قصة للأطفال : عندما صرت صغيرا..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلال نكديل
    أديب وكاتب
    • 20-12-2010
    • 36

    قصة للأطفال : عندما صرت صغيرا..!!

    عندما صرت صغيرا..!!

    بقلم: بلال نكديل



    يذهب أخي خالد وأصدقائه إلى المدرسة القرآنية بمسجد الهداية القريب من حيّنا لتعلم القرآن الكريم وحفظه فيستمتعون بهذا كثيرا، وغالبا ما أجدهم يتحدثون عن الأحزاب التي حفظوها، فهذا خمسة عشر والثاني ثمانية والآخر عشرة أحزاب، ورغم أنني لم أكن أفهم ما يقصدونه كثيرا إلا أنني أحببت هذا القرآن وتحمست لمعرفته وحفظه كما يفعل أخي وأصدقائه.

    عاد أبي في المساء من عمله، فسلمت عليه وقبّلت يده بقوة، فرفعني إليه وقبلني..: ها يا صغيري كيف حالك..؟، اقتربت منه وهمست في أذنه: أريد أن أحفظ القرآن يا أبي..، ابتسم ورفعني بيديه إلى أعلى وصاح: ما شاء الله عليك ..هل حقا تريد أن تحفظ القرآن..؟ فهززت رأسي موافقا على سؤاله...

    ضمني إليه وقال: أنت صغير يا ولدي، عندما تكبر وتدخل المدرسة الابتدائية سأسجلك أيضا في مسجد الهداية، هيا اجلس لأعلمك بعض سور القرآن كي تستعد جيدا..

    صررت جدا بكلام أبي ، لكنني لم أستطع الصبر كثيرا فأنا أريد أن أقرأ القرآن وأرتله كما يرتله أخي خالد بصوته الشجي الجميل..

    مرت الأيام وأنا أنتظر بشغف أن يسجلني أبي في مسجد الهداية، لقد كنت أسأله دائما: هل ما زال الكثير حتى تسجلني يا أبي؟ وفي هذه المرة عندما سألته قال لي: ما أروع حرصك على تعلم القرآن وحفظه، أبشر يا بني فلم يبقى الكثير، بقي شهر واحد فقط..

    آه كم سررت بهذا، فقفزت من الفرحة مرتين، الأولى لأنني سأدخل المدرسة الابتدائية أما القفزة الثانية فلأنني سأبدأ في تعلم القرآن وحفظه، فانطلقت أجري وأخبرت أمي وأخي وكل من لاقيت في ذلك اليوم..

    بعد مرور الشهر ها أنا أسمع دق جرس المدرسة الابتدائية التي طالما حلمت بها، دخلت مع الكثير من التلاميذ إلى الصف والتقينا بمعلمنا الذي قدم لنا التحية والتهاني كما تمنى لنا النجاح في دراستنا..
    في ليلة العطلة الأسبوعية قال لي أبي: نم باكرا يا بني فغدا ستذهب إلى مسجد الهداية لتتعلم القرآن كما وعدتك..

    لا أخفيكم سرا كم كانت فرحتي كبيرة لدرجة أنني لم أنم باكرا تلك الليلة، فقد كنت أفكر كثيرا في يوم غد..

    وفي الصباح أيقظتني أمي باكرا لكنني ظننت أنني متأخر، فلبست القميص والسروال بسرعة، وعندما هممت بارتداء حذائي اكتشفت أمرا غريبا..، آآه ..لماذا حدث لي هذا؟! ،لقد صرت صغيرا جدا ! !، فالقميص فضفاض كالعباءة، والسروال طويل تتدلى أكمامه على الأرض، فبدأت أصرخ وأبكي لأنني صرت صغيرا ولن يقبلوني إذا في المدرسة القرآنية.

