هيكل الأحزان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نافع سلامة
    عضو الملتقى
    • 24-05-2008
    • 30

    هيكل الأحزان

    [poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    ليَ الله من حزنٍ على مهجتي فشا =وعشعش في الأعصاب مني وريّشا
    ثَمانٍ يضيق العمرعن حَملها ضحى =فبالله كيف العمر في ليلها مشى
    أنا هيكل الأحزان معنىً ومنظرا= وملمس آل الدمع إن كنتَ ماشِشا
    تحاشَ فعالي لا يغرك أنني = أقول من الشعر العِذاب الحشائشا
    تركت حنان الله ينساب عطره =هنالك عند النهر تينا ومشمشا
    وبعت حقول النور بخسا إلى الدجى =ورحت لحيث الصبح وهما تزركشا
    نعم .. خانني التدبير والفهْم والنّهى = كما فاتني الإذعان للنبض والحشى
    فأخرت شمس العقل عن مطلع الهوى = فأشرق ليل الداجياتِ وعرّشا
    وزيّن وجه الوهم بالصدق وجهه =وأغرى بيَ الأيام والحلم فارتشى
    سريعا أسوق العقل للتيه زاجرا = كأني قطيع الصيد للتيه كاشِشا
    إلى البيت من حقل تضوّع طيبة = وماء وأثمارا وعشبا مفارشا
    أعد جراب القلب للحزن عاجلا = وأطوي لباس الروح للفقر طائشا
    ورائي يجيش الخير أُمّ وتارة = يثبّط أحلامي الحيارى مهمّشا
    أما لك مثل الثور قد فُكّ قيده =تريثْ فما الشيطان إلاّ مشوّشا
    هنا النيل مبغى الشرق والغرب كله = وحلم الطيور الشاديات معايشا
    أبيت سوى أن أركب العند مركبا = وأبحر في كف الحياة مواحشا
    فجاشت : بُني صبرا فقلبي مشوّق = لرؤياك قبل البعد والشوق ما حشا
    تعال لحضني ساعة ساعة بها= يعود شريد الروح طيرا مرقّشا
    تأملت فيها لحظة ثم فتّها = يكاد يطير القلب من صدرها عِشا
    لها الله من أم كأنّ دموعها = حبيبات رمّانٍ سقطن خوامشا
    ركبت وطارت لا أرى أين وجهتي = سحاب ثقيل الدمع عينا وأعمشا
    تجوب بنا الأجواء فيه حمامة = ف لله ما طار الحديد وفرّشا
    نزلت أجيد الحمد لله شاكرا = وليت مماتي كان لله حائشا
    كفيل يرى الإنسان مثل ذبيحة = حلال حرام أن تصيح وترمشا
    يمص نخاع الروح منه وليته = تذكر فعل النحل أيّان مَشْمَشَا
    تضاحك بدءا قلت للحظ : يا فتى = تحققّ حلم العمر من ضحكة الرشا
    وفاض غزير الفكر سيل من المنى = يروّي عِطاش الحلم ريّا و رشرشا
    أرتبُ أحلام الشباب توابعا = وأرشقُ عين الحقد بالضحك راعشا
    وعما قريبٍ غيّر الحلم رأيه = وعاد بوجه الفقر يختال فاحشا
    ومازلت في مِلْك الكفيل كنعجة = يراني كإرث طالما دام عائشا
    جراح يذوب الصخر من مر مرها = وتُنسي الفطين العقل ما كان ناقشا
    جلوسا على رأسي أصابع خيبتي= تحك فيَ الأفكار عندا خوادشا
    أفتّ سلاف العمر للحزن وجبة = متى طلّ رأس الليل من كوة العِشا
    وأخبز قرص القلب كعكا وحلوة = يحلي بها ما شاء أن يُذهب الغَشا
    وأعصر كرم الروح خمرا معتّقا = متى قال هات الكأس سكْرا ومنْعشا
    وللريح مني ما بقى منه تالفا =على جثة العمر الرثيث وما نشا
    سلام على أمي روى الحي دمعها = وقد صار للأحياء من دمعها نَشى

    [/poem]



    ...
    التعديل الأخير تم بواسطة توفيق الخطيب; الساعة 22-01-2011, 15:54. سبب آخر: تنسيق
  • توفيق الخطيب
    نائب رئيس ملتقى الديوان
    • 02-01-2009
    • 826

