أنشودة الناي الحزين
رفيفُ نوارسَ مهاجرةٍ
والمساءُ السابحُ بعمقِ المدى
يعبرُ ذاكرتَها
يمارسُ كلَّ طقوسِ الاِنعتاقِ
يتدلى من أوديةِ السماءِ
ثرياتٍ تهيأتْ للرحيلِ
بلوراتٍ مائجةً بالدموعِ
سربَ يمامٍ غائرٍ
في الغيومِ
يجولُ في انهماراتِ الخريفِ ..
هــــــــــي
الآتيةُ من عمقِ الأزمانِ
عروسَ نيلٍ في جنى الربيعِ
قطراتٍ رافدةً من سلسبيلِ الروحِ
وزهوَ أهازيجِ فرحٍ وترانيمَ
وكلُّ الساكنيـن في دمِها غيباً
من طورِ التكوينِ
يصطفُون النورَ
في رُبى التاريخ
يطوق نداهم روضةَ العابرين ..
فلما أضحى
طواغيتُ الظلامِ
يشيدون قطافَ الألوانِ
يزرعون أكاليلَ الأشواكِ
يسربلونها أغاديرَ الأحلام
ليطفئوا آمالَنا
وتموجاتِ النجومِ
فوق انسكاباتِ النيلِ
الدافقِ عبرَ آياتِ الخلودِ
لتملأ تراكماتُ الثلوجِ
أفقَ شرايينِ البلادِ
تقتلُ فيها دفْءَ
أغاريدِ السلامِ
تحيلُ تراتيلَ الصلاةِ
للأحزان
والغانياتُ بأشجانِ الوداعِ
ينثُرنَ عناقيدَ الدموعِ
سحائبَ غسقٍ
في أفياءِ
انكساراتِ الضوءِ
في الأرجاءِ ..
لما باتت أيادي الإثمِ
تفترشُ دروبَ القهرِ
عبثاً
بأدراجِ الورودِ
وترقرقاتِ الفجرِ
في الأمنياتِ ..
وأنتِ ملاذُ الغريبِ
وأصبوحةُ الدرِّ في الأفنانِ ..
أحبكِ شمسَ الوجودِ
ورواءَ الخيرِ
في الأكوانِ
فاسلمي
لِتَشْدُوَ الحياةُ
ويَفيضَ القلبُ بالأنغامِ
تعليق