أعوام جديدة وأسئلة قديمة، وهروب مستمر من تقديم الأجوبة، وسنابلنا حزينة في عصر الزواحف، عصرٌ نجلد فيه ذواتنا، نحمل الطبل والمزمار، نقف مع الجوقة، نردد : يحيا الظلام .. يحيا الظلام.
المسيح في المنفى
المسيح في المنفى
وصليبهُ في كلّ عامٍ
أوجاعهُ تستسقي خيلَ الأنبياءْ
والعابثون بقمحنا احتكروا الإله..
نهبوا الحصادَ من المناجلْ
يعبثون ويفعلون .. يقتلون الياسمين
يشربون على دمي نخب انبطاحِ الأدعياءْ
زيدٌ يندّدُ ..
عمروٌ يشجبُ بعدَ زيدٍ
في المحافلْ
أنا من هناكَ .. أنا من هنا
قررتُ من ذلّي بأن آتي إليك
أزرعُ فوق قبركَ دعواتِ المطرْ
لأمسحَ عن جباهكَ قحطَ الخانعين
حملتُ هزائمي ونقاوةَ الأطفال
في أرضٍ شقاءْ
أوقفتني بنادق الطاغوتِ
فتشوا في جعبتي
إن كنتُ أحملُ خنجراً لأبي
أو دماً .. فيه أقاتلْ
ـ
اغتالوا قميصي
قدّوه من قبل ومن دُبرٍ
بأيدٍ من بغاءْ
استباحوا قصيدتي
وقيدوني بالسلاسلْ
أوقفوني لأني أحملُ ذاكره
يأفكون .. ويعرفون
يلبسون ما حاكه صمتُ الطغاةِ
من الغطاءْ
وعلى طريقكَ يا أبي زرعوا الجحافلْ .
ـ
سرقوا ما لديّ
وجدوا في جعبتي بعضاً من هويّةْ
شيئاً من عراءْ
ذلاً .. قهراً
ذلي وذلَّكمُ .. قهري وقهرَكمُ
بردي وبردّكمُ
وقصيدةً أوتارها من قاسيونَ
تبحثُ عن بدائلْ
لكنني مهما تجرعتُ الهزائمَ
لن أقتسم معهم دماءَ المتعبين
فالبيتُ بيتي يا أبي
سأعودُ من بردي إليه
حتى إذا ما الريحُ حملتني
يفورُ تنورُ السماءْ
حمائمُ الزيتون تشدوني
ترفرفُ السنونواتُ
على المنازلْ
تخضرُّ ألفُ قافلةٍ مكبوتةٍ بدمي
وألفُ ألفُ أخٍ محبٍّ مثمرٍ بعطاءْ
تخضرُّ في عينيك أغنيةُ البيادرِ
والسنابلْ
ـ
لن أفاوضَ خلفَ مدٍّ من شعير
فعلى ضفاف جراحنا
قمحٌ لنا
ووقعٌ للمناجلْ
وعصىٍ .. للظامئين هي ارتواءْ
عيناها قبسٌ من لهيب الساهرين
من بعد هشٍ أو مآرب
تجاوزتِ المراحلْ
فيها ينابيعُ الحياة
مشاربٌ للعادياتِ
ستبتلعُ الأحاجي والرياءْ
وما زعمتم من هياكلْ .
تعليق