المقامة الحسامية في الرد على البذاءة العامرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسام الدين مصطفى
    رئيس الجمعية المصرية للترجمة
    • 04-07-2007
    • 408

    المقامة الحسامية في الرد على البذاءة العامرية

    [align=justify]يقول رب السيف والقلم ... محمود سامي البارودي...

    [align=center]كلُّ صعبٍ سوى المذلة ِ سهلُ ********** وَ حياة ُ الكريمِ في الضيمِ قتلُ
    لاَ يلمني على َ الحفيظة ِ قومٌ ********** غرهمْ منظرُ الحياة ِ ؛ فضلوا
    ألفوا الضيمَ خسية َ الموتِ ، وَ الضيـ ********** ـمُ - لعمري - فجٌ خسيسٌ ، وَ ثكلُ
    أَهْوَجٌ، أَحْمَقٌ، شَتِيمٌ، لَئِيمٌ ********** أَغْتَمٌ، أَبْلَهٌ، زَنِيمٌ، عُتُلُّ
    كنْ كما شئتَ يا فلانُ ، وَ ما شا ********** ءتْ رجالٌ ؛ فأنتَ للؤمِ أهلُ
    ليسَ تغنى الألقابُ عنْ كرمِ الأصـ ********** ـلِ ، فمجدُ الفتى عفافٌ وَ عقلُ
    أَنْتَ مِنْ عُنْصُرٍ، لَو اتَّكَأَ الذَّرْ ********** رُ عليهِ ، لآدهُ منهُ حملُ
    كلُّ وغدٍ أهدى إلى اللؤمِ منْ با ********** زٍ، وَلَكِنْ مِنَ الْحِمَارِ أَضَلُّ
    كيفَ لا تشملُ الدناءة ُ قوماً ********** نشئوا في الصغارِ حينَ استهلوا ؟
    همْ - لعمري - أذلُّ منْ قدمِ النعـ ********** ـلِ نفوساً ، وَ النعلُ منهمْ أجلُّ
    كنتُ لا أحسنُ الهجاءَ ، وَ لكنْ ********** علمتني صفاتهمْ كيفَ أتلو
    كلُّ شيءٍ يفنى ، وَ لكنْ هجائي ********** فِيكَ بَاقٍ مَا عَاقَبَ السَّيْفَ صَقْلُ[/align]

    ومن وحي كلماته أكتب هذه المقامة ... رداً على من نسي موضعه ومقامه وصار يتخذ من السب قوساً و يرمي الناس بفاحش سهامه