    جاءت أمي وأبي واستيقظ أخي مفزوعا من صراخي..
    - قال أبي: ما بك يا ولدي؟ ألا تريد الذهاب إلى المسجد؟ لقد كنت متلهفا كثيرا لهذا اليوم؟...
    أجبته ودموعي تسيل كالشلال: أنا أريد أن أذهب يا أبي لكنهم لن يقبلوني لأنني صرت صغير..
    - صرت صغير..؟ ! ماذا تعني بهذا ..؟ !
    وبحزن شديد قلت له: نعم لقد صرت صغير.. ألا ترى هذه الملابس كيف صرت فيها كطفل رضيع..؟ ثم عدت لأبكي على أملي الضائع، لكن الجميع انفجروا بالضحك وهم ينظرون إليّ مما زادني حزنا فقلت لهم: أتسخرون مني لأنني صرت صغيرا ولا يمكنني الذهاب إلى المدرسة القرآنية؟؟
    اقترب مني الجميع وحضنوني وهم يضحكون، حينها قالت لي أمي: ما بالك يا ولدي لبست ملابس خالد إنها أكبر من مقاسك...

    حينها أدركت أني لبست ملابس أخي..
    حملت حقيبة المصحف الشريف،وتوجهت إلى المدرسة القرآنية وأنا أمسح دموعي وأضحك على نفسي..
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    السلام عليكم
    نص طفولي بريئ يظهر مدى توق الطفل لان يصبح كبيرا في كل شيئ اتمنى ان تكون قد وفقت بتوصيل فكرتك الجميلة.

    تعليق

    • حنين حمودة
      أديب وكاتب
      • 06-06-2010
      • 402

      #3
      أخي بلال،
      كم سعدت بقراءة قصتك!
      فكرة قصتك مميّزة، وما أظنها إلا حقيقة وقعت لك أو لمن أحسنت تقمص شخصيته على هذه السطور.
      أحب أن أعلق لكي لا يكون مروري عاديا، وأتمنى أن يترك تعليقي عطر الأخوة الراجي الرقي لكل قلم يكتب لخير أطفالنا.
      - توقفت عند تعليق أنه أحب أن يعرف هذا القرآن.. هذا المجهول الذي يتحدثون عنه.. وفي بيت شممت رائحة حب القرآن فيه ما أظن هذه الجملة تحمل خيال القارئ إلى المسار الصحيح.
      - الفكرة بديعة وأرى أنها موجهة إلى سن كبير نوعا، ولو أنك أعدت خطها بقلم في عمر بطل الحكاية لكانت أقوى وقعا.
      أهنئ أطفالنا على قلمك.

      شكرا لجمال روحك

      تعليق

      • بلال نكديل
        أديب وكاتب
        • 20-12-2010
        • 36

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم
        نص طفولي بريئ يظهر مدى توق الطفل لان يصبح كبيرا في كل شيئ اتمنى ان تكون قد وفقت بتوصيل فكرتك الجميلة.
        يسرني مرورك ثانية أستاذة ريمه الخاني على كتاباتي...
        شكرا على الأثر الطيب...
        التعديل الأخير تم بواسطة بلال نكديل; الساعة 04-01-2011, 19:05.

        تعليق

        • منى المنفلوطي
          أديب وكاتب
          • 28-02-2009
          • 436

          #5
          يكفي من القصة عمق الفكرة الأهم وهي تحبيب القرآن الى نفوس الأطفال وغرس روحه في وجدانهم منذ الصغر لينمو حب القرآن في صدورهم منذ الصغر .

          ابارك الله اخي بلال على إهتمامك بالأطفال لتكتب لهم مثل هذه القصة التي تنبت جيلا ً قائم على دعائم وركائز أساسية عمادها القرآن الكريم وطاعة الله.
          تحياتي لك ولقلمك .

