نَحـَّات الخَيـال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    نَحـَّات الخَيـال


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    نحَّــــات الخيـــال

    حسن شهاب الدين


    هُزِّي..
    بغُصْنِ الشمسِ في أبياتي
    لن تبزُغي
    إلا على مِرآتي
    صوتي..
    على بابِ الكواكبِ..عَالقٌ
    فتأوَّلي حَدْسي وإشراقاتي
    أنا في رداءِ الخلقِ
    أعقدُ للرؤى..
    فخَّ المجاز
    وراءَ تفعيلاتي
    فجَّرْتُ لـُغْمَ الوقتِ..
    صُغْتُ حداثة الصمتِ المُقفـَّى
    واكتملتُ بذاتي
    أنا آدمُ الشعراءِ..
    أوَّلُ ساكبٍ للغيم ِ
    مِنْ مَطري ابْتكرْتُ لغاتي
    توَّجْتُ صحراءَ القصيدِ
    بخُطوتي
    ودعوتُ أندلسًا
    إلى خَيْماتي
    وأقمتُ للفقراءِ
    مملكة الرؤى
    ونثرتُ ..
    شمس َاسْمِي
    على العتباتِ
    ...
    لغتي..بطعْمِ النورِ
    ترسمُ حُلـْمَها
    قمرًا خُرافيـًّا على لوْحاتي
    وبسيطة ٌكالحُزْن ِ
    تتركُني على
    جبلِ الحنين الساطعِ العَبَراتِ
    خُوضي نهارَ الروح ِ
    ذوقي أحرفي
    مغمورةً في أدْمُع ِالمِشكاةِ
    الأبْجَديَّة ُ
    في يديَّ تفتـَّتتْ
    وأنا أسوقُ الغيبَ
    نحو دَوَاتي
    وزجاجُها المكسورُ يعكسُ صورةً
    لك في يقين ِدمي
    وملء حياتي
    ...
    سأعيدُ تشكيلَ القصيدةِ
    مرَّة أخرى
    وأحدو الأرضَ نحو شتاتي
    تخبو مجازاتي
    فأشعلُ كوكبًا
    مُتمرِّدَ الألوانِ بالفُرشاةِ
    وأقول يا لغة النهار تفتحي
    وخذي كتابَ الأفقِ عن شرفاتي
    قـمـرُ الـشـتـاءِ..
    غزالة ٌبريَّة ٌ
    تتسلـَّقُ الإيقاعَ في نغماتي
    تطفو
    وترسبُ
    في خطوطِ يدي
    كما طفل..
    على أرجوحةِ اللحظاتِ
    ومياه ُهذا الضوءِ حينَ أريقـُها
    في ساحلي
    تصحو على لمساتي
    عُودُ الأصيل ِ..
    سفائنُ الغيم التي غرقتْ
    ..ملائكُ هذه الزهَرَاتِ
    منها السلامُ عليَّ
    حين تركْنني
    وحدي أذوقُ حنينَها..بصلاتي
    ...
    وإلى دمي..
    تمشي القوافلُ
    والصَّدَى..
    يتجسَّدُ امرأةً من الجَمَراتِ
    فأعودُ صِدِّيقَ الرحيلِ
    تقودُني للكشْفِ
    موسيقى البراح ِالعاتي
    تتوضأ الصحراءُ
    بين أصابعي
    وتقيم فرضَ الغيبِ
    في شطحاتي
    وتديرُ في صمتٍ
    حوارًا خارقـًا
    بين الوجودِ وهذه الصفحاتِ
    لا تسْأليني مَنْ أكونُ
    إذا يدي..
    مـُد َّتْ بـِقـَمْـحِ الروح
    في خلواتي
    ودنتْ سماواتُ الكلامِ
    لتستقي من راحتي
    مذهولة َ الآياتِ
    وعلى شفاهي طعمُ غيبٍ لاذعٍ
    لقصيدةٍ..
    في سِدْرةِ الميقاتِ
    أنا فاقرئيني..
    والخليقة ُتبتدي
    معراجَها الليليَّ من ورقاتي
    ...
    هو ذا أنا
    المنسيُّ في أصقاعِه
    يقتاتُ مِنْ..
    إشراقةٍ في الذاتِ
    يبني مدائنـَه على أوراقِه
    ويتوِّجُ الإنسانَ
    بالكلماتِ
    يُحيي تماثيلَ الخيال ِ
    لكي تعي
    وترى الحياة على يدِ النحَّاتِ
    يجتازُ أزمنة ستأتي..
    مثلما..
    يجتازُ بحرٌ

    ساحلَ المرآةِ
    ويعودُ ذاتَ قصيدةٍ
    في كفـِّه..
    وطنٌ ومصباحٌ
    وحُلـْمٌ آتِ.



  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #2
    التعريف بالشاعر
    حسن شهاب الدين

    § حسن علي حسن شهاب الدين .
    § ولد عام 1972 في مدينة القاهرة.
    § نشر شعره في المجلات والصحف في مصر والبلاد العربية.
    § دواوينه الشعرية:
    § شـُرفة للغيم المُتعَب.
    § ط 1/الهيئة العامة لقصور الثقافة – القاهرة 1998
    § ط2/منشورات اتحاد الكتاب العرب –دمشق 2000
    § ط 3/الهيئة المصرية العامة للكتاب-القاهرة 2003
    § ط4/منشورات اتحاد الكتاب العرب –دمشق 2009
    § مـُتوَّجٌ باسْمي
    § ط1/الهيئة العامة لقصور الثقافة-القاهرة2008
    § تحت الطبع
    § ديوان:سيِّد الوقت
    § ديوان:الجنـَّة الصغيرة – للأطفال
    § كتاب :كيف تقرأ قصيدة جاهليّة
    § له العديد من الدراسات الأدبية المنشورة في المجلات العربية
    § منها:رثاء الأم في الشعر العربيّ-الوعي التاريخي في شعر عمارة اليمني-أعمدة الزمان الباسقة-أحمد محرم والملحمة الإسلامية-الرحلة الأخيرة لجوّاب العصور, وغيرها..
    § حصل على العديد من الجوائز الأدبية وشهادات التقدير,منها:
    § شهادة تقدير المنتدى الثقافي العراقي موقعة من الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد دمشق2010
    § الجائزة الأولى لرابطة الأدب الإسلامي العالمية - مسابقة القدس عاصمة ثقافية2009
    § درع لجنة التحكيم في مهرجان أمير الشعراء الثالث بأبي ظبي 2009
    § جائزة المسابقة الشعرية لاختيار حلب عاصمة للثقافة العربيه2007
    § جائزة مؤسسة البابطين للإبداع الشعري مسابقة الشعر والشاعر 2001
    § المركز الأول في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة بمصر 1998
    § جوائز نادي القصيد في عدة أعوام متتالية
    § المركز الأول على شعراء جامعة عين شمس1992
    § خصصت له مجلة "الثقافة الجديدة" المصرية ملفا خاصا في عدد ديسمبر 2010
    التعديل الأخير تم بواسطة د. وسام البكري; الساعة 08-01-2011, 08:41. سبب آخر: حذفنا رقم الهاتف والصندوق.

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      قـــراءة فــــي قصيــــدة
      نحَّــــات الخيــــال
      للشـــاعر
      حــسن شهـــاب الديـــن

      للكلمة صمت تعشقه الروح فهي تستقي معانيها منها فتكون القصيدة لها نسائم الغيب الذي يأخذك على أجنحته ليطوف بك في فضاء الإنسان الداخلي و الخارجي فالشاعر يستدعي المشهد الطبيعي الجغرافي ليكون مرآة عاكسة للصور و المشاهد النفسية و التي تنتقش على شاشة الخيال يعبُر إليها المعنى فتجسدها الكلمة و تنتشي القصيدة و يبدع قلم الشاعر..

      فللخيال صولات و جولات على صفحاتنا المكتوبة فهو الفارس و الفرس الجامح الذي يسبق الفكر و يلهمه الصورة و الإسم و الرسم ليكون المعنى متحركا له حياة و مشاعر صوت و حس ألم و أمل ينقلك إلى عالمه المترف الباذخ . فمن يقول أن الكلمة جامدة على صفحة الكاتب هو واهم و لم يحذق بعد القراءة و التي لها حياة في عالمها الذي نراه جامدا ينام بين دفتي كتاب فليس كل ما نراه حقيقة و لا كل ما نقرأه خيال.

      فبين الواقع و الخيال برزخ لا يرى بالعين المجردة, لكننا نستشعره بالحاسة السادسة و القادرة على إدراك وجوده و التعامل معه حتى نستطيع التفريق بينهما. أحيانا يكون الخيال واقعا ليصبح الواقع مادة جاهزة تخصب الخيال لتستمر الحياة في الإنسان و على الأرض.
      للألم و الحزن مفردات تجعل الإنسان يتحرر منهما ليحلق بخياله في عوالم أخرى أجمل و أرحب و وهو هروب من واقع كبلته المواريث العقائدية التراثية و الإجتماعية السياسية.
      هكذا يصبح الواقع خيالا و الخيال واقعا تتداخل الصور و المعاني لتنسج منظومة حياة يعيشها الإنسان بكل تفاصيلها و يضيف عليها بما تجود به بنات خياله المبتكر الخلاق و يتبادر إلى الذهن سؤال أين الحقيقة من الواقع و الخيال ؟

      و أقول إن الحقيقة لها صورها و عالمها كامن داخلنا وهي أيضا في الكون المحيط بنا فإذا أردنا التعرف عليها وجدناها , يمكن أن نعيش بها و معها عندما يتطابق ما بداخلنا مع خارجنا و تتوحد فينا الكلمات و المعاني و ينتفي الصراع و تضمحل إزدواجية المعانييشترك كل من الحقيقة و الخيال و الواقع في استعمال نفس المفردات و المعاني و الصور لكن بناءها كفكر و كمنطق يختلف كليا فلكل طريقته في بناء عالمه على مستوى الكلمة و الحس و الصورة و الصوت و المشاعر و التي تكون جامدة أحيانا ملتهبة أخرى أو خاملة كامنة بين الحركة و السكون.

      فللحروف و الكلمات عالمها الذي تبنيه بأدواتها لتسكنه فيكون لها حياة داخل النص النثري أو القصيدة يجعلك تعيشه و تتواصل مع خيال الشاعر لتجد نفسك هناك في عالمه و في رحابة فضاء الكلمة و المعنى و هو عالم ليس بغريب عنك لأن أدواته و مفرداته هي مالكة لوجدانك و متربعة على عرش خيالك.

      فللخيال قدرة على نحت عالم آخر بالكلمة التي لها صورة و صوت و لون و مشاعر و جسد متحرك له حركة تأخذك في طوافها إلى عالمها المليء بالمجسمات و التي لها حياتها الخاصة تتجلى في خيال الشاعر ليجعل منها الأجمل و الأروع فيخلب لب حبيبته و يستحوذ على قلبها و مشاعرها.
      و كان الشاعر حسن شهاب الدين نحات ماهر حذق صناعة حياة أخرى في قصيدته الرائعة و الزاخرة بأجمل الصور الشاعرة بوجودها و الشعرية الراقية يقتطف أجمل المفردات والصور لترتقي به على مدارج الإبداع و الجمال و يقول الشاعر مخاطبا حبيبته :

      هُزِّي..
      بغُصْنِ الشمسِ في أبياتي
      لن تبزُغي
      إلا على مِرآتي
      صوتي..
      على بابِ الكواكبِ..عَالقٌ
      فتأوَّلي حَدْسي وإشراقاتي

      ياخذك الشاعر إلى عالم يستحيل وجوده في الواقع مع أنه يستعمل مفرداته ليصبح متاحا على مستوى الخيال فللشمس غصن في أبيات القصيدة و لها بزوغ و إشراقات على مرآة الشاعر الوجدانية لتشكل عالم الكلمة التي لها روح و حياة .

      للإبداع حقيقة أدركها الشاعر وجسدها على مستوى النص عندما إجتاز هذا البرزخ الفاصل بين داخله الإنساني و محيطه الطبيعي فكان هذا التداخل على مستوى المعني بالكلمة الموحدة للطبيعتين. هو الجمال و الروعة ذاتها, فكان التواصل في أرقى معانيه ليصل مدى صوت الشاعر إلى الكواكب و يقف على بابها, و كأنه يستقي مفرداته و معانيها من عالم الغيب بحدس له إشراقات مضيئة تلهمه هذا الإبداع.... و يبقى لنا تأويل ما ينطق به من صور و معاني تطوف بك في سماء الجمال المحض و يقول الشاعر:

      أنا في رداءِ الخلقِ
      أعقدُ للرؤى..
      فخَّ المجاز
      وراءَ تفعيلاتي
      فجَّرْتُ لـُغْمَ الوقتِ..
      صُغْتُ حداثة الصمتِ المُقفـَّى
      واكتملتُ بذاتي

