اِسْتَوْحِ مَنْ قَامَ فِي الخَضْرَاءِ بِالقَلَمِ
وَاسْتَوْحِ مَنْ أَشْعَلَ الشَّعْوَاءَ بِالكَلِــمِ
مَنْ قَامَ فِي أُمَّةٍ شَحْذًا لِهِمَّتـَهَا
حَتَّى غَدَتْ حُرَّةً فِي مَحْفَلِ الأُمَــمِ
شَابٌّ قَضَى نَحْبَهُ بِالغَمِّ مُنتَـحِبًا
بِمَا تَجَرَّعَ مِنْ هَمٍّ وَمِنْ أَلَــــمِ
يَا بُرْجَ أُمَّتِهِ مَازِلْتَ مَفْخَــرةً
لِلشَّعْبِ يَا قِمَّةً أَعْلَى مِنَ القِمــــَمِ
مَنْ قَالَ لاَ حِينَمَا ضَاقَتْ بِمَا رَحُبَتْ
فِي وَجْهِ مَنْ سَامَ تَقْتِيلاً بِلاَ نَــــدَمِ
يَا غَاصِبَ الْحَقِّ لاَ تَفْرَحْ بِمَا كَسَبَتْ
يَدَاكَ سَاءَتْ أَفَاعِيلٌ وَلَمْ تَـــــدُمِ
طَالَ الزَّمَانُ بِنَا أَمْ لَمْ يَطُل قَسَـمًا
سَتُكْشَفُ الخُطَطُ الهَوْجَاءُ فَاغْتَنِــمِ
يَدْعُو إِلَى حَضَرٍ مَنْ بَاتَ مُسْتَلِـبًا
خَيرَاتِنَا عَنْ حُقُوقِ الآخَرِينَ عَـــمِ
ظَلَّ الفِرَنسِيسُ يَسْتَعْلِي بِقُوَّتِــهِ
يَحْيَا حَيَاةً كَمَا لَوْ كَانَ بِالْأَجـــَمِ
دَعْنِي وَذِكْرِ عِبَارَاتٌ لَهُ طَفَـحَتْ
مُستَعْمِرٌ قَذَفَ الآبَاءَ بِالرُّجَـــمِ
اِسْتَنْزَفَ الْأَرْضَ،بَلْ أَفْنَى مَعَادِنَـهَا
أَرْدَى السَّمَاءَ دُجًى شَعْثَاءَ بِالظُّلَــمِ
إِيهِ أَبَا الْقَاسِمِ الشَّابِي مَشَى قُدُمًا
حَشَّادُ بَعْدَكَ نَحْوَ الْمَجْدِ بِالْقَـــدَمِ
بِثَوْرَةٍ أَصْدَرَتْ نِيرَانُهَا لَهَـباً
مُسْتَشْهِدًا كَاتِباً تَارِيخَهَا بِـــــدَمِ
أَصْدَاؤُهَا أَيْقَظَتْ أَطْرَافَ مَغْرِبِنَا
لَبَّى الدُّعَاءَ مَــــغَاوِيرٌبِلاَ وَجَــمِ
جِسْمٌ إِذَا مَا اشْتَكى عُضْوٌ بِمُؤتَلَمٍ
أَجَابَهُ سَائِرُ الأَعْضَاءِ بِالسَّقَــــمِ
رَدَِّدْ نَشِيدًا جَمِيلًا إِنْ عَنـــَاكَ أَسًى
سِرْ فِي الدُنَى غَرِدًا إِنْ ضِقْتَ بِالغُمَـمِ
عِشْ بِالشُّعُورِمَعَ الْأَحْيَاءِ مُجْتَنِبًا
سَفَاسِفَ الأَمْرِ جَاوِزْهَا إِلَى العِظَـــمِ
وَلاَ تَكُنْ حَرِجًا إِنْ أَحْجَمَتْ غَدَقًا
يَجْلُو الَّذِي خَلَقَ الأَشيَاءَ مِنْ عَـــدَمِ
أَكُّلَّمَا سَاءَتِ الإِنْسَانَ دَائـِرَةٌ
لاَتَهْدَإِ النَّفسُ مِنْ لَوْمٍ وَلَمْ تَنَــــَمِ
اِرْحَلْ كَمَا رَحَلَ الشَّابِّي بِمُخْتَلَجٍ
إِلَى الرُّبَى وَالثَّرَى شَدْوًا إِلَى الأَكَـــمِ
وَفِي الطَّبِيعَةِ تَسْلُو النَّفسُ مِنْ كَدَرِ
الْحَيَاةِ وَالْهَمِّ هَمِّ النَّاسِ كُلِّهِـــــمِ
تعليق