الدم الثائر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مالكة عسال
    أديبة وكاتبة
    • 21-11-2007
    • 175

    الدم الثائر

    (مهداة إلى شعب تونس الشقيق)
    من أنياب الخطايا
    من بين أطياف الخلل
    نطعت أقحوانة الصحو
    المخنوقة بالأيدي الآثمة
    تمتشق بأريجها الفواح
    على جبين الأحرار
    تدلت ساقية شموخ
    أوقدت
    بين أحضان الضباب
    الشموع
    فبزغت شمسُكَ بألف قمر
    وألف غيمة
    بالقرنفل ممطرة
    في سمائك
    رفرفت
    عصفورة العزة
    تنشد صعترالثورة
    وسوسن الفاجعة
    يعبق بغد الإشراق
    عهد الخسارات أيها الثائر
    ردمتَه في تابوت الهجير
    وفي حوض النعناع
    دمعةُ الضيم
    سقطت كوثرا
    والقلب المكلس
    بالدفء نزّ والحنين
    وألسنة النار
    الموزعة في البساتين
    خمدت في رقعة الرماد
    فجرك على الأكتاف
    حملَه بررة
    من معدن الأنفة منحدرون
    مَن
    تسلحوا بنشيد الغد
    في أقواس النصر
    زرعوا الأحلام
    تخطوا وادي النكبة
    المسكونَ بالمشانق
    أيها الدم الثائر
    مدّ الساعد الشريف
    و لعرسك البهي
    ابسط الكف
    لتلعقَ الشعوب
    سجينةُ لغة الحكي
    كريسطالَه
    مدّ المشعل
    لتقتاتَ من بلح النصر
    فتُحرقَ بدمائها الجُناة
    بعظامها
    تدهس الكواكب المنطفئة
    وانشدْ :
    الليل قد انجلى
    والقيد انكسر
    اركب هودج التجاوز
    واقفز على قمم الحواجز
    ووشحْ جيد الزمن
    بجوهرة النصر
    واعتصم بدفء الربيع
    هاأنا هاأنا
    من نهر أم الربيع
    من دجلة والفرات
    من النيل
    من غابات السرو
    من واحات اللوز
    من جنان الفستق
    أقَبّل صحوتك المجيدة
    ألثُمك أيها الدم
    ياأيها الثائر
    الذي هشّ عن عينيه
    ذبابَ القهر
    والتحفَ نحْل المقبل
    ومضى
    يرشف نسيم الفجر
    مالكة عسال
    بتاريخ 17/01/2011
    التعديل الأخير تم بواسطة مالكة عسال; الساعة 20-01-2011, 22:57.
    كل المنابر الثقافية ملك لي
    ولاشأن لي باختلاف أعضائها
  • محمد مثقال الخضور
    مشرف
    مستشار قصيدة النثر
    • 24-08-2010
    • 5517

    #2
    كأن الدروب أيقنت بعد أزمنة من البؤس
    أنها لا تقود إلى الغمام
    وأن المطر لا يجيء وحده
    فحوّل الرغيفُ سخونته الشهية
    إلى بركان
    وعلمنا
    أن للريح لغة
    لا يفهمها إلا التاريخ
    وأن للتاريخ سلة مهملات جاهزة
    كلما سقطت فيها جيفة
    تقول هل من مزيد

    سيدتي وأستاذتي العظيمة
    كنت سعيدا بمروري بين سطورك تلميذا
    لك كل المودة والتقدير والاحترام

    تعليق

    • ماهر هاشم القطريب
      شاعر ومسرحي
      • 22-03-2009
      • 578

      #3
      الشاعرة القديرة مالكة عسال
      سرّني كثيرا وجود اسمك مجدداً بيننا
      وحرفك المضيء يشرفنا كعادته
      قوافل الاجنحة اعلنت ولاءها للسماء
      والدم للارض
      كل مافات مات
      الارض تقبل ابناءها بعد غياب
      هنيئاً للخضراء عرسها
      وهنيئاً لنا بحرفك سيدتي
      مودتي وتقديري
      للتثبيت والندى والياسمين

      تعليق

      • مهتدي مصطفى غالب
        شاعروناقد أدبي و مسرحي
        • 30-08-2008
        • 863