      و يتحدث الشاعر عن نفسه ليجعل منها كائنا آخر لا يشبه أحدا من أبناء جنسه فهو يتفرد برداء الخلق ألا وهو الخيال الذي يلهمه الصورة فيكون له المجاز الذي تحتويه شراكه لتصوغه التفعيلة و تكون طوع بنانه ويصبح للوقت لغم و للصمت قافية و حداثة . يتواصل الشاعر مع الواقع و مع المستحيل بالخيال فهو يصبو إلى الكمال في بحثه عن ذاته التي لا يكتمل إلا بها و كأنه يبحث عن التواصل مع روحه وهو العارف بالحدس الفطري أنه لا يستطيع أن يكون متوازنا و لا مكتمل الهوية الإنسانية إلا بها و يواصل نسج الكلمات وأروع المعاني ليقول :

      تعليق

      • منجية بن صالح
        عضو الملتقى
        • 03-11-2009
        • 2119

        #4


        أنا آدمُ الشعراءِ
        ..
        أوَّلُ ساكبٍ للغيم ِ
        مِنْ مَطري ابْتكرْتُ لغاتي
        توَّجْتُ صحراءَ القصيدِ
        بخُطوتي
        ودعوتُ أندلسًا
        إلى خَيْماتي
        وأقمتُ للفقراءِ
        مملكة الرؤى
        ونثرتُ ..
        شمس َاسْمِي
        على العتباتِ
        ...

        و يجتاز الشاعر التاريخ و الزمان و المكان ليكون آدم الشعراء وتتخلق الأسماء الشاعرة في أرحام فكره فيكون الشمس التي تشرق على صناع القوافي لتعطيهم من نورها ويكون الأب الحاضن لهم و الملهم باللغة و الكلمة و الصورة و المعنى فهو الغيمة الممطرة لجدب الأرض و المتوج لقفر القصيد وهو من إستدعى التاريخ و جالسه ليكون الشمس المشرقة التي تضيء داخله لتكون خارجه ,لينتقل من الماضي إلى الحاضر على جناح اللغة و يقول:

        لغتي..بطعْمِ النورِ
        ترسمُ حُلـْمَها
        قمرًا خُرافيـًّا على لوْحاتي
        وبسيطة ٌكالحُزْن ِ
        تتركُني على
        جبلِ الحنين الساطعِ العَبَراتِ
        خُوضي نهارَ الروح ِ
        ذوقي أحرفي
        مغمورةً في أدْمُع ِالمِشكاةِ

        و يركز الشاعر على اللغة و التي يصبح لها طعم النور و يكون لها حلم فهي أداته الفاعلة و الفعالة و أساس كلماته و شعره الذي يصوغه ليصبح كسيل جارف للصور المتلاحقة و التي تمطرنا بأجمل المعاني و تجعلنا نعيشها لتحيا فينا و تنتقل عبرنا وتنقلنا إلى فضاء الشاعر و القصيدة الزاخرة بالرموز و التي تستقي وجودها من فضاء خيال الشاعر الرحب الذي طوع الكلمة فجعلته على عرشها و توجته على مملكة الشعراءبعد أن توج صحراء القصيد.

        فللغة نور يرسم الحلم و يجعله يحيا في وجدان الشاعر فيكون للنص روح نابضة ترسم طبيعة لها مفردات خرافية ليكون للجبل حنين و عبرات على البسيطة كالحزن لكن ليست
        هو ……. وهو تشبيه رائع يجعل فيه الشاعر المادة الصلبة غيبا متحركا لكن له إنطباع كما يجعل لهذا الغيب نفسه صلابة و جثوما على صدره و كأنه تبادل أدوار... و أقول إن الشاعر كان حقا نحاتا رائعا يتقن استعمال أدواته و كأن يدا خفية تحركها لتجعل للصورة حسا و صوتا و لونا و حركة.
        قدرة الشاعر على تجسيد خياله بالكلمة و الصورة لا تمحو حزنه بل تجعله يتجلى على حين غفلة منه و كأنه ينبئنا أن آدم الشعراء ما كان ليكون إلا لمعاناة داخلية أجبرته على الهروب من الواقع الأليم و الاحتماء بالخيال ليشعر أنه الأقوى و الأقدر على تخطي كل العقبات و المحن لأن أرضه تشبه الحزن و التي ليست حقيقية لكنها من رسم لغته النورانية و مع ذلك فهي تتركه على جبل من حنين تَسْطع فيه العبرات ليستفيق فيه الألم لكن الشاعر سرعان ما يتدارك أمره و يعود ليبحث عن النور الذي يُطمئن قلبه وهو روحه التي تجعله يخرج من ظلمة الحزن إلى حقيقة المعرفة التي تخضب حروفه ليكون لها ذوق لأنها مغمورة بنور و أدمع مشكاته.

        و يسترسل الشاعر في تواصله البديع مع اللغة الحالمة الحاملة على أكفها عالم خياله الفسيح و الذي يجعلنا نتفسح في أرجائه ليتناول علاقته بالأبجدية و يقول:

        الأبْجَديَّة ُ
        في يديَّ تفتـَّتتْ
        وأنا أسوقُ الغيبَ
        نحو دَوَاتي
        وزجاجُها المكسورُ يعكسُ صورةً
        لك في يقين ِدمي
        وملء حياتي

        و يكون للأبجدية تفتت لعدم تواصل حروفها مع فكر الشاعر و الذي يهرب من التشظي ليجعل لعالمه كمالا على مستوى اللغة و الصورة و المعني تتكامل فيه و به نفسه ليكون متناسقا مع محيطه الطبيعي فالغيب وحده هو الذي يشكل شعره لينبع من دواته لأن الشاعر عرف كيف يسوقه إليها ورغم الزجاج المكسور إلا أن الصورة تبقى يقينا يملأ حياة الشاعر رغم انكسار نفسه و التي تعكس الشرخ الذي يفرق بين الشاعر و حبيبته, أنثاه المثالية , قصيدته التي تحمل حزنه و إبداعه.
        للشاعر خيال خصب تمطره الكلمات فينبت صورا لتكون أشجارا مثمرة لأجمل إبداع ,فللحرف تألق يأخذك إلى أبعاد المعنى و المجاز لتخترق الواقع و يصبح المستحيل وجودا تكتنفه الكلمات و يحتضنه حاضر خيال الشاعر و الذي تجسده القصيدة ويصبح الخيال غيبا قريبا يحاور الشاعر و يكتب كلماته لتكون زورقه المبحر عبر وجدانه , و يلتقط الشاعر أنفاسه من تعب الرحلة ليغوص في أعماقه و يلتقط أجمل الدر لينثره و يرصع به أبياته و ينسج من الخيال كلمات تكون للمعاني رداء تشكل الصورة و يقول الشاعر :

