قراءة في نصوص سمير العمري : عندما تسبح الذات الأدبية إلكترونيًا حاملة هموم الأمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.مصطفى عطية جمعة
    عضو الملتقى
    • 19-05-2007
    • 301

    قراءة في نصوص سمير العمري : عندما تسبح الذات الأدبية إلكترونيًا حاملة هموم الأمة

    قراءة في أعمال د. سمير العمري :
    عندما تسبح الذات الأدبية إلكترونيًا حاملة هموم الأمة
    بقلم : د. مصطفى عطية جمعة

    من أهم ثمرات الفضاء الإلكتروني أن الكثير من الأصوات الأدبية وجدت متسعًا لها في النشر والعمل الثقافي ، فقد استطاعت الشبكة العنكبوتية الدولية أن تكسر احتكارات المجلات الثقافية الرسمية التي ترتهن بأمر وزارات الثقافة ، أوالمجلات الخاصة التي تعبر عن تيار أدبي بعينه ، ويكون النشر فيها خاضعًا لمعطيات الانتشار وتغذية توجه أدبي أو ثقافي محدد .
    ويشكل الشاعر " سمير العمري " النموذج المتمرد ، مثل عشرات النماذج الأخرى ، التي كسرت النمطية الأدبية في عالمنا العربي ، وأصبحت تراهن على نشاطها الشخصي في مجال تأسيس المواقع الثقافية ، والاضطلاع بنشر الإنتاج الأدبي والثقافي لفئات وأفراد ، كانوا محرومين من هذه الفرص ، بفعل تنائي المسافات المكانية ، وغياب العلاقات العامة والشخصية مع الناشرين ومدراء التحرير في المجلات والصحف . لقد قام " سمير العمري " بتأسيس موقع "الواحة" الثقافي على الشبكة الدولية للمعلومات ، محطمًا - مثل غيره – قيود النشر ، وهو الذي يعاني من النفي خارج الوطن العربي ( يقيم في السويد ) ، حيث تكوّنت بفعل هذا الملتقى الأدبي في الفضاء الإلكتروني فعاليات رائعة ، شكلت كيانات موازية لما يسمى بتيار الثقافة الرسمي والأهلي في المجتمعات العربية ، فنستطيع أن نقول إن هناك تيارًا إلكترونيًا ، بدأ يغزو حياتنا الثقافية . ويجدر بالذكر أن ملتقى الواحة الثقافي ، لا يقتصر على نشر الإبداعات الأدبية : شعرية أو نثرية ، بل هو " هايد بارك " يتسع لكل مشارك عربي ، دون النظر إلى هويته أو جنسيته ، فرأينا الكثير من المساهمات الثقافية والفكرية والمشاغبة في هذا الموقع .
    ربما يكون الهم الذي تطرحه هذه الدراسة هو النظر إلى الأديب سمير العمري بوصفه أديبًا فحسب ، واتخاذه نموذجًا في الدرس الأدبي مثل مئات ( أو آلاف ) الشعراء الذين باتت أصواتهم مسموعة في الفضاء الإلكتروني ، وبعضهم لا يعرف طريق النشر الورقي ، ويكتفي بالمداخلات التي تأتيه من خلال المواقع الأدبية التي يشارك فيها . إن المشكلة التي تكتنف هؤلاء أن إنتاجهم الأدبي يتراكم بفعل مرور السنوات ، دون وجود دراسات نقدية موضوعية لهم ، تحاول أن تنظر إلى نتاجهم الأدبي نظرة رأسية فتتعرف طبيعة النتاج : من شعر أو نثر ، بكل الأشكال التي يمكن أن يجتهد فيها المبدع ، أو نظرة أفقية حول تناولات المبدع وموضوعاته ، والخصائص الفنية التي تميز إبداعه ، ومدى التطور الرؤيوي والفني الذي أحدثه المبدع . فالآفة التي تبتلى بها مواقع الإنترنت الأدبية تلك التعليقات المبتسرة التي يلقيها هذا الأديب أو القارئ بشكل متعجل ، وتكون ذات اقتضاب ، وتكتفي بالتعليق على العمل الواحد المعروض دون النظر إلى سائر أعمال الأديب ، وبالتالي يظل نقدها مفتقدًا إلى القراءة الشاملة العميقة ، ويظل المبدع ضحية هذه التعليقات ، ولو كانت من ذوي صداقاته فإن طابع المجاملة يغلب عليها ، أو تصطبغ بصبغة العداء إذا كان المعلق يرد الصاع للمبدع الذي هاجمه في عمل من قبل . وما بين هذا وذاك ، فإن المبدع يظل دون تقويم حقيقي، ولا يملك خطوطًا نقدية محددة ، تشمل إبداعاته بشكل هادئ معمق محايد .
    وفي تجربة سمير العمري التي تمتد لسنوات سابقة ، وكما أوضح في إحