قصص قصيرة جدا
أصدقاء ..
على حافة الحلم المنهار , في زمن متداع , تعرفوا عليه , وتعاهدوا في صمت على " معنى الصداقة " . ربما , ما يحكى عن صولاته وجولاته في السياسة وكتابات الهتاف , هو ما دفع ثلاثتهم لمصاحبته ..
بعد أن أطلق الأمن سراحه , من آخر اعتقال , منذ صادقهم . فوجىء بإختفاء الصديق الأول , ونقل إليه الصديقين الآخرين :" أنه يحرص على نفي أى صلة جمعته بك !" ..
فلم يعلق .
أفصح عن إنزعاجه من عدم معاودة خطيبته له , منذ خرج من المعتقل . وبعد تردد طويل , من صديقه الثالث , -الذي كانت عيناه تحملان إفادات غامضة عن سبب عدم زيارتها له -.اخبره :
* لقد تركتك , لخوفها من عالمك غير المستقر . وعما قريب ستعلن خطبتها على صديقك الآخر ..
إنطوى على حزنه , وآلمه أن يفقد صديقين , فأخذ ينظر إلى الصديق الثالث , بعينين لا قرار لهما , ويراقب محاولاته الدؤوبة لإثبات أنه ليس كالصديقين الآخرين .
القاهرة سبتمبر 2004
فتح باب الشقة , وهو يعتقد أنها تنتظره كالعادة . فوجىء بأنها غير موجودة! . اإتظرها وهو يكاد يتميز من الغيظ .
بعد منتصف الليل بقليل دخلت .. باغتته بالإرتماء على أحضانه وهى تقول :
* كنت في حفل وداع إحدى الصديقات , اللائي سيسافرن غدا إلى أميركا ..وحدثت جريمة قتل .. صديقة أخرى قتلت رجلها في الحفل .. و ..
إنتزع نفسه من أحضانها مأخوذا :
* قتل ؟!..
* اكتشفت أثناء الحفل أنه يخدعها ولن يضيفها إلى ملفه في إعادة التوطين عبر الأمم المتحدة .كما وعدها , بعد أن آوته وعملت في البيوت لتصرف عليه في هذه الغربة القاتلة ..خانها مع أخرى , أضافها لتسافر معه بدلا عنها , فقتلته ..
إبتلع ريقه الجاف , وهو يبعد نظراته عن وجهها الذي بدأ له خبيثا جدا ..
القاهرة أكتوبر 2004
في مثل هذه الساعة من كل يوم , يمر غريبا بينهم . فيصرخ فيه الأطفال الأشقياء :
* بونقا .. بونقا .. شيكولاته ..
ويسأله آخر :
*عمو الساعة كام ؟ ...
يفهم أن المقصود هو أن ينظر إلى لونه الأسود . يضحك الأطفال في سعادة , دون أن يتدخل أهلهم ..
وأحيانا , في المترو , في وضح النهار , وهو منتصب بلونه الأسمر . يتهامس شابين أو ثلاثة :
* هي الدنيا ضلمت كدة ليه ..
فيتذكر وطنه وهو يتمتم :
* انه ثمن الغربة ...
القاهرة 2003
كلفه مدير التحرير بإجراء حوار مع الكاتب الحائز على نوبل . وبعد أن حصل على رقم التليفون , إتصل عليه.. و عند إقتراب مواعيد المقابلة وهو متوجه إلى الحي الذي يسكنه الكاتب الكبير .. تنازعته مشاعر وأفكار شتى , عن جيران الكاتب
* لابد أنهم يحبونه كثيرا ..
وعن سكان الحي :
* لابد أنهم يعرفونه جميعهم ..
في أول الحي سأل احد المارة بثقة :
* عايز بيت الأستاذ(...) ..
" أنت متأكد الراجل ده ساكن معانا هنا ؟! ..
شعر بالإحباط وسؤاله يتكرر بطول الحي وعرضه حتى تملكه التعب واليأس. وبعد أن أهدر وقتا طويلا وجد شخصا واحدا فقط يعرفه !..
الخرطوم 1999
أصدقاء ..
