رمادٌ لمحترقِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    رمادٌ لمحترقِ

    [align=right]رمادٌ لمحترقِ[/align]
    [align=right]شعر : د. جمال مرسي[/align]

    [align=right]رَافَقَتكِ السَّلامَةُ
    يا قرَّةَ العَينِ
    يا زَهرةَ النُّورِ تُشرِقُ في خَافِقي .
    رَافَقَتكِ السَّلامةْ .
    رَافَقَتكِ عُيُونِي
    و دَقَّاتُ قَلبٍ سَقَتهُ يَنَابيعُ رُوحِكِ شهداً
    فصارَ حديقةَ فلٍّ لأجلِكِ ،
    رَوضاً من الحَبَقِ المُورِقِ .
    رَافَقَتكِ قَصَائدُ شِعريَ ،
    كُلُّ حدائِقِ عُمريَ ،
    شهْقةُ مُحتَضَرٍ
    أَطلَقَتهَا عَنادِلُ صَوتيَ
    حِينَ تَوارى سَنَا وَجهِِكِ المُشرِقِ .
    دَمعةٌ
    تَتَحدَّرُ من مُقلةِ الشَّمسِ
    و هْيَ تُراقبُ ماخِرةً
    شَقَّتِ البحرَ نصفينِ
    نصفاً هناكَ ، و نصفاً هنا .
    و يَمينُكِ رَايةُ شَوقٍ
    تُلوِّحُ ليْ .
    و نوارسُ قلبيَ حولكِ تعزفُ لحنَ الرحيلِ
    تَحُطُّ على كَتِفَيكِ
    و تَلتَقِطُ الحُبَّ والحَبَّ من راحتيكِ
    تُداعبُ في أُلفةٍ وجنتيكِ
    تُهامِسُ سَمعَكِ
    كي تُشفِقِي .
    أَيُّها البَحرُ يا صاحبي :
    قد عَرَفتُ جلالَكَ منذُ قديمِ الزَّمانِ
    عَرَفتُكَ طفلاً و شيخاً
    طليقاً ، أسيراً ،
    صغيراً ، كبيراً
    فَطَوراً تثورُ على مَن حَمَلتَ
    كما قلبِها حينَ يغلي اْشتياقاً
    و طَوراً
    تُريقُ مَدامعَ موجِكَ
    مثلَ حريرِ أصابِعِهَا
    و بريقِ مدامِعِها
    أيها البحرُ يا صاحبي الأزليَّ
    و خازنَ أسرارِنا :
    لكَ سِرٌّ تَخبَّأ بين هدوئِكَ و النَّزَقِ .
    كُن رفيقاً
    بمن تَخِذَتكَ رفيقاً
    فأَضفَت على مَوجِكَ السِّحرَ
    و الطُّهرَ
    أَلقَت على شَاطِئيْكَ عَبَاءَةَ رَونَقِها
    فَاستَحَلتَ خَزَائنَ مِن أَلَقِ .
    أَيُّها البَحرُ : رفقاً
    أَتَعلَمُ أَنَّكَ تحملُ روحيَ
    خَلفَ تُخُومِ أسايَ
    و خلفَ ضِرامِ حَشايَ
    فَتَترُكَنِي بعدها كَحِصَانٍ من القشِّ
    أو زَورَقِ الورقِ .
    لا تَلُمنِي
    إذا أَبصَرَت مُقلتاكَ عُيونيَ
    تُهرِقُ دَمعاً أُجاجاً كمائِكَ
    إنَّ حَمَامَاتِ عُشِّيَ طارت
    و خَلَّتْهُ وكراً لنَسرِ التَّذَكِّرِ
    و الأَرَقِ .
    قد كَتَبتُ رَسائلَ شَوقيَ
    ـ طوَّقتُ جيدَ الحَمَائمِ ـ
    للرَّملِ
    للنَّخلِ
    للنِّيلِ
    للنَّرجِسِ الجَبَليِّ
    نَقَشتُ :
    أيا وَطَنِي المُستحِمَّ بِنُورِ حبيبيَ
    حبُّكَ دَينٌ تَعَلَّقَ في عُنُقِي .
    أَيُّها البَحرُ :
    إنِّي رَمادٌ لمُحتَرِقٍ
    فَتَرَفَّق
    تَرَفَّق بقلبيَ
    لا تُذكِ يومَ النَّوى حُرَقِي .
    [/align]


