ثمة مطب وقع فيه المنطق السردي

فقد جاء في النص : " فأصبح يفرح لما يؤلمه..ويحزن لما يسعده" ثم جاء بعدها مباشرة " ومن يومها يعيش في سعادة دائمة"، وفي هذا تضارب قد لا يخفى، فبمقتضى حالته الطارئة، بات بطل القصة يفرح ويحزن، لكن سرعان ما قرر النص حقيقة مناقضة تعارض الأولى "وهو في سعادة دائمة".
أقصد ببساطة : بما أنه يفرح ويحزن فهو ليس في سعادة دائمة.

القارئ ذكي، ويجب ألا يغفل كتاب القصة عن هذه الحقيقة، فعندما يشكل القاص قواعد اللعبة، فلا يجوز أن تتضارب تاليا خلال المشهد.
النص ربما أراد أن يعبر عن مشكلة يعاني منها أشخاص كثيرون، وإن بدراجات متفاوته، متمثلة في قلة أو ضعف أو انعدام الكفاءة الاجتماعية والعاطفية في التفاعل مع أفراد المجتمع تفاعلا إيجابيا.
طبعا، ربما أراد النص يدين المجتمع في ذلك، لإنه مع اختلال نظام التفاعل عند بطل القصة بعد الحادث انقلب حاله حالا مسرورا، وكذلك متعوسا، عندما علم أنهم وجدوا له دواء سيرجعه إلى سابق حاله

لذا، أراى أنه لابد من إعادة تشكيل جوانب الصراع وأبعاد في النص من جديد بمقتضى ما قد سبق.

لا أدري، هل شاهدت فيلم اللمبي وتركيب دماغ اللمبي في جسم المنفلوطي، أصغر مدير سجن حصل...لقد تحدث الفليم عن مثل هذه المعضلة وإن بإخراج درامي مختلف.

ومع ذلك، فخامة النص وموضوعه طيبان لبناء قصة متكاملة ناجحة

أستاذ حسام

هذا رأى والمسألة أساسا وجهات نظر ومذاهب

مع أطيب المنى بالتوفيق

تحية خالصة

أخي العزيز الاستاذ معاذ..شكراً على تفاعلك مع نصي وعلى تحليلك الجميل....
عزيزي لقد توقفت طويلاً عند جملة ..ومن يومها يعيش في سعادة دائمة..وكنت أفكر هل أَضيف كلمة شبه بعد سعادة..لكن إرتأيت أن إشكال : فأصبح يفرح لما يؤلمه ..ويحزن لما يسعده تعود على الدماغ من حيث الحالة الإكلينيكية..وبما أن كل ماحوله أخبار وأشياء محزنة فمن الناحية العملية التغى دور مناطق الفرح
ويوجد تفسير اّخر لم أَرد أن أقتله لدى القارئ ..حيث أن سعادة دائمة مستحيلة..إذاً فهو استغل الحادث للانسحاب من الواقع بحجة أنه مريض ..فبقي النص مفتوحاً فلماذا حزن عندما أخبروه أنهم وجدوا له الدواء..أبسبب تغير الأدوار في دماغه ..فهذا خبر سعيد سيحزن له بالتأكيد....أم لأنهم كشفوا لعبته
أرجو أن أرى تعليقك على تعليقي...ممتن لك أستاذي الكريم

هذه الجملة "ومن يومها يعيش في سعادة دائمة" جاءت في معرض السرد جملة تفسيرية، وكان الأولى، كما أرى، ترك تقدير مدى التغيير الطارئ على النظام العصبي ومدى شموليته على بطل القصة لخيال القارءئ وحُمكه.

لذا، فالأجدى أن يتخلى النص عنها، وهو بدونها، عموما، أكثر انسجاما وتوافقا.
علاوة على ذلك، عبارة " من يومها" قد تُشعر القارئ، أن زمن القصة طويل جدا على قصة قصيرة جدا، الأمر قد يقلل من حيوية الحدث السرد وطزاجته، الذي تتميز به هذه القصيرة.

أستاذ حسام

نفسي طويل ونحن في مختبر لنحلل ونناقش ونعدل، وربما كان الأجدى لو كان مطبخا بدل مختبر، لنعد الوصفة معا.

تحية خالصة

الاستاذ خالد السعيد
ارى ان الموضوع ( سيان ) .. هو فقط استبدل الاماكن .. لكن التفاعل وردودالافعال واحدة .. لايهم ان ينقلب الفرح مكان الحزن .. لانه فى المقابل سينقلب الحزن مكان الفرح .. والنتيجة تعادل ..
شكرا لك

كانت فكره خاطفه ومركزه وجميله
خالص تقديرى

الأستاذ معاذ...مارأيك في نقلها الى القصة القصيرة جدا وفتح باب النقاش حولها .. لنرى كيف سيطبخها الأخرون ..مع وضع وجهة نظرك طبعاً... شكراً لإهتمامك

الأستاذ جمال عمران ...سرتني أطلالتك على نصي ...دمت بخير

الأستاذة الكريمة وفاء محمود...أرجو أن تشرفيني دائماً بتعليقاتك...وإن كانت ناقدة
ممتن لك أختي