مدام y

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمين خيرالدين
    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
    • 04-04-2008
    • 554

    مدام y

    مدام y


    جلس أمامي كمن يجلس أمام قارئة فنجان، او قارئ كف- وانا الذي لااصدق قارئي الفناجين ولا كتبةالحُجُب وألعنهم جهارا نهارا، صباح مساء حتى في صدقهم الكاذب- وتوقع مني أن أُجنّد كل الدجالين ليبقروا بطن الغيب او الحاسوب تنقيبا عنها،وقال:
    لا أعرف من هي .. ولا من أين هي...
    كل الذي اعرفه أن اسمها كان مرة لانا، ومرة اخرى لُمى، ومرة ثالثة سميحة، وآخر مرة قالت لن أكشف الآن عن اسمي الحقيقي، لكني قريبا سافعل .
    تفهمت مخاوفها وحذرها، رغم انه لم يكن ما يخيف، وإني لأوافقها على واجب الحذر، في زمان يأكل الأب لحمه، ولا يؤتمن رئيس أو قديس على الانفراد بأقل من خمس نساء مجتمعات في آن ومكان واحد، خوفا من أن يفترسهن الواحدة أمام الأخرى.
    سكت صديقي عن الكلام، كانه يلتقط انفاسه بعد طول عناء، ثم تابع:
    سميتها مدام واي لأن الإكس محجوز.
    كانت تكتب في الصحف،وتدخل المواقع الألكترونية..أحيانا تكتب شعرا.. واحيانا تكتب نثرا..كانت لنصوصها طعم الفاكهة اللذيذة، ورائحة الورد الجوري، تتفنن في تنسيق نصوصها فتخرج كانها باقة ورد متجانسة الألوان، نثر في ميزان الشعر، وشعر في ثياب نثر منثور كحب المرجان ..
    قراتها وقراتها .. وحقا أحببت كل ما كتبت..
    وعندما خانها خيالها، وتطايرت بها ظنونها، وحملتها بعيدا، كبحتُ هذه الظنون. وبينت لها أن بعض الظن إثم، وانني غير الذي ظنته، ولمتها على تسرعها، فقالت:
    لا تلمني، علمتني الأيام والتجارب ألا أثق برجل، فصرت كطائر أحلق في السماء.. أتخذ من المواقع محطات.. أهبط كل يوم في محطة..لا استقر في مكان...ابدلها كما أبدل الثياب.. سريعة الملل، وسريعة التنقل..
    قلت : ما يهمني ليس أكثر من الكتابة .. كتاباتك دواء أدمنته.. فإذا ما انقطعت عن الكتابة أحتاج إلى فطام من هذا الداء.
    قالت: أتجيبني بصراحة وصدق لو سألت؟؟
    قلت: لا أتقن غيرهما
    - هل يمكن للإنسان أن يبيع إيمانه،لو اراد؟؟
    - وماذا يبقى منه لو فعل ذلك؟؟
    - لم تجبني
    - لم افهم
    - ساكون أكثر صراحة، هل صحيح أن من يعتنق دين الدولة التي تعيشون بها يمنح عشرات الآلاف من الدولارات ؟؟؟
    فوجئت بهبوط موازينها، وبتدني تفكيرها، وتقلبات مزاجها بين الإسم والإيمان، ولعنت في سري طغيان الأنظمة التي تقتل الإنسان.. ولعنت الفقروالجهل والتعصب والكبت بكل انواعه ومجالاته لتحالفها لتسحق الإنسان في وطنه ، وقلت:
    - لاأقبل لك ذلك
    - قالت أنياب الفقر تنهشني، وأنا افتش عمن يدفع اكثر ؟
    -لا أتاجر بالنفوس البشرية، ولا أزور أسواق الرقيق،ولا أحسن تجارة المواشي... ولا حتى التجارة بالأحذية
    - ربما خجلت، أو غضبت
    - لكنها غابت، وغابت معها حروفها وكتاباتها"
    - قلت
    - أو
    - اختبات وراء اسم جديد تطل علينا من خلال حروفه،
    أو هبطت في مطار جديد، أو محطة جديدة
    التعديل الأخير تم بواسطة أمين خيرالدين; الساعة 16-01-2011, 09:53.
    [frame="11 98"]
    لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

    لكني لم أستطع أن أحب ظالما
    [/frame]
  • عمرو عبد العزيز
    عضو الملتقى
    • 23-02-2010
    • 12

    #2
    "كانت تكتب في الصحف،وتدخل المواقع الألكترونية..أحيانا تكتب شعرا.. واحيانا تكتب نثرا..كانت لنصوصها طعم الفاكهة اللذيذة، ورائحة الورد الجوري، تتفنن في تنسيق نصوصها فتخرج كانها باقة ورد متجانسة الألوان، نثر في ميزان الشعر، وشعر في ثياب نثر منثور كحب المرجان ..
    قراتها وقراتها .. وحقا أحببت كل ما كتبت.."


