كتب مصطفى بونيف

التجربة الدنماركية ...أنا لا أتكلم عن تجربة الفنان عادل إمام في الفيلم الشهير الذي كتب قصته الزميل يوسف معاطي .، ولكنني أتكلم عن تجربة الرسوم الدنماركية ، عندما تطاول أحد الصحفيين المغمورين على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وشاهدت كيف أن العالم الإسلامي قام برمته طلبا لرأس هذا الرسام ، وكيف قاطع المسلمون الجبنة الدنماركية بامتياز .
ومن ميزات هذه التجربة اللعينة أنها استطاعت أن توحد المسلمين عبر المعمورة ، وجعلتهم جميعا يخرجون إلى الشارع وعلى ألسنتهم جملة واحدة "إلا رسول الله " ...
كنت أيام التجربة الأولى في الكلية ، عندما شاهدت الطلبة بما فيهم الصيع وأصحاب السوابق يسيرون في مظاهرة ..يرفعون شعار "إلا رسول الله "..
تعالوا معي ننظر إلى سعيد أبو مزة وهو طالب جامعي ، يجلس وسط رفاقه في قعدة بانجو ...يسحب نفسا طويلا ..ثم يقول " الرسام الدنماركي حاقد على الإسلام .." فترد الشلة كأنها كورال " حاقد على الإسلام "،، يسحب نفسا آخر ثم يقول : " مالهم ومال النبي بتاعنا ، عيسى نبي ومحمد نبي وكل من له نبي يصلي عليه .." فترد الشلة " اللهم صل عليه " ...يسحب نفسا آخر : " يجب أن نحرق السفارة الدنماركية ، وأن نقاطع كل منتجاتها ، حتى البانجو .."
فتصرخ الشلة " يسقط البانجو الدنماركي ، ويحيا البانجو العربي المية مية " .
يسحب سعيد نفسا آخر ثم يقول " سأخترع تعميرة واسميها كاريكاتير..اسميها ايه ...؟؟؟" فترد الشلة "الكاريكاتير .." ويقهقه الجميع ...
لنرحل من سعيد أبو مزة وشلته ، وتعالوا معي إلى ريري ، وتوتي ،،،، ريري هذا اسم الدلع لطالبة اسمها ريم ، وتوتي توفيق .
ريري وتوتي من أشهر العشاق في الكلية ،،من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة السادسة وهما ينزلان حبا في بعضهما ، ويجلسان في ذات المكان في كافتيريا الجامعة ..ولطالما كنت أسأل نفسي ترى ما الذي يقولانه في كل هذه الفترة الطويلة؟؟؟؟ ...جلست قريبا منهما ليس من أجل أن استرق السمع لا سمح الله ، ولكن كلامهما كان يصلني لوحده ...
ريري : شفت المصيبة التي وقعت ؟؟؟
توتي خائفا : ماذا حصل ، هل عرف أهلك بعلاقتنا ؟؟؟
ريري : لا تخف ، لا أحد من أهلي يعرف بأننا نتقابل كل يوم ...هل تظن بأنني غبية ؟؟؟
توتي يتنفس الصعداء : أوووف ، ما هي المصيبة إذن ؟؟
ريري تتكلم بحمية وغضب : رسام دنماركي رسم النبي...ياي أنا زعلانة من الدنمارك جدا ، سأقاطع الجبنة .
توتي : لا تذكريني بهاته المأساة - والدمعة تكاد تفر من عينه - ، حتى أني بالأمس أكلت البيتزا من غير جبنه ...
ريري مشفقة : يا حبيبي ...معلش تحمل لغاية ما الحكومة الدنماركية تقدم اعتذار رسميا ...
توتي : تشربي حاجة ...؟؟؟؟
ريري : ياريت كوكا كولا أو بيبسي ، أنا أعرف بأنها ليست منتجات دنماركية .
ولنترك ريري وتوتي ....
لنذهب إلى رضوان أبو سرة ...موظف في الحكومة ...
لا توجد معاملة تمر في الإدارة دون أن تكون عليها تأشيرة الأستاذ رضوان ..
لكن الأستاذ رضوان هو أبو الإكراميات كلها ، وأنتم أهل المفهوميات كلها ...
تدخل السيدة علياء ،تريد أن تخلص معاملة زوجها المتوفي ، لتصرف معاشا لأولادها ...وبعد أن عرضت عليه مشكلتها ، قال لها ...
