لجان التّحكيم ما لها وما عليها
ركاد حسن خليل
نحن في حالٍ لا نُحسَدُ عليها ..
ارتأيت أن أبتدئ بهذه العبارة.. لأنّنا فعلاً وعلى كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والنّفسيّة والحضارية والمكانة بين الأمم الأخرى في وضع لا نُحسدُ عليه..
وأنا كلّما بدا لي بصيصٌ أراه شمسًا في مخاضها تنير على أمّتنا..
ما يلبث هذا البصيص أن يخبو وينطفِئ لأعود لنفس الشعور والإحباط الذي يُلزمني بكثيرٍ من الحبر محاولاً بأضعف الإيمان شحذ الهمم والنّفوس لانطلاقة جديدة تعيد لي أو تتيح مشاهدة الحلم من جديد على أنّنا يمكن أن نُحقّق المكانة التي تليق بنا على المستوى الفردي والجماعي..
قد يتساءل البعض عن هذا الهراء.. وما دخل ذلك بما رفعت هنا من عنوان.. لجان التّحكيم ما لها وما عليها..
لا أطيل عليكم.. سوف أدخل في صلب الموضوع من بواّبته الرئيسية وأقول..
قُضّ مضجعي بصفتي واحدًا من هؤلاء الرّاعين للمسابقات في الملتقى.. واعتقدت على قلّة عقلي وجهلي أنّني أساهم في حركة أدبيّة وثقافيّة في ملتقانا العتيد مؤمنًا أنّ ما أقوم به هو لبنة في مدماكٍ من مداميك محاولات العديدين من هم مثلي وينشدون الخير لشعوبنا وأمّتنا ولغتنا.. وعليه كانت مسابقة قراءة في كتاب وسيلة للتحفيز على القراءة وتنشيط ذهن القارئ العربي على الفهم والمتابعة.. لأنّ ذلك وحسب فهمي المحدود سوف يساعد الجميع على كسب المعلومة واختزانها وبالتّالي تطويعها وجعلها وسيلة للتحرّر من كل شيء.. من ضعفنا وهواننا.. من تبعيّتنا وولائنا للغير.. تحريرنا من جهلنا وفقرنا..
ورغم أنّ الإقبال بقي محدودًا إلى حدٍّ كبير منّيت النّفس أنّ هذا الأمر يمكن أن يتغيّر.. وأن المهم المثابرة والمتابعة.. واعتبرت أن المسابقة ولو بقيت في مشاركة واحدة في الشّهر هو نجاح للفكرة.. وكنت راضٍ تمامًا عن ذلك مقنعًا نفسي بأنّ جهدي لن يضيع سُدىً.. وأحببت أن أجعل هذه المسابقة أكثر مصداقيّة وتتمتّع بشفافيّة أكبر فاقترحت لجنةً للتّحكيم بين المشاركات واعتمدنا معايير للتّقييم تتم على أساسها محاسبة النّصوص إضافة لتصويت أعضاء الملتقى الآلي عليها..
ولكنّني فوجئت عند إعلان النّتيجة باعتراضات سواء من أصحابِ المشاركات أو من المتابعين أو حتّى من بعض أعضاء اللجنة على البعض الآخر لكيفيّة التّقييم واحتساب الدّرجات.. وتم بعض هذه الاعتراضات بطريقة أراها غير موضوعيّة ولا تُبشّر بخير وتشعرنا أنّ عملنا.. أقصد عملي وأعضاء اللجنة الكريمة وحتّى جهد المشتركين ما هو إلا تسلية ومضيعةً للوقت وأن لا جدّيّة في كل هذا الجهد المبذول.. ممّا أوصلني إلى درجة الإحباط والحيرة والتّردّد في إكمال مشروعي الآخر نادي أصدقاء الكتاب.. فأنا لا وقت لديّ فعلاً للتسلية وما أقدّمه هنا من جهد هو جدّي وليس لأمرٍ آخر.. وإني على يقين تام بأني أُسهم بما أستطيع في البناء الثقافي العربي.. وأعلم أنّ ذلك نذر يسير.. لكنّه يريحني على أنّه أضعف الإيمان كما ذكرت آنفًا..
تابعت كل الذي جرى في متصفّح التّصويت على مسابقة الشهر الماضي.. وتابعت ما كان يجري في متصفّح آخر في قسم الخاطرة حول التّحكيم في مسابقة أخرى.. وجعلني ذلك أقف لأتساءل..