        تعليق

        • منجية بن صالح
          عضو الملتقى
          • 03-11-2009
          • 2119

          #5


          سأعيدُ تشكيلَ القصيدةِ

          مرَّة أخرى
          وأحدو الأرضَ نحو شتاتي

          تخبو مجازاتي
          فأشعلُ كوكبًا
          مُتمرِّدَ الألوانِ بالفُرشاةِ
          وأقول يا لغة النهار تفتحي
          وخذي كتابَ الأفقِ عن شرفاتي

          و يبدع الشاعر ليجعل الأرض تسير و يكون هو الحادي و كأنه المسافر على ظهرها ليتواصل مع نفسه التي تعيش الشتات و الغربة فتحتضن وجوده الهارب من الواقع و الذي يحاول أن يُخَلِّقه من جديد على مستوى الفكر و الصورة و الكلمة التي تفارقها القدرة في بعض الأحيان على حمل أعباء الكاتب و كثافة معانيه ,فهي تتواصل لتنفصل من جديد و تعيد تشكيل نفسها لتوحي للقارئ برسوم لها سمات و ملامح أخرى تنقلك إلى عالم مختلف لتصنع فرشاة الرسام المتمرد بالألوان و يستنير الكوكب لتكون له لغة النهار و إشراق النور فيصبح للكتاب أفق و كتابة تحاكي الواقع لكنها من صنع الخيال الذي يركض في ربا آفاق الكاتب ليستدعي أجمل مفردات اللغة الحالمة ويسخرها لتنطق بما يختلج فيه من مشاعر تتوق إلى الخلق و تطمح إلى عالم تتكامل فيه المفردات فينعم بالتوازن و السعادة التي تحقق كل ما يمكن أن يطمح إليه وجوده و يسترسل الشاعر في الرسم بالكلمات و يقول:

          قـمـرُ الـشـتـاءِ..
          غزالة ٌبريَّة ٌ
          تتسلـَّقُ الإيقاعَ في نغماتي
          تطفو
          وترسبُ
          في خطوطِ يدي
          كما طفل..
          على أرجوحةِ اللحظاتِ

          و يتواصل الشتاء مع القمر و الغزالة و الإيقاع و النغمات في تناسق بديع يخرج عن منطق الأرض و جاذبيتها و الفكر الإنساني و حدوده ليصبح للحظة أرجوحة و يتشكل قمر الشتاء ليصبح غزالة برية لها طواف على خطوط يدي الشاعر عالم أبدع الخيال مفرداته في تحد صارخ للواقع و خروج عن منطق يصعب على الشاعر الرجوع إليه:

          ومياه ُهذا الضوءِ حينَ أريقـُها
          في ساحلي
          تصحو على لمساتي
          عُودُ الأصيل ِ..
          سفائنُ الغيم التي غرقتْ
          ..ملائكُ هذه الزهَرَاتِ
          منها السلامُ عليَّ
          حين تركْنني
          وحدي أذوقُ حنينَها..بصلاتي

          و أمام هذا الإبداع بالكلمة التي تصبح فرشاة الشاعر تتحرك بتلقائية رائعة لترسم لنا أجمل المعاني و تحلق بنا في عالم آخر له شفافية الروح و عبق الغيب الحالم فينا نطمح إليه و لا نطوله لكثافة حجبتنا عنه لكثرة همومنا و أحزاننا . هو التوازن و الثقة التي يشعر بها الشاعر لحظة الكتابة و التي تجعله نحاتا بالكلمة و المعنى يشكل نفسه و جماله الداخلي متخذا من الكلمة مركبا يبحر به في محيط, أديمه صفاء و ألوانه من لون السماء و قاعه كنوز تنعكس إشراقاتها على سطحه ليزداد بهاء.

          فللضوء مياه يريقها الشاعر لتصحو على لمساته و تحتل ساحله و للغيم سفائن تغرق لتكون ملائك زهرات تترك له سلاما و حنينا و ذوقا و صلاة تغمر وجدان الشاعر ليكون له تواصل بين الأرض و السماء و كأنه يستقى ألوانه و مفرداته من الأرض ليحلق بها في رحابة الفضاء فيكون لها وجود غير الوجود المعروف وتصبح لها حياة ناطقة في وجدان الشاعر تذكي ذوقه فتبدع مشاعره بالكلمة التي تكون لها روح شاعرة و متألقة في سماء الإبداع . فللكلمة صلاة عندما تتوجد فيها الحياة فتكون لها روح ساجدة مسبحة و كأنها آدم الشاعر الراكع الساجد أمام خالق الخلق بالكلمة و الإسم و الرسم.

          و ينتقل بنا الشاعر باللغة و الأبجدية بين برازخ وحده من يستشف وجودها فيجعلها تتواصل و تتناغم دون أن يبغي بعضها على بعض لأنها تتكامل بحب حتى يكون الإبداع في الموعد و نطرب لوجوده و نتذوق أحلى و أرق معانيه و يقول الشاعر:
          وإلى دمي..
          تمشي القوافلُ
          والصَّدَى..
          يتجسَّدُ امرأةً من الجَمَراتِ
          فأعودُ صِدِّيقَ الرحيلِ
          تقودُني للكشْفِ
          موسيقى البراح ِالعاتي

          و هنا لا نملك إلا أن ننحني إجلالا للكلمة و اللغة الراقية الرائعة التي تنثر درها بين يدي الشاعر فتراني أعجز عن التعبير عنها لأنني لا أستطيع أن أقول للروعة أنت رائعة فكلماتي لا ترتقي إلى مستواها و لا إلى مستوى هذا الجمال الذي يرتقي بك لتتنسم عبيره من كلمات الشاعر فما نقرأه و نشاهده هو قمة جبل الجليد و ليس الجبل كله فعندما يقول و إلى دمي تمشي القوافل و الصدى يتجلى لنا مشهد السفر و القوافل و الحادي و الصدى و يصبح دمه نهرا يشق صحراء نفسه و يختزل كل معاني القوافل و رجع الصدى عبر التاريخ الإنساني عندما كانت القوافل هي الوسيلة الوحيدة للاتصال بين المجتمعات فكل هذا المخزون التراثي هو الذي يشكل له أنثى ليست كغيرها لكنها من جمرات يكون لها وجود دافئ ليصبح الشاعر صِدِّيقا يهاجر إلى عالم الغيب تحدوه الموسيقى التي تجعله يتواصل مع عالمه الجديد القديم والذي يصبح فيه المستحيل متاحا و في متناوله فينهل من معانيه ليصوغ مفرداته و يقول الشاعر:
          تتوضأ الصحراءُ
          بين أصابعي
          وتقيم فرضَ الغيبِ
          في شطحاتي
          وتديرُ في صمتٍ
          حوارًا خارقـًا
          بين الوجودِ وهذه الصفحاتِ