          تعليق

          • بلال نكديل
            أديب وكاتب
            • 20-12-2010
            • 36

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حنين حمودة مشاهدة المشاركة
            أخي بلال،





            كم سعدت بقراءة قصتك!
            فكرة قصتك مميّزة، وما أظنها إلا حقيقة وقعت لك أو لمن أحسنت تقمص شخصيته على هذه السطور.
            أحب أن أعلق لكي لا يكون مروري عاديا، وأتمنى أن يترك تعليقي عطر الأخوة الراجي الرقي لكل قلم يكتب لخير أطفالنا.
            - توقفت عند تعليق أنه أحب أن يعرف هذا القرآن.. هذا المجهول الذي يتحدثون عنه.. وفي بيت شممت رائحة حب القرآن فيه ما أظن هذه الجملة تحمل خيال القارئ إلى المسار الصحيح.
            - الفكرة بديعة وأرى أنها موجهة إلى سن كبير نوعا، ولو أنك أعدت خطها بقلم في عمر بطل الحكاية لكانت أقوى وقعا.
            أهنئ أطفالنا على قلمك.


            شكرا لجمال روحك
            لا يسعني أختي إلا أن أعبر عن عظيم امتناني وتقديري لك ولتفاعلك مع هذه القصة .. وتعليقك الثمين عليها..
            وعلى هذا أردت أن أوضح بعض النقاط :

            -فكرة القصة وأحداثها مبتكرة - ليست حقيقية -، مصممة لأغراض بيداغوجية عديدة، أهمها :

            -تعليم الطفل الصبر ومفهوم الانتظار وتربيته على تقبل الإحباط حتى لا يتكون له ما يعرف بـ" مخطط نقص السيطرة عن الذات" حسب نظرية المخططات غير المتكيفة لجيفري يونغ

            -تحبيب تعلم القرآن وحفظه للطفل

            -الحرص على بلوغ الهدف والغاية

            بالإضافة إلى بعض الأهداف الفنية والترفيهية

            وبحكم اختصاصي في علم النفس أرى أن مثل هذه الأهداف يجب أن تصاغ للطفل في قالب مشوق بسيط - كل حسب سنه - والمهم أن يكون ضمنيا بعيدا عن أساليب الوعظ والتوجيه المباشر حيث أن الطفل يقاوم الأوامر والضواغط ويحب أن يسلك باختياره وقناعته لذلك أحبذ أسلوب اثارة التفكير ولفت الإنتباه في توصيل الأفكار وتصحيح المفاهيم ، ولهذا استعملت فكرة القصة " عندما صرت صغيرا" ، فمثل هذه الأساليب تجعل الطفل يعتقد أنه هو من اكتشف هذه الأغراض والغايات فينسبها إليه ويتبناها دون ضغط خارجي ، فيكون القصد نافعا فعالا..

            أما ملاحظتك على عبارة: ورغم أنني لم أكن أفهم ما يقصدونه كثيرا إلا أنني أحببت هذا القرآن وتحمست لمعرفته وحفظه" ، أردت أن أسرد تعليق بطل القصة - بسذاجته وبراءته - كما يمكن أن يحدث دون تدخل " مقص " الكاتب، أو النيابة عنه للتفكير أو التساؤل.
            لكنني حقيقة وضعت ملاحظتك هاته قيد الدراسة.

            *نعم لم تكن الفئة المستهدفة هي التي في نفس سن بطل القصة ( لأن سن البطل لا يحدد بالضرورة الفئة المستهدفة) فهي لفئة أكبر كنت أستهدفها وهي فئة : المرحلة الثالثة من نمو الطفل " مرحلة العمليات العيانية (المحسوسة) "من بداية السنة 8 _ نهاية السنة11، ويمكن أن تعطى كذلك لمرحلة التجريدات أو " العمليات الصورية" بداية من 12 سنة ، فما فوق وهذا وفق تقسيم جون بياجيه لمراحل النمو المعرفي.



            في الأخير أشكرك أختي على مرورك الثمر وملاحظاتك الدقيقة..

            التعديل الأخير تم بواسطة بلال نكديل; الساعة 04-01-2011, 20:35.

            تعليق

            يعمل...
            X