عـاجـِلٌ هذا النـَبَـأ
هَلْ لِــيْ بِسَمْعِكَ .. عـاجِلٌ هذا النـَبَـا
إِنـِّــــيْ نـَعَـيْـتـُكَ والعِــراقُ مُخـَضَّبـا
داسَتْ سَنـابـِكُ خـَيْـلِهِـِـمْ شِــرْيـانـَنـا
والصافِناتُ مَضَتْ بـِشارِبِ مَنْ سَبـا
صَلـَّيـْتُ أَنـَّــى كُـنـْتَ عِـنـْدَكَ نــائِمــاً
أَنْ لا تـَـعُودَ كَمــا دَفـَـنـْتُ أَنـا الأَبـَــا
عَنْ خـــافِقٍ لـَوْ جِئْتَ تـَنـْشـُدُ نـَبْضَةً
صَوْبَ الفـُراتِ لَمَحْتَ شَعْرَكَ أَشْيَبـَــا
تـَلْقَى الرِجـَــالَ مُـغـَلـِّفِـيـنَ قـُيُـودَهُـمْ
والغُـوْلُ يَـقْـتَطِفُ الرُؤوسَ كَما الوَبَا
بَيْنَ الأَزِقَّـــةِ حِيـْـنَ يـُـرْمى شـــاهِــدٌ
تـَجْرِي الدِمــــــاءُ لِكُلِّ قـَبـْـرٍ مَذْهَبـَـا
مُـسْتـَغـْرِقِينِ عَـلَى المَشارِفِ لـُجَّـــةً
كـُـلٌ يـُـهَـدِّدُ مـُضْــمِــراً مُــتـَـوَثـِّـبــَــا
حيث اشْـتـَهَـى الجَــزَّارُ مِنـَّا أَضْلـُعـاً
كُنـّا الروافِضَ و النـَواصِبَ والظِبــَـا
صـُبْحــاً تـَمُـدُّ إِلَيـْـكَ أَلـْــفُ مَدِيـْــنـَةٍ
كـَـفـَّـاً لِأَرْمَــلـَـةٍ وَمـَـوْتـــاً أَجـْـرَبـَـــا
واسْتـَوْقـَفـَتـْكَ مِنَ الخـُطـُوبِ مَنـَاجِلٌ
أَوْدَتْ بـِطِـفـْلٍ كَـانَ يـَلـْعـَقُ مَـشْـجَـبـا
لا تـَرْمِقِ الأَرْضَ اسْتـَفِقْ يا صاحِبي
تـُذْوِيْ الدُمُــوْعَ بـِمَلْحِهــا مُسْتـَعْذِبَــا
اِمْـسَـحْ دَمِـيْ مِنْ مُقـْلـتـََيْـكَ بـِقـُطْنـَةٍ
إِنْ كُنْتَ حُــــراً لا تـَـعِشْ مُسْتـَغـْرِبـَـا
شَهْمـاً عَهـِدْتـُك فِيْ صَلاتِـكَ خاشِعـاً!
أنـــى جَـنـَحْـتَ هَجـَرْتَ رَبـَّــكَ مُذْنِبَا؟
كُنـْتَ العِقــالَ أَلـُـفُّ عِنـْدَكَ شـارِبـيْ!
كَيْفَ اشْـتـَغـَلْتَ لِبـِئـْرِ نـَفـْطِكَ أَرْنـَبَا؟
حَتـّى مَتـَى تـَـلـِدُ الهُمُــوْمُ رِِجَـالـَهـا؟
تـُمْسِي المَسـَالِكُ لِلـْحـَقائـِقِ مَهْـرَبَا؟
الأِرْضُ دائـِــــرَةٌ تـَـدُوْرُ فـُصُـوْلـُهـــا
وَالشَـهْــدُ يُـثـْمـِرُ ذاتَ حـَـظٍ عَقـْرَبـَـا
مـا جـِئـْتُ عَطـْفـاً أَرْتـَجـِيـْـهِ لِتـُخـْمَـةٍ
بَلْ جـِئـْتُ أَخـْشَى رِيْحـَكـُمْ أَنْ تـَذْهَبـَا
مَنْ ذا سَيَكْفـُلُ طِـفـْلـَةً فِـيْ مَهْدِهـــــا
أَنْ تـَنـْتـَقِيْ جَـمْرَ الفـَضَائـِلِ مَـلـْعَبــَا
لـِـيْ بـِضـْعَ مِلـْيـُـونَ هُـنـَــاكَ مُـيـَتـَّـمٌ
مَنْ ذا سَـيـُوْقـِـظُ لِلْيـَتـَامى زَيْـنـَبـَــــا
نـُصِبَتْ لِأَهْلِـيَ بـِالعـَـــرَاءِ خـِيـامُـهـُُمْ
كـَانَ العَــدُوُّ مِنَ الشَـقِـيـْـقِ مُقـَرَّبـَـــا
وَرُمِــيـْـتُ مِنْ غـَيْمٍ بـِبابِ سَـفـــــارَةٍ
عـَرَبـِيـَّـة كَالغـَـيـْثِ أَغـْسِلُ جـَوْرَبَـــا
فـَأَضاعَـنـِي دَهْــراً وَحـَـــلَّ قـَضِيـَّتـِيْ
طـَـرْداً سِــياسِــيـا فـَكــانَ مُهـَذَّبـَـــــا
غـــادرت عـَنْ حـُلـُمٍ أَطَاحَ بـِهَيْـبـَتـِيْ
أَقـْنـَعـْتُ نـَفـْسـِيَ كَالَّذي بَـلـَعَ الرِبــَـا
وَصحَوْتُ فـَجْـراً فـاشـْترَيْتُ كَرَامَتيْ
أَهْـدَيـْتُ صَوْتـِيَ لِلـْعـِـراقِ مُـنـَصِّبَــا
شَاهَـدْتـُنِيْ حُــراً وَقــابـِلـَتِيْ لـَهـَــــــا
ضـَرْعٌ وَأَهْلِيْ دَيْـنـُهـُمْ بَـلـَغَ الـزُبَـى
عُذْراً فـَبَعْضُ شِكايَـتـِـيْ قـَيـْحُ القـَنــَا
مـا عـُدْتُ أَخـْشَى مَنْ تـَأَبَّطـَهُ الإِبـَـــا
سـَيَلـُوْمُنِيْ مَنْ جـِئْتُ أَعـْرِضُ قِصَّتيْ
أَنـِّــــي سَرَدْتُ لَـَدَيْــهِ فـِـيلـْمـاً مُرْعِبـَـا
بقلم / زكي دميرجي