    حادثنا بن مصطفى الملقب بالحسام، أنه بعد أن خرج على أمير اللئام، وقرر أن يكشف كذبه ويميط عنه اللثام، ويضع حقيقة الأمر أمام ذوي العقول والأفهام، بعد أن أمضى ردحاً من الزمان يصلح في ما لا ينفع فيه إصلاح، ويستر ما بات أمام الناس جلياً صراح... وقد حسب أن العويمر له بعض من خلال المقاتل الصنديد، فإذ به يكتشف أنه جبان رعديد، وعلم أنه غمر متباك يستجدي العقول والألباب، ويستر فجره خلف من يدعي العلم والآداب، فوصله بعض نباحه، وحديثه عن الجراء والكلاب...
    ولما كانت النية هي عرض حقائق وكشف الزيف، إلا أن عويمر ظن أنه رب حرف وأنه غطريف، رغم أنه مأفون لا خلق له ولا حياء، يولول بحرفه وينوح كالنساء، وينادي من أخياته كل دنفس لخناء ....
    فكان لابد أن نلقم لاعق العظم حجرا، ونرد له الصاع مائة وعشرا، فقد صبرنا على جهالته وغيه دهرا، وأما السباب وحديث الكلاب فلا نطيق له صبرا...
    وكان لابد من استبدال الصارم المهند، ببتار الهجو المغمد، فيتألق الحرف على غراره المتجمد، فقد ظن العويمر أن عضب الهجو عندي قد صدأ، وأني غير قادر على الرد على من خرج عن الأدب وصبأ ... فهذا بعض قولي فيه وأنا زعيم بحرفي والنبأ
    فلتعلم يا عديم الخلق يا من لا تذكر هاتف الإيمان، ولا فضائح الدراهم وتتستر خلف النسوان .. أن لكل أمر زوال، ولكل مقام مقال... وسماء نهايتك قد ظهر فيها الهلال...
    فما أنا بباك على مثلك حين يُفقَدُ، ولن تقدر على ضحد حجتي أو تُفَندُ، وآخرتك الخلاء فيه أنت أجرب مُبعَدُ.....
    فأنت يا من بعدت عنك الأخلاق وصفائها، ومُنِعت صدقها وحيائها، وجف من قدح رجولتك مائها، لقد عرفت أشباهاً لك، فتعالى أريك الحرب ورجالها.
    أظننت يا عويمر أنك لإرثي ناهب، أو أنك يا جًأبُ لشرفي سالب، فاعلم يا ثعيلبَ أني خبير بمكر الثعالب ...
    سأجعلنك عبرة يا دليل فساد الزمان، وأحط بني الإنسان، يا من جَزَيت بالجحُودِ ما نِلتَ مني من إحسان، ولا تشمخ بأنفك المكسور يا عابد الثروة والصولجان، فكل ما سآتيك به سيقرن بالحجة والبرهان... ولا تواري سوءتك وتجتهد فكل ما عندي ليس في الحسبان...
    لأفضحن كذبك فتموت بمرارة الحسرة، وأكشف الأصول وما واريته في قصرة، لتراه أيها الأفاك كل العيون، وتعرف تجارة أشقائك مع بني صهيون...
    تسبني وصحبي !!!!وتخال أنك من قولي قد تَسلَمُ؟!!، فأين أنت منا وكُلَكَ عارُ ومأثمُ، أَخِلت أن تطال السحاب أو تَمَسَ أَنُجُمُ، لقد تركتك حينا في قلبك النار تَتَضَرَمُ، لكن من هو مثلك رافل في الجهالة ينعمُ، ويعيش في غيه يتوهمُ، يَحسَبُ أن الدنيا له، وحول حياضه الناس حُوًمُ .... صَبِرتُ عليك حين ائتزرتَ الصَمتَ لا تتكلمُ، ولكن السفاهة في عقلك باتت مُقيمَةٌ وتُخيمُ، يا عدو نفسك يا بائع الأوطان أظنك أني مثلك أتسول الحرف أو أتلعثمُ...
    يا تاجر القضايا والساعي بكل مُفسدِ، وبائع دينك وشريك ذاك الملحدِ، أحسبت أني بضلاك قد أهتدي؟!، أو أني في سوق نخاستك سأصمت على ما أشهدِ، وحسبت أني ضعيف مغلول اليدِ، لا يا لص الدماء يا مستأسدِ
    صحيح إذا تحكم اللهق وصار له محفلُ، باع أمته والدين في بيعه الأول، ويأتيك بالدمع السفوح يَهطِلُ، وينادي أن تصدق كذبه ويأملُ، فاعلم يا عويمر أن آخرك الضياع وهو لك موئل
    يا جوزل صنعت له جناحاً من ريشي فتقافز وطار، أنسيت يوم التقيتك كنت تلهث خلف المأمون من دار إلى دار، وكم كنت تشكو مغبة العيش والدمع من شفتيك صيب مدرار، تباً لك يا أحمق نسي أني لا أعرف الفرار، وأن الدنيا جولات وأن الدهر دوار، أم حسبت أني أتركك بعد جلبك صحبك من ملحدين وكفار؟!!...
    فيا ألعوبة الغرب، وعميل الخيانة أفٍ لك يا رمز المخازي والصَغَار، أحسبتني أضحيتك أم أنني غرير من الصبيان مهزار، فاعلم جعار الفكر أني لا أحمل دفاً أو مزمار، وقد صحبتك حيناً لعل الله يهدي وخلتك قد تفهم لكنك لم تزد عن حامل الأسفار، تركتك لا نادماً لتعبث بالأحلام والأفكار، وتزهو بقشك يا صاحب الأزرار، أصدقت نفسك أم خدعتك غطرستك في أنك نَهَاءٌ أَمَار ؟ أم خلت كل حروفي أزاهير وثمار؟ فها هو بعض هجوي يحيل نهارك ليلاً وهوائك إعصار... وما عاد لك عندي عذر ولا تنبيه أو إنذار، ولن أُعمِلَ فيك إلا لهيب ونار، فمثلك لا طُهرَ له حتى وإن تطهرت الأقذار ...
    أغرك أن خدعت بعض كرام فجعلت منهم أعواناً وأنصار، غداً سيكشفون غيك ويرون عظامك يكسوها القار، وستعرف الفارق بين قامتي وقزامتك فكيف تقيس فراسخ بأشبار ..... هيا انتبه أتحسب أني أخشى العواء أو الأظفار ... فسيف حقي معي ستراه صارماً بتار
    ولو أني شئت لجئت بك جاثيا أمام نعلي تقبله وتلحسه، لكني أربأ بحذائي أن تمسه وتدنسه
    أفق يا ذا الجهالة فما الناس أموات أو نُوَمُ، وما أنت بالملك المتوج أو عَظمُ المُعظَمُ، هذا رد خطابك وأنا الأعز الأكرم