    [align=right]24/2/2008 م[/align]
    sigpic
  • يحيى السماوي
    أديب وكاتب
    • 07-06-2007
    • 340

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
    [align=right]رمادٌ لمحترقِ[/align]
    [align=right]شعر : د. جمال مرسي[/align]

    [align=right]رَافَقَتكِ السَّلامَةُ
    يا قرَّةَ العَينِ
    يا زَهرةَ النُّورِ تُشرِقُ في خَافِقي .
    رَافَقَتكِ السَّلامةْ .
    رَافَقَتكِ عُيُونِي
    و دَقَّاتُ قَلبٍ سَقَتهُ يَنَابيعُ رُوحِكِ شهداً
    فصارَ حديقةَ فلٍّ لأجلِكِ ،
    رَوضاً من الحَبَقِ المُورِقِ .
    رَافَقَتكِ قَصَائدُ شِعريَ ،
    كُلُّ حدائِقِ عُمريَ ،
    شهْقةُ مُحتَضَرٍ
    أَطلَقَتهَا عَنادِلُ صَوتيَ
    حِينَ تَوارى سَنَا وَجهِِكِ المُشرِقِ .
    دَمعةٌ
    تَتَحدَّرُ من مُقلةِ الشَّمسِ
    و هْيَ تُراقبُ ماخِرةً
    شَقَّتِ البحرَ نصفينِ
    نصفاً هناكَ ، و نصفاً هنا .
    و يَمينُكِ رَايةُ شَوقٍ
    تُلوِّحُ ليْ .
    و نوارسُ قلبيَ حولكِ تعزفُ لحنَ الرحيلِ
    تَحُطُّ على كَتِفَيكِ
    و تَلتَقِطُ الحُبَّ والحَبَّ من راحتيكِ
    تُداعبُ في أُلفةٍ وجنتيكِ
    تُهامِسُ سَمعَكِ
    كي تُشفِقِي .
    أَيُّها البَحرُ يا صاحبي :
    قد عَرَفتُ جلالَكَ منذُ قديمِ الزَّمانِ
    عَرَفتُكَ طفلاً و شيخاً
    طليقاً ، أسيراً ،
    صغيراً ، كبيراً
    فَطَوراً تثورُ على مَن حَمَلتَ
    كما قلبِها حينَ يغلي اْشتياقاً
    و طَوراً
    تُريقُ مَدامعَ موجِكَ
    مثلَ حريرِ أصابِعِهَا
    و بريقِ مدامِعِها
    أيها البحرُ يا صاحبي الأزليَّ
    و خازنَ أسرارِنا :
    لكَ سِرٌّ تَخبَّأ بين هدوئِكَ و النَّزَقِ .
    كُن رفيقاً
    بمن تَخِذَتكَ رفيقاً
    فأَضفَت على مَوجِكَ السِّحرَ
    و الطُّهرَ
    أَلقَت على شَاطِئيْكَ عَبَاءَةَ رَونَقِها
    فَاستَحَلتَ خَزَائنَ مِن أَلَقِ .
    أَيُّها البَحرُ : رفقاً
    أَتَعلَمُ أَنَّكَ تحملُ روحيَ
    خَلفَ تُخُومِ أسايَ
    و خلفَ ضِرامِ حَشايَ
    فَتَترُكَنِي بعدها كَحِصَانٍ من القشِّ
    أو زَورَقِ الورقِ .
    لا تَلُمنِي
    إذا أَبصَرَت مُقلتاكَ عُيونيَ
    تُهرِقُ دَمعاً أُجاجاً كمائِكَ
    إنَّ حَمَامَاتِ عُشِّيَ طارت
    و خَلَّتْهُ وكراً لنَسرِ التَّذَكِّرِ
    و الأَرَقِ .
    قد كَتَبتُ رَسائلَ شَوقيَ
    ـ طوَّقتُ جيدَ الحَمَائمِ ـ
    للرَّملِ
    للنَّخلِ
    للنِّيلِ
    للنَّرجِسِ الجَبَليِّ
    نَقَشتُ :
    أيا وَطَنِي المُستحِمَّ بِنُورِ حبيبيَ
    حبُّكَ دَينٌ تَعَلَّقَ في عُنُقِي .
    أَيُّها البَحرُ :
    إنِّي رَمادٌ لمُحتَرِقٍ
    فَتَرَفَّق
    تَرَفَّق بقلبيَ
    لا تُذكِ يومَ النَّوى حُرَقِي .
    [/align]


