بيان هام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالمنعم حسن محمود
    أديب وكاتب
    • 30-06-2010
    • 299

    بيان هام

    (سلام لكل مبدع هنا / وآسف إن دخلت عليكم دون إستئذان)

    بيان هام
    أيها الشعب الكريم
    سنمد لكم يدا كثعبان موسى .. نعم
    ثمرة رطب، جرعة عشق، واتكاءة عشب عليها نشبع جميعا..
    وشكرا.
    انشغل الحضور بخميرة الأمل التي تسبح مع ذرات الهواء من فوقهم، بينما أبصارهم تركض ركضا جهة المنازل حيث تقبع صفائح من العجين اللزج في مطابخ بريئة من تهمة استحواز الحطب وأعواد الثقاب.
    لملم (رامز) ما تبقى من خميرته وترجل عن المنصة، انسل بهدوء وسط هياكل بشرية مستطيلة واختبأ خلف زجاج مصفح، وتلاشى في منافذ التكييف.
    بدأ الحضور يفيق تدريجيا من سحر الكلمات. الجانب الذي كان متعثرا في الإفاقة هرول بسرعة الضوء تاركا أقدامه خلفه ليدلق الخميرة قبل أن تجف وتفقد صلاحيتها في مواعين العجين حتى يستوي ويصبح قبل أن يصل (رامز) إلى مكتبه في الرئاسة رغيفا جاهزا للتناول في الغداء.
    (نعيمة) التي حجزت مكانها مبكرا خارج مقاعد الجانبين، اكتفت بأن أعادت غطاء الذاكرة إلى مكانه. البئر الذي اجتاحته موجة من الظلام لم يقف مكتوف الأيدي، استعان بخبرته الطويلة في التحريض وفتل خيوطا من التمرد بين محتوياته.
    وكأنها لم تصدق..
    تملمت المحتويات واندفعت كسيل هادر ومزقت الغطاء. صرخت (نعيمة) حتى كاد البرج الذي تحتفظ به لأوقات الشدة أن ينهار..
    بكامل هيئته يقف أمامها وكأنه لم يحجب عنها الشمس من قبل. تجولت بأصابعها العشرة في تراب غرفتها بحثا عن عصا الامتعاض. لم يغمض لها جفن وهي تلصق عينها في عينيه. اصطادت فأرا، رمته بعيدا عنها، جمعت أصابعها الخاوية وسقطت في القاع.
    - عليك يا (نعيمة) أن تحتفظي بمنتزهات خالية في الوجدان لمهرجانات من التعظيم مقبلة. إنها حقيقة واقعة وعالقة بين قوسين أو أدني. التثقيف الذاتي هو ما يليق بالسيدة الأولى أن تفعله في مرحلة مع وقف التنفيذ. سأفعلها يا نعيمة من أجلك.
    كأنها طاحونة لأيام لا يفتر قرصها عن الدوران توترت، تمحورت، تآكلت، وتفلت بفتات كلام قديم، والقاع يقودها إلى القاع.
    - سأحتفظ بجسدي نحيلا ولامعا، وكالنسمة سأمس مسا طفيفا كرسي الرئاسة، لن أدع أحدا يكف قط عن دحرجة السؤال، فالباب هو الباب، موارب كما تريدينه، وحالما يحتك جلد السؤال بكرة الثلج التي في صدري أركض إلى حيث شمس الفضول الكامنة في عينيك..
    لن أجتر ذكرى تلك الورقة التي بصم عليها المأذون والتي عركت دروب البريد السريع حتى اتسخت، وكيف كانت قابعة في جيبي الخلفي وأنا قابع في ردهة الاستقبال، والردهة قابعة في مطار المجهول، وكيف أنني لم أعرفك عندما رأيتك بجواري بتلك التقاطيع المتضخمة، والفراغات الممتلئة بالدهن المعلب والمستورد من أصقاع العوالم الأولى، لم أرد أن أقتلعك بيد فنان بارع اتجهت جوانحه نحو الفاتورة ونسيت تجاويف الرأس.
    القاع لا يسع سواك يا (نعيمة)، ابتلعي الدموع..
    أرجوك ثلاث مرات أن لا تفعلي
    لم تسمعني..
    بصقت في ثوبها، خرج الامتعاض ممزقا ومبتلا بسائلها الناشف، لملمت أطرافه، سحبت كتلة الأوكسجين المتبقية من حولها، اقتربت من (رامز)، فتحت فمه على آخره، أشحات بوجهها وهي ترى بضعة أسنان مهشمة، وبقايا لسان كريهة الرائحة.
    - السيدة الأولى يجب أن تكون فارعة الطول وفارهة، وإذا قامت لمشيتها تثنت كأن عظامها تنتمي لقبيلة الخيزران.
    سأفعلها يا (نعيمة) لأن جسدي مضاء بفانوس المعرفة، وحولي رجال تجرهم ثيران الجهل، سيمهلك ثور واحد بأمر مني حتى تتسللي وتداعبي أكرة الباب وتباغتيه في حفرته، تحسسي استدارته جيدا وأصفعيه وأغلقي من فوقه الغطاء، وستجديني في مقصورتي أشعل حماس الجماهير..
    نحن جند الله .. جند الوطن
    نتحدى الموت .. عند المحن
    كأنه شعر بها وهي تنصهر في قاعها. قبض على ساعدها الهش وصعد بها عبر أدراج من الضوء. غسل يدها بالماء، وقبلها، دهن جسدها كل جسدها بزيت الصمود، ووضع بضعة فراشات ملونة تحت لسانها واختفى.
    تسلحفت، بحلقت في الغطاء وصرخت:
    - أبي، أبي، أين أنت يا أبي.؟
    تسللت الخادمة على أمشاطها، همست لها أن السيد الوالد لم يلق خطابه الشهري بعد على شعبنا الكريم بعدما حطم بيد من حديد الرجل الذي كاد أن ينقلب عليه في وضح النهار.
    التواصل الإنساني
    جسرٌ من فراغ .. إذا غادره الصدق


  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    #2
    [align=center]
    أهلا بك أخي عبد المنعم في منتدى الساخر
    نرحب بك وننتظر جديدك دائما

    تحياتي
    فوزي بيترو
    [/align]

    تعليق

    يعمل...
    X