أين ظلي .. ؟!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلال نكديل
    أديب وكاتب
    • 20-12-2010
    • 36

    أين ظلي .. ؟!!

    قصة للأطفال :أين ظلي .. ؟!!
    بقلم: بلال نكديل


    سليم لا يستمع إلى نصائح والديه ، ينتهز أي غفلة منهما للخروج دون إذنهما، فهو لا يحب أن يسألاه أين هو ذاهب حتى لا يراقباه ، فلا يخبرهما بمكانه ليفعل ما يحلو له، و كثيرا ما يبتعد عن البيت..

    في إحدى المرات رأى والدته منشغلة، فقرر الخروج خفية عنها، بدأ يمشي بخفة ، ورجلاه لا تكادان تلامسان الأرض من شدة حذره كي لا يراه أحد ، وصل إلى الباب وبينما هو يفتحه باضطراب سمع صوتا يناديه: سليم ، سليم توقف يابني ..، إنه صوت أمه، فتبادرت إلى ذهنه فورا قائمة النصائح التي تقولها له وهي نصائح نابعة من حبها و حنانها وخوفها عليه من المخاطر، إلا أنه لا يبالي أبدا بما تنصحه به.
    أدار سليم رأسه نحو أمه فقالت له : إلى أين أنت ذاهب يا بني ؟
    أجاب سليم : أنا هنا أمام البيت فقط
    الأم : ولكنك تعودت على قول هذا لكني لا أجدك أمام البيت ، اسمع يا بني مازلت صغيرا ، و أخاف أن تتيه في المدينة ، ثم إن الطريق خطرة وأخشى عليك من السيارات المسرعة، يا سليم إن قلبي يتقطع حين أبحث عنك ولا أجدك في الحي .
    رّد سليم و هو يدافع عن نفسه : و لكني لست صغيرا لقد كبرت الآن يا أمي.
    فتح الباب ليخرج تاركا أمه تردد نصائحها دون أن يستمع إليها فهو يظنها أنها تعامله هكذا لتعرقله عن اللّعب فقط و تخالف رغبته في أن يفعل ما يشاء، و لم يدرك بعد أنها تخاف عليه و تحافظ بهذا على حياته و صحته حتى لا يصيبه أي مكروه ..

    خرج من البيت ، و بينما هو يمشي اكتشف أمرا مريعا..توقف سليم مندهشا وبدأ قلبه يخفق من شدة الصدمة..
    بدأ يتساءل : ماذا يجري..؟ ماذا حدث لي..؟ أين ظلي ...؟
    لم يجد سليم ظله ..! لقد أصبح الآن بدون ظل..
    إلتفت يمينا و يسارا ، بحث أمامه و خلفه ، بحث و لكن لم يجد ظله.
    بدأ سليم يبكي و هو يقول : أين ظلي ؟، أين أضعته؟ علي أن أجده ،لايمكنني أن أعيش بدون ظل.

    جلس يبكي و يبكي و عرف أنه عمل عملا سيئا جعل ظله يتركه ويبتعد عنه..
    نهض سليم و بدأ في البحث ...
    ذهب إلى المكان الذي كان يجري فيه و يقفز من فوق الأماكن الخطرة، بدأ يبحث بين الصخور الكبيرة وكله حسرة على ظله الذي قد ضاع لكنه لم يجد شيئا ، فتوجه إلى الحديقة عله يجده هناك..

    دخل الحديقة و بدأ يبحث بين النباتات التي كان يمشي فوقها فيدوسها و يفسد نموها، و توجه إلى الأشجار التي تسلقها فكسّر أغصانها و قطف ثمارها قبل أن تنضج، لكنه لم يجده في الحديقة ..

    شعر سليم بالوحدة و الدموع تسيل من مقلتيه على ظله الذي قد ضاع ، تأثر شديدا لما حدث له..
    حاول أن يتذكر أين ذهب اليوم و أين يا تراه قد أضاع ظله، فتذكر أنه ذهب إلى الشارع المجاور في الصباح، توجه إلى هناك فورا و كله أمل في أن يجده ..
    وصل إلى الشارع المجاور للذي يسكن فيه و بدأ يبحث عن ظله أمام الأعمدة والأشجار و داخل المحلات لكنه لم يجد شيئا..
    طأطأ رأسه يائسا و عيناه تذرفان دمعا لأنه سيمضي بقية حياته بدون ظل، وهو يسترجع بخياله تلك الأحداث السيئة و الأفعال المتهورة التي عملها .
    تذكر حينها توصيات والدته التي لم يبال بها.

    دار سليم إلى جهة اليمين عند مفترق الطرق راجعا إلى بيته في الشارع المجاور، و بينما هو يرفع عينيه من الأرض بدأ يلاحظ على حافة الطريق شيئا مألوفا لديه..
    رفع بصره بسرعة و هو يبتسم و يرتجف فرحا .. لقد وجد سليم ظله أخيرا..
    بدأ يبكي هذه المرة لكن من شدة الفرح ، و توجه بسرعة ليستعيده ، حينها عرف سليم كيف أضاع ظله هناك ، لقد أضاعه حين قطع الطريق و هو يجري وسط ازدحام السيارات ، لم يقطع من ممر الراجلين كما نصحته والدته ، و حين همّ بالجري وسط الطريق تخلى عنه ظله احتجاجا على هذا الفعل المتهور ، فلم يشأ أن يوافقه في سلوكه السيئ هذا.

    أدرك سليم فداحة الأعمال الخطرة التي قام بها والتي كادت أن تودي بحياته ، فندم على ما فعل ندما شديدا ، و قرر أن يطلب الصفح من أمه و أن يعمل بنصائحها ولا يكرر ما فعله أبدا .. و هو يردد بصوت خافت : أحبك أمي .. أحبك أمي
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    جميلة القصة ..فيها درس و حكمة.
    سررت بالمرور من هنا.
    تحيّتي.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • ريمه الخاني
      مستشار أدبي
      • 16-05-2007
      • 4807

      #3
      السلام عليكم
      حقيقة استخدمت فكرة الظل الممتعة لخدمة هدف أسمى واكثر فائدة واهمية.
      سلمت لنا دوما

      تعليق

      • صليحة سبقاق
        عضو الملتقى
        • 19-12-2010
        • 18

        #4
        أجدت يابلال
        قصة فيها عبرة جميلة

        بارك لله فيك

        تعليق

        • بلال نكديل
          أديب وكاتب
          • 20-12-2010
          • 36

          #5
          جميلة القصة ..فيها درس و حكمة.
          سررت بالمرور من هنا.
          تحيّتي.

          __________________

          شكرا لك أختي
          بل أنا المسرور بمرورك..

          تعليق

          • بلال نكديل
            أديب وكاتب
            • 20-12-2010
            • 36

            #6
            السلام عليكم
            حقيقة استخدمت فكرة الظل الممتعة لخدمة هدف أسمى واكثر فائدة واهمية.
            سلمت لنا دوما
            __________________

            تكون الفكرة أسمى حين ينتفع بها الناس، فأرجو أن ينتفع بها أطفالنا،
            شكرا لك الأستاذة ريمة على مرورك الثمر.. فائق احترامي

            تعليق

            • بلال نكديل
              أديب وكاتب
              • 20-12-2010
              • 36

              #7
              أجدت يابلال
              قصة فيها عبرة جميلة

              بارك لله فيك

              شكرا لك أختي صليحة، مروركم حافز لنا...
              وفيك بارك الله

              تعليق

              يعمل...
              X