قرأت بأحد الجرائد لكاتبة لا أتذكر أسمها ،أنها ذكرت فى معرض حديثها الطويل أن المرء ليس من المهم أن يكون مشهورا أو كاتبا ليبدأ فى كتابة مذكرات حياته يحكي فيها عن سيرته .
واليوم وأنا أجلس لوحدي أنعم بحالة الهدوء الروحي ..أتي صوت والدى رحمه الله يؤنسنى ، فتجددت الذكريات وارتفعت الضحكات وفى خضم ذلك التدفق الروحي الرائع والتعانق الوجداني والاسترسال المتوهج داخلى كسراج من نور .........
أصبحت الأن أتحدث مثلة تماما .يا الهي لقد انتقلت الى العدوى فأصبحت أخرج الكلمات مثله ، وأضعها فى نسق غير مترابط ، وكأنني أقرأ مقال كتب باللغة الصينية وأنا لا أجيدها .
أعلم أنكم تشعرون الآن بالفضول وتتساءلون وانتم فى حالة ترقب عما تتحدث ؟
كل ما في الأمر ، أتحدث عن شخصية تمر علينا جميعا ، أطلقت عليها اسما من باب المجاز فليسوف الغبرة ، وهذا الفليسوف ليس كبقية الفلاسفة ، أنما هو متميز عنهم فى كثير من الأمور، وله صفات تجعلك تتعرف عليه وهو على بعد أميال منك ، وله رائحة مميزة تملأ الجو بحالة من التوتر، وإذا تكلم معك تشعر بتثاقل فى الأجفان ، وحالة نعاس رابضة على رموش العين تجبرها على الإغلاق المستديم ، فتسقط فى دوامة عميقة يتردد داخلها صوت رخيم متقطع النبرات يتحدث عن ترهلات واشتباكات نفسية ، وأمور دولية ويشعرك أنك انظف من طبق الصينى بعد غسيله باحدث المساحيق القادرة على تنظيف الدهون... فتجد نفسك وقد أصابتك تخمة ثقافية يتوجب معها خفض ضغط دمك المتصاعد العلو ، حتى لا تصل للقمر بسرعة أكبر من سرعة الضوء لتستريح منه .
قد تتقابل مع أحد الأشخاص الذين تجد تلك المواصفات تنطبق عليهم فلا تجد مهرب غير أن تتقبل التعامل معهم على مضض وتحاول أن تسيطر على أعصابك حتى لا تشتبك معهم في عناق ، يشبه كثيرا عناق أبطال الملاكمة ، والمصارعة وعدد ما تشاء من رياضات القتال ، فتنقلب المقابلة إلي ساحة مواجهة دموية النزعة عالية الحرارة قوية الكشيمة ....... عاودتنى مرة أخرى حمى فليسوف الغبرة .
وفي مسار حياتي تصادمت كثيرا مع هذا النوع من الفلاسفة كثيرا ، فوجدت منهم من يجنح للتعامل كأروع المنافقين ، على مر العصور ويمتلك ابتسامة صفراء لا ينفع معها أى من مستحضرات تبيض الأسنان، ولديه قدرة هائلة علي دفق ملايين اللترات من الغلاسة المنقطعة النظير فتشعر أنك تغرق في مياة ثقيلة كتلك التى تجرى هناك في المحيط الأطلنطي ..... سامحك الله أيها المتقمص لروحى هل يمكن أن تتركنى لوجة الله وتطلق سراحى .....
