السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اختي شيماء، أخي غسان
شكرا لهذا الوفاء
رحمك الله يا أخي ثائر الغالي
لن ننساك طال الزمان أم قصر
و ستبقى رمزا و فارسا للكلمة الجميلة
ما قلتُه في حضورك يا ثائر
و لم أكن أتصور أن كل حرف فيه يستقرئ رحيلك عنا
****
اختي شيماء، أخي غسان
شكرا لهذا الوفاء
رحمك الله يا أخي ثائر الغالي
لن ننساك طال الزمان أم قصر
و ستبقى رمزا و فارسا للكلمة الجميلة
ما قلتُه في حضورك يا ثائر
و لم أكن أتصور أن كل حرف فيه يستقرئ رحيلك عنا
****
أحتاجك و لا أعرف من أنا
لا أعرف ما العالم ...ما الدُّنى
لا أعترف بما يكسوني من جمال
لا...لا أعترف بيَّ...
لا أشعر بالربيع حين يأتي
و لا الطيور حين ترفرف
و لا السنابل حين تكبر...
لأنك فقط لست معي...
ما لم أقله في غيابك أنني أنتهي و يفنى وجودي
و ينتحر الكلم فيّ لو لم تمنح الشمس لونك
.
أرهقني حنيني إليك...عاودتني الذكرى
تعودت ان أرى شجني فيك
تعودت أن أشتكيك لي...للزمان البعيد
تعودت أن أكتب جنوني فيك...
و أرمي ورائي كل الأحزان
تعودت...تعودت...
و لكني أخرس الآن تحت وطأة الانتظارالطويل
راجعت كتاباتي إليك...و وجدتك فيّ...
لم تمحك السنين الطوال التي قضيتها بعيدة عنك
انتحرت صرختي و أنا أناديك ألا ّ ترحل...
و غبت ...غبت عن عالمي الذي أنهكه الوجع
مالم أقله في غيابك أن الأوراق سقطت دون عناء
و أن الزهور أينعت ...و لكن لا معنى لها بدونك
و أن الأشجار احتضنت ما ضاع منها في الخريف
و أن النسائم هبت تبحث عنك...في أزمنة الرحيل
و أن العصافير غنت أغنيتها الأخيرة
و لن تعود...لأنك تغاضيت عنها ...
ما لم أقله في غيابك أن وجعي فيك يؤجلني
للفرح...لِعتمة المكان الباردة
قال لا اعرف من أين ابتدئ
قلت
ابتدئ من حيث انتهينا...
عانق الصمت في حرفك الشجي
أعد ترتيب زماني فيك...
و ناج ليلي الغابر...
و انتجعني حيرة العمر الجميل
--
عندما رحلت كنت لا أفقه ما معنى وجع الغياب
و رحلت...و كان ظلي يستبقيني..
يلح في اصطحابي إليك
يرتلني ..للتيه..للبوح الجميل..
للربيع بين يديك
عاندته و رحلت و بقي يتلمس الجدران
كلما هزه الشوق إليك...و زدتُ ارتحالا
و زادني ظلي احتفاء
سكنني الوجع و أضناني البعد
كتبني أسطورة للعابرين
سكبتْك الريح قطرات مطر
جاءت قبل الغياب
فكأنك نور ضياع
شمسَ ظلٍّ ينتهي عند الغروب
و كأنك روح القصيدة
لآخر شعاع من قمر
في السماء البعيدة
المستحيل أنت ...
يا من هزمت نسائم الصبح الشجية
و الوهم فيك ...ينسجني من وجع
احترفت الصمت بعدك...
ما عادت أزاهير الدنى تغسل مقلتيّ
ما عادت نجيماتي ترويني لذاكرة الزمان فيك
غابت رؤاي..انحبس جرحٌ في الحلق
و هدّاني للضياع يرسمني
فكيف السبيل إلى هزم المستحيل
أجبني...يا وجعي المؤجل
**
أتسألني عن الساعة؟
الساعة الآن ساعة التقائي بك
و احتضان الفجر للنجوم البعيدة
ساعة الصفر الجميلة...
ساعة الشفق الأحمر الجميل
ساعة احتساء الغروب العاشق لشحنة
ضوء كسير...
الساعة هي أنت و كل الدروب
**
في ما مضى ..
كنت تعتقد جازما أنني سأعود
لم أستطع المجيء...انهرت فجأة
كنت غارقة في أحزان وقعت ذات وقت
و نسيت انك هناك تنتظر...
آلامي كانت أكبر من انتظارك
كانت آلام وطن جريح زعزعتني
قبلت كل ذرة فيه و سألته أن يرحمني من الوجع
ان يثبت خطاه و أن يعلو فوق الزمان و المكان
قبلت الاحمر فيه و الأبيض
مسحت قطرات دمع انهمرت لأقول
شدي حيلك ...شد حياك يا أغلى من الولد
أرأيت لم كان غيابي؟
أرأيت ما أكبر وجعي؟
***
سأخترق الريح و العواصف...لآتي إليك
لتكتبني وطنا قارب على الانتهاء
سأجتث مصاعب الطريق لأهديك
وردة ذبلت مع نزف الحكاية
سأركب الموج العتي لأستعيرك وطنا
لأحييك من جديد...
لأنحتك بيرقا لمآسيّ الكثيرة
احترقت مرافئي و انتحر فيّ الوطن
ألبسني خميلة حزن تائهة
استنجدت بعينيك فما أنجدتني
و مات...مات...الربيع فيّ
و راح يسأل عن الغياب
عن الأبيض و الأحمر الجميل
أين ركنوه...كيف لم يحتضنوه
كيف اندثر
***
حجبني عنك وجعي القديم
و محنة وطني الحريح
ناديتك ان اصلح ما افسده الدهر فينا
فلم تجب قلبي الحزين
و اكتفيت بصمت قاتل
رسمني لوعة للناظرين
**
أين أنت الآن بل أين أنا؟
أنا هناك...أبحث عنك...
فقط سافرت للسماء البعيدة
أستأجر غيوما لمساءاتنا الحيارى
سافرت للقمر أستعير منه ضياء
أنثره على حبيبات حب مؤجل
سافرت للنجوم أستعطي بريقها
أخضب به ليلنا البارد و الصقيع
و سأعود ذات زمن من وقت جميل
**
تروم نفسك ثورة شك
و سأصمت...
إلى حين يقين يرفعني للسماء
قضيتنا كانت أجمل لما كنا واحد
يوم تعاهدنا على الوفاء
لوطننا المسلوب...
لكرامتنا المهدورة
مازلت أنت قضيتي الكبرى
مازال لهيب العمر يصهرني
مازال وطني مسلوبا من عشرات السنين
مازلت أمد يدي لنرتفع لآخر سماء
و نطير بك يا بلدي حيث الربيع
الساكن في مقلتيك
مازال يستهويني بيرقا في العلا
و نغنيه حماة الحمى
***
مالم أقله في غيابك أنني تعبت
تعبت من المكابرة
و من الركض وراء المجهول
تعبت من سفر السنين بدون عودة
تعبت من ذكراك تلاحقني حتى آخر الليل
حتى آخر الخريف...حتى آخر وطن
تعبت من الترحال و مازلت أرتحل
و مازلت أسافر بين عينيك و الربيع
***
ما لم أقله في غيابك سيدي
أن النوارس هجرت شطآني
و غابت عن الوجود
و تركتني أصارع سقم الهوى
ما لم أقله أنت لا تعرفه
لأنك متقوقع في بئر من الوجع القديم...
ما أحجمتُ عن البوح به أنني هنا أنتظر عودة سحابات المطر
فهل تعود؟
***
تعليق