أبيات في الذكرى الرابعة لفقد الأحبة وتوافقها مع ذكرى واقعة الطف الأليمة
ألقيت في المهرجان الشعري الذهبي الثاني لنادي الصيد العراقي
ألقيت في المهرجان الشعري الذهبي الثاني لنادي الصيد العراقي
كربلا والخيانة
ــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــ
جُرحُ الخيانةِ مُوغِلٌ وأليمُ
وَيَظلُ يَنزفَ والجُروحُ كُلومُ
وَتَظلُ مِنْ وَقعِ الخِيانَةِ باهِتاً
كَيفَ الخَلاصُ وَأنتَ فيهِ مُقيمُ
لاتدرِ هَلْ طَبعُ الخيانَةِ دَيدَنٌ
طَبَعَ الخلائِقَ أمْ إليهِ تَرومُ
يامَنْ ظللتُ العُمرَ أخطِبُ ودَهُ
وأكادُ مِنْ وجدي عَليهِ أهيمُ
كَيفَ السَبيلُ إلى الحَقيقةِ دُلَني
هَلْ خُنتَ أمْ شَقَتْ عَليكَ هُمومُ
أم إنَّ طَبعَكَ في الخيانَةِ غالِبٌ
وَعَليهِ قَد سُقيتْ اليكَ سُمومُ
قد كُنتُ أحتسِبُ الخِداعَ لأربعٍ
لكِنْ لِطولِ العُمرِ كانَ يَدومُ
أينَ الكلامُ العَذبُ والشَوقُ الذي
قدْ كنتَ تُبديهِ لنا وتَسومُ
وتَسامُرُ النُدماءِ يُلهبُ ليلنا
ويُضيءُ ظلمتهُ وأنتَ نَديمُ
أينُ اشتياقكَ والهوى وصُروفهُ
فلقد ظننتكَ مانِحٌ وكريمُ
يامَن حَلفتَ العُمرَ أنْ لاترتضي
بيتاً لِغيري أنتَ فيهِ تُقيمُ
أو ترتضي صَدراً حَنوناً أو يداً
تغفو عَليها والفؤادُ كَظيمُ
واخترت من رحمي شريك رذيلةٍ
من كان مثلكَ بالحرامِ يهيمُ
فطعنتما ظهري بساعة غفلةٍ
والجرح في جنح الظلام سقيمُ
وَمَنْ إرتضى مِنكَ الخيانةِ دَربَهُ
يوماً لِعَهدِكَ غادِرٌ ولَئيمُ
يَبقى الأمينُ عَلى الأمانةِ حافِظاً
عالٍ كَما عَلتِ السَماءَ نُجومُ
بَلوايَ مِنْ بَلوى الحُسين بكَربَلا
غَدروا بهِ يَومَ ابتلاهُ هُجومُ
رامَ الشَهادةَ حينَ نازعَهُ العِدا
وعِدايَ مِنْ وِلدي فَما سَأرومُ
لُمنا الأقارِبَ حينَ خانوا عَهدَهُ
لكِنهم بَعضي فكيفَ ألومُ
يَبقى العَزاءُ لآلِ بَيتِ المُصطفى
وَعَويلُ كلِ النائحينَ كتومُ
قدرُ الحَياةِ أو المَماةِ مُقدَّرٌ
والسعيُ فيما بينها مَحتومُ
يامن هربت بستةٍ من أضلعي
كلٌ إلى حبل الوريد صميمُ
ومنعت قلبي أن يودع ورده
والولد من نبض الفؤاد حميمُ
فتركتني وحدي ألملم غربتي
لا أدر كيف أنام كيف أقومُ
يا لائمي أنا لمْ أخُنكَ لوَهلةٍ
لِمَ جِئتَ مِنْ بَعدِ الفراقِ تلومُ
أنا ماشككت بان حبك صادق
أو أن يشاركني هواك غريم
لكنها الأحداث جاءت شاهداً ( خالفت الهوى )
لتقولَ أنك خائنٌ مأزومُ
سائِلْ فؤادكَ كيفَ رامَ دَسيسَةً
واختارَ في دَرَكِ السيانِ يَعومُ
واسأل سِنيناً قد قضيناها مَعاَ
هل إنَّ لحظاتِ النفاقِ تدومُ
سَيُجيبُكَ التاريخُ أنكَ مُخطِيءٌ
وسَتخسَرُ الأمرينِ يومَ تقومُ
عبدالله العزاوي
أواخر عام 2010
تعليق