[align=justify]
بدأ الرئيس يتمتم في غرفته بالقصر الرئاسي.......فهمتكم ....فهمتكم .....نعم لقد فهمتكم ......ضرب بيده الطاولة الآن فهمتكم ......إستدعى مدير التليفزيون ، أمره أن يذيع أن الرئيس سيوجه للشعب خطابا مهما ، كانت الشوارع كلها تحترق ..الرصاص يلعلع في كافة الاتجاهات ، البوليس يقمع بهمجية كل المظاهرات الشبابية ...الشباب يزدادون ثورة مع كل رصاصة تردي أحدهم قتيلا أو جريح ........
أعلن التلفزيون نبأ الخطاب ....بدأ الرئيس يستعد ، نظر الى المرآة ، تأمل صبغة شعره إن كانت لاتزال تحتفظ بسوادها وبريقها ، ردد كلمة السر فهمتكم نعم فهمتكم ...كما أضمر في نفسه كلمات لم يبح بهن ، سار نحو مكتبه ليوجه الخطاب ، ملامح وجهه كانت تميل الى المغيب .....عند باب المكتب تلقى اتصالا هاتفيا على محموله ....كان المتحدث زوجته ، قالت له ، كفاك من ذاك الوطن وتعال لننفق الملايير التي نهبناها ، رد عليها في توسل ، لازالت لي محاولة أخيرة عزيزتي ، سأحاول أن أزودها قليلا لنضمن حياة هنية للأجيال القادمة من أحفادنا في جزر الهاوايا ....سأشتري لك جزيرة في المحيط الهادئ وشعبا من القرود ، ردت عليه في تدلل إذ كان كذلك لا بأس ، تشجع الرئيس ودخل وكله أمل في أن صورة الديكتاتور الطيب الهرم ستحنن عليه قلوب الشعب الى حد ذرف الدموع والتوسل لسيادته أن يبقى في منصبه الى الأبد ، لأنه كالهواء لاغنى عنه لهذا الشعب المقهور
عازما على أن يلعب بالسياسات الكبرى ....أن يحترم الدستور أن يطلق الحريات أن يخفض ثمن السكر ، أن يبقى لمدة قصيرة فقط قبل أن يرحل ، فعامل السن لا مفر منه ......
فهمتكم نعم أنا فهمتكم .......هكذا قال في نبرة الواثق من أن الشعب كذلك سيفهم مافهم ........لكن الشعب لم يعد يفهم شيئا في الكلام ، لم يعد يفهم شيئا سوى أن يرحل عن أعينهم أن يخرج من أرضهم من هوائهم من سمائهم ، أن يختفى ........
لم ينم ليلته هانئا......لم ينم أصلا ........لم تغمض عينه إلا بعد أن حلقت الطائرة بعيدا عن الوطن ........فيما النيران كانت لاتزال تشتعل في أرجاءه
والثورة تدب في عروق أبناءه من أجل غد يختفي فيه وجه الرئيس وحرمه وأزلامه
[/align]
بدأ الرئيس يتمتم في غرفته بالقصر الرئاسي.......فهمتكم ....فهمتكم .....نعم لقد فهمتكم ......ضرب بيده الطاولة الآن فهمتكم ......إستدعى مدير التليفزيون ، أمره أن يذيع أن الرئيس سيوجه للشعب خطابا مهما ، كانت الشوارع كلها تحترق ..الرصاص يلعلع في كافة الاتجاهات ، البوليس يقمع بهمجية كل المظاهرات الشبابية ...الشباب يزدادون ثورة مع كل رصاصة تردي أحدهم قتيلا أو جريح ........
أعلن التلفزيون نبأ الخطاب ....بدأ الرئيس يستعد ، نظر الى المرآة ، تأمل صبغة شعره إن كانت لاتزال تحتفظ بسوادها وبريقها ، ردد كلمة السر فهمتكم نعم فهمتكم ...كما أضمر في نفسه كلمات لم يبح بهن ، سار نحو مكتبه ليوجه الخطاب ، ملامح وجهه كانت تميل الى المغيب .....عند باب المكتب تلقى اتصالا هاتفيا على محموله ....كان المتحدث زوجته ، قالت له ، كفاك من ذاك الوطن وتعال لننفق الملايير التي نهبناها ، رد عليها في توسل ، لازالت لي محاولة أخيرة عزيزتي ، سأحاول أن أزودها قليلا لنضمن حياة هنية للأجيال القادمة من أحفادنا في جزر الهاوايا ....سأشتري لك جزيرة في المحيط الهادئ وشعبا من القرود ، ردت عليه في تدلل إذ كان كذلك لا بأس ، تشجع الرئيس ودخل وكله أمل في أن صورة الديكتاتور الطيب الهرم ستحنن عليه قلوب الشعب الى حد ذرف الدموع والتوسل لسيادته أن يبقى في منصبه الى الأبد ، لأنه كالهواء لاغنى عنه لهذا الشعب المقهور
عازما على أن يلعب بالسياسات الكبرى ....أن يحترم الدستور أن يطلق الحريات أن يخفض ثمن السكر ، أن يبقى لمدة قصيرة فقط قبل أن يرحل ، فعامل السن لا مفر منه ......
فهمتكم نعم أنا فهمتكم .......هكذا قال في نبرة الواثق من أن الشعب كذلك سيفهم مافهم ........لكن الشعب لم يعد يفهم شيئا في الكلام ، لم يعد يفهم شيئا سوى أن يرحل عن أعينهم أن يخرج من أرضهم من هوائهم من سمائهم ، أن يختفى ........
لم ينم ليلته هانئا......لم ينم أصلا ........لم تغمض عينه إلا بعد أن حلقت الطائرة بعيدا عن الوطن ........فيما النيران كانت لاتزال تشتعل في أرجاءه
والثورة تدب في عروق أبناءه من أجل غد يختفي فيه وجه الرئيس وحرمه وأزلامه
[/align]
تعليق