        #4
        [align=center]
        كلمات مدهشة ببساطتها و لغتها التعبيرية العميقة
        لك مودتي و تقديري
        [/align]
        ليست القصيدة...قبلة أو سكين
        ليست القصيدة...زهرة أو دماء
        ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
        ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
        القصيدة...قلب...
        كالوردة على جثة الكون

        تعليق

        • مالكة عسال
          أديبة وكاتبة
          • 21-11-2007
          • 175

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد الخضور مشاهدة المشاركة
          كأن الدروب أيقنت بعد أزمنة من البؤس
          أنها لا تقود إلى الغمام
          وأن المطر لا يجيء وحده
          فحوّل الرغيفُ سخونته الشهية
          إلى بركان
          وعلمنا
          أن للريح لغة
          لا يفهمها إلا التاريخ
          وأن للتاريخ سلة مهملات جاهزة
          كلما سقطت فيها جيفة
          تقول هل من مزيد

          سيدتي وأستاذتي العظيمة
          كنت سعيدا بمروري بين سطورك تلميذا
          لك كل المودة والتقدير والاحترام
          أيها الراقي محمد
          ردك نفسه قصيدة موشحة
          بلغة رشيقة ،قدت من تميز وبهاء
          كم يسعدني قارئ متذوق للحرف يحسن
          الإصغاء لرنينه ، ويتأثر لمواجعه ،
          فيقبل خده بلطف أن يهدأ ،
          كلمات رقيقة نطت من القلب إلى القلب
          أحييك
          كل المنابر الثقافية ملك لي
          ولاشأن لي باختلاف أعضائها

          تعليق

          • مالكة عسال
            أديبة وكاتبة
            • 21-11-2007
            • 175

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ماهر هاشم القطريب مشاهدة المشاركة
            الشاعرة القديرة مالكة عسال
            سرّني كثيرا وجود اسمك مجدداً بيننا
            وحرفك المضيء يشرفنا كعادته
            قوافل الاجنحة اعلنت ولاءها للسماء
            والدم للارض
            كل مافات مات
            الارض تقبل ابناءها بعد غياب
            هنيئاً للخضراء عرسها
            وهنيئاً لنا بحرفك سيدتي
            مودتي وتقديري
            للتثبيت والندى والياسمين
            اللطيف ماهر أنا أعشق هذا المنتدى حتى النخاع
            وأعشق حضوركم المتميز بين أحضانه ،الدؤوب على تقليب ترب هذا الصرح
            وزرع نخيل وارف الظلال ..إني أعتبره قبلتي المقدسة ،كلما ضاقت بي نفس هذه البسيطة
            أحييك وأقدرك
            كل المنابر الثقافية ملك لي
            ولاشأن لي باختلاف أعضائها

            تعليق

            • مالكة عسال
              أديبة وكاتبة
              • 21-11-2007
              • 175

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مهتدي مصطفى غالب مشاهدة المشاركة
              [align=center]
              كلمات مدهشة ببساطتها و لغتها التعبيرية العميقة
              لك مودتي و تقديري
              [/align]
              الرقيق مصطفى
              كلما خلخل القلب جرح إلا ويفيض حروفا نائحة
              وماقدر الشاعر غير النواح والبكاء ..
              أحييك بمودة وتقدير
              كل المنابر الثقافية ملك لي
              ولاشأن لي باختلاف أعضائها

              تعليق

              • أحمد بهيشاوي
                عضو الملتقى
                • 22-07-2010
                • 27

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة مالكة عسال مشاهدة المشاركة
                (مهداة إلى شعب تونس الشقيق)

















                من أنياب الخطايا


                من بين أطياف الخلل


                نطعت أقحوانة الصحو


                المخنوقة بالأيدي الآثمة


                تمتشق بأريجها الفواح


                على جبين الأحرار


                تدلت ساقية شموخ


                أوقدت


                بين أحضان الضباب


                الشموع


                فبزغت شمسُكَ بألف قمر


                وألف غيمة


                بالقرنفل ممطرة


                في سمائك


                رفرفت


                عصفورة العزة


                تنشد صعترالثورة


                وسوسن الفاجعة


                يعبق بغد الإشراق


                عهد الخسارات أيها الثائر


                ردمتَه في تابوت الهجير


                وفي حوض النعناع


                دمعةُ الضيم


                سقطت كوثرا


                والقلب المكلس


                بالدفء نزّ والحنين


                وألسنة النار


                الموزعة في البساتين


                خمدت في رقعة الرماد


                فجرك على الأكتاف


                حملَه بررة


                من معدن الأنفة منحدرون


                مَن


                تسلحوا بنشيد الغد


                في أقواس النصر


                زرعوا الأحلام


                تخطوا وادي النكبة


                المسكونَ بالمشانق


                أيها الدم الثائر


                مدّ الساعد الشريف


                و لعرسك البهي


                ابسط الكف


                لتلعقَ الشعوب


                سجينةُ لغة الحكي


                كريسطالَه


                مدّ المشعل


                لتقتاتَ من بلح النصر


                فتُحرقَ بدمائها الجُناة


                بعظامها


                تدهس الكواكب المنطفئة


                وانشدْ :


                الليل قد انجلى


                والقيد انكسر


                اركب هودج التجاوز


                واقفز على قمم الحواجز


                ووشحْ جيد الزمن


                بجوهرة النصر


                واعتصم بدفء الربيع


                هاأنا هاأنا


                من نهر أم الربيع


                من دجلة والفرات


                من النيل


                من غابات السرو


                من واحات اللوز


                من جنان الفستق


                أقَبّل صحوتك المجيدة


                ألثُمك أيها الدم


                ياأيها الثائر


                الذي هشّ عن عينيه


                ذبابَ القهر


                والتحفَ نحْل المقبل


                ومضى


                يرشف نسيم الفجر


                مالكة عسال



                بتاريخ 17/01/2011


                لامراء في أن المتتبع لشعر مالكة عسال ، لايستطيع أن يجاري تدفقها الشعري المتلاحق، أو حتى أن يلتقط أنفاسه ليغرف من شلال قصائدها الدافق ، لأنها تفاجئك دائما، وربما تربكك ،بالجديد من القول الشعري الجاد والهادف والواعي والواعد؛ فشعرها يتجدد بتجدد حالاتها الشعورية التي لاتنضب أو تتوقف ولو للحظة عابرة، هذه الحالات الشعوريةالتي تفرزها مواقفها ورؤاها في خضم تفاعلهاالمستمر، وبشكل جدلي بواقعها الذاتي الوجداني والاجتماعي والوطني والقومي العربي،والانساني؛بحيث نجد أن مايقدح شرارة القول الشعري عندها هو إحساسها المرهف، ومشاعرها الفياضة والخصبة،ووعيها الشقي الحاد، الذي يلتقط في سهولة ويسر ما يعتمل في مرجل الأيام ،كما هو الحال في هذا النص الثوري الهادر *الدم الثائر*الذي يرشح معجمه وصوره بنشيد الحرية والتغيير... فالرؤيا في شعرها جزء من ذاتها ووعيها ،إنه كينونتها على امتداد سيرورة حياتها؛ولعل المتأمل للكون الشعري عندها في مختلف أشعارها يدرك أنه تعبيرعن ذات شاعرة تعيش قلقا وجوديا دائما ،بمختلف تجلياته الاجتماعية والسياسية ؛ وبوعي شعري جمالي وفكري تعيد شاعرتنا صياغة الوجود المادي الفعلي والواقعي ، بوجود رمزي دال، يعبرعن ضمير يغذي أفق انتظار أو انتظارات الجماعة؛ناهيك عن قوة هذا الشعر التي تكمن في رهانها الذي يمتح من جدلية التغيير بين الذاتي والموضوعي.
                وبهذا يتفرد الكون الشعري عند مالكة عسال، لأنه تشكيل واع لجماليات الفعل الانساني الخلاق.
                التعديل الأخير تم بواسطة أحمد بهيشاوي; الساعة 22-01-2011, 02:09.

                تعليق

                • مالكة عسال
                  أديبة وكاتبة
                  • 21-11-2007
                  • 175

                  #9
                  الفاضل أحمد بهيشاوي
                  تحية لقراءتك المائزة العميقة بعمق لغتها وأدواتها
                  وعمق التوغل بين سطورها ..
                  كل المنابر الثقافية ملك لي
                  ولاشأن لي باختلاف أعضائها

                  تعليق

                  يعمل...
                  X