    زميلي العزيز
    طاب صباحك

    أعجبتني قصتك فكرة ولغة وتعبير، ولا شك أنك تمتلك أدوات الموهبة، وإن كان العنوان الذي تحمله قصتك غير أهل بها، أبحث عن عنوان أقوى إذا شئت.

    إنه نوع من الحب، أظنني وقعت يوما في فخه، إنه عشق الروح، عشق الفكرة أو الكلمة وربما المشاعر المختبئة خلفها، الكثيرين غير بطل قصتك وقعوا أسري بل ومريدين لنصوص قرأوها وكان لها تأثير السحر في نفوسهم، وربما قادهم الفضول في البداية نحو معرفة الشخص المختبئ وراء الكلمات الآخاذة.

    تحياتي ومودتي لك أخي وزميلي العزيز

    تعليق

    • أمين خيرالدين
      عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
      • 04-04-2008
      • 554

      #3
      [align=center]
      زميلي الكريم
      عمرو عبد العزيز
      طاب مساؤك
      أشكرك على مرورك الكريم وعلى الكلمات العذبة الرقيقة
      التي زادت النص وأنا معه شرفا
      وأوافقك أن العنوان أفضل لو كان أقوى
      ولكن الجود من الموجود
      ولا أوافقك إستنتاجك لأن القصة وليدة مراقبات الردود المختلفة والخيال الواسع
      تحياتي لك واحترامي
      تمنيت لو كنت في الإسكندرية لتشرفت بدعوتك على أكلة سمك في مطعم قدوره الجديد
      تحياتي وودي
      [/align]
      [frame="11 98"]
      لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

      لكني لم أستطع أن أحب ظالما
      [/frame]

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        أخي الغالي : أديبنا الرّائع : أمين خير الدّين ...
        فعلاً ...عالم الملتقيات يحمل مفارقاتٍ عجيبةً ..
        تعكس نفوس أشخاص بكلّ ماتراه بعيونها ،بميولها ، بمبادئها ..
        عالم الفضاء الافتراضيّ ، واسع المدى ، يمتدّ إلى مالانهاية ...
        يفرز ملامح لقصصٍ تخبو ، وتقوى ، تُمحى ، أو تبقى طويلاً في الذّاكرة ..
        زميلي الغالي :
        عبّرت بقلمك الجّميل عن واقعٍ نعيشه ، نلمسه ، وليس ببعيدٍ عنا ، أو بغريبٍ ...
        ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ...

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • أمين خيرالدين
          عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
          • 04-04-2008
          • 554

          #5
          ألأخت الكريمه والكاتبة المبدعة
          إيمان الدرع
          أشكرك على مرورك الكريم، ومتابعتك المشرفة التي تبعث على الاعتزاز والفخر
          أعترف لجميع ألأخوات والإخوة القراء والمعقبين أنني لا أغترف قصصي من بحور الخيال
          إنما أخذ حبة من الواقع وأبني عليها قبة لا تعتب على أحد إذا ما تأخر عن الصلاة

          وأضيف أن الفقر إذا ما نشأ في حضن سلطة لا توفر الضمانات الاجتماعية
          تدفع على اغتيال الإنسان لإنسانيته ولكرامته ولدينه ولضناه
          وعندها لا أدري كم ستنفع ثورة كثورة الياسمين
          أم أن المجتمع بحاجة إلى ثورة فرنسية بكل نيرانها التي تلتهم أبناءها
          تحياتي لك وأُخوّتي وشكري وودي
          التعديل الأخير تم بواسطة أمين خيرالدين; الساعة 17-01-2011, 16:02.
          [frame="11 98"]
          لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

          لكني لم أستطع أن أحب ظالما
          [/frame]

          تعليق

          يعمل...
          X