          و ترسم لنا ريشة الشاعر صحراء تتوضأ بين أصابعه في تطابق رائع بينها و بينه فكأنهما واحد فهو الإمام وهي المأموم و تعزف الكلمة في النص لحنها و تكون لها حركة واحدة تنجزها كل العناصر في تناغم بديع فللشاعر غيب يتواصل معه و به و تكون له شطحات ذوقية و كأنه صوفي يطوف في مدار الكواكب الكونية لينجز رقصة الوجود طاعة لأمر الخالق رب الكلمة و المعنى و الحركة و الروح فيكون الصمت حوارا خارقا لعاداتنا الأرضية متجاوزا لها لا يدركه إلا الشاعر لأنه أصبح جزءا من عالمه يدرك لغته و يتعامل معها بذوق فتطيعه الأبجدية و تصبح لها حياة أخرى مع قلمه الذي تستنير له صفحاته ليكتب الوجود نفسه و يحكي عن عالمه الذي تتواصل فيه الأرض مع السماء فللكلمة مذاق آخر و للصورة جمال خارق و مبهر يصيبنا بالدهشة و الذهول فنتعلم منه لغة الصمت الذي يتكلم فينا و كنا نحسب أن لغته هي الفراغ ليعلمنا أنها هي الحقيقة التي نجهل وجودها لجهلنا بأنفسنا و بعالمنا الداخلي و الذي أجبره جهلنا على غفوة مستديمة.

          و يعود الشاعر من عالمه الغيبي القريب وهو الخيال و البعيد وهو عالم الكشف و الذي هو الحادي لكلماته في صحراء نفسه ليتحدث عن كينونته و يقول لحبيبته حواء الأنثى و القصيدة التي تسكن وجدانه:
          لا تسْأليني مَنْ أكونُ
          إذا يدي..
          مـُد َّتْ بـِقـَمْـحِ الروح
          في خلواتي
          ودنتْ سماواتُ الكلامِ
          لتستقي من راحتي
          مذهولة َ الآياتِ
          وعلى شفاهي طعمُ غيبٍ لاذعٍ
          لقصيدةٍ..
          في سِدْرةِ الميقاتِ

          و يستحيل الشاعر إلى روح ناطقة بالكلمة الحديثة العهد بالغيب الكامن فيه و الذي هو قمحه المغذي لوجوده الروحي و يستطيع التواصل معه في الخلوة التي يكون فيها التجلي فيفصح عن وجوده الفاعل في التركيبة الإنسانية لينقلنا إلى عالم الحقيقة و يغادر بنا على أجنحته إلى عالم خيال الواقع و الذي هو متحرك نحو زوال و حياته لا تستمر أكثر من لحظة فكأن الشاعر يلج بنا عالم الخلود عالم الغيب و الذي ليله كنهاره تستوي فيه الأشياء لتكون ذاتها لا تتغير و لا تتبدل و لا تحول و لا تزول و هذا العالم هو آية من آيات الخلق الرباني و الذي حبا به الخالق الإنسان وحده و جعله قادرا على وجوده بالكلمة الحية الناطقة بحقيقة الحياة و ليس بخيالنا الزائف.

          و تصبح القصيدة عروجا تأخذ مفرداتها المتلقي إلى عالم سدرة لها ميقات فتكون حجا و إسراء و عروجا ينجزه الشاعر على براق الكلمة و قد أبدع في وصفه لينقل المتلقي إلى عالم كان من زواره و تذوق حلاوة وجوده في وجدانه و تغلغل في كيانه.

          فللسموات كلام لا يفقهه إلا من تعلم لغة الصمت في الخلوات ليتعامل به معها فتصبح هي من تستقي منه معانيها فهو الإنسان الرباني المستخلف والآدمي الذي تعلم الأسماء و تذكر وجودها فتاب و أناب ليصبح متكلما بها ناثرا لها في السماوات و الأرض فهي رزقه الذي يغذي روحه والتي تقتات عليه المخلوقات الأخرى و كأنه يوسف على خزائن العزيز بعدما أطاعته الكلمة و أصبح لها تأويل و حِدى يرافق المسافر و يقيه وعثاء السفر وهو أيضا حج إلى بيت القصيد الذي تطهر و توضأ و صلى متجها الى كعبة هي قبلة كل من عرف الجمال و روعته فأقبل عليها و أحجم عن القبح و مفرداته الملوثة للكيان الإنساني و لمحيطه. فللغيب طعم و مذاق لاذع تستفيق له الفطرة لتقوم بدورها في حياة الإنسان و تصبح للكلمة مسؤولية تأديها في أمة إقرأ و يقول الشاعر:

          تعليق

          • منجية بن صالح
            عضو الملتقى
            • 03-11-2009
            • 2119

            #6


            أنا فاقرئيني
            ..
            والخليقة ُتبتدي
            معراجَها الليليَّ من ورقاتي

            و تستحيل القصيدة أنثى و الأنثى قصيدة تحاور الشاعر و كأنها منه تتربع على عرش قلبه يخاطبها فتستجيب له و تخط إبداعه على صفحاته فهي القارئة و الكاتبة و الملهمة له فيكون المعراج و العارج و العروج للغيب انطلاقا من وريقات الكاتب بالكلمة فيكون لها صوت و لون و ذوق يستشعره الشاعر يعبر عنه و يعيش حلاوته و يقول الشاعر مخاطبا أنثى القصيدة :

            هو ذا أنا
            المنسيُّ في أصقاعِه
            يقتاتُ مِنْ..
            إشراقةٍ في الذاتِ
            يبني مدائنـَه على أوراقِه
            ويتوِّجُ الإنسانَ
            بالكلماتِ
            يُحيي تماثيلَ الخيال ِ
            لكي تعي
            وترى الحياة على يدِ النحَّاتِ
            يجتازُ أزمنة ستأتي..
            مثلما..
            يجتازُ بحرٌ
            ساحلَ المرآة

            و يتحدث الشاعر عن نفسه لأنثى خياله أو لنقل لمثال الأنثى التي إختزلها وجوده ليحكي لها عن غربته و هو المنسي في دنياه التي لفها الصقيع ربما هو صقيع موت الكلمة و جمودها على أرض الإنسان و النسيان فكان هروب الشاعر هو الخلاص و الإحتماء بذاته التي تكون له الأم الحاضنة و المغذية لوجوده الإنساني بإشراقها النوراني فهي النور و الروح التي تحافظ على وجوده ليعيش حقيقته بعد أن أدرك معاناته , يهرب منها ليحتمي بالغيب القريب ألا وهو الخيال و الذي يستقي منه أدواته من كلمة و صورة و بالغيب البعيد وهو من إلهام الروح و الذات التي يحتمي بوجودها ليكون الأمية و الأمومة الولادة و الأرض الخصبة التي تثمر خيالا خلاقا لمفردات و رسوم تشكل عالم الشاعر, فيبني مدنه على أوراقه ليكون متحركا فيها و بها فهو المالك لنفسه و المتوج بالكلمات, يجلس على عرشها و كأنها تخلقه فهو الأنا المكتسب لآدميته التي إختزلت الأسماء التي تلقتها من رب العزة في عالم الغيب . نفس هذه الأسماء تعيد تخليقه بالكلمة لتحيى تماثيل الخيال فتعي حقيقة الواقع و الذي هو خيال متحرك و ليس له وجود حقيقي.

