ناجيتُ طيفكِ بالمحبةِ أحلمُ
والشوقُ في قلبي وقلبكِ يُكتمُ
هذي رؤاكِ مع الخيالِ تجيئُني
وأنا وحيدٌ .. صامتاً أتألمُ
لو تعلمينَ بما أُعاني خاشِعاً
لَرحمتِني.. إن الحبيبةَ ترحمُ
هل تسهرينَ تفكرينَ بما مضى
أم تسألينَ العقلَ.. هل أستسلمُ؟..
ماذا أجيبُ وللسؤال بقيةٌ
لم تسأليها.. والجوابُ مُحتَّمُ
وبما أجيبكُ والإجابةُ والنفي
كلتاهما وجها الحقيقةِ أُقسمُ
اللهُ قد خلقَ النفوسَ مساكناً
من بعضها.. والشوقُ فيها مُفعمُ
والله قد مسحَ الشقاءَ بمسحةٍ
بيدِ المسيحِ فهل ترى من يَفهمُ..!؟
أسلمتُ للإيمانِ والحبِّ الهوى
لأعيشَ قربَكِ بالمحبةِ أنعمُ
ماذا يُضيرُكِ لو مسحتِ بلمسةٍ
منها جراحي بالحنانِ تُبلسمُ
ما الطائفيةُ يا حبيبةُ حاجزٌ
بين القلوبِ وإنما من حَرَّموا
إن فرّقتنا الطائفيةُ فاعلمي
بالوجدِ تمتزجُ المحبةُ والدمُ
والوجدُ يُغري الروحَ يقتحمُ المنى
ليرى المحبةَ في النفوسِ تُكرَّمُ
فلمَ التساؤلُ عن غموضٍ بَيِّنٍ
وغموضُ معناكِ البيانُ المُبهمُ
يُضفي الغموضُ على البيانِ ظلالهُ
كالنور يغرقُ في الظلامِ فيُظلَمُ
ويعودُ من حيثُ البدايةَ مشرقاً
في دورةٍ لا تنتهي أو تُعدمُ
لا تسأليني فالحياةُ حقيقةٌ
فيها العلومُ بعلمِها لا تجزمُ
والبحثُ جارٍ والسؤالُ بِحَيرَةٍ
وأرى اليقينَ بشأنها يتكتمُ
فكتمتُ ما أُخفيه عنكِ بأضلُعي
ورحلتُ.. إني في فراقكِ مرغَمُ
وكبتُّ أشواقي إليكِ ولم أبحْ
بالسرِّ إلا ما عيونُك تَفهمُ
فغدوتِ لي وطناً أُشردُ حولهُ
والطوقُ من حولي حَيالكِ يُحكمُ
إن أشتهي حلوَ اللقاءِ فحيلتي
في ألفِ ذكرى بالخيالِ تُحوِّمُ
أطلقتُ أسرابَ الخيالِ معَ الهوى
لأرى الحواجزَ بيننا تتحطمُ
فأمدُّ كفِّي في اللقاءِ مصافحاً
وأرى حنانَكِ من شفاهكِ يبسِمُ
وتكلُّفي يُخفي الصبابةَ مرغَماً
ولسانُ حالي حائراً يتلعثمُ
وأودُّ ضمَّكِ.. كم حلمتُ بضمةٍ
واحسرتي.. إن العناقَ محرَّمُ
سئم الفؤادُ تكلُّفي إن نلتقي
والشوقُ يعصفُ والمحبةَ أكتمُ
فلتبعدي.. والابتعادُ حبيبتي
خيرٌ لنا ومن الخطيئةِ يعصمُ
وإذا التقينا صدفةً في زحمةٍ
فتشاغلي عني وذلك أَسْلمُ
مرِّي بقربي مثلَ كل غريبةٍ
مرّتْ وما أوحتْ بما يُستلهمُ
أو فاعذريني إن شغلتُ نواظري
في كل من حولي سواكِ.. ومن همُ؟
فالحبُّ أنتِ وتسكنين بمهجتي
وأنا غريبٌ بالإقامةِ أحلمُ
وإذا صحوتُ على اشتدادِ صبابتي
واسيتُ نفسي والأسى يتألمُ
عانيتُ أسبابَ الشقاءِ بغربتي
من جاهلِ أعمى بأمري يحكمُ
وأقمتُ بينَ الجاهلينَ كجاهلٍ
وسموتُ بين العارفينَ كما سموا
وظُلمتُ حيثُ العدلُ يرفعُ رايةً
وهزمتُ حيثُ الحبُّ لا يستسلمُ
وجررتُ أذيالَ الهزيمةِ خائباً
فبما يعللُ نفسهُ من يُهزمُ
إنّا ابتُلينا بالجهالةِ حكمةً
ليسودَ بالعلمِ الحكيمُ الأحكمُ
لكن وجدتُ الجاهلينَ تصرفوا
بجهالةٍ بالأمرِ حين تحكّموا
حكمُ الجهولِ على الحكيمِ مصيبةٌ
وإذا تحكَّمَ فالمصيبةُ أعظمُ
أنا ما يئستُ وإنما في خطوتي
بعضُ التأنّي.. إنْ حسبتُ.. سأسْلمُ
صارعتُ يأسي في سبيلِ مَحبتي
وقصدتُ نحوكِ واثقاً أتقدمُ
فبنيتُ في عينيك صرحَ محبتي
والسورُ حولَ رياضهِ لا يُهدمُ
ورويتُ من عينيكِ روضَ قصائدي
فدعي القصائدَ ما أقولُ تُترجِمُ
البيتُ يُبنى في حنانٍ وارفٍ
والصورةُ المثلى لطيفكِ تُرسمُ
هذي القصائدُ إن سكنتِ بروضِها
سكنتْ إليكِ مع النسيمِ الأنجمُ
فلتهنأي بالحبِّ يبقى خالداً
أبداً على مرِّ الزمانِ يُخيمُ
أما أنا فلسوفَ أبقى هائماً
في غربتي أمري إليه أُسلّمُ
يا ربُّ زِدني بالحياةِ تبصُّراً
واسمعْ دعائي إنني لا أسأمُ
مازلتُ أبحثُ في العلومِ معانداً
حتى علمتُ بأنني لا أعلمُ
بيروت 20 نيسان 2001
تعليق