مَرْيَمُ ... دَمْعٌ على خَدِّ الوَطَنْ
أَبْكي دِماءَكِ أَمْ سَأبْكي ذا الْوَطَنْ = فَالْجُرْحُ جُرْحي لا يَغيبُ ولم يَهُنْ
بِالأَمْسِ كانَ الْحُبُّ يَزْهو حَوْلَنا = والْيَوْمَ نَسْقيهِ الدِّماء مَعَ الشَّجَنْ
هَوَ ذاكَ مَنْ صَنَعَتْ أَياديهِ الْعلا = فَبَنَيْتَ أَهْرَاماً يَهابُ لها الزَّمَنْ ؟!
شَابَ الزَّمانُ وَلَمْ تَشِبْ هاماتُها = وَعَلَتْ على كلِّ الْمآسي والْمِحَنْ
وَطَنَ الْعُروبَةِ قُمْ فَجُرْحُكَ سائلي = ماذا صَنَعْتَ وَقَدْ سرى فيْكَ الْوَهَنْ ؟
أَتُراكَ قَدْ صُنْتَ التُّرابَ ولَمْ تَصُنْ = رُوْحَ الْمَحَبَّةِ إِذْ سَقَيْتَ لها الْحَزَنْ ؟
مُنْذُ الْقَديمِ وَقَدْ عَرَفْتُكَ والها = تَرْوي الْحَياةَ بِماءِ وُدِّكَ كالدِّنَنْ
وَعَزَفْتَ في حُبِّ الْحياةِ حَضارةً = حَتَّى غَدَوْتَ إلى الْعوالِمِ كالْعَدَنْ
ماذا تَغَيَّر .. قُلْ ولا تَخْفِ الْأسى = وافْصِحْ عَنِ الْمَخْفيِّ في الْماءِ الْأسِنْ ؟
يَكْفيكَ صَمْتا عُدْ لأيّامٍ خَلَتْ = كُنْتَ الْمَنارَ وَكُنْتَ فيها كالفَنَنْ
يَحْنو هِلَالُكَ كَيْ يَضُمَّ صَليبَهُ = وَصَليبُهُ يَحْمي الْهِلالَ ولَمْ يَخُنْ
كَيْفَ ارْتَضيْتَ تَفَرُّقا وَ تَحَزُّبا = وَبَقَيْتَ بَيْنَهما تُشَاهِدُ ذا الْعَفَنْ ؟!!
هلْ عاشَ قُطْرٌ إنْ تَفَرَّقَ أَهْلُهُ = أو قامَ شَرْعٌ لَوْ يَضيعُ بهِ الْوَطَنْ ؟!!
إنَّ الشَّرائعَ في النُّفوسِ مَحِلُها = لا في الدِّماءِ ولا الْخَرَابِ و لاالْدَمَنْ
يا أيُّها الآتي لِتَزْرَعَ حُزْنَنا = هلّا عَرِفْتَ بِأيِّ دِيْنٍ تَرْتَهِنْ ؟
وَبِأَيِّ ذَنْبٍ مَرْيَمُ الْعَذْرا سَرَتْ = دَمْعا على خَدِّ الْبلادِ بِلا ثَمَنْ ؟
مَنْ ذا يَقوْلُ بِأنَّ دِيْنَ مُحَمَّدٍ = يحيا على أَشْلاءِ مَرْيمَ والْفِتَنْ ؟!!
لِمَ لَمْ تَكُنْ نِيْلا يُوَزِّعُ خَيْرَهُ ؟ = أوْ أَنْ تَكُونَ الضَّيَّ في قَلْبِ الدُّجَنْ ؟!!
تَبَّتْ يَدا سَاقَتْ لِمَرْيَمَ مَوْتَها = هيْ لمْ تَعِ الدِّيْنَ الْحَنيْفَ أوِ السُّنَنْ
تَبَّتْ يَدا تَسْقي الْجَهالةَ لِلْحِجا = تَهْوى الْخَرَابَ وفي الظَّلامِ لها سَكَنْ
تَبَّتْ يَدا لَمْ تَزْرَعِ الدُّنْيا سَنا = تَحْيا مَواتا لا تَحَسُّ ولا تَحِنْ
تَبَّتْ يَد الْإرْهابِ حَيْثُ تَلَوَّنَتْ = مَلْعُوْنةٌ .. مَهْما تَغَيَّرَتِ السِّحَنْ
وَطَنَ الْعُروبَةِ قُمْ لِعَهْدِكَ وانْتَفِضْ = ما بَعْدَ مِصْرَ سوى الْفنا إِنْ لَمْ يَحِنْ
أَبْكي دِماءَكِ أَمْ سَأبْكي ذا الْوَطَنْ = فَالْجُرْحُ جُرْحي لا يَغيبُ ولم يَهُنْ
بِالأَمْسِ كانَ الْحُبُّ يَزْهو حَوْلَنا = والْيَوْمَ نَسْقيهِ الدِّماء مَعَ الشَّجَنْ
هَوَ ذاكَ مَنْ صَنَعَتْ أَياديهِ الْعلا = فَبَنَيْتَ أَهْرَاماً يَهابُ لها الزَّمَنْ ؟!