حاولت منذ أيام أن أدخل لأحد قوالب هؤلاء الفلاسفة فشعرت بالاختناق وعندما حاولت التحدث شعرت أن فكى قد أصيب بحالة من الانزلاق الغضروفي. فأصبح كل شطر منه يتحدث دون الأخر فخرج الكلام غير منمق ولا مرتب ولكنه علي أية حال متشابك يخرج كأنه فقاقيع هواء تعيق حركة التنفس.. حول الأشخاص فشعرت معهم بالاختناق.. وعندما حاولت الخروج من هذا القالب أصبح الأمر شديد الشبه بقصة القناع الحديدي الأسطورية فتقمصت أحساس ليونارد دى كابورى الممثل عندما خلع عنه قناعه.. ووجدتنى انظر حولى للأشياء كأنها ..جديده كأننى أراها لأول مره حتى أنه أصابني الفزع من التحدث فظللت مطبقة شفتاى أتابع حركات حدقة عينى اليمنى باليسرى وقبعت هناك في احد الحجرة المكتظة باشياء مخيفة -- فأنا العائده من الفضاء -- هو الهذيان مرة أخرى .
لا أدرى هل هو سرد مستيقظ أصابه حالة من الهذيان أم هو سرد نائم يظن أنه مستيقظ.. ولكن على أية حال أعتقد أنها حالة من انفلات سبل المقاومة التى تجبرنى على الكتمان وعدم الأفصاح على ما يبدو اننى قد كسرت حاجز المقاومة فعرجت أترجم ما بداخلى وأبحث .. عن مكان أفرغ فيه دواخل تفكيرى ،،، فتنج عن ذلك ترجمة مباشرة لما أشعر به من ضيق المكان من حولى نفس الوجوه الواجمة نفس الهواء ، نفس الرائحة ، نفس الكتاب الذى لا يبرح مكانه نفس التكوينات الهلامية الملاحقة لروح البشرية ، سأقتلك اذا لم تتركنى في سلام .
عود حميد أو أحمد أو حتى محمود ، الأهم أنه عود وترك ما كان معقود هناك ، أى هناك لا أدرى ولكنه كان هناك ، أحتاج فقط لبرهة من الوقت حتى تزول الأعراض الجانبية لمرورى بذلك الـ هناك فتأثيره يشبه تأثير الأشعاع النووى المتخلف من انفجار قنبلة نووية تلك التى تنتج شكل عش الغراب فتقتل الغراب وتفتك بالعش ................ تمكن منى
اعتقد إن صعود جبال الهمالايا أو التبت أو صعود احد أبراج ذلك الزمان السكانية تفى بالغرض ، وتحدث نفس احساس التعب وتهدج الانفاس وتقطعها وتناثرها ، ولكن لماذ الصعود ؟ أهو للهروب من الهبوط ؟أم لنسقط من علو شاهق لم يسبقنا إليه أحد ؟.... بدأت الأعراض تتلاشى .
لا علاقة بين قدر الثقافة وبين كونك فليسوف فبائع الفول مثلا يمتلك من الفلسفة ما يجعله قدير في مهنته وتأثيره على من يتعامل مع عربته ، فيستخدم أكثر معطيات التكنولوجيا ، ليبهر مستخدميه ليجذبهم إليه وإليها دون التركيز على طعم الفول .
وحين تقابل تلك الشخصيات يمكنك أن تضحك ولا تكبت تلك الرغبة داخلك ولا تجعلها تتحكم فيك فتغرقك في بحرها عنوة ، وقدم له سؤال ينم عن المقاومة والرفض في ثوب من الاحترام المغلف بكثير من الرسميات والتعظيم ، ولا تتردد في محاربة نظراته التى يعلوها الكثير من الغرور وليعلم أن التواضع صفة العظماء وليس الغرور .
أقطع عليه الطريق ضعه في حجمة الصحيح وذكره دوما أن جميع الألقاب التى تسبقنا ، لابد أن تتحدث عن مكنونات شخصياتنا لا أن تتحدث عن جنون العظمة الذى دوما يقتلنا .
أخيرا ضع (( فليسوف الغبرة )) أمام عينك دوما لا تجعله خلفك لا تترك له المجال ليطعنك بسهولة ،،، فالمتكبر يعتقد أنه قادر على إنهاء حياة الأخرين بجرة قلمه وغرسه بين أضلع المنكسرين فيتغتال شخصيته ، ويكسر قلمه ،، ويحطم فكره حتى يثبت فقط أنه هو ولا غيره فليسوف الغبرة.....
