[align=justify]
الزار طقوس تؤدى لإرضاء الشياطين التى تلبست بجسم إنسان فأصابته بمرض نفسى. و تتنوع الشياطين التى تركب ( تلبس ) النساء خاصة فمنها : التركى و المغربى و البدوى وغيرها.. ولعل أهم طقوس الزار هى الرقصة التى تؤديها الملبوسة للشيطان ( السيد ) الذى يركبها على إيقاع الدفوف و يطلقون عليها " التفقير " في مصر و فى الخليج يسمونها " التنزل " وهذه الرقصة ذات طابع جنسى فمنها رقصة تؤديها المريضة و هى ساجدة و تحرك عجيزتها على إيقاع الدفوف. و قد سجلت السينما المصرية طقوس الزار الذى اختفى فى هذا العصر. و إن كان مازال يمارس فى بعض بيوت المترفين حيث تتحول تلك الرقصات إلى وسيلة للمتعة الجنسية حين يختلط الرجال بالنساء.
[/align]
[align=justify]
يري البعض أن كلمة الزار كلمة عربية مستعارة من اللغة الأمهرية ومشتقة من كلمة " دجار " وتعني " روح شريرة " أو " زائر النحس " فالزار ( شعيرة الرقص لاسترضاء الشياطين ) ممارسة طقسية يتم تأديتها في أجواء مليئة بالرمزية سواء من ناحية الملابس والحلي أو الموسيقي والإيقاع أو الكلمات المغناة والأداء الحركي والألوان. وتختلف الآراء حول الزار فهناك من يرى أن الحبشة هي موطن ولادة هذه الطقوس بينما يرى البعض أن أصولها فرعونية. وقد شاعت طقوس الزار في عدد من الدول العربية من أبرزها السودان ومصر واليمن والسعودية والمغرب ودول الخليج. ونبعت فكرة اللجوء للزار كوسيلة للعلاج من الاعتقاد بأن الكون يعج بالأرواح الخفية مثل الريح السوداء ويقصد بها الجن والشياطين والريح الحمراء وهي مجموعة أرواح دون الجن. ووفقاً للاعتقاد الشعبي فإن " الزار " طقس يمارس فيه الرقص علي إيقاعات معينة تعبيراً عن فكرة الميثاق بين البشر والقوى الخفية. وتلك القوي الخفية من الأرواح ( الأسياد ) قوي خارقة مما يفرض التعامل معها باحترام وتبجيل لاسترضاءها.وتهدف تلك الطقوس إلى استرضاء تلك الأرواح حتي تهدأ بفعل الاستجابة إلى مطالبها وتقديم القرابين لها مما يجعل " الملبوسة " أو " المريوحة " أو " المزيورة " تعود إلى حالتها الطبيعية. وتقيم طقوس الزار شيخة الزار ( الكودية ).
بين يدي المخطوطة
الحق أني عثرت بهذه المخطوطة بين مجموعة من الكتب اقتنيتها من سنوات عدة وهي مكتوبة باللغة العربية ومكتوب عليها بخط مخالف لخط كتابتها " مخطوطة عن الزار كتبها المستشرق الألماني أوتو Otto أثناء إقامته بالقاهرة " ومن حسن الطالع أني نسختها لأنها اختفت فيما بعد من بين كتبي. وأنا أنشرها كما هي دون التدخل في لغة الكاتب الركيكة. وأتمني أن تتضافر الجهود لتقديم تعريف بالمؤلف والنقاش حول هذه الظاهرة الاجتماعية الجديرة بالدرس.
[/align]
كتابات عن الزار :
كتاب طب الركة – عبد الرحمن اسماعيل – القاهرة – 1310 هـ. – المطبعة البهية – مادة زار.
الزار ومسرح الطقوس – عادل العليمي – القاهرة – 1993 – الهيئة العامة للكتاب
الزار وبقايا طقوس الديانة المصرية – سامي حرك – القاهرة – 2003 – دار الأضواء.
[align=justify]
مقـدمة فـي الـزار
بالسؤال عن الزار علم لي من إحدى من يشتغلن في الزار انهم تلقوا ذلك عن أقباط صعيد مصر ولا تزال الشهرة الذائعة لهم في ذلك إلي الآن ولكن شيخات الزار من الستات المسلمين أدخلوا عليه في افتتاحه الصلوات ومنهم من يذكر أغاني لبعض كبار مشايخ الصوفية كسيدي أحمد البدوي وسيدي البيومي وسيدي إبراهيم الدسوقى وسيدي عبد القادر الكيلانى :-
كيفية ذلك أن بعض الستات يصبن بمرض عصبي عضال يفقدوا فيه شهوة الطعام و يصبن بعدم النوم ونحافة الجسم والإصفرار الشديد ويعرضن علي الأطباء فإذا لم ينجح فيهم دواء فيشير الأحبة من الستات لبعضهم البعض بتبييت الأثر ( الأثر ) وهو أن يؤخذ منديل رأس المريضة إلي شيخة الزار مربوط علي طرفه ( ريال ) مصري فتأخذه وتبيته تحت مخدة النوم ثلاث ليالي متواليات وتعزم عند كل ليلة علي الأسياد الكرام بأن يبينوا لها في منامها هذا عن سبب المرض وإن كان منهم فما هو الشيء الذي يرضيهم حتى تتخلص المريضة من مرضها وفي اليوم الرابع تذهب أم المريضة إلي شيخة الزار فتعطيها منديل بنتها ونقول لها رأيت في المنام مثلا جوز حمام أبيض وفرخة سودة غطيس. وديك أبيض وكرسي منصوب والشمع والع . وطبل وزمر . وخروف أحمر – أو أسود – أو جدي. ففي هذه الحالة ينقسم العمل إلي قسمين . القسم الأول إذا كانت فقيرة يمكن مراضاة الأسياد بمثل الحمام والفرخة أو الديك الأبيض أو ( السقط ) وهو رأس الخروف ورجليه والكرشة والفشة والطحال والكبد. فيعمل لها العقد علي ذلك.
العقد باصطلاحهم أن يؤتي بنصف ريال أو ريال مرسوم علي وجهه مدفع يغمس بدم الحيوانات المذبوحة ثم يصر في منديل ويربط به ذراع المريضة الأيمن .
كيفية العقد أن تنظف غرفة من غرف منزل المريضة مستقلة بنفسها ويوضع فيها كرسي عالي ذو أربع قوائم علي شكل طربيزة المأدبة ويوضع علي هذا الكرسي صينية ملونة كبيرة واسعة ينظم عليها بعض أطباق فيها بعض الفواكه والمشمومات والبندق والجوز واللوز والفول السوداني والحمص واللب ويحاط بهذا الكرسي ثلاث شمعات كبيرة تقاد في مساء هذه الليلة قبل الغروب بساعة ويحتم علي المريضة أن تنام في هذه الغرفة هي وبعض أهلها إنما بشرط أن تكون جميع ملابسها بيضاء حتى إذا اصبح الصباح تحضر شيخة الزار وإحدى صويحباتها إلي منزل المريضة فيقابلوها بأحسن المقابلة لآن عليها بتوقف شفاء ابنتهم فيكرموها غاية الإكرام هي وصويحباتها .
ملابس الشيخة : هي عبارة عن جلباب أبيض واسع جداً وذي أكمام واسعة تشبه أكمام العلماء بل أوسع وعلي رأسها طرحة بيضاء ملتفة علي جميع رأسها بجميع دائر وجهها ومتختمة بخواتم من الفضة في الإبهام والسبابة والوسطي من اليد اليمين . والخنصر والبنصر من اليد اليسرى ومعلقة في رقبتها بعض أحجبة من الفضة منها ما هو مستدير مكتوب عليه آية الكرسي أي أكبر آية من سورة البقرة وآخر من الفضة مبروم ومحاط بجلاجل صغيرة وحجاب قلب وهو قطعة من العقيق الأحمر الخالص قانية اللون مدلي به الجلاجل وحجاب آخر مرسوم عليه سفينة تمثل رأس امرأة إلي ثديها وبقية الجسم يمثل سمكة رمزاً علي أنها من سكان البحار .
أن يحضروا الفراخ والديك والحمام للشيخة فتجري غسل منقار كل من هذه الطيور والأجنحة والرجلين ثم تضع البخور في النار وتبخرها وتتلو بعض الكلمات عند البخور .بعد ذلك تأمر المريضة أن تقف وتضع فرخة من الفراخ علي كتفها الشمال والديك علي كتفها اليمين والحمام علي رأسها ثم تدور المريضة حول الكرسي المنصوب سبع مرات كل هذا والشيخة هي وصاحبتها آخذين في تلاوة كلام الزار ومناداتهم الأسياد وطلب السماح منهم وبرء المريضة مما ألم بها وهي تقوم بعمل ما يطلبون من الملابس وغيرها . ( لطيفة ) اعتراف لجنابكم مع عدم تقتي بأقوال هؤلاء أني شاهدت مثل هذه الحفلة وأنا في الخامسة عشر من عمري في حفلة زار لأحد جيراني فرأيت العجب وجدت الديك والفرخة وجوز الحمام واقفين بثبات كلي وناظرين إلي الستات المجتمعات وعيونها ترمق الشيخة وكأنهم يصغون لكلامها أو كأنها أستاذ يلقى درساً في الفلسفة علي تلاميذه وأني أجهدت فكري كثيرا في تعليل ذلك ولم أصل إلي حقيقة تخالف ظاهر ما نظرت . ثم يؤتي بطشت وتذبح هذه الطيور ويوضع ( العقد ) أي النصف ريال أبو مدفع في الدم ثم تلطخ الشيخة بيديها جزء من رأس المريضة بالدم ومرفقي يدها وبعض سيقانها وجزء من بطنها .وفي هذه الحالة يحتم عليها أن تنام في هذه الغرفة مدة أسبوع وإذا كانت متزوجة لا يصاحبها زوجها في النوم ولا يضاجعها فإذا لم تعمل بهذه الشروط فلا ينفع العمل ويكون هنا بمثابة عمل يغضب الأسياد لمخالفتها أوامرهم .بعد هذه الإجراءات يكون ( السقط ) استوي فتأكل الشيخة وصاحباتها والمريضة والمدعوين ثم تأخذ الدراهم من 40 إلي 100 صاغ وتأخذ معها الطيور التي ذبحت إلي بيتها وفي عصر هذا اليوم تذهب إلي ( الحضرة ) الحضرة باصطلاحهم هو أن شيخة الزار لها يوم في الأسبوع في الغالب يوم الثلاثاء أو يوم الخميس بمنزلها يحضر فيه جميع هؤلاء السيدات الملتبسات بالزار وكيفية ذلك أن كل قادمة تقدم علي منزل الشيخة تدفع بحسب مقامها من خمس قروش صاغ إلي 10 صاغ وأكثر قيمة البخور وهو أمر ضروري وبعد البخور تجلس مع الستات الكل مجتمعين في وسط فناء البيت والشيخة تأخذ في إلقاء أدوار أسماء الأسياد والكل يصغون. فكل مريضة من هولاء السيدات تصرع عند ذكر اسم السيد الذي يتلبس بجسمها عند سماع ما يتعلق بدورها هي وتصاحبها الدفوف تجد أكثر السيدات ملقيات علي وجوههن وجنوبهم صرعي كأنهن أعجاز نخل خاوية لا يشعرن بشي فتوافيهم الشيخة ببعض الكلمات تلقيها في أذن كل سيدة وتبخ في وجوههن ماء الورد فيفقن حتى إذا مضت عشر دقائق تشد فيها الدفوف علي حر النار لأنها ترتخي من شدة الطرق الشديد الذي تتصدع منه الجبال لا بني الإنسان ويبتدأ في دور آخر . وهذه الحضرة التي تعمل كل أسبوع في منزل الشيخة تبتدى من الساعة العاشرة صباحاً وتنتهي قبيل غروب الشمس بـ 10 دقائق . ثم بعد مضي الأسبوع تفك المريضة ( العقد ) وتعلقه في رقبتها مدلي علي صدرها دائما أبداً.
[/align]
الزار طقوس تؤدى لإرضاء الشياطين التى تلبست بجسم إنسان فأصابته بمرض نفسى. و تتنوع الشياطين التى تركب ( تلبس ) النساء خاصة فمنها : التركى و المغربى و البدوى وغيرها.. ولعل أهم طقوس الزار هى الرقصة التى تؤديها الملبوسة للشيطان ( السيد ) الذى يركبها على إيقاع الدفوف و يطلقون عليها " التفقير " في مصر و فى الخليج يسمونها " التنزل " وهذه الرقصة ذات طابع جنسى فمنها رقصة تؤديها المريضة و هى ساجدة و تحرك عجيزتها على إيقاع الدفوف. و قد سجلت السينما المصرية طقوس الزار الذى اختفى فى هذا العصر. و إن كان مازال يمارس فى بعض بيوت المترفين حيث تتحول تلك الرقصات إلى وسيلة للمتعة الجنسية حين يختلط الرجال بالنساء.
[/align]
[align=justify]
مخطوطة نادرة عن الزار للمستشرق الألماني أوتو Otto
يري البعض أن كلمة الزار كلمة عربية مستعارة من اللغة الأمهرية ومشتقة من كلمة " دجار " وتعني " روح شريرة " أو " زائر النحس " فالزار ( شعيرة الرقص لاسترضاء الشياطين ) ممارسة طقسية يتم تأديتها في أجواء مليئة بالرمزية سواء من ناحية الملابس والحلي أو الموسيقي والإيقاع أو الكلمات المغناة والأداء الحركي والألوان. وتختلف الآراء حول الزار فهناك من يرى أن الحبشة هي موطن ولادة هذه الطقوس بينما يرى البعض أن أصولها فرعونية. وقد شاعت طقوس الزار في عدد من الدول العربية من أبرزها السودان ومصر واليمن والسعودية والمغرب ودول الخليج. ونبعت فكرة اللجوء للزار كوسيلة للعلاج من الاعتقاد بأن الكون يعج بالأرواح الخفية مثل الريح السوداء ويقصد بها الجن والشياطين والريح الحمراء وهي مجموعة أرواح دون الجن. ووفقاً للاعتقاد الشعبي فإن " الزار " طقس يمارس فيه الرقص علي إيقاعات معينة تعبيراً عن فكرة الميثاق بين البشر والقوى الخفية. وتلك القوي الخفية من الأرواح ( الأسياد ) قوي خارقة مما يفرض التعامل معها باحترام وتبجيل لاسترضاءها.وتهدف تلك الطقوس إلى استرضاء تلك الأرواح حتي تهدأ بفعل الاستجابة إلى مطالبها وتقديم القرابين لها مما يجعل " الملبوسة " أو " المريوحة " أو " المزيورة " تعود إلى حالتها الطبيعية. وتقيم طقوس الزار شيخة الزار ( الكودية ).
بين يدي المخطوطة
الحق أني عثرت بهذه المخطوطة بين مجموعة من الكتب اقتنيتها من سنوات عدة وهي مكتوبة باللغة العربية ومكتوب عليها بخط مخالف لخط كتابتها " مخطوطة عن الزار كتبها المستشرق الألماني أوتو Otto أثناء إقامته بالقاهرة " ومن حسن الطالع أني نسختها لأنها اختفت فيما بعد من بين كتبي. وأنا أنشرها كما هي دون التدخل في لغة الكاتب الركيكة. وأتمني أن تتضافر الجهود لتقديم تعريف بالمؤلف والنقاش حول هذه الظاهرة الاجتماعية الجديرة بالدرس.
[/align]
كتابات عن الزار :
كتاب طب الركة – عبد الرحمن اسماعيل – القاهرة – 1310 هـ. – المطبعة البهية – مادة زار.

الزار ومسرح الطقوس – عادل العليمي – القاهرة – 1993 – الهيئة العامة للكتاب

الزار وبقايا طقوس الديانة المصرية – سامي حرك – القاهرة – 2003 – دار الأضواء.
[align=justify]
مخطوطة الزار / 1
مقـدمة فـي الـزار
بالسؤال عن الزار علم لي من إحدى من يشتغلن في الزار انهم تلقوا ذلك عن أقباط صعيد مصر ولا تزال الشهرة الذائعة لهم في ذلك إلي الآن ولكن شيخات الزار من الستات المسلمين أدخلوا عليه في افتتاحه الصلوات ومنهم من يذكر أغاني لبعض كبار مشايخ الصوفية كسيدي أحمد البدوي وسيدي البيومي وسيدي إبراهيم الدسوقى وسيدي عبد القادر الكيلانى :-
مبيـت الأثــر
كيفية ذلك أن بعض الستات يصبن بمرض عصبي عضال يفقدوا فيه شهوة الطعام و يصبن بعدم النوم ونحافة الجسم والإصفرار الشديد ويعرضن علي الأطباء فإذا لم ينجح فيهم دواء فيشير الأحبة من الستات لبعضهم البعض بتبييت الأثر ( الأثر ) وهو أن يؤخذ منديل رأس المريضة إلي شيخة الزار مربوط علي طرفه ( ريال ) مصري فتأخذه وتبيته تحت مخدة النوم ثلاث ليالي متواليات وتعزم عند كل ليلة علي الأسياد الكرام بأن يبينوا لها في منامها هذا عن سبب المرض وإن كان منهم فما هو الشيء الذي يرضيهم حتى تتخلص المريضة من مرضها وفي اليوم الرابع تذهب أم المريضة إلي شيخة الزار فتعطيها منديل بنتها ونقول لها رأيت في المنام مثلا جوز حمام أبيض وفرخة سودة غطيس. وديك أبيض وكرسي منصوب والشمع والع . وطبل وزمر . وخروف أحمر – أو أسود – أو جدي. ففي هذه الحالة ينقسم العمل إلي قسمين . القسم الأول إذا كانت فقيرة يمكن مراضاة الأسياد بمثل الحمام والفرخة أو الديك الأبيض أو ( السقط ) وهو رأس الخروف ورجليه والكرشة والفشة والطحال والكبد. فيعمل لها العقد علي ذلك.
كيفيـة العقــد
العقد باصطلاحهم أن يؤتي بنصف ريال أو ريال مرسوم علي وجهه مدفع يغمس بدم الحيوانات المذبوحة ثم يصر في منديل ويربط به ذراع المريضة الأيمن .
كيفية العقد أن تنظف غرفة من غرف منزل المريضة مستقلة بنفسها ويوضع فيها كرسي عالي ذو أربع قوائم علي شكل طربيزة المأدبة ويوضع علي هذا الكرسي صينية ملونة كبيرة واسعة ينظم عليها بعض أطباق فيها بعض الفواكه والمشمومات والبندق والجوز واللوز والفول السوداني والحمص واللب ويحاط بهذا الكرسي ثلاث شمعات كبيرة تقاد في مساء هذه الليلة قبل الغروب بساعة ويحتم علي المريضة أن تنام في هذه الغرفة هي وبعض أهلها إنما بشرط أن تكون جميع ملابسها بيضاء حتى إذا اصبح الصباح تحضر شيخة الزار وإحدى صويحباتها إلي منزل المريضة فيقابلوها بأحسن المقابلة لآن عليها بتوقف شفاء ابنتهم فيكرموها غاية الإكرام هي وصويحباتها .
ملابس الشيخة : هي عبارة عن جلباب أبيض واسع جداً وذي أكمام واسعة تشبه أكمام العلماء بل أوسع وعلي رأسها طرحة بيضاء ملتفة علي جميع رأسها بجميع دائر وجهها ومتختمة بخواتم من الفضة في الإبهام والسبابة والوسطي من اليد اليمين . والخنصر والبنصر من اليد اليسرى ومعلقة في رقبتها بعض أحجبة من الفضة منها ما هو مستدير مكتوب عليه آية الكرسي أي أكبر آية من سورة البقرة وآخر من الفضة مبروم ومحاط بجلاجل صغيرة وحجاب قلب وهو قطعة من العقيق الأحمر الخالص قانية اللون مدلي به الجلاجل وحجاب آخر مرسوم عليه سفينة تمثل رأس امرأة إلي ثديها وبقية الجسم يمثل سمكة رمزاً علي أنها من سكان البحار .
كيفيـة الإجــراءات
أن يحضروا الفراخ والديك والحمام للشيخة فتجري غسل منقار كل من هذه الطيور والأجنحة والرجلين ثم تضع البخور في النار وتبخرها وتتلو بعض الكلمات عند البخور .بعد ذلك تأمر المريضة أن تقف وتضع فرخة من الفراخ علي كتفها الشمال والديك علي كتفها اليمين والحمام علي رأسها ثم تدور المريضة حول الكرسي المنصوب سبع مرات كل هذا والشيخة هي وصاحبتها آخذين في تلاوة كلام الزار ومناداتهم الأسياد وطلب السماح منهم وبرء المريضة مما ألم بها وهي تقوم بعمل ما يطلبون من الملابس وغيرها . ( لطيفة ) اعتراف لجنابكم مع عدم تقتي بأقوال هؤلاء أني شاهدت مثل هذه الحفلة وأنا في الخامسة عشر من عمري في حفلة زار لأحد جيراني فرأيت العجب وجدت الديك والفرخة وجوز الحمام واقفين بثبات كلي وناظرين إلي الستات المجتمعات وعيونها ترمق الشيخة وكأنهم يصغون لكلامها أو كأنها أستاذ يلقى درساً في الفلسفة علي تلاميذه وأني أجهدت فكري كثيرا في تعليل ذلك ولم أصل إلي حقيقة تخالف ظاهر ما نظرت . ثم يؤتي بطشت وتذبح هذه الطيور ويوضع ( العقد ) أي النصف ريال أبو مدفع في الدم ثم تلطخ الشيخة بيديها جزء من رأس المريضة بالدم ومرفقي يدها وبعض سيقانها وجزء من بطنها .وفي هذه الحالة يحتم عليها أن تنام في هذه الغرفة مدة أسبوع وإذا كانت متزوجة لا يصاحبها زوجها في النوم ولا يضاجعها فإذا لم تعمل بهذه الشروط فلا ينفع العمل ويكون هنا بمثابة عمل يغضب الأسياد لمخالفتها أوامرهم .بعد هذه الإجراءات يكون ( السقط ) استوي فتأكل الشيخة وصاحباتها والمريضة والمدعوين ثم تأخذ الدراهم من 40 إلي 100 صاغ وتأخذ معها الطيور التي ذبحت إلي بيتها وفي عصر هذا اليوم تذهب إلي ( الحضرة ) الحضرة باصطلاحهم هو أن شيخة الزار لها يوم في الأسبوع في الغالب يوم الثلاثاء أو يوم الخميس بمنزلها يحضر فيه جميع هؤلاء السيدات الملتبسات بالزار وكيفية ذلك أن كل قادمة تقدم علي منزل الشيخة تدفع بحسب مقامها من خمس قروش صاغ إلي 10 صاغ وأكثر قيمة البخور وهو أمر ضروري وبعد البخور تجلس مع الستات الكل مجتمعين في وسط فناء البيت والشيخة تأخذ في إلقاء أدوار أسماء الأسياد والكل يصغون. فكل مريضة من هولاء السيدات تصرع عند ذكر اسم السيد الذي يتلبس بجسمها عند سماع ما يتعلق بدورها هي وتصاحبها الدفوف تجد أكثر السيدات ملقيات علي وجوههن وجنوبهم صرعي كأنهن أعجاز نخل خاوية لا يشعرن بشي فتوافيهم الشيخة ببعض الكلمات تلقيها في أذن كل سيدة وتبخ في وجوههن ماء الورد فيفقن حتى إذا مضت عشر دقائق تشد فيها الدفوف علي حر النار لأنها ترتخي من شدة الطرق الشديد الذي تتصدع منه الجبال لا بني الإنسان ويبتدأ في دور آخر . وهذه الحضرة التي تعمل كل أسبوع في منزل الشيخة تبتدى من الساعة العاشرة صباحاً وتنتهي قبيل غروب الشمس بـ 10 دقائق . ثم بعد مضي الأسبوع تفك المريضة ( العقد ) وتعلقه في رقبتها مدلي علي صدرها دائما أبداً.
[/align]
تعليق