    [align=right]24/2/2008 م[/align]
    ****

    ما أنا بقارئ فنجان .... ولا أصلح أن أكون قاريء كف ّ ٍ ـ غير أنّ قصيدتك يا أبا رامي ، أغوتني بالنظر اليها كما لو أنها فنجان ـ لكنه فنجان ينبض ، لك شكل تفاحة من تفاح الجنة ـ فرأيتك واقفا على ساحل البحر الأحمر ، تحاول جاهدا كتم دمع الرجولة ، وأنت تحدق بالسفينة التي أقلـّتْ أم رامي وعصافير شجرتكما المباركة بإذن ربي ...

    إذا كان الأمر كذلك ، فإنني أسأل الله أن يضيء بأم رامي مصر َ ، وأنْ يعيد قافلتها اليك مُـثـقـَلة َ الهوادج بيواقيت العافية وحرير المسرة وزبرجد الفرح ...سأدعو لك ولها والجميع ، بما أدعو به لنفسي وأهلي ... فقد استيقظت عصافير الحديقة من نومها الان ـ ما يعني أن صلاة الفجر قاب ترتيلتين أو أدنى ..( للعصافير في حديقة منزلي وظيفة المؤذن في استراليا )

    رائع كعهدي بك دائما ايها الكبير شعرا وتقى ومحبة .

    تعليق

    • صباح الحكيم
      عضو الملتقى
      • 16-05-2007
      • 191

      #3
      [align=right]و ربي يا استاذي ابا رامي ابكتني حروفك المتأوهة
      ساعد الله قلبك و ما حرمك من محبيك
      ارجو من الله ان يقصر المسافة و يجمعكم بكل خير و سلام

      رائع نصك الموجع حد البكاء

      تقبل مني خالص الود و وافر تقديري [/align]

      تعليق

      • هند سالم باخشوين
        عضو الملتقى
        • 19-05-2007
        • 463

        #4
        [align=center]د/ جمال

        رافقك الإبداع والنبض الريَّان بكلِّ الأحاسيس العِذاب


        رائعة من روائعك ملوَّنة بلون الألم والأمل


        وقفت عند


        أَيُّها البَحرُ :
        إنِّي رَمادٌ لمُحتَرِقٍ
        فَتَرَفَّق
        تَرَفَّق بقلبيَ
        لا تُذكِ يومَ النَّوى حُرَقِي .




        ووجدتُني أقول :


        لالالالالالالالالالالالالا

        إنَّ من يحترق حبَّا وشوقًا لايمسي رمادًا أبدًا


        بل


        سيغدو

        مطرًا

        يتسرَّب

        يتغلغل

        ليروي كلَّ أزمنة الجفاف


        دمت مبدعًا



        هـــنــــد
        [/align]
        [CENTER][B][B][B][SIZE=4][COLOR=blue]أعـــد لي دهشة اللحظة ، وهاك الباقي من عمري[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]

        [CENTER][B][SIZE=4][COLOR=blue]نبضي هنا[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]
        [CENTER][B][SIZE=4][COLOR=blue][URL]http://www.hind2.com/[/URL][/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]

        [/B][/B]

        تعليق

        • د. جمال مرسي
          شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
          • 16-05-2007
          • 4938

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة يحيى السماوي مشاهدة المشاركة
          ****

          ما أنا بقارئ فنجان .... ولا أصلح أن أكون قاريء كف ّ ٍ ـ غير أنّ قصيدتك يا أبا رامي ، أغوتني بالنظر اليها كما لو أنها فنجان ـ لكنه فنجان ينبض ، لك شكل تفاحة من تفاح الجنة ـ فرأيتك واقفا على ساحل البحر الأحمر ، تحاول جاهدا كتم دمع الرجولة ، وأنت تحدق بالسفينة التي أقلـّتْ أم رامي وعصافير شجرتكما المباركة بإذن ربي ...