    #2
    نافع سلامة;
    [poem=font=",6,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    ليَ الله من حزنٍ على مهجتي فشا =وعشعش في الأعصاب مني وريّشا
    ثَمانٍ يضيق العمرعن حَملها ضحى =فبالله كيف العمر في ليلها مشى
    أنا هيكل الأحزان معنىً ومنظرا= وملمس آل الدمع إن كنتَ ماشِشا
    تحاشَ فعالي لا يغرك أنني = أقول من الشعر العِذاب الحشائشا
    تركت حنان الله ينساب عطره =هنالك عند النهر تينا ومشمشا
    وبعت حقول النور بخسا إلى الدجى =ورحت لحيث الصبح وهما تزركشا
    نعم .. خانني التدبير والفهْم والنّهى = كما فاتني الإذعان للنبض والحشى
    فأخرت شمس العقل عن مطلع الهوى = فأشرق ليل الداجياتِ وعرّشا
    وزيّن وجه الوهم بالصدق وجهه =وأغرى بيَ الأيام والحلم فارتشى
    سريعا أسوق العقل للتيه زاجرا = كأني قطيع الصيد للتيه كاشِشا
    إلى البيت من حقل تضوّع طيبة = وماء وأثمارا وعشبا مفارشا
    أعد جراب القلب للحزن عاجلا = وأطوي لباس الروح للفقر طائشا
    ورائي يجيش الخير أُمّ وتارة = يثبّط أحلامي الحيارى مهمّشا
    أما لك مثل الثور قد فُكّ قيده =تريثْ فما الشيطان إلاّ مشوّشا
    هنا النيل مبغى الشرق والغرب كله = وحلم الطيور الشاديات معايشا
    أبيت سوى أن أركب العند مركبا = وأبحر في كف الحياة مواحشا
    فجاشت : بُني صبرا فقلبي مشوّق = لرؤياك قبل البعد والشوق ما حشا
    تعال لحضني ساعة ساعة بها= يعود شريد الروح طيرا مرقّشا
    تأملت فيها لحظة ثم فتّها = يكاد يطير القلب من صدرها عِشا
    لها الله من أم كأنّ دموعها = حبيبات رمّانٍ سقطن خوامشا
    ركبت وطارت لا أرى أين وجهتي = سحاب ثقيل الدمع عينا وأعمشا
    تجوب بنا الأجواء فيه حمامة = ف لله ما طار الحديد وفرّشا
    نزلت أجيد الحمد لله شاكرا = وليت مماتي كان لله حائشا
    كفيل يرى الإنسان مثل ذبيحة = حلال حرام أن تصيح وترمشا
    يمص نخاع الروح منه وليته = تذكر فعل النحل أيّان مَشْمَشَا
    تضاحك بدءا قلت للحظ : يا فتى = تحققّ حلم العمر من ضحكة الرشا
    وفاض غزير الفكر سيل من المنى = يروّي عِطاش الحلم ريّا و رشرشا
    أرتبُ أحلام الشباب توابعا = وأرشقُ عين الحقد بالضحك راعشا
    وعما قريبٍ غيّر الحلم رأيه = وعاد بوجه الفقر يختال فاحشا
    ومازلت في مِلْك الكفيل كنعجة = يراني كإرث طالما دام عائشا
    جراح يذوب الصخر من مر مرها = وتُنسي الفطين العقل ما كان ناقشا
    جلوسا على رأسي أصابع خيبتي= تحك فيَ الأفكار عندا خوادشا
    أفتّ سلاف العمر للحزن وجبة = متى طلّ رأس الليل من كوة العِشا
    وأخبز قرص القلب كعكا وحلوة = يحلي بها ما شاء أن يُذهب الغَشا
    وأعصر كرم الروح خمرا معتّقا = متى قال هات الكأس سكْرا ومنْعشا
    وللريح مني ما بقى منه تالفا =على جثة العمر الرثيث وما نشا
    سلام على أمي روى الحي دمعها = وقد صار للأحياء من دمعها نَشى
    [/poem]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الشاعر نافع سلامة
    القصائد الذاتية التي تعالج حياة الشاعر وتجربته الخاصة في الحياة هي القصائد الأكثر تأثيرا في نفس المتلقي , وهو فن لايجيده إلا من امتلك ناصية الشعر , لقد اختزنت قصيدتك مزيجا من المشاعر لايجيد وصفها إلا شاعر مبدع , فمن وصفك لهذا الحزن الذي فشا بمهجتك وعشعش في أعصابك وأثر على كامل كيانك الجسدي والروحي :
    ليَ الله من حزنٍ على مهجتي فشا =وعشعش في الأعصاب مني وريّشا
    ثَمانٍ يضيق العمرعن حَملها ضحى =فبالله كيف العمر في ليلها مشى
    أنا هيكل الأحزان معنىً ومنظرا= وملمس آل الدمع إن كنتَ ماشِشا
    إلى ذمك لفعالك التي فاتها حسن التدبير :
    تركت حنان الله ينساب عطره =هنالك عند النهر تينا ومشمشا
    وبعت حقول النور بخسا إلى الدجى =ورحت لحيث الصبح وهما تزركشا
    نعم .. خانني التدبير والفهْم والنّهى = كما فاتني الإذعان للنبض والحشى
    فأخرت شمس العقل عن مطلع الهوى = فأشرق ليل الداجياتِ وعرّشا
    وزيّن وجه الوهم بالصدق وجهه =وأغرى بيَ الأيام والحلم فارتشى
    سريعا أسوق العقل للتيه زاجرا = كأني قطيع الصيد للتيه كاشِشا
    إلى وصفك لحظة الوداع مع أمك ومارافقها من المشاعر الحرى وأنت راحل عن بلدك الحنون ونيله العذب الخير , وهذا الحوار الدافئ المشبع بالعواطف والحنان والحزن الذي يخيم عليه ساعة الوداع :
    ورائي يجيش الخير أُمّ وتارة = يثبّط أحلامي الحيارى مهمّشا
    أما لك مثل الثور قد فُكّ قيده =تريثْ فما الشيطان إلاّ مشوّشا
    هنا النيل مبغى الشرق والغرب كله = وحلم الطيور الشاديات معايشا
    أبيت سوى أن أركب العند مركبا = وأبحر في كف الحياة مواحشا
    فجاشت : بُني صبرا فقلبي مشوّق = لرؤياك قبل البعد والشوق ما حشا
    تعال لحضني ساعة ساعة بها= يعود شريد الروح طيرا مرقّشا
    تأملت فيها لحظة ثم فتّها = يكاد يطير القلب من صدرها عِشا
    لها الله من أم كأنّ دموعها = حبيبات رمّانٍ سقطن خوامشا
    ثم ذلك الوصف البديع الحزين لقسوة الغربة وطلب الرزق فيها حيث يصبح الإنسان عبدا لمن يعمل عنده وهو في بلد غريب لايجد فيه يدا حنونة تمسح دمعه وتواسي غربته, وحيث تتحطم الأحلام الوردية على صخور الواقع القاسي :
    نزلت أجيد الحمد لله شاكرا = وليت مماتي كان لله حائشا
    كفيل يرى الإنسان مثل ذبيحة = حلال حرام أن تصيح وترمشا
    يمص نخاع الروح منه وليته = تذكر فعل النحل أيّان مَشْمَشَا
    تضاحك بدءا قلت للحظ : يا فتى = تحققّ حلم العمر من ضحكة الرشا
    وفاض غزير الفكر سيل من المنى = يروّي عِطاش الحلم ريّا و رشرشا
    أرتبُ أحلام الشباب توابعا = وأرشقُ عين الحقد بالضحك راعشا
    وعما قريبٍ غيّر الحلم رأيه = وعاد بوجه الفقر يختال فاحشا
    ومازلت في مِلْك الكفيل كنعجة = يراني كإرث طالما دام عائشا
    وماأبدع الأبيات الختامية التي عجنت بخيبة الأمل والتي جاءت ساحرة مؤثرة :
    جراح يذوب الصخر من مر مرها = وتُنسي الفطين العقل ما كان ناقشا
    جلوسا على رأسي أصابع خيبتي= تحك فيَ الأفكار عنداً خوادشا
    أفتّ سلاف العمر للحزن وجبة = متى طلّ رأس الليل من كوة العِشا
    وأخبز قرص القلب كعكا وحلوة = يحلي بها ما شاء أن يُذهب الغَشا
    وأعصر كرم الروح خمرا معتّقا = متى قال هات الكأس سكْرا ومنْعشا
    وللريح مني ما بقى منه تالفا =على جثة العمر الرثيث وما نشا