عبير - جمهورية مصر العربية
مصطفـــى بونيف - الجمهورية الجزائرية .
تابعونا .....
واليوم وأنا أجلس لوحدي أنعم بحالة الهدوء الروحي ..أتي صوت والدى رحمه الله يؤنسنى ، فتجددت الذكريات وارتفعت الضحكات وفى خضم ذلك التدفق الروحي الرائع والتعانق الوجداني والاسترسال المتوهج داخلى كسراج من نور .........
أصبحت الأن أتحدث مثلة تماما .يا الهي لقد انتقلت الى العدوى فأصبحت أخرج الكلمات مثله ، وأضعها فى نسق غير مترابط ، وكأنني أقرأ مقال كتب باللغة الصينية وأنا لا أجيدها .
أعلم أنكم تشعرون الآن بالفضول وتتساءلون وانتم فى حالة ترقب عما تتحدث ؟
كل ما في الأمر ، أتحدث عن شخصية تمر علينا جميعا ، أطلقت عليها اسما من باب المجاز فليسوف الغبرة ، وهذا الفليسوف ليس كبقية الفلاسفة ، أنما هو متميز عنهم فى كثير من الأمور، وله صفات تجعلك تتعرف عليه وهو على بعد أميال منك ، وله رائحة مميزة تملأ الجو بحالة من التوتر، وإذا تكلم معك تشعر بتثاقل فى الأجفان ، وحالة نعاس رابضة على رموش العين تجبرها على الإغلاق المستديم ، فتسقط فى دوامة عميقة يتردد داخلها صوت رخيم متقطع النبرات يتحدث عن ترهلات واشتباكات نفسية ، وأمور دولية ويشعرك أنك انظف من طبق الصينى بعد غسيله باحدث المساحيق القادرة على تنظيف الدهون... فتجد نفسك وقد أصابتك تخمة ثقافية يتوجب معها خفض ضغط دمك المتصاعد العلو ، حتى لا تصل للقمر بسرعة أكبر من سرعة الضوء لتستريح منه .
قد تتقابل مع أحد الأشخاص الذين تجد تلك المواصفات تنطبق عليهم فلا تجد مهرب غير أن تتقبل التعامل معهم على مضض وتحاول أن تسيطر على أعصابك حتى لا تشتبك معهم في عناق ، يشبه كثيرا عناق أبطال الملاكمة ، والمصارعة وعدد ما تشاء من رياضات القتال ، فتنقلب المقابلة إلي ساحة مواجهة دموية النزعة عالية الحرارة قوية الكشيمة ....... عاودتنى مرة أخرى حمى فليسوف الغبرة .
وفي مسار حياتي تصادمت كثيرا مع هذا النوع من الفلاسفة كثيرا ، فوجدت منهم من يجنح للتعامل كأروع المنافقين ، على مر العصور ويمتلك ابتسامة صفراء لا ينفع معها أى من مستحضرات تبيض الأسنان، ولديه قدرة هائلة علي دفق ملايين اللترات من الغلاسة المنقطعة النظير فتشعر أنك تغرق في مياة ثقيلة كتلك التى تجرى هناك في المحيط الأطلنطي ..... سامحك الله أيها المتقمص لروحى هل يمكن أن تتركنى لوجة الله وتطلق سراحى .....
حاولت منذ أيام أن أدخل لأحد قوالب هؤلاء الفلاسفة فشعرت بالاختناق وعندما حاولت التحدث شعرت أن فكى قد أصيب بحالة من الانزلاق الغضروفي. فأصبح كل شطر منه يتحدث دون الأخر فخرج الكلام غير منمق ولا مرتب ولكنه علي أية حال متشابك يخرج كأنه فقاقيع هواء تعيق حركة التنفس.. حول الأشخاص فشعرت معهم بالاختناق.. وعندما حاولت الخروج من هذا القالب أصبح الأمر شديد الشبه بقصة القناع الحديدي الأسطورية فتقمصت أحساس ليونارد دى كابورى الممثل عندما خلع عنه قناعه.. ووجدتنى انظر حولى للأشياء كأنها ..جديده كأننى أراها لأول مره حتى أنه أصابني الفزع من التحدث فظللت مطبقة شفتاى أتابع حركات حدقة عينى اليمنى باليسرى وقبعت هناك في احد الحجرة المكتظة باشياء مخيفة -- فأنا العائده من الفضاء -- هو الهذيان مرة أخرى .