          إذا كان الأمر كذلك ، فإنني أسأل الله أن يضيء بأم رامي مصر َ ، وأنْ يعيد قافلتها اليك مُـثـقـَلة َ الهوادج بيواقيت العافية وحرير المسرة وزبرجد الفرح ...سأدعو لك ولها والجميع ، بما أدعو به لنفسي وأهلي ... فقد استيقظت عصافير الحديقة من نومها الان ـ ما يعني أن صلاة الفجر قاب ترتيلتين أو أدنى ..( للعصافير في حديقة منزلي وظيفة المؤذن في استراليا )

          رائع كعهدي بك دائما ايها الكبير شعرا وتقى ومحبة .
          يا صديقي الشاعر الشاعر
          ليتني كنت قريباً منك و من عصافير حديقتك لأشكرك و أشكرها
          أشكرك أولاً لدعائك الصافي الصادر من قلب نقي مع اقتراب الأذان( فجرٌ هناك و مغربٌ هنا ) و على ما نثرته من رياحين محبتك و قلبك الكبير على وجه قصيدتي .
          ثم أشكر عصافير حديقتك لأنها تأخرت قليلاً عن إطلاق زقزقاتها الروحانية لتسمح لقلمك الندي بكتابة هذا التعليق الندي .
          قبلة حب على جبينك و كل الشكر و التقدير أخي الحبيب يحيى السماوي
          مودة و تقدير
          sigpic

          تعليق

          • على جاسم
            أديب وكاتب
            • 05-06-2007
            • 3216

            #6
            السلام عليكم

            الاخ الشاعر د. جمال مرسي

            اجمل رفيق وأفضل رفقة

            لله درك من شاعر مقتدر

            لك مني تحية وتقدير
            عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
            يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
            فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
            فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

            تعليق

            • عبد الرحيم محمود
              عضو الملتقى
              • 19-06-2007
              • 7086

              #7
              صديقي الغالي د. جمال
              اسمح لي أن أدخل إلى عالمك ، بمفاتيح القلب المغلق
              وأدرس الشاعر من شعره وشعوره ، دراسة نفسية تحليلية
              - بداية اختار لغة التعبير وطريقته بقصيدة متحررة من قيد
              الوزن لأن حجم الانفعال كسر قيد القافية والتقيد بعدد التفعيلات
              فالمحدود يقاس بمثله وغير المحدود لا يقاس !!
              - رسم خيال الشاعر محراب كلماته على ميناء ، تتعلق روحه
              فوق موجاته ، تستعطف قسوة الموج كي ترق ، وعاصفة الريح
              أن تلين ، بعث في جماد الموج والريح والماء بكاف الخطاب حياة
              يتخاطب معها لا بل يتخاطر معها ، يبثهما همساته الوالهة ويحس
              بسماع تلك المخلوقات الصماء لحرارة بوحه وزفرات عشقه .
              - يتوحد مع البحر ليستحلفه بما عرفه منه فيقول له :
              أَيُّها البَحرُ يا صاحبي :
              قد عَرَفتُ جلالَكَ منذُ قديمِ الزَّمانِ
              عَرَفتُكَ طفلاً و شيخاً
              طليقاً ، أسيراً ،
              صغيراً ، كبيراً
              فَطَوراً تثورُ على مَن حَمَلتَ
              كما قلبِها حينَ يغلي اْشتياقاً
              و طَوراً
              تُريقُ مَدامعَ موجِكَ
              مثلَ حريرِ أصابِعِهَا
              و بريقِ مدامِعِها
              أيها البحرُ يا صاحبي الأزليَّ
              و خازنَ أسرارِنا :
              لكَ سِرٌّ تَخبَّأ بين هدوئِكَ و النَّزَقِ .
              كُن رفيقاً
              وهذا يذكرني بالشاعر الانجليزي ييتس الذي
              كتب : رأيت الأسد في الغابة فصحت به يا أخي !
              فالشاعر يتوحد بالبحر كجزء من الطبيعة يخاطبه
              مخاطبة العاقل وهذا ما يسمى تعميق الشعور بلغة
              التحليل السيكولوجي .
              - اختار الشاعر أفعالا كثيرة والافعال في الحب تعبر
              عن الحركة أكثر من الأسماء المصمتة ليشكو لواعج
              حب عاش معه وبه وله سنوات طويلة كان شاهده
              وموضع سره البحر وموجاته ، والإكثار من أفعال
              التقرير أو ما يمكنني تسميته الشرح والإقرار هي ميزة
              لا نقيصة ، فهو يعبر عن تلاطم أمواج الفراق والشعور
              بغياب نصف حياته وفكره وانفعالاته التي سطرتها
              قصائده ، ويريد بكل هذا الحجم الهائل من تكثيف الشعور
              وبوأرته ( أي وضعه في بؤرة شعوره ) وتجميع الانعكاس
              الانفعالي ضمن نفطة واحة لتعمل عمل العدسة اللامة التي
              تجمع أشعة الشمس لتشعل نار الفقد في لحظة صافرة الحركة
              والبدء بقسمة البحر نصفين أي قسمة قلب الشاعر نصفين
              نصف في صدره يحترق ونصف في راحة حبيبته يتدفق
              حنانا وخوفا وعشقا وذوب حنين !!
              اثبتها لارتفاع وتيرتها لمصاف الأدب الإنساني الجميل!!!
              نثرت حروفي بياض الورق
              فذاب فؤادي وفيك احترق
              فأنت الحنان وأنت الأمان
              وأنت السعادة فوق الشفق​

