طفولتي ( 1 )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الله راتب نفاخ
    أديب
    • 23-07-2010
    • 1173

    طفولتي ( 1 )


    طفولتي ( 1 ) :


    تبدأ الرحلة من هنا ..... من بيتنا العتيق بحي الشيخ محيي الدين ، من موطن طفولتي المبكرة .
    هناك .... بين الكتب ، و أنوار الثريا الكبيرة ، و الزوار الذين تغص بهم الغرفة الصغيرة ، و دخان السجائر المحلق في الهواء ، كانت البداية .
    عرفت أول ما عرفت رائحة الكتب ، و لا سيما الطبعات القديمة ذات الصفحات السمراء ، و تلهفت أن أقلد والدي في صفها أمامه ، و التنقيب بينها ‘ و إغلاق أحدها و فتح آخر .
    عشقت جلسته على أرضية الغرفة ، و سرحه في الكتب القديمة ذات التجليد الأسود الفخم ، و غضبه حين يمسك الكتب الحديثة ذات الأغلفة الملونة ، و انهياله أثناء قراءتها بعشرات الشتائم المقذعة .
    عشقت شخصيته ، كانت مدار كل شيء لدي ، حبيبة إلي قدر ما هي غامضة ، قريبة مني قدر ما هي بعيدة .
    ورثت عنه عبوسه الدائم ، و في صوري الأولى ، لا يغادرني العبوس و لا التقطيب ، أو النظرة الحزينة الغامضة التي أحار اليوم في سرها و هي ترتسم على وجهي الطفولي البريء آنذاك .
    في بيتنا ، تنسمت رائحة القراءة ، فكانت معشوقي الأول ، و تشربت القسوة من والدي فخلتها الخير كله ، صرت قاسياً ، أنقم على الفتيات المدللات في المدرسة ، و على الأطفال السعداء في أفلام الكرتون ، و على كل ما هو ناعم ورقيق و لطيف ، يدفعني لذلك كله خشونة رهيبة في صدري ، لا أدري أأنا ولدتها ، أم هي مولودة فيَّ مذ ولدت .
    لكنني على هذا ، عرفت العشق مبكراً ، عشقت زميلتي في الروضة ، أحببتها حقاً ، و كانت نيران تشتعل في صدري حين أراها ، غير أني لم أعرف كيف أعبر لها عن العشق المتقد في صدري ، فعشت الحب و أجواءه دون أن تعلم محبوبتي بي أو بما فيَّ .
    أتراني لو أخبرتها حينها ، أكانت ستبادلني شعوري ؟؟ ، أكانت ستفهم ما أقول لها ؟
    أحببت الحيوانات و أولعت بها ، عشقت منها ما لا يعشقه الأطفال ، لم أعشق الأرنب و لا الغزال و لا الطيور ، عشقت أشدها قبحاً في عيون الصغار ، وحيد القرن و فرس النهر و الفيل .
    كنت غريباً ، فأحسني رفاقي غريباً و ابتعدوا عني ، هكذا ابتدأت انطوائيتي ، أحسستني وحيداً ، أحسست أن فيَّ شيئاً منفراً و مقززاً يدفعهم عني ، فبادلتهم الشعور نفسه ، و انتحيت ...
    كانت تلك هي البداية ، لكن الكلام لم ينته بعد .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله راتب نفاخ; الساعة 02-01-2011, 15:38.
    الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ

    [align=left]إمام الأدب العربي
    مصطفى صادق الرافعي[/align]
  • د. محمد أحمد الأسطل
    عضو الملتقى
    • 20-09-2010
    • 3741

    #2
    طفولة لا زالت تمشي فوق السطر
    جميل أن يكون لدينا ذكريات بغض النظر عن ألوانها
    الأستاذ عبد الله
    حدثنا أكثر عن الماضي الشيق ..
    فنحن بالإنتظار
    ولك باقة ورد وتقدير كبير
    احترامي وودي
    قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
    موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
    موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
    Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

    تعليق

    • بلال عبد الناصر
      أديب وكاتب
      • 22-10-2008
      • 2076

      #3
      ســنتابع يا صَديقي
      شكراً لكْ

      تعليق

      • محمد زكريا
        أديب وكاتب
        • 15-12-2009
        • 2289

        #4
        آآهٍ ماذا فعلت بي ياعبدالله
        لقد استفزيت ذاكرتي الموجوعة أصلاً بغربتي عن معشوقتي دمشق
        فأراني اليوم بسوق الجمعة \ أجوبه طولاً وعرضاً من العفيف حتى جامع أبو النور
        سالكاً تلك الأزقة القديمة التي تأخذني صوب المساجد القديمة والحارات الدمشقية الأصيلة التي مازالت تنبض حتى يومنا هذا بالكلام الشامي العمييييييق جداً
        تنبض بصخبها المحبب وحركتها التي لاتهدأ ..وأصوات الباعة التي تصدح بالمواويل النادرة التي لن تسمعها ماحييت سوى هناك
        آآهٍ ياعبدالله ..ماذا فعلت بي ؟؟
        \\
        متابع ياصديقي ..لأستشف أعماقك أكثر وأكثر
        نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
        ولاأقمار الفضاء
        .


        https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

        تعليق

        • عبد الله راتب نفاخ
          أديب
          • 23-07-2010
          • 1173

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سهير الشريم
          ونبقى في ترقب .. حجز مقعد ..

          تحياتي
          زهرة تشرين
          أهلاً و سهلاً بأستاذتنا العزيزة ....
          لك أول المقاعد و أعلاها ....
          بوركت
          الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ

          [align=left]إمام الأدب العربي
          مصطفى صادق الرافعي[/align]

          تعليق

          • عبد الله راتب نفاخ
            أديب
            • 23-07-2010
            • 1173

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة د. محمد أحمد الأسطل مشاهدة المشاركة
            طفولة لا زالت تمشي فوق السطر
            جميل أن يكون لدينا ذكريات بغض النظر عن ألوانها
            الأستاذ عبد الله
            حدثنا أكثر عن الماضي الشيق ..
            فنحن بالإنتظار
            ولك باقة ورد وتقدير كبير
            احترامي وودي
            أستاذنا الكبير ....
            أهلاً بكم ....
            شرف لي أن تتابعوني .....
            سلمكم الله
            الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ

            [align=left]إمام الأدب العربي
            مصطفى صادق الرافعي[/align]

            تعليق

            يعمل...
            X