الفصـل الأول
فلاح بوهيميا
حوار مع الموت وعزاء عنه
[align=justify]كتب هذا الحوار الأدبى الرصين يوحانيس فون تيل ،المولود سنة 1378م ومات فى سنة 1413م وترجمه من الألمانية الوسيطة وقدم له الدكتور /كمال رضوان ،ونشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1984م .
وتبدأ المعركة بين أكرمان والموت:-
1- أكرمان (الشاكى) :
أيها القاتل الفاجر, حاصد الأرواح,هادم اللذات, مفرق الجماعات, مشتت الكائنات, مغتال المخلوقات-أنت أيها الموت,عليك اللعنة.. فليمقتك الله- خالقى وخالقك – ولتنزل عليك النقمة, وتصيبك التعاسة والغمة, وفضح أمرك الى الأبد..
فليلازمك الخوف والعوز والبؤس والنحيب حيثما سرت, وليرافقك الألم والغم والهم أينما حللت, وليطاردك فى كل مكان العداء الجارح والاحتقار الفاضح والكره الصارخ. فلتبغضك بل وتصب عليك اللعنات الى أبد الآبدين كل من السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم, والبحار والمحيطات, والجبال والحقول, والوديان والمروج والسهول, بل وهاوية الجحيم, وكل ماهو كائن يتمتع بالحياة. فلتغرق فى الخبث والشرور , وليقض عليك البؤس المؤلم, ولتبق دائما منبوذا طريدا, دون غفران لك من الله أو عفو من الناس والمخلوقات أجمعين....
أيها الشرير الحقير, دامت عليك أفكارك السيئة, ولازمك الخوف والفزع حيثما توجهت وأينما حللت .....
أشكوك أنا وكل الآنام صائحين مولولين, رافعين أيدينا متضرعين.
2- الموت(المشكو منه ) :
اسمعوا, اسمعوا, فلتسمعوا العجب العجاب..
شكاوى ثائرة ضدنا وأصوات ظالمة تطعن فينا , ولسنا ندرى شرفا من هو الشاكى, حقا لم ينل منا للآن أى تهديد أو وعيد, لعنات أو صيحات واستغاثات, ومختلف أنواع التهجمات ومع ذلك: فمن أنت يابنى؟ قدم نفسك, وأعلن عما ارتكبناه فى حقك أو فجعناك فيه, وما من أجلة تعاملنا معاملة لاتليق بنا ولم نألفها من أحد للآن, مع أننا حصدنا فعلا أرواح الكثيرين, من متعلمين ونبلاء, ووجهاء وأقوياء, مما سبب الكوارث الجمة للأرامل واليتامى وللناس وممتلكاتهم.
يبدو أنك جاد فى شكواك, وكأن ضيقا يكتم أنفاسك , أو مصيبة قد حلت بك. شكواك تخلو من القافية والمحسنات, مما يدعونا للأخذ بأنك مهتم بالمعنى أكثر من المبنى, وتركز على مضمون الشكوى, دون أن تأبه بالقوافى ورنين الألفاظ.
فاذا كنت فاقدا لوعيك, أو على بصرك غشاوة, أو أصابك مس أفقدك الصواب,فعلى رسلك ولاتتسرع وتقسو فى السباب, وذلك حتى لاتعض على أصابعك ندما بعد فوات الأوان...
لاتظن أنك قد تستطيع بأى حال أن تنال من جبروتنا الرائع أو تضعف من سلطاننا الواسع..
ومع ذلك فأعلن عن نفسك, ولاتكتم أمر ما أصابك منا من ظلم صارخ, وسوف نسوق أمامك مبرراتنا, فالتبرير هو أسلوبنا.
أننا لاندرى حقا سبب دعواك الجريئة ضدنا.
[/align]
فلاح بوهيميا
حوار مع الموت وعزاء عنه
[align=justify]كتب هذا الحوار الأدبى الرصين يوحانيس فون تيل ،المولود سنة 1378م ومات فى سنة 1413م وترجمه من الألمانية الوسيطة وقدم له الدكتور /كمال رضوان ،ونشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1984م .
وتبدأ المعركة بين أكرمان والموت:-
1- أكرمان (الشاكى) :
أيها القاتل الفاجر, حاصد الأرواح,هادم اللذات, مفرق الجماعات, مشتت الكائنات, مغتال المخلوقات-أنت أيها الموت,عليك اللعنة.. فليمقتك الله- خالقى وخالقك – ولتنزل عليك النقمة, وتصيبك التعاسة والغمة, وفضح أمرك الى الأبد..
فليلازمك الخوف والعوز والبؤس والنحيب حيثما سرت, وليرافقك الألم والغم والهم أينما حللت, وليطاردك فى كل مكان العداء الجارح والاحتقار الفاضح والكره الصارخ. فلتبغضك بل وتصب عليك اللعنات الى أبد الآبدين كل من السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم, والبحار والمحيطات, والجبال والحقول, والوديان والمروج والسهول, بل وهاوية الجحيم, وكل ماهو كائن يتمتع بالحياة. فلتغرق فى الخبث والشرور , وليقض عليك البؤس المؤلم, ولتبق دائما منبوذا طريدا, دون غفران لك من الله أو عفو من الناس والمخلوقات أجمعين....
أيها الشرير الحقير, دامت عليك أفكارك السيئة, ولازمك الخوف والفزع حيثما توجهت وأينما حللت .....
أشكوك أنا وكل الآنام صائحين مولولين, رافعين أيدينا متضرعين.
2- الموت(المشكو منه ) :
اسمعوا, اسمعوا, فلتسمعوا العجب العجاب..
شكاوى ثائرة ضدنا وأصوات ظالمة تطعن فينا , ولسنا ندرى شرفا من هو الشاكى, حقا لم ينل منا للآن أى تهديد أو وعيد, لعنات أو صيحات واستغاثات, ومختلف أنواع التهجمات ومع ذلك: فمن أنت يابنى؟ قدم نفسك, وأعلن عما ارتكبناه فى حقك أو فجعناك فيه, وما من أجلة تعاملنا معاملة لاتليق بنا ولم نألفها من أحد للآن, مع أننا حصدنا فعلا أرواح الكثيرين, من متعلمين ونبلاء, ووجهاء وأقوياء, مما سبب الكوارث الجمة للأرامل واليتامى وللناس وممتلكاتهم.
يبدو أنك جاد فى شكواك, وكأن ضيقا يكتم أنفاسك , أو مصيبة قد حلت بك. شكواك تخلو من القافية والمحسنات, مما يدعونا للأخذ بأنك مهتم بالمعنى أكثر من المبنى, وتركز على مضمون الشكوى, دون أن تأبه بالقوافى ورنين الألفاظ.
فاذا كنت فاقدا لوعيك, أو على بصرك غشاوة, أو أصابك مس أفقدك الصواب,فعلى رسلك ولاتتسرع وتقسو فى السباب, وذلك حتى لاتعض على أصابعك ندما بعد فوات الأوان...
لاتظن أنك قد تستطيع بأى حال أن تنال من جبروتنا الرائع أو تضعف من سلطاننا الواسع..
ومع ذلك فأعلن عن نفسك, ولاتكتم أمر ما أصابك منا من ظلم صارخ, وسوف نسوق أمامك مبرراتنا, فالتبرير هو أسلوبنا.
أننا لاندرى حقا سبب دعواك الجريئة ضدنا.
[/align]