              تعليق

              • إسماعيل صباح
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 304

                #8
                [align=center]أخي الحبيب أبا رامي

                أما وقد شنفت أذني بسماع صوتك ,واستشعار ألم الفراق لديك فأقول جمع الله شملك بأحبابك على أرض وطنك . وكان بعونك في غربتك . هذا هو أخي د جمال الشاعر المرهف الحس , لم يكد يهنأ بقدوم الأسرة الميمون فيتغير حاله ليزقزق مثل عصفور نشوان . حتى جاء إعلان الرحيل القسري لمواصلة الأشبال لدراستهم فنزف يراعه بل قلبه هذه المشاعر التي احترق بها الورق ليصبح رمادا ومدادا يواصل بث شجونه لأحبته هنا وهناك . عزاءنا أخي أنا نحترق لنمد فلذات أكبادنا بالدفء الذي يحتاجونه لمواصلة مشوارهم .ولمصلحتهم نتحمل بعدهم رغم حبنا الشديد لهم .
                [/align]

                تعليق

                • مراد الساعي
                  أديب وكاتب
                  • 18-06-2007
                  • 504

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
                  [align=right]رمادٌ لمحترقِ[/align]
                  [align=right]شعر : د. جمال مرسي[/align]

                  [align=right]رَافَقَتكِ السَّلامَةُ
                  يا قرَّةَ العَينِ
                  يا زَهرةَ النُّورِ تُشرِقُ في خَافِقي .
                  رَافَقَتكِ السَّلامةْ .
                  رَافَقَتكِ عُيُونِي
                  و دَقَّاتُ قَلبٍ سَقَتهُ يَنَابيعُ رُوحِكِ شهداً
                  فصارَ حديقةَ فلٍّ لأجلِكِ ،
                  رَوضاً من الحَبَقِ المُورِقِ .
                  رَافَقَتكِ قَصَائدُ شِعريَ ،
                  كُلُّ حدائِقِ عُمريَ ،
                  شهْقةُ مُحتَضَرٍ
                  أَطلَقَتهَا عَنادِلُ صَوتيَ
                  حِينَ تَوارى سَنَا وَجهِِكِ المُشرِقِ .
                  دَمعةٌ
                  تَتَحدَّرُ من مُقلةِ الشَّمسِ
                  و هْيَ تُراقبُ ماخِرةً
                  شَقَّتِ البحرَ نصفينِ
                  نصفاً هناكَ ، و نصفاً هنا .
                  و يَمينُكِ رَايةُ شَوقٍ
                  تُلوِّحُ ليْ .
                  و نوارسُ قلبيَ حولكِ تعزفُ لحنَ الرحيلِ
                  تَحُطُّ على كَتِفَيكِ
                  و تَلتَقِطُ الحُبَّ والحَبَّ من راحتيكِ
                  تُداعبُ في أُلفةٍ وجنتيكِ
                  تُهامِسُ سَمعَكِ
                  كي تُشفِقِي .
                  أَيُّها البَحرُ يا صاحبي :
                  قد عَرَفتُ جلالَكَ منذُ قديمِ الزَّمانِ
                  عَرَفتُكَ طفلاً و شيخاً
                  طليقاً ، أسيراً ،
                  صغيراً ، كبيراً
                  فَطَوراً تثورُ على مَن حَمَلتَ
                  كما قلبِها حينَ يغلي اْشتياقاً
                  و طَوراً
                  تُريقُ مَدامعَ موجِكَ
                  مثلَ حريرِ أصابِعِهَا
                  و بريقِ مدامِعِها
                  أيها البحرُ يا صاحبي الأزليَّ
                  و خازنَ أسرارِنا :
                  لكَ سِرٌّ تَخبَّأ بين هدوئِكَ و النَّزَقِ .
                  كُن رفيقاً
                  بمن تَخِذَتكَ رفيقاً
                  فأَضفَت على مَوجِكَ السِّحرَ
                  و الطُّهرَ
                  أَلقَت على شَاطِئيْكَ عَبَاءَةَ رَونَقِها
                  فَاستَحَلتَ خَزَائنَ مِن أَلَقِ .
                  أَيُّها البَحرُ : رفقاً
                  أَتَعلَمُ أَنَّكَ تحملُ روحيَ
                  خَلفَ تُخُومِ أسايَ
                  و خلفَ ضِرامِ حَشايَ
                  فَتَترُكَنِي بعدها كَحِصَانٍ من القشِّ
                  أو زَورَقِ الورقِ .
                  لا تَلُمنِي
                  إذا أَبصَرَت مُقلتاكَ عُيونيَ
                  تُهرِقُ دَمعاً أُجاجاً كمائِكَ
                  إنَّ حَمَامَاتِ عُشِّيَ طارت
                  و خَلَّتْهُ وكراً لنَسرِ التَّذَكِّرِ
                  و الأَرَقِ .
                  قد كَتَبتُ رَسائلَ شَوقيَ
                  ـ طوَّقتُ جيدَ الحَمَائمِ ـ
                  للرَّملِ
                  للنَّخلِ
                  للنِّيلِ
                  للنَّرجِسِ الجَبَليِّ
                  نَقَشتُ :
                  أيا وَطَنِي المُستحِمَّ بِنُورِ حبيبيَ
                  حبُّكَ دَينٌ تَعَلَّقَ في عُنُقِي .
                  أَيُّها البَحرُ :
                  إنِّي رَمادٌ لمُحتَرِقٍ
                  فَتَرَفَّق
                  تَرَفَّق بقلبيَ
                  لا تُذكِ يومَ النَّوى حُرَقِي .
                  [/align]


