رسمت بكل الرموز
وكل اللغات
بلادا تعلمني
إن أرادت
حروف الهجاء
وحب العروبه
وتسمح لي
أن أقول قصيدة شعر
لوصف القمر
.. .. ..
رسمت بلون الجمال
بلادا
لها علم
من رحيق الضياء
وشعب من الحكماء
تعانقني كل يوم
وترفع عني
قيود الولاء
وفيض الضجر
.. .. ..
رسمت بجرح العراق
مدينة حزن
تنام على كتفي
كلما تعبت
من هموم الوطن
وترفض مؤتمرات السلام
ولا تتعرى أمام الجنود
ككل المدن
.. .. ..
رسمت مجازا
بساطا من الحلم أخضر
وشمسا تغيب وراء المسافات أكثر
وشعبا يغني نشيد السحر
ولكنني ما علمت
بأن الحمام يباع بأبخس سعر
وأن الهزائم أحلى
من الرفض والكبرياء
وحرق السفن
.. .. ..
رسمت بدمع الثكالى
حدودا لقلبي
فشرقا وضعت العراق
وغربا وضعت اليمن
وبينهما دولة من رذاذ الخيال
ووهم الزمن
وزرت عواصم جرحي
فلم أر إلا رجالا بزي نساء
وقتلى
وجرحى
ولم أر إلا إطارا لعرض الصور
فهل من خبر
.. .. ..
قرأت الجرائد سرا
قرأت الجرائد جهرا
ولكنني لم أجد
غير جيش يخاف المطر
وغير ضجيج بسوق عكاظ
وسجع بكل نقاط الحدود
فلا وطن في يدينا
ولا شجر في نهور الشجن
ولا عرب في حضور العرب
.. .. ..
غدا سادتي يعلنون وفاة العرب
فمن سيقيم طقوس العزاء؟
ومن سيجود بثوب الكفن؟
ولم يتركوا غير أرملة تسمى القصيدة
وغير يتيم
يسمى الوطن
غدا سادتي يعلنون وفاة العرب
غدا يعلنون:
وداعا قريش
وداعا كليب
وداعا مضر.
ملاحظة: القصيدة مستوحاة من قصيدة نزار قباني : متى يعلنون وفاة العرب: والأسطر الثلاثة الأخيرة مأخوذة منها.

تحياتي الخالصة إليك أخي المبدع الفاضل خالد شوملي، وشكرا على هذا الترحيب الحار الذي يشرفني في هذا المنتدى الغالي.
بالنسبة للسطر الشعري الذي تفضلت بالإشارة إليه، فقد اعتمدت فيه على تفعيلة محذوفة، على غرار أسطر أخرى في القصيدة، وربما غفلت عن تجزيء السطر لينتهي بكلمة أرملة وهي التي يشكل مقطعها الأخير-ملة- تفعيلة فعو المحذوفة ، لأني لاأريد أن أضيف أي كلمة قد تصحح الوزن وتودي بالمعنى. وقد أعدت الفصل بين مكوني السطر الشعري .
لك مني الود والتقدير، ودمت للإبداع ضوءا ساطعا.