أن تحفظ القرآن..؟ فهززت رأسي موافقا على سؤاله...
ضمني إليه وقال: أنت صغير يا ولدي، عندما تكبر وتدخل المدرسة الابتدائية سأسجلك أيضا في مسجد الهداية، هيا اجلس لأعلمك بعض سور القرآن كي تستعد جيدا..
صررت جدا بكلام أبي ، لكنني لم أستطع الصبر كثيرا فأنا أريد أن أقرأ القرآن وأرتله كما يرتله أخي خالد بصوته الشجي الجميل..
مرت الأيام وأنا أنتظر بشغف أن يسجلني أبي في مسجد الهداية، لقد كنت أسأله دائما: هل ما زال الكثير حتى تسجلني يا أبي؟ وفي هذه المرة عندما سألته قال لي: ما أروع حرصك على تعلم القرآن وحفظه، أبشر يا بني فلم يبقى الكثير، بقي شهر واحد فقط..
آه كم سررت بهذا، فقفزت من الفرحة مرتين، الأولى لأنني سأدخل المدرسة الابتدائية أما القفزة الثانية فلأنني سأبدأ في تعلم القرآن وحفظه، فانطلقت أجري وأخبرت أمي وأخي وكل من لاقيت في ذلك اليوم..
بعد مرور الشهر ها أنا أسمع دق جرس المدرسة الابتدائية التي طالما حلمت بها، دخلت مع الكثير من التلاميذ إلى الصف والتقينا بمعلمنا الذي قدم لنا التحية والتهاني كما تمنى لنا النجاح في دراستنا..
في ليلة العطلة الأسبوعية قال لي أبي: نم باكرا يا بني فغدا ستذهب إلى مسجد الهداية لتتعلم القرآن كما وعدتك..
لا أخفيكم سرا كم كانت فرحتي كبيرة لدرجة أنني لم أنم باكرا تلك الليلة، فقد كنت أفكر كثيرا في يوم غد..
وفي الصباح أيقظتني أمي باكرا لكنني ظننت أنني متأخر، فلبست القميص والسروال بسرعة، وعندما هممت بارتداء حذائي اكتشفت أمرا غريبا..، آآه ..لماذا حدث لي هذا؟! ،لقد صرت صغيرا جدا ! !، فالقميص فضفاض كالعباءة، والسروال طويل تتدلى أكمامه على الأرض، فبدأت أصرخ وأبكي لأنني صرت صغيرا ولن يقبلوني إذا في المدرسة القرآنية.
جاءت أمي وأبي واستيقظ أخي مفزوعا من صراخي..
- قال أبي: ما بك يا ولدي؟ ألا تريد الذهاب إلى المسجد؟ لقد كنت متلهفا كثيرا لهذا اليوم؟...
أجبته ودموعي تسيل كالشلال: أنا أريد أن أذهب يا أبي لكنهم لن يقبلوني لأنني صرت صغير..
- صرت صغير..؟ ! ماذا تعني بهذا ..؟ !
وبحزن شديد قلت له: نعم لقد صرت صغير.. ألا ترى هذه الملابس كيف صرت فيها كطفل رضيع..؟ ثم عدت لأبكي على أملي الضائع، لكن الجميع انفجروا بالضحك وهم ينظرون إليّ مما زادني حزنا فقلت لهم: أتسخرون مني لأنني صرت صغيرا ولا يمكنني الذهاب إلى المدرسة القرآنية؟؟
اقترب مني الجميع وحضنوني وهم يضحكون، حينها قالت لي أمي: ما بالك يا ولدي لبست ملابس خالد إنها أكبر من مقاسك...
حينها أدركت أني لبست ملابس أخي..
حملت حقيبة المصحف الشريف،وتوجهت إلى المدرسة القرآنية وأنا أمسح دموعي وأضحك على نفسي..
تعليق