            فلا يعرف الحقيقة إلا من عاش حقيقة الأسماء و الكلمة فكان للشاعر وعي بوجوده و بكينونته ليكون هو نفسه من يخلق الوعي في الآخر.... في تماثيل الخيال المتحركة على أرض الواقع و يستمر في الحديث عن الأنا ليقول أن إحياء التماثيل ليس كافيا فالشاعر أيضا قادر على إجتياز الزمان الآتي بنفس السهولة التي يمر بها بحر علي أديم مرآة.

            و يمر بالذهن سؤال كيف يمكن لنحات الخيال أن يكون عارفا بحقيقة الماضي و المستقبل وهو ينحت حاضره من خياله ؟ و يبقى السؤال معلقا حتى نأتي على نهاية القصيدة و التي هي غير متوقعة أو أن واقعها يعيدنا إلى بدايتها لنعيد قراءتها و كأن النهاية تأبى إلا أن تتواصل مع البداية لتكون القصيدة كوكبا بذاتها تختزل الشاعر و عالمه لتطوف بنا في عالم الحقيقة و التي لها مفرداتها و صورها و يقول الشاعر متحدثا عن نفسه بضمير الغائب الحاضر:

            ويعودُ ذاتَ قصيدةٍ
            في كفـِّه..
            وطنٌ ومصباحٌ
            وحُلـْمٌ آتِ

            فنفس الأنا الذي يجتاز أزمنة لم تأت بعد يعود الشاعر و أناه ذات قصيدة ليتجدد لقاءه مع الكلمة الشاعرة المحلقة فيه و به فبعد طوافها في عالم الخيال و الذي سخر فيه الشاعر الكلمة لتكون غيرها في عالم الأرض يعود بعد هذا للإحتماء بغيب نحت مفرداته و رسمه بريشة فنان واعي يعرف موقع كل حركة و لون يعود لينسج قصيدة أخرى و في كفه وطن.

            أهو وطن الخيال أم الواقع ؟ هو كلاهما معا لأن الواقع هو نحت الخيال و ما يبحث عنه الشاعر هو حقيقة وطن تاه منه يعود ليفتش عنه و في يده مصباح لعله يعثر على بعض منه أو لعله يعيش حلما آخر بعد أن يلقي عصا ترحاله و يطلب راحة المسافر يأتي إليه الحلم ليملأ فراغا تركه فيه الوطن التائه في أزقة الخيال.

            و كان الأنا العائد من عالم الغيب البعيد و القريب لواقع يفقد فيه الوطن فيكون الحلم مأواه و القصيدة مثواه التي تسكن جرحه النازف و تحتضن هروبه فهي الأم و الرحم الذي يحمي وجوده الفطري ليكون الطفل الحالم بالكلمة و الريشة فينحت لنا عالما يكبر في وعيه ليكتشف حقيقة وجوده و حقيقة واقعه الذي يكتشف أنه خيال......

            و أعود إلى السؤال لأقول أن نحات الخيال لا يمكن أن يتقن صناعته حتى يكون عارفا بحقيقة نفسه ليستطيع أن يقرأ الماضي و يستشرف المستقبل لأن النفس البشرية هي ذاتها منذ الخلق الأول و ستبقى كذلك و هذا هو العنصر الأساسي الذي جعل الشاعر يمتلك ثقة كبيرة بالنفس إحتلت القصيدة فكانت الطمأنينة التي نستشعرها من روح الشاعر الكاتبة بالكلمة و الراسمة للصورة بالريشة الناطقة بالمعنى المجسد لبناء الكلمة و روحها.

            و كان وعي الشاعر حاضرا يحرك الصورة و الكلمة و كأنه على رقعة شطرنج يقبل و يدبر ليطوف بالكلمة و المعنى حول نفسه و في فكر المتلقي فكأنه أرض أخذت مدارها حول نفسها و حول غيرها لنشعر بهذا التناسق البديع بين الكلمة و المعنى بين الصورة و اللون و الحركة في القصيدة فيكون الطواف على الأرض و في السماء , و سعي بينهما متواصل تشعر فيه بالإبداع الذي يتخلل وجودك و الجمال الذي يطوف حولك فلا تدرك مأتاه فيكون الصمت لغة و الحركة سكونا و اللون نور فللمعنى إشراق ملهم له رفيف الروح و روعة الكلمة الخلاقة .

            كنت معكم ومع روح الشاعر التي نحتت القصيدة لتكون خطابا لأنثاه المثالية في خياله و التي تشاركه الحياة فيه فهو يأمرها و يقول هزي بغصن الشمس في أبياتي و كأنه يستقي إبداعه من الصورة القرآنية لمريم وهي تهز جذع النخلة عند الولادة ....
            و أنثاه أيضا هي القارئة لمفردات الخليقة في بدايتها لتتواصل مع معراج الشاعر على ورقاته.

            هكذا يقيم آدم الشعر علاقته الزوجية الداخلية مع حواء أنثى الجمال الخصب تشاركه الإبداع إن لم تكن هي سببه لأنها تختزل أمومة ربانية للجنين كما تختزل الكلمة و الصورة التي تتخلق في الفكر ليولد المعنى محلقا في سماء الإبداع ويكون له إشراق و نور يضيء الداخل الإنساني و خارجه على السواء, نطوف به و حوله لنجسد حركة الكون و الوجود بتلقائية الروح التي تشف و ترف فتفقد الكلمة وزنها و الإنسان جاذبية الأرض ليكون لها جذب فتصبح المجرة و الكوكب الذي تطوف به و حوله "أمة إقرأ".


            مع تحياتي و تقديري

            تعليق

            • د صابر درويش
              • 29-10-2010
              • 2

              #7
              عفواً مع الأحترام للشاعر والأخت منجية ..
              ولكن القصيدة لا تستحق كل هذه المجاملات ..
              فهي أقل ما يقال عنها عادية ..

