يا إلهي!!
فكرة بلال نكديل
نص حنين حمودة
دخل أحمد وحسن الغرفة، وأغلقا بابها عليهما.
نظرت نحو الباب. انتبهت ماما، قالت وهي تهمس في أذني: أُشش. لا تزعجهما، يا حبيبي، إنهما يتدارسان القرآن.
قلت لها وأنا أميّل رأسي متمسكنا: وأنا أريد أن أتدارس القرآن معهما!
ربتت ماما على ظهري وقالت: عندما تكبر يا حبيبي. عندما تكبر.
جلستُ على البساط ورحت ألعب بسيارتي السوداء السريعة: فن.. فن.. فن.
لكن روحي كانت معهما..
فتسللتُ في لحظة..
وارتفع صراخهما: برهوم!! أخرج حالا..
وسمع كل البيت طرقة الباب خلفي: طراخ!
رمياني خارجا!!
دخلت غرفة جدتي وأنا أبكي.
كانت على سجادة الصلاة، فلم تلتفت إلي. رميت نفسي على الأريكة، وغمرت رأسي بالوسادة ورحت أبكي وأبكي.
كل شيء أطلبه: عندما تكبر!
أريد أن أذهب إلى المدرسة: عندما تكبر..
أريد أن أحفظ القرآن: عندما تكبر..
أريد أن أسمع ما تقوله حفيظة عن خاتمها، فتقول أمي: آه يا برهوم! عندما تكبر ستفهم..
ثم تقبلني في رأسي وتقول: أغلق الباب خلفك يا حبيبي.
عندما سلمت جدتي يسارا رأتني. تربّعتْ وقالت بعطف: تعال.. تعال يا حبيبي.
رحت إليها جلست على فخذها، وغمرت وجهي في صدرها الدافئ.
وبدأت إسطوانة بكائي من أولها، وكأنني أشكو لها كل متاعبي.
قالت لي: لا تحزن يا بطل.
أحببت تعبيرها " يا بطل". التمعت عيناي.
قالت لي: أنت حقا بطل تحب أن تتعلم، وعليك أن تعلم أنك تكبر كل يوم.
هل تعلم أنك اليوم أكبر من البارحة؟
وراحت تروي لي حكاية من حكاياها الحلوة حتى غفيت في حضنها على الأرض.
قال لي بابا يوما: برهوم. لقد سجلتك في المدرسة.
واو!!
طارت بي الدنيا يومها.. سأذهب إلى المدرسة!!
أمضيت الشهرين التاليين وأنا أحضر وأحلم بالحدث!
حضرت كتبي، وكراريسي. أقلام الرصاص والألوان. الممحاة. المبراة الـ...
وزي المدرسي الرائع الذي يشبه زي أحمد وحسن.
وفي أول يوم للمدرسة. استيقظت قبل الجميع. استيقظت مع الشمس..
أخرجت الزّيّ من الخزانة.
لبسته بسرعة.
كانت الأكمام كبيرة متدلية، والبنطال يمسح الأرض..
وارتفع صوت بكائي: وا.. وا.. لقد صرت صغيرا!! لقد صرت صغيرا!!
استيقظ كل من في البيت على بكائي..
وارتفعت ضحكات أحمد وحسن وهما يريان برهوم الصغير..
يلبس زيّ حسن!!
لقد صرت صغيرا
فكرة بلال نكديل
نص حنين حمودة
دخل أحمد وحسن الغرفة، وأغلقا بابها عليهما.
نظرت نحو الباب. انتبهت ماما، قالت وهي تهمس في أذني: أُشش. لا تزعجهما، يا حبيبي، إنهما يتدارسان القرآن.
قلت لها وأنا أميّل رأسي متمسكنا: وأنا أريد أن أتدارس القرآن معهما!
ربتت ماما على ظهري وقالت: عندما تكبر يا حبيبي. عندما تكبر.
جلستُ على البساط ورحت ألعب بسيارتي السوداء السريعة: فن.. فن.. فن.
لكن روحي كانت معهما..
فتسللتُ في لحظة..
وارتفع صراخهما: برهوم!! أخرج حالا..
وسمع كل البيت طرقة الباب خلفي: طراخ!
رمياني خارجا!!
دخلت غرفة جدتي وأنا أبكي.
كانت على سجادة الصلاة، فلم تلتفت إلي. رميت نفسي على الأريكة، وغمرت رأسي بالوسادة ورحت أبكي وأبكي.
كل شيء أطلبه: عندما تكبر!
أريد أن أذهب إلى المدرسة: عندما تكبر..
أريد أن أحفظ القرآن: عندما تكبر..
أريد أن أسمع ما تقوله حفيظة عن خاتمها، فتقول أمي: آه يا برهوم! عندما تكبر ستفهم..
ثم تقبلني في رأسي وتقول: أغلق الباب خلفك يا حبيبي.
عندما سلمت جدتي يسارا رأتني. تربّعتْ وقالت بعطف: تعال.. تعال يا حبيبي.
رحت إليها جلست على فخذها، وغمرت وجهي في صدرها الدافئ.
وبدأت إسطوانة بكائي من أولها، وكأنني أشكو لها كل متاعبي.
قالت لي: لا تحزن يا بطل.
أحببت تعبيرها " يا بطل". التمعت عيناي.
قالت لي: أنت حقا بطل تحب أن تتعلم، وعليك أن تعلم أنك تكبر كل يوم.
هل تعلم أنك اليوم أكبر من البارحة؟
وراحت تروي لي حكاية من حكاياها الحلوة حتى غفيت في حضنها على الأرض.
قال لي بابا يوما: برهوم. لقد سجلتك في المدرسة.
واو!!
طارت بي الدنيا يومها.. سأذهب إلى المدرسة!!
أمضيت الشهرين التاليين وأنا أحضر وأحلم بالحدث!
حضرت كتبي، وكراريسي. أقلام الرصاص والألوان. الممحاة. المبراة الـ...
وزي المدرسي الرائع الذي يشبه زي أحمد وحسن.
وفي أول يوم للمدرسة. استيقظت قبل الجميع. استيقظت مع الشمس..
أخرجت الزّيّ من الخزانة.
لبسته بسرعة.
كانت الأكمام كبيرة متدلية، والبنطال يمسح الأرض..
وارتفع صوت بكائي: وا.. وا.. لقد صرت صغيرا!! لقد صرت صغيرا!!
استيقظ كل من في البيت على بكائي..
وارتفعت ضحكات أحمد وحسن وهما يريان برهوم الصغير..
يلبس زيّ حسن!!
تعليق