اعتبر الحياة أكبر مدرسة لي، فقد أخذت منها خبرة كثيرة، هكذا أعتقد حتى صرت أفهم طبائع الناس وكيف أتعامل معهم. فالحياة مهنة لي في توضيح بعض الغموض للتائهين، ولا يعني هذا أنني قد تملكت مفاتيح الحكمة، فأنا أعتبر نفسي أنها ما زالت في أول الطريق والطريق طويل...
إن أعظم ما يأخذه الإنسان من هذه الدنيا هو الحكمة في قول الله عز وجل "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا".
إن حب الناس والأشياء هو حكمة في نزع الكراهية من القلب، لأن ذلك هو بداية الطريق، حيث أن القلب يفتح أبوابه لمحبة الله عز وجل، لأن الله هو المعشوق والعاشق دوما متعلق بكل ما يصدر من معشوقه، ولا يعني ذلك السذاجة في الحب، فالحب الإلهي مفطور في الأعماق وفي الأرواح الإيمانية الطاهرة. فقد نحب شخصا ولكنا نكره الصفات البغيضة التي يحملها، إذن فنحن لا نكره الشخص لشخصه، بل نبغض ما بجعبته من تصرفات أو صفات لا تعجبنا.
لكل منا فلسفة في حياته، يؤمن بها، يمارسها، ولربما يناقشها، ولكن يبقى وجوده في إثبات اللاوجود مستحيلا، لأن اللاوجود هو انعدام من الوجود، ورحم الله الشيخ أبو علي سينا حين قال: "لا يمكن أن أكون لو ماتت أمي قبل ولادتي، ولم أكن حينها كائنا واجب الوجود".
رحمك الله يا شيخي فقد كانت لك فلسفات في الحياة لا يدرك معناها أحد سواك.
وستظل الأيام تتبدل، والنفوس تتغير وتتجدد، وسيبقى لكل منا فلسفته التي تلاحقه كظله من مكان إلى مكان.
وإن هذه لفلسفتي في الحياة...