              تعليق

              • د. وسام البكري
                أديب وكاتب
                • 21-03-2008
                • 2866

                #8
                الأستاذ الكريم د. صابر درويش
                نعتذر عن نشر تعقيبك؛ لأنك لم تُشِر إلى أسباب رفضك بأسلوب نقديّ.
                ونأمل بمشاركة أخرى تُثير الحوار في الموضوع.
                مع التقدير.
                د. وسام البكري

                تعليق

                • مختار عوض
                  شاعر وقاص
                  • 12-05-2010
                  • 2175

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة د صابر درويش
                  أولاَ لست أستاذ بل دكتور وأستاذ ناقد في أعرق الجامعات المصري
                  ثانياً الحذف لغة الضعفاء ...
                  وسيتم الرد كما طلبت ولست وحدي بل مجموعة من الأساتذة النقاد حول هذه القصيدة
                  وسيتم نشرها بالصحف وهنا ..
                  ونطلب منك أنت يا أستاذ وسام بعدم حذف حرف وأحد مما سيتم تنزيله ...
                  كما قلت لك الحذف لغة الضعفاء ..!
                  وأطلب من الأستاذ محمد الموجي هنا على هذا المتصفح
                  كيفية اختيار مشرفين الأقسام
                  بعناية وكيفية التعامل مع الأعضاء ....بعيداً عن المجاملات الساذجة التي تضر بآدابنا العربي..
                  الفاضل د. صابر درويش
                  تابعتُ، وتعجبتُ من طريقتك وحدَّتك غير المبرَّرة مع د. وسام..
                  نحن هنا - أستاذي - لا نكمم الأفواه..
                  فقط نبحث عن الحوار الراقي..
                  انقد القصيدة كما تشاء، ولكن في إطارٍ منهجيٍ راقٍ..
                  تقديري لك.

                  تعليق

                  • منجية بن صالح
                    عضو الملتقى
                    • 03-11-2009
                    • 2119

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د صابر درويش مشاهدة المشاركة
                    عفواً مع الأحترام للشاعر والأخت منجية ..
                    ولكن القصيدة لا تستحق كل هذه المجاملات ..
                    فهي أقل ما يقال عنها عادية ..
                    الدكتور صابر درويش

                    مرحبا بك في ملتقى الأدباء و المبدعين العرب و أنا أيضا دكتورأكن لك كل الإحترام ولكن إحترامك لكاتبة المقال كان مجاملة لا اقبلها منك فعندما تقول أن القصيدة لا تستحق كل هذه المجاملات فأنت طعنت في مصداقيتي ككاتبة و هذا لا أقبله و أنتظر من حضرتك إعتذار

                    و عندما تقول فهي أقل ما يقال عنها عادية فأنت أعلنت لنا عن ذائقتك الأدبية و نحن لا نملك إلا أن نحترمها ولكن ليس لك الحق أن تحكم على ذائقتي الأدبية فهذا أمر شخصي ليس لأحد أن يصدر أحكامه عليه و إن كان لك ما تقول في القراءة التي قدمتها و ليس في القصيدة فهي ليست شأنك و لا شأني فهي ملك الشاعر فأنا جاهزة للرد عليك

                    و قبل كل شيء أنا أنتظر منك إعتذارا
                    تحياتي وتقديري

                    تعليق

                    • منجية بن صالح
                      عضو الملتقى
                      • 03-11-2009
                      • 2119

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة د صابر درويش

                      أولاَ لست أستاذ بل دكتور وأستاذ ناقد في أعرق الجامعات المصري
                      ثانياً الحذف لغة الضعفاء ...
                      وسيتم الرد كما طلبت ولست وحدي بل مجموعة من الأساتذة النقاد حول هذه القصيدة
                      وسيتم نشرها بالصحف وهنا ..
                      ونطلب منك أنت يا أستاذ وسام بعدم حذف حرف وأحد مما سيتم تنزيله ...
                      كما قلت لك الحذف لغة الضعفاء ..!
                      وأطلب من الأستاذ محمد الموجي هنا على هذا المتصفح
                      كيفية اختيار مشرفين الأقسام
                      بعناية وكيفية التعامل مع الأعضاء ....بعيداً عن المجاملات الساذجة التي تضر بآدابنا العربي..
                      الدكتور صابر درويش

                      دكتور لغة التحدي و التحذير لا تليق بك و أنت تدرس في أعرق الجامعات المصرية كما تقول
                      فكل من له مستوى مرموق يعلم جيدا مع من يتعامل عندما يستعمل اللغة و يخاطب بها الآخرين
                      فلغتك هذه تنم على أنك غير عارف مع من تتعامل على المستوى الإنساني و لا ما هو الخطاب الذي يجب عليك أن تتخذه كقاعدة للتعامل في ملتفي يتواجد فيه نخبة من خيرة الأدباء و المفكرين فكيف بك في النقد و أنت تتعامل مع النص ؟

                      دكتوروسام بكري أنا أعتذر منك لما حصل فلك مني و من كل أعضاء الملتقى كل الإحترام و التقدير وهو شرف لنا كبير أن تكون رئيسا للصالون الأدبي فكل الشكر لك لرحابة صدرك
                      و لنا تحية خاصة لعميدنا محمد شعبان الموجي لحسن إدارته للملتقى و حسن إختياره لرؤساء الأقسام و لمستشاريه
                      لحضرتك كل التحية و التقدير

                      تعليق

                      • رضا الزواوي
                        نائب رئيس ملتقى النقد الأدبي
                        • 25-10-2009
                        • 575

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة د صابر درويش مشاهدة المشاركة
                        عفواً مع الأحترام للشاعر والأخت منجية ..
                        ولكن القصيدة لا تستحق كل هذه المجاملات ..
                        فهي أقل ما يقال عنها عادية ..
                        أيها الأخ الكريم
                        لغة يلفحها الصقيع، وتعبير يلسعه برد "المبنى والمعنى"!
                        كأني بك بهذا الأسلوب ستجعل شمس النقد تشرق من الغرب، وتبهت من كفر!
                        لن أطلب منك قراءة نقدية قد لا نعرف مصدرها، لكني أدعوك للحضور في الغرفة الصوتية حيث سنستقبلك، ونتعرف بالتحاور معك على رؤاك في النقد، وأظن أن هذا طلب لا يرفضه "دكتور" في جامعة مصرية مرموقة!
                        أليس كذلك أخي؟!
                        [frame="15 98"]
                        لقد زادني حبّـا لنفسي أنني***بغيض إلى كل امرئ غير طائل
                        وأنّي شقيّ باللئــام ولا ترى***شـقيّـا بهـم إلا كـريم الشـمـائل!