يا سيدتي الكريمة ، أنا أفهم مشكلتك ولكن ماذا أفعل ؟؟؟، القوانين تتعدل بشكل مستمر ، و ملفك ناقص لأنه قمت بتكوينه على أساس قانون قديم ، أين هي الشهادة التي تثبت أنك أنت على قيد الحياة ، وشهادة أن أولادك على قيد الحياة ، وشهادة أن جيرانك على قيد الحياة ، وشهادة عقد البيت ، وشهادة إقامة زوجك الآن في المقبرة ...وشهادة وشهادة ..وشهادة أن لا إله إلا الله ؟؟؟؟....
لكن...أنا رجل طيب ، ومن أجلك سوف أمرر المعاملة بسهولة وأخلص لك كل الورق ، ولكنك تعرفين ، بعض الموظفين ذممهم سوداء والعياذ بالله ولا يوقعون الورق إلا بفنجان قهوة ...ويستطرد قائلا أنا لن آخذ مليما لجيبي لاسمح الله ...ولكن لهؤلاء الموظفين ...
وتدفع السيدة علياء ...ثمن أغلى فنجان قهوة ....
يقبض أبو سرة المبلغ من يد ها وهو يقول : هل رأيت ما الذي فعلوه في الدنمارك ؟؟؟ أعوذ بالله ...لقد أوصيت أولادي بمقاطعة المنتجات الدنماركية ، وها أنا ذا أوصيك بذلك أيضا ....
المجتمع كله غاضب ...
يخرج رجل مخمور من الحانة وهو يحمل في يده زجاجة الخمر و يصرخ في الشارع : تسقط الدنمارك ..
وتتحدث راقصه شبه عارية إلى التلفزيون : أنا زعلت أوي من اللي عملوه في الدنمارك ..وقريب هصور أغنية فيديو كليب تتحدث عن الموضوع ، ده مصيبة وحلت فوق دماغنا ...."إلا رسول الله " ....
وخرجنا كلنا إلى الشارع ، ونددنا ....
وكتبنا ، وغنينا ، وبكينا ، وولعنا في السفارات الدنماركية .
وما هي النتيجة؟؟؟ ، هولندا صورت فيلما جديدا يسيئ للنبي صلوات الله وسلامه عليه ، وحذرت رعاياها من آكلي لحوم البشر اللي هم إحنا يعني ...
وأكثر من 17 صحيفة دنماركية ، أعادت نشر الرسوم .
هل تعرفون لماذا يحصل لنا كل هذا ؟؟؟....لأننا أمة لا تحترم نفسها .
مصطفى بونيف

التجربة الدنماركية ...أنا لا أتكلم عن تجربة الفنان عادل إمام في الفيلم الشهير الذي كتب قصته الزميل يوسف معاطي .، ولكنني أتكلم عن تجربة الرسوم الدنماركية ، عندما تطاول أحد الصحفيين المغمورين على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وشاهدت كيف أن العالم الإسلامي قام برمته طلبا لرأس هذا الرسام ، وكيف قاطع المسلمون الجبنة الدنماركية بامتياز .
ومن ميزات هذه التجربة اللعينة أنها استطاعت أن توحد المسلمين عبر المعمورة ، وجعلتهم جميعا يخرجون إلى الشارع وعلى ألسنتهم جملة واحدة "إلا رسول الله " ...
كنت أيام التجربة الأولى في الكلية ، عندما شاهدت الطلبة بما فيهم الصيع وأصحاب السوابق يسيرون في مظاهرة ..يرفعون شعار "إلا رسول الله "..
تعالوا معي ننظر إلى سعيد أبو مزة وهو طالب جامعي ، يجلس وسط رفاقه في قعدة بانجو ...يسحب نفسا طويلا ..ثم يقول " الرسام الدنماركي حاقد على الإسلام .." فترد الشلة كأنها كورال " حاقد على الإسلام "،، يسحب نفسا آخر ثم يقول : " مالهم ومال النبي بتاعنا ، عيسى نبي ومحمد نبي وكل من له نبي يصلي عليه .." فترد الشلة " اللهم صل عليه " ...يسحب نفسا آخر : " يجب أن نحرق السفارة الدنماركية ، وأن نقاطع كل منتجاتها ، حتى البانجو .."
فتصرخ الشلة " يسقط البانجو الدنماركي ، ويحيا البانجو العربي المية مية " .
يسحب سعيد نفسا آخر ثم يقول " سأخترع تعميرة واسميها كاريكاتير..اسميها ايه ...؟؟؟" فترد الشلة "الكاريكاتير .." ويقهقه الجميع ...
لنرحل من سعيد أبو مزة وشلته ، وتعالوا معي إلى ريري ، وتوتي ،،،، ريري هذا اسم الدلع لطالبة اسمها ريم ، وتوتي توفيق .