    لاأعرف لماذا ذكرتني قصيدتك بقصيدة ابن زريق البغدادي , ربما لأنها تحمل نفس الهم والموضوع ولكنها تميزت عنها لتحاكي لغة عصرها بإبداع جديد وشاعرية عالية متدفقة .
    بعض الأبيات جاءت غاية في الروعة كقولك :
    وبعت حقول النور بخسا إلى الدجى =ورحت لحيث الصبح وهما تزركشا
    وقولك :
    أعد جراب القلب للحزن عاجلا = وأطوي لباس الروح للفقر طائشا
    وهذا كله غيض من فيض خريدتك الساحرة .
    فقط لم أفهم معنى كلمة ماششا في هذا البيت :
    أنا هيكل الأحزان معنىً ومنظرا= وملمس آل الدمع إن كنتَ ماشِشا

    أخي الشاعر الموهوب نافع سلامة
    قصيدة بديعة تدل على شاعر موهوب يكتب بلغة حداثية شعرا جميلا مؤثرا.
    مع التثبيت

    دمت في حفظ الله

    توفيق الخطيب

    تعليق

    • محمد اسماعيل
      شاعر
      • 05-02-2010
      • 106

      #3
      أخي الشاعر نافع سلامة
      قصيدة جميلة حقا ولعلي أضيف لما قاله الاخ توفيق الخطيب
      ان القافية ايضا من القليل النادر وهذا يعطي القصيدة بعدا جماليا آخر
      سلمت يدك وطاب لسانك
      .................................
      محمد اسماعيل
      محمد إسماعيل

      الكلمة أمانة

      تعليق

      يعمل...
      X