                  [align=right]24/2/2008 م[/align]

                  أخي المفضال وشاعرنا القدير/ د. جمال


                  تحيتي وتقديري لحرفك الشاهق
                  لنبض قلمك الزاهر
                  لرائحة النرجس الفوّاحة بيم كل كلمة وبيت
                  تحيتي لحسّك المتدفق
                  لشاعريتك المعهودة المبدعة من شاعر عربي مرموق


                  مررتُ بين شذا مروج قصيدتك لأستظل بين أفنانها



                  تحيتي وتقديري


                  مراد الساعي
                  ما أكتبهُ لا يعني بالضرورة تعبيراً عنْ حياتي الخاصة
                  بل محض خيال ، و رؤية ، أو تجربة حياتية ومعايشة إنسانية.
                  فهذهِ أشعاري وأفكاري، أقولُ وأكتبُ ما أعتقدهُ وأظل مقتنعاً به ، لأنّي أؤمن بهِ .
                  مراد الساعي​

                  تعليق

                  • هيام مصطفى قبلان
                    أديب وكاتب
                    • 27-10-2007
                    • 502

                    #10
                    رماد لمحترق : د. جمال مرسي

                    الشاعر الغالي د. جمال مرسي
                    وأراك تتعثّر بين تفاصيل الفراق ، وقلبك الذي
                    ينشطر الى نصفين كنهر النيل الذي هجرك وهجرته
                    رغما عنك ، فصار الفؤاد يعزف ألحان الرحيل .
                    لم تجد غير البحر تشكو له لواعج الحنين والأشواق
                    البحر الذي سكنك وعرفته منذ الطفوله :
                    " حرا ، أسيرا ، صغيرا ، كبيرا "
                    يثور طورا وطورا يريق مدامع موجة فهو خازن الأسرار
                    والرفيق . تستجديه أن يرفق بالروح التي يحملها ويسافر بها
                    وبفرخ عشّك الذي سافر للبعيد .
                    وبعد أن دوّنت رسائلك : للرمل والنخيل وللنيل والنرجس
                    الجبلي ونقشت حبّك للوطن المستحم بنور الحبيب : ماذا جرى ؟
                    " أيّها البحر
                    اني رماد لمحترق
                    ترفّق بقلبي
                    لا تذك يوم النوى حرقي
                    ومن يحمل هذه المشاعر للوطن والأحبة
                    " كيف سيغدو رمادا ؟؟؟؟ "
                    الله على هذه الصور الأبداعية الرائعة
                    دمت مبدعا : هيام

                    تعليق

                    • عبلة محمد زقزوق
                      أديب وكاتب
                      • 16-05-2007
                      • 1819

                      #11
                      رفقاً بقلبُكَ يا أبا رامي
                      أرقتَ مدامَعَ العينين
                      مني
                      جمعك الله بأهليك
                      ويسّر الله أمور لقياكم على خيرٍ ورضا ومحبةٍ وتصافي.