ـ ما الذي يجري حقًّا؟؟
ـ هل نحن فعلاً صادقون ومخلصون مع أنفسنا ومع غيرنا ؟؟
ـ هل نحن جادّون فعلاً فيما نقدّم؟؟
ـ هل ما نكتبه.. نكتبه لأنفسنا فقط؟ أم أننّا نقدّمه لمصلحة غيرنا؟؟
ـ هل نحن هنا في هذا الملتقى فقط للتسلية وتمضية الوقت؟
ـ هل نعتقد نحن فعلاً أنّنا بكتاباتنا نساهم في الحركة الثقافية العربيّة على أيّ مستوىً كان؟؟
أسئلة كثيرة كثيرة تدور في خلدي وتلحّ عليّ صبح مساء..
أنا لا أريد أن أستسلم وأن أترك ما بدأت.. لأنّه ومع كل السّوداوية التي أنظر بها لما يحصل في الملتقى.. يبقى الأملُ في أن هناك من يُشاركني رؤيتي يستطيع أن يأخذ بيدي لنخرج معًا إلى سبيلٍ آمن..
أنا الآن بحاجة جدّية إلى لجنة للتّحكيم بين المشاركات في مسابقة قراءة في كتاب.. وإنّي أفتتح هذا المتصفّح علنًا وأمام الجميع لنتّفق على ما يجب وما لا يجب..
ولكن قبل أن أشرع في وضع محاور الحوار.. أرجو أن يتجّه الحديث مباشرة إلى صلب الموضوع.. وأنّ نبتعد تمامًا عن الشّخصنة والخلفيّات المسبقة التي قد تكون صحيحة أو خاطئة تجاه الآخرين.. وعلينا التزام مبدأ عدم التّجريح واللّمز لأنّ القضية المطروحة هي قضيّة جدّية تستدعي أن يكون كلامنا واقتراحاتنا جدّيّة..
وعلى هذا المبدأ سأجد نفسي مضطرًّا لحذف كل مشاركة تخرج عن السّياق وتناقش القضية بغير موضوعيّة,, وهذا رجاء للدكتور وسام البكري وللأخوة المشرفين في الصالون الأدبي أن لا يسمحوا بأي تجاوز يضر في مسار الحوار..
محاور الحوار:
ـ لماذا نجري المسابقات في الملتقى؟؟ أو لماذا تُجرى المسابقات بشكل عام؟؟
ـ ماذا يتوخّى المتسابق من مشاركته في المسابقة؟؟
ـ ما الفائدة التي يجنيها المتابع من مثل هذه المسابقات؟؟
ـ هل يجوز أن تكون المسابقات الثقافية والعلميّة.. مفتقدة للجدّيّة في الطّرح والتّقييم؟؟
ـ ألا تحتاج المسابقات العلمية والثقافية تقييم حقيقي يُبيّن مواطنها بُنيويًّا وجماليًّا ولغويًّا ويبرز الفائدة أو الضّرر الذي يحويه النّص المشارك في المسابقة؟؟
ـ هل تقييم المشاركات في المسابقات يكون أفضل من خلال لجنة تحكيم أم من خلال تصويت آلي يشوبه الكثير من عدم الجدّيّة والمحسوبيات..
أم أن كليهما يكون أفضل؟؟ وأقصد تقييم اللجنة إضافة لتصويت المهتمّين..
ـ كيف يتناول عضو اللجنة المشاركات.. هل يجب أن يبني حساباته على خلفيّة معيّنة مُسبقة تجاه المتسابق أو تجاه النّص؟؟ أم عليه أن يجري تقييمه بناءً على ما جاء في النّص من معطيات سلبًا أو إيجابًا وعليه يكون التّقييم؟؟
ـ هل من حق المتسابق التّشكيك في مصداقيّة عضو اللجنة بناءً على خلفيّة مسبقة أو لموقف مسبق تجاهه؟؟
هذه محاور أطرحها مبدئيًّا للحوار على أن يكون خلال الحوار محاور أخرى تظهر تباعًا وتراعي مجريات ما تم بحثه..
أضع هذا المتصفّح في الصالون الأدبي كي أُضفي شرعيّة ومصداقيّة وجدّيّة لأهمّيّة ما يتم بحثه هنا..
أدعو جميع المهتمين والغيورين للتّداخل هنا ضمن الضّوابط التي حدّدناها..
وأوجّه دعوة خاصّة ورجاء لكل أعضاء لجنة التّحكيم في مسابقة قراءة في كتاب إيلاء هذا المتصفّح أهمّيّة خاصة والتّداخل بجدّيّة وإبداء وجهات نظرهم..
أعضاء اللجنة الكرام الأساتذة الأفاضل:
محمد فهمي يوسف- مصطفى ربيع- د. وسام البكري- د. حكيم عبّاس- حسين ليشوري- صادق حمزة منذر.
ولكم مني كل تقدير واحترام.
ركاد أبو الحسن
تعليق