شَابَ الزَّمانُ وَلَمْ تَشِبْ هاماتُها = وَعَلَتْ على كلِّ الْمآسي والْمِحَنْ
وَطَنَ الْعُروبَةِ قُمْ فَجُرْحُكَ سائلي = ماذا صَنَعْتَ وَقَدْ سرى فيْكَ الْوَهَنْ ؟
أَتُراكَ قَدْ صُنْتَ التُّرابَ ولَمْ تَصُنْ = رُوْحَ الْمَحَبَّةِ إِذْ سَقَيْتَ لها الْحَزَنْ ؟
مُنْذُ الْقَديمِ وَقَدْ عَرَفْتُكَ والها = تَرْوي الْحَياةَ بِماءِ وُدِّكَ كالدِّنَنْ
وَعَزَفْتَ في حُبِّ الْحياةِ حَضارةً = حَتَّى غَدَوْتَ إلى الْعوالِمِ كالْعَدَنْ
ماذا تَغَيَّر .. قُلْ ولا تَخْفِ الْأسى = وافْصِحْ عَنِ الْمَخْفيِّ في الْماءِ الْأسِنْ ؟
يَكْفيكَ صَمْتا عُدْ لأيّامٍ خَلَتْ = كُنْتَ الْمَنارَ وَكُنْتَ فيها كالفَنَنْ
يَحْنو هِلَالُكَ كَيْ يَضُمَّ صَليبَهُ = وَصَليبُهُ يَحْمي الْهِلالَ ولَمْ يَخُنْ
كَيْفَ ارْتَضيْتَ تَفَرُّقا وَ تَحَزُّبا = وَبَقَيْتَ بَيْنَهما تُشَاهِدُ ذا الْعَفَنْ ؟!!
هلْ عاشَ قُطْرٌ إنْ تَفَرَّقَ أَهْلُهُ = أو قامَ شَرْعٌ لَوْ يَضيعُ بهِ الْوَطَنْ ؟!!
إنَّ الشَّرائعَ في النُّفوسِ مَحِلُها = لا في الدِّماءِ ولا الْخَرَابِ و لاالْدَمَنْ
يا أيُّها الآتي لِتَزْرَعَ حُزْنَنا = هلّا عَرِفْتَ بِأيِّ دِيْنٍ تَرْتَهِنْ ؟
وَبِأَيِّ ذَنْبٍ مَرْيَمُ الْعَذْرا سَرَتْ = دَمْعا على خَدِّ الْبلادِ بِلا ثَمَنْ ؟
مَنْ ذا يَقوْلُ بِأنَّ دِيْنَ مُحَمَّدٍ = يحيا على أَشْلاءِ مَرْيمَ والْفِتَنْ ؟!!
لِمَ لَمْ تَكُنْ نِيْلا يُوَزِّعُ خَيْرَهُ ؟ = أوْ أَنْ تَكُونَ الضَّيَّ في قَلْبِ الدُّجَنْ ؟!!
تَبَّتْ يَدا سَاقَتْ لِمَرْيَمَ مَوْتَها = هيْ لمْ تَعِ الدِّيْنَ الْحَنيْفَ أوِ السُّنَنْ
تَبَّتْ يَدا تَسْقي الْجَهالةَ لِلْحِجا = تَهْوى الْخَرَابَ وفي الظَّلامِ لها سَكَنْ
تَبَّتْ يَدا لَمْ تَزْرَعِ الدُّنْيا سَنا = تَحْيا مَواتا لا تَحَسُّ ولا تَحِنْ
تَبَّتْ يَد الْإرْهابِ حَيْثُ تَلَوَّنَتْ = مَلْعُوْنةٌ .. مَهْما تَغَيَّرَتِ السِّحَنْ
وَطَنَ الْعُروبَةِ قُمْ لِعَهْدِكَ وانْتَفِضْ = ما بَعْدَ مِصْرَ سوى الْفنا إِنْ لَمْ يَحِنْ
شعر / هشام مصطفى
تعليق