                      تعليق

                      • السيد زكريا
                        عضو الملتقى
                        • 01-12-2007
                        • 30

                        #12
                        د جمال مرسى

                        أروع ما فى هذا المنتدى الجميل
                        أن ألتقى وكلماتك العذبة الرقراقة
                        التى طالما سمت بروحى بعيدا بعيدا
                        عن كل السماوات وعن كل البشر

                        فلك خالص التقدير والإحترام

                        تحياتى
                        السيد زكريا

                        تعليق

                        • د. جمال مرسي
                          شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                          • 16-05-2007
                          • 4938

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة صباح الحكيم مشاهدة المشاركة
                          [align=right]و ربي يا استاذي ابا رامي ابكتني حروفك المتأوهة
                          ساعد الله قلبك و ما حرمك من محبيك
                          ارجو من الله ان يقصر المسافة و يجمعكم بكل خير و سلام

                          رائع نصك الموجع حد البكاء

                          تقبل مني خالص الود و وافر تقديري [/align]
                          ختي الكريمة التي نفتقدها كثيرا صباح الحكيم
                          أهلا بعودتك من جديد للملتقى محملة بهذا الأريج الأخوي تنثرينه على القصيدة
                          و أدعو الله أن يساعد قلوبنا جميعا على تحمل ما يعنريها من آلام الغربة و الرحيل
                          سلامي لقبك الطيب و لأسرتك الكريمة
                          و بارك الله فيك
                          sigpic

                          تعليق

                          • د. جمال مرسي
                            شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                            • 16-05-2007
                            • 4938

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة هند سالم باخشوين مشاهدة المشاركة
                            [align=center]د/ جمال

                            رافقك الإبداع والنبض الريَّان بكلِّ الأحاسيس العِذاب


                            رائعة من روائعك ملوَّنة بلون الألم والأمل


                            وقفت عند


                            أَيُّها البَحرُ :
                            إنِّي رَمادٌ لمُحتَرِقٍ
                            فَتَرَفَّق
                            تَرَفَّق بقلبيَ
                            لا تُذكِ يومَ النَّوى حُرَقِي .




                            ووجدتُني أقول :


                            لالالالالالالالالالالالالا

                            إنَّ من يحترق حبَّا وشوقًا لايمسي رمادًا أبدًا


                            بل


                            سيغدو

                            مطرًا

                            يتسرَّب

                            يتغلغل

                            ليروي كلَّ أزمنة الجفاف


                            دمت مبدعًا



                            هـــنــــد
                            [/align]
                            أختي الكريمة هند باخشوين
                            كل الود و التقدير لك و لحروفك الجميلة
                            نتمنى ألا تكون حروفنا أو ما ننثره رمادا بل مطرا كما دعوت لي
                            بارك الله فيك
                            و كل الود و التقدير
                            sigpic

                            تعليق

                            • أ.د/ مصطفى الشليح
                              أديب و كاتب
                              • 02-06-2007
                              • 91

                              #15
                              .
                              .

                              [glow=66FF99][align=center]الأستاذ الشاعر الكبير
                              د/ جمال مرسي


                              درة بيضاء هذا النص النفيس

                              ذكرني
                              بأندلسيات ابن دراج القسطلي

                              وأعاد إليَّ
                              نشوة الشعر العصيِّ القصيِّ الرئيِّ

                              لك الله ..
                              ما هذا نصا .. إنْ هو إلا سحر مبين

                              ألا حفظ الله نوارس قلبك ..

                              محبتي
                              [/align]
                              [/glow]
                              [align=center].
                              .[/align]


                              [align=center] أنا
                              حينَ الكلامُ أجرى دمي
                              قلتُ : .. أمانًا

                              هُنا
                              دمٌ مطلولُ


                              وهُنا يظمأ الحمامُ
                              ولا إلفٌ

                              .. هُنا ماءٌ ظامئٌ مقتولُ
                              [/align]

                              [align=center].
                              .
                              [/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X