ريري وتوتي من أشهر العشاق في الكلية ،،من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة السادسة وهما ينزلان حبا في بعضهما ، ويجلسان في ذات المكان في كافتيريا الجامعة ..ولطالما كنت أسأل نفسي ترى ما الذي يقولانه في كل هذه الفترة الطويلة؟؟؟؟ ...جلست قريبا منهما ليس من أجل أن استرق السمع لا سمح الله ، ولكن كلامهما كان يصلني لوحده ...
ريري : شفت المصيبة التي وقعت ؟؟؟
توتي خائفا : ماذا حصل ، هل عرف أهلك بعلاقتنا ؟؟؟
ريري : لا تخف ، لا أحد من أهلي يعرف بأننا نتقابل كل يوم ...هل تظن بأنني غبية ؟؟؟
توتي يتنفس الصعداء : أوووف ، ما هي المصيبة إذن ؟؟
ريري تتكلم بحمية وغضب : رسام دنماركي رسم النبي...ياي أنا زعلانة من الدنمارك جدا ، سأقاطع الجبنة .
توتي : لا تذكريني بهاته المأساة - والدمعة تكاد تفر من عينه - ، حتى أني بالأمس أكلت البيتزا من غير جبنه ...
ريري مشفقة : يا حبيبي ...معلش تحمل لغاية ما الحكومة الدنماركية تقدم اعتذار رسميا ...
توتي : تشربي حاجة ...؟؟؟؟
ريري : ياريت كوكا كولا أو بيبسي ، أنا أعرف بأنها ليست منتجات دنماركية .
ولنترك ريري وتوتي ....
لنذهب إلى رضوان أبو سرة ...موظف في الحكومة ...
لا توجد معاملة تمر في الإدارة دون أن تكون عليها تأشيرة الأستاذ رضوان ..
لكن الأستاذ رضوان هو أبو الإكراميات كلها ، وأنتم أهل المفهوميات كلها ...
تدخل السيدة علياء ،تريد أن تخلص معاملة زوجها المتوفي ، لتصرف معاشا لأولادها ...وبعد أن عرضت عليه مشكلتها ، قال لها ...
يا سيدتي الكريمة ، أنا أفهم مشكلتك ولكن ماذا أفعل ؟؟؟، القوانين تتعدل بشكل مستمر ، و ملفك ناقص لأنه قمت بتكوينه على أساس قانون قديم ، أين هي الشهادة التي تثبت أنك أنت على قيد الحياة ، وشهادة أن أولادك على قيد الحياة ، وشهادة أن جيرانك على قيد الحياة ، وشهادة عقد البيت ، وشهادة إقامة زوجك الآن في المقبرة ...وشهادة وشهادة ..وشهادة أن لا إله إلا الله ؟؟؟؟....
لكن...أنا رجل طيب ، ومن أجلك سوف أمرر المعاملة بسهولة وأخلص لك كل الورق ، ولكنك تعرفين ، بعض الموظفين ذممهم سوداء والعياذ بالله ولا يوقعون الورق إلا بفنجان قهوة ...ويستطرد قائلا أنا لن آخذ مليما لجيبي لاسمح الله ...ولكن لهؤلاء الموظفين ...
وتدفع السيدة علياء ...ثمن أغلى فنجان قهوة ....
يقبض أبو سرة المبلغ من يد ها وهو يقول : هل رأيت ما الذي فعلوه في الدنمارك ؟؟؟ أعوذ بالله ...لقد أوصيت أولادي بمقاطعة المنتجات الدنماركية ، وها أنا ذا أوصيك بذلك أيضا ....
المجتمع كله غاضب ...
يخرج رجل مخمور من الحانة وهو يحمل في يده زجاجة الخمر و يصرخ في الشارع : تسقط الدنمارك ..
وتتحدث راقصه شبه عارية إلى التلفزيون : أنا زعلت أوي من اللي عملوه في الدنمارك ..وقريب هصور أغنية فيديو كليب تتحدث عن الموضوع ، ده مصيبة وحلت فوق دماغنا ...."إلا رسول الله " ....
وخرجنا كلنا إلى الشارع ، ونددنا ....
وكتبنا ، وغنينا ، وبكينا ، وولعنا في السفارات الدنماركية .
وما هي النتيجة؟؟؟ ، هولندا صورت فيلما جديدا يسيئ للنبي صلوات الله وسلامه عليه ، وحذرت رعاياها من آكلي لحوم البشر اللي هم إحنا يعني ...
وأكثر من 17 صحيفة دنماركية ، أعادت نشر الرسوم .
هل تعرفون لماذا يحصل لنا كل هذا ؟؟؟....لأننا أمة لا تحترم نفسها .
مصطفى بونيف
تعليق