لا أدرى هل هو سرد مستيقظ أصابه حالة من الهذيان أم هو سرد نائم يظن أنه مستيقظ.. ولكن على أية حال أعتقد أنها حالة من انفلات سبل المقاومة التى تجبرنى على الكتمان وعدم الأفصاح على ما يبدو اننى قد كسرت حاجز المقاومة فعرجت أترجم ما بداخلى وأبحث .. عن مكان أفرغ فيه دواخل تفكيرى ،،، فتنج عن ذلك ترجمة مباشرة لما أشعر به من ضيق المكان من حولى نفس الوجوه الواجمة نفس الهواء ، نفس الرائحة ، نفس الكتاب الذى لا يبرح مكانه نفس التكوينات الهلامية الملاحقة لروح البشرية ، سأقتلك اذا لم تتركنى في سلام .
عود حميد أو أحمد أو حتى محمود ، الأهم أنه عود وترك ما كان معقود هناك ، أى هناك لا أدرى ولكنه كان هناك ، أحتاج فقط لبرهة من الوقت حتى تزول الأعراض الجانبية لمرورى بذلك الـ هناك فتأثيره يشبه تأثير الأشعاع النووى المتخلف من انفجار قنبلة نووية تلك التى تنتج شكل عش الغراب فتقتل الغراب وتفتك بالعش ................ تمكن منى
اعتقد إن صعود جبال الهمالايا أو التبت أو صعود احد أبراج ذلك الزمان السكانية تفى بالغرض ، وتحدث نفس احساس التعب وتهدج الانفاس وتقطعها وتناثرها ، ولكن لماذ الصعود ؟ أهو للهروب من الهبوط ؟أم لنسقط من علو شاهق لم يسبقنا إليه أحد ؟.... بدأت الأعراض تتلاشى .
لا علاقة بين قدر الثقافة وبين كونك فليسوف فبائع الفول مثلا يمتلك من الفلسفة ما يجعله قدير في مهنته وتأثيره على من يتعامل مع عربته ، فيستخدم أكثر معطيات التكنولوجيا ، ليبهر مستخدميه ليجذبهم إليه وإليها دون التركيز على طعم الفول .
وحين تقابل تلك الشخصيات يمكنك أن تضحك ولا تكبت تلك الرغبة داخلك ولا تجعلها تتحكم فيك فتغرقك في بحرها عنوة ، وقدم له سؤال ينم عن المقاومة والرفض في ثوب من الاحترام المغلف بكثير من الرسميات والتعظيم ، ولا تتردد في محاربة نظراته التى يعلوها الكثير من الغرور وليعلم أن التواضع صفة العظماء وليس الغرور .
أقطع عليه الطريق ضعه في حجمة الصحيح وذكره دوما أن جميع الألقاب التى تسبقنا ، لابد أن تتحدث عن مكنونات شخصياتنا لا أن تتحدث عن جنون العظمة الذى دوما يقتلنا .
أخيرا ضع (( فليسوف الغبرة )) أمام عينك دوما لا تجعله خلفك لا تترك له المجال ليطعنك بسهولة ،،، فالمتكبر يعتقد أنه قادر على إنهاء حياة الأخرين بجرة قلمه وغرسه بين أضلع المنكسرين فيتغتال شخصيته ، ويكسر قلمه ،، ويحطم فكره حتى يثبت فقط أنه هو ولا غيره فليسوف الغبرة.....
عبير - جمهورية مصر العربية
مصطفـــى بونيف - الجمهورية الجزائرية .
تابعونا .....
تعليق