بسمةُ الزَّيتون / شعر عبدالكريم رجب صافي الياسري
إلى مُحَمَّد البوعزيزي.
إلى أتْباعِ أبي ذَرّ الغفاري،
الَّذينَ لَمْ تَسْتَطِعْ ،
وَلا تَسْتَطيعُ ،
وَلَنْ تَسْتَطيعَ الكُتُبُ أنْ تَلْعَبَ دَوْرَهُمْ.
نعم ، فَهُمْ كذلك
وَهَلْ يَسْتَوِي الَّذين يَعْشَقونَ التَّحْريرَ ويَصْنَعونَ التَّغيير،
وَالَّذينَ يُحاوِلونَ التَّفسير.
بسمةُ الزَّيتون
1
الشَّمْسُ تُنْشِدُ
في أَزِقَّةِ جَنَّةٍ خَضْراءَ
شِعْرَ "الْـقاسِمِ الشّابي"
فَتَزْدَحِمُ الْكَواكِبُ وَالنُّجومُ
بِـأُفْقِها طَمَعَاً
بِأَوَّلِ قُبْلَةٍ بَيْضاءَ مِنْ زَيــتونِـها
2
يا بَسْمَةَ الزَّيْتونِ، يا حُلُماً ،
تَـفَجَّرَ في الْأَهازيجِ الَّتي
احْتَذَتِ الْحَماقاتِ
الَّتي أَلْــقى بِـها التَّـأريخُ
في مَكْتوبِـنا،
لِـيُـعَـشِّـشَ الْعَجْزُ- اعْتِرافاً
بالْخطِيْئَةِ والْهَزيمَةِ -
في ضَبابِ دِمائِنا،
تَــبَّـا لِمَنْ أفْتى
بِــأنَّ الْحَقَّ في سُلْطانِـها
3
قيثارَةٌ سَكْرى
بِحُبِّ النّاسِ تَعْزفُ عُرْسَها،
مَوّالُها "كَالنِّسْرِ فَوْقَ الْقِمَّةِ الشَّماءِ"*
يَبْتَكِرُ الْأَذانَ ،
وَيَبْعَثُ التَّكْبيرَ وَالتَّهليلَ
مَحْمولاً بِضَحْكَةِ غَيْمَةٍ مَلأَى
الى شُطْآنِها
4
النَّهْرُ وَالفَلّاحُ مَلْهوفانِ
يَنْتَظِرانِ لَحْنَ حَمامَةٍ
غَزَلَتْ هَديلَ الْـحَمْدِ
في زَيْتونَةٍ
صَلّى مَلائِكَةُ السَّماءِ بِفَيْئِها
فَتَهَدَّلَتْ أغْصانُها
وَتَساقَطَتْ قُبُلاتُ فَجْرِ الْعِيدِ
أمْطاراً عَلى سيقانِها
5
في قَيْرَوَانِ الْــحَرْفِ والْــكَلِماتِ
أطْفالٌ يَجوبونَ الشَّوارِعَ،
يَحْرسونَ زُهورَهُمْ وَطُيورَهُمْ
وَيُرَدِّدونَ بِنَشْوِةٍ:
"لا نَعْرِفُ الشَّكوى الذَليلَةَ والْبُكا
وَضَراعَة الْأَطفالِ والضّعفاءِ"**
فَالأَصْنامُ كافِرِةُ الْخُطى
وَلَسَوْفُ تُعْلِنُ في بِلادِ
الْـكَرْمِ وَالزَّيْتونِ عَنْ إيـمانـِها
6
عَـبَـرَتْ كُؤوسُ الــرّاحِ
صَوْتَ حِوارهِا
يُسْراً وَعُسْراً
كَيْ تُكَرْكِرَ ريشَةُ الْأَوْتارِ
في عيدانِـها
7
يا بَسْمَةَ الزَّيْتونِ،
غَرَّدَتِ الْــبَلابِلُ
في صَدى الـصَّلَواتِ،
وَابْتَسَمَتْ ثُـرَيّاتُ الْمَساجِدِ
وَالْكَنائسِ
ها هُناك، وَها هُنا
بِشمالِـها، وَجَنوبِـها
فَالْـجَبْهَةُ السَّمْراءُ تَنْتَظِرُ اخْضِرارَ
الرُّوحِ في بُسْتانـِها
8
يا بَسْمَةَ الزَّيْتونِ،
تَرْتَجِفُ الْخِلافَةُ حينَ
تَبْتَسِمُ السَّواقي،
فَالسَّواقي حينَ يَنْطِقُ ماؤها
تَخْشى عُروشُ اللَّاتِ
من طُوفانِـها
.............................................
البصرة في كانون الثاني، 2011
.............................................
الاقتباسات
*من قصيدة نشيد الجبار لــ "أبي القاسم الشّابي".
**نفس المصدر السابق، وبتغير "يعرف" الى "نعرف".
.............................................
.............................................
تعليق