                        [/frame]

                        تعليق

                        • mmogy
                          كاتب
                          • 16-05-2007
                          • 11282

                          #13
                          الأستاذ الدكتور صابردرويش
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          الوعد بالنقد لايعتبر نقدا ، والوعد بالنشر لايعتبر نشرا .. ولذلك لامعنى لقولك أنني سأنشر كذا وكذا ، إلا بعد بالنشر الفعلي ، وإثبات الدرجة العلمية في المنتديات يفتقر إلى المصداقية ، ويحتاج إلى توثيق ونحن ككيان رقمي لانملك أن ننفي أو نثبت .. لذلك لانقف أمام الدرجة العلمية كثيرا .. على العموم نحن ننتظر من حضرتك التعاون معنا في إثراء الصالون الأدبي بعيدا عن الملاسنات وبعيدا أيضا عن الوعد بالنشر .. لأن الوعد بالنشر كالمجهول والمجهول كالمعدوم .
                          شكرا لك وننتظر الدراسة النقدية التي وعدت بها .
                          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                          تعليق

                          • حسن شهاب الدين
                            • 10-01-2011
                            • 7

                            #14
                            السادة الكرام في هذا الموقع
                            أشكركم كل الشكر على استضافتي ونشر قصيدتي ودراسة عنها ومحاضرة صوتية استمرت أكثر من أربع ساعات وكل هذا بلا سابق معرفة ,حتى وبغير أن أكون عضوا في الملتقى الرائع وهذا دليل سموٍّ تستحقون عليه كل الشكر..
                            كما أتقدم بكل الشكر للأخ الكريم المشرف على هذه الصفحة التي تعرض من أجلي لغضب الدكتور الكريم, وأرد عنه بأن إذا كان الحذف دليل ضعف فالصوت العالي والغضب غير المبرر دليل موقف أكثر ضعفا
                            وأشكر كذلك كل من تفضل بالرد عني بغير سابق معرفة تفضلا وكرما
                            أما الأستاذة الراقية منجية التي اختارت قصيدتي أيضا دون معرفة سابقة والدكتور الناقد الكريم فسأسمح لنفسي بشكرهما معا فكلاهما أعطاني فوق ما أستحق..
                            الأستاذة الراقية بهذه القراءة المتميزة وما فيها من ثناء رائع أعتبره مجاملة رقيقة منها وهذا الدكتور الكريم الذي نظر للقصيدة بعين النقد الواعي فرآها قصيدة عادية( ولست أدري لمَ يحشد فيلقا من النقاد لقصيدة عادية) ..وأراها أنا مجرد قصيدة من مئات تنشر يوميا على النت في موقع من آلاف المواقع المنتشرة لم تكن تستحق كل هذا الصخب لولا فضل الله تعالى, فأنا للمرة الأولى أشعر أن لما أكتبه قيمة وأنه يثير من حوله قضايا نقدية ما بين مؤيد ومعارض وهذا كله لم أكن لأطمح فيه بل لا يطمح فيه شاعر عربي وأنا لا أعلم كم من الشعراء بات بالأمس يتلمظ حسدا مني لما سأجنيه من عاصفة النقد هذه التي أثارتها قصيدتي العادية فغاية كل الشعراء أن يكتب عنه ناقد ولو سطرين وأنا بفضل الله تعالى أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر جيش النقاد حول شعري ما بين ناقد ومدافع ..لقد عشت سنوات ولا أجد كغيري صدى لما نكتبه عند النقاد وكنا نتسائل لما نكتب وما غايته وكنا نؤثر عدم الكتابة أسفا, ولكن الآن بعدما استطاع شعري إثارة هذه الكوكبة من النقاد فيجب أن أفخر بشعري وبقصيدتي هذه بالذات مهما كانت عادية .. الدكتور العزيز والأستاذة الفاضلة يعلمان أن معاول النقد التي واجهت أبا تمام هي التي رسَّخت شهرته ومكانته, وأن الجبهة المعارضة القوية التي واجهت المتنبي جعلت منه أشعر الأولين والآخرين وأنا لا أريد لهذه الفرصة ان تفوتني بغير أن أستفيد منها غاية الاستفادة ..إنني أشكر الله تعالى أن أتاح لي هذا الناقد الدكتور ليدفع بشعري للإمام وأنا لا أخجل أبدا ان أطلب منه صراحة أن يرشدني لمواضع الضعف في قصيدتي لأنني شاعر أتمنى أن أستكمل أدواتي الفنية وأعلم تماما أن لكل إنسان أخطاءه وانا لا أخجل من الاعتراف بأخطائي فليس من إنسان كامل إلا سيِّد الخلق عليه الصلاة والسلام ولكني أقول للدكتور هون عليك يا أخي فغاية الشعر أن يسعد الناس لا أن يثير كل هذه الخصومات وإن كانت هذه غايته فأنا أول من يتبرأ منه فأنا لا أتعب فكري وأكد ذهني لخلق خصومات بل ليجمعنا الله تعالى في ظل نعمته وهي إظهار ما منَّ به علينا من مواهب تجمعنا ولا تفرقنا, وأنا والله كنت أود أن أتعرف على أستاذي الدكتور في ظروف أقل حدة فإنه لا يدري بأن كلماته القليلة أمس ماذا فعلت فيَّ ..لقد لمس بحنكته وخبرته مواضع التحدي في نفسي وأنا لا يحرك موهبتي قدر هذا التحدي فاستطعت بفضل الله تعالى أن أنهي نصا عصيًّا أظن فيه الإجادة وإنني لأشعر أنني على أبواب مرحلة شعرية جديدة بعد هذا النقد الذي استطاع شعري أن يثيره سواء أكان بالسلب أو بالإيجاب..لقد ساهم الدكتور العزيز في إشعاري بمسئولية الكلمة فكل الشكر له وللأستاذة منجية وأتمنى أن ألقاهما قريبا بنص يتجاوز هذا النص ويتخطى ما فيه من أخطاء بعد أن تفتحت شهيتي الإبداعية خاصة وأنا الآن لا أنشر شعري إلا وينهال النقد عليه فالحمد لله تعالى وحده.

                            التعديل الأخير تم بواسطة د. وسام البكري; الساعة 10-01-2011, 17:52. سبب آخر: عذراً .. نسقتُ الخط بحجم أكبر.

                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016

                              #15
                              أهلا بالأستاذ الشاعر حسن شهاب الدين و سهلا ومرحبا بك بيننا.
                              أحببت أن أكون من الأولين الذين يرحبون بك مع أنني لم أشارك في المناقشة.
                              أهلا و سهلا بك مرة أخرى.
                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              يعمل...
                              X