الابن الغالي ظميان غدير الأثير على القلب
أقسم ردي لقسمين عام وخاص ، فالعام تحليل اجتماعي
لمجتمع مغلق ، والثاني عن الحادثة الحزينة الباكية
بفراقك ووداعك لمنار التي ارتبط قلبك وقلبها برباط
ما القصيدة تقول أنه حب .
الأول :
عندما تفرض قيود العصبية الجاهلية التي لا زالت
تتحكم في كيف ينظر للمرء عبر موروثات بائدة
سخيفة ، وعبر عادات جاهلية كالتفاخر بالنسب والمكان
والجغرافيا ، واعتبار من كان من جلدة معينة أفضل
من غيرهم ، وعندما تتحكم بنا نظرة استعلاء قوم
على قوم بسبب الجغرافيا والمال والعائلة ، عندها
فقط نحس بأننا نعيش جاهلية أبي جهل وأبي لهب .
الشاعر يعاني من النظرة التي ينظر بها مجتمع عربي
معين لأبناء جلدتهم من العرب على أنهم ليسوا من سكان
ترابهم الأصليين لا بل وينظرون لأشقائهم من خارج
حدود سايكس بيكو واللنبي على أنهم أجانب وأدنى منهم
حسبا ونسبا وأن دماءهم حمراء لا زرقاء كدمائهم ، عندها
يصبح التفكير بالحب مستحيلا ، وتصبح الحياة والتعايش
مع هذا الفكر المجنون نوعا من انتحار الكرامة والكبرياء
وعندها أيضا تصبح المرأة مجرد متاع ..... متاع لا غير !!
أخي ظميان أحببت بشرف وفارقت بشرف ، وحالت ظروف
الحسب والنسب والجغرافيا والدم الأزرق دون سعادتكما
كم أحس بحجم الظلم الذي لحق بكما !!
ملك جسدها ذئب لا تريده ، وملكت أنت صورتها وقلبها الرقيق
الشفيف ، ملك التراب وملكت الروح المرفرفة ، وحزنا يسكن
قلبيكما نثرته قصيدتك وجعا وصبرا وقهرا وعفافا وتمردا على
تلك الأوضاع الظالمة الطاغية المتعسفة ، لك الله أخي الحبيب !
والثاني :
تكتب بحزن عميق ومداد مشنوق على باب طائرتها ، أو لحظة
غياب قمرها من سمائك .
تودع حبيبتك ، فلم لم ينته هذا الحب لنهايته الطبيعية ، لا أستطيع
فهم السبب ، ما دام الحب كان متبادلا بينكما ، لا أغفر لامرأة
تغدر قلبا أخضر كقلبك ، ربما هناك أسباب لا أعرفها ، تحيتي .