    [align=center]هَجَوتهُ لا بالغاً لؤمهُ ******* لَكِنَّنِي كَفْكَفْتُ مِنْ غَرْبِهِ
    فإن أكن قد نلت من عرضه ******* فإننى دنّست شِعرى بهِ
    فَلاَ يَلُومَنَّ سِوَى نَفْسِهِ ******** مَنْ سَلَّطَ الناسَ عَلَى ثَلْبِهِ[/align]


    [align=center]حسام الدين مصطفى [/align]
    [/align]
    حسام الدين مصطفى
    مترجم - باحث- كاتب
    رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين
    رئيس المجلس التأسيسي للرابطة المصرية للمترجمين- المركز القومي للترجمة
    أمين عام المجلس التأسيسي لنقابة المترجمين المصريين
    www.hosameldin.org
    www.egytrans.org

  • منير مزيد
    عضو الملتقى
    • 12-10-2007
    • 48

    #2
    لا عليك ولا تحزن

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 5434

      #3
      [align=justify]شكرا للأستاذ منير مزيد على تفهمه الأمر. [/align]
      عبدالرحمن السليمان
      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      www.atinternational.org

      تعليق

      • رشيدة فقري
        عضو الملتقى
        • 04-06-2007
        • 2489

        #4
        العزيز حسام الدين مصطفى
        لن اخوض في خصوصيات المقامة ودوافعها وحيثياتها
        فقط ادخل لاسجل اعجابي بلغتك وسلاسة اسلوبك
        كان بودي ان اقرا لك كل هذا الجمال في موضوع غير هذا
        تقديري وودي
        رشيدة فقري
        [url=http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=1035][color=#008080]رسالة من امراة عادية الى رجل غير عادي[/color][/url]

        [frame="6 80"][size=5][color=#800080]
        عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
        وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
        وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
        وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ[/color][/size][/frame]
        [align=center]
        [url=http://gh-m.in-goo.net/login.forum][size=5]جامعة المبدعين المغاربة[/size][/url][/align]
        [URL="http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm"]http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm[/URL]

        [url=http://www.racha34.piczo.com/?cr=2][COLOR="Purple"][SIZE="4"][SIZE="5"]موقعي[/SIZE][/SIZE][/COLOR][/url]

        تعليق

        • منجية بن صالح
          عضو الملتقى
          • 03-11-2009
          • 2119

          #5
          [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          الأديب القدير حسام الدين مصطفى

          لقد مزجت بين جمال اللغة و سلاستها و قبح المعاني
          فكان للقبح جمال يحكي عن نفسه و يدافع عن وجوده
          ضد الرداءة و فساد الطوية
          لا يسعني إلا أن أحي قلمك الكريم و روحك الطيبة
          كل الود و الورد
          [/align]

          تعليق

          • توفيق صغير
            أديب وكاتب
            • 20-07-2010
            • 756

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            الأستاذ : حسام الدين مصطفى

            بعيدًا عن فحوى الرسالة، فمُتُون نثــْـرك تَفتنُنا حدَّ الثُّمالة ... بناءٌ لغَوي منْ حديدٍ، تدعمُهُ اسْتعارَاتٌ من مَاض تليدٍ، وتراكيبُ أحسنْتَ بها التسْديد، مع براعةٍ في اسْتنفَار آي الوعيد ... غير أنَّ الحُلوَ لم يكمُلْ للنهَاية، فبعضُ الأخْطاءِ أفِكَتْ بالبنَاية، وأزعُمُ أنَّ الغَضَبَ البَادِي إذْذَاكَ قد ذهَبَ بملكةِ العنايَة ...

            عُدْنَا أستاذنا الكريمُ متى أردتَ واستطعتَ إلى ذلك سبيلا. تحيَّاتي
            [frame="11 98"][type=283243][align=center]لنعْضُدْ ضَادَنَا[/align][/type][/frame]

            تعليق

            يعمل...
            X