على حافة الحلم المنهار , في زمن متداع , تعرفوا عليه , وتعاهدوا في صمت على " معنى الصداقة " . ربما , ما يحكى عن صولاته وجولاته في السياسة وكتابات الهتاف , هو ما دفع ثلاثتهم لمصاحبته ..
بعد أن أطلق الأمن سراحه , من آخر اعتقال , منذ صادقهم . فوجىء بإختفاء الصديق الأول , ونقل إليه الصديقين الآخرين :" أنه يحرص على نفي أى صلة جمعته بك !" ..
فلم يعلق .
أفصح عن إنزعاجه من عدم معاودة خطيبته له , منذ خرج من المعتقل . وبعد تردد طويل , من صديقه الثالث , -الذي كانت عيناه تحملان إفادات غامضة عن سبب عدم زيارتها له -.اخبره :
* لقد تركتك , لخوفها من عالمك غير المستقر . وعما قريب ستعلن خطبتها على صديقك الآخر ..
إنطوى على حزنه , وآلمه أن يفقد صديقين , فأخذ ينظر إلى الصديق الثالث , بعينين لا قرار لهما , ويراقب محاولاته الدؤوبة لإثبات أنه ليس كالصديقين الآخرين .
القاهرة سبتمبر 2004
لاجىء ..
فتح باب الشقة , وهو يعتقد أنها تنتظره كالعادة . فوجىء بأنها غير موجودة! . اإتظرها وهو يكاد يتميز من الغيظ .
بعد منتصف الليل بقليل دخلت .. باغتته بالإرتماء على أحضانه وهى تقول :
* كنت في حفل وداع إحدى الصديقات , اللائي سيسافرن غدا إلى أميركا ..وحدثت جريمة قتل .. صديقة أخرى قتلت رجلها في الحفل .. و ..
إنتزع نفسه من أحضانها مأخوذا :
* قتل ؟!..
* اكتشفت أثناء الحفل أنه يخدعها ولن يضيفها إلى ملفه في إعادة التوطين عبر الأمم المتحدة .كما وعدها , بعد أن آوته وعملت في البيوت لتصرف عليه في هذه الغربة القاتلة ..خانها مع أخرى , أضافها لتسافر معه بدلا عنها , فقتلته ..
إبتلع ريقه الجاف , وهو يبعد نظراته عن وجهها الذي بدأ له خبيثا جدا ..
القاهرة أكتوبر 2004
أطفال..
في مثل هذه الساعة من كل يوم , يمر غريبا بينهم . فيصرخ فيه الأطفال الأشقياء :
* بونقا .. بونقا .. شيكولاته ..
ويسأله آخر :
*عمو الساعة كام ؟ ...
يفهم أن المقصود هو أن ينظر إلى لونه الأسود . يضحك الأطفال في سعادة , دون أن يتدخل أهلهم ..
وأحيانا , في المترو , في وضح النهار , وهو منتصب بلونه الأسمر . يتهامس شابين أو ثلاثة :
* هي الدنيا ضلمت كدة ليه ..
فيتذكر وطنه وهو يتمتم :
* انه ثمن الغربة ...
القاهرة 2003
نوبل..
كلفه مدير التحرير بإجراء حوار مع الكاتب الحائز على نوبل . وبعد أن حصل على رقم التليفون , إتصل عليه.. و عند إقتراب مواعيد المقابلة وهو متوجه إلى الحي الذي يسكنه الكاتب الكبير .. تنازعته مشاعر وأفكار شتى , عن جيران الكاتب
* لابد أنهم يحبونه كثيرا ..
وعن سكان الحي :
* لابد أنهم يعرفونه جميعهم ..
في أول الحي سأل احد المارة بثقة :
* عايز بيت الأستاذ(...) ..
" أنت متأكد الراجل ده ساكن معانا هنا ؟! ..
شعر بالإحباط وسؤاله يتكرر بطول الحي وعرضه حتى تملكه التعب واليأس. وبعد أن أهدر وقتا طويلا وجد شخصا واحدا فقط يعرفه !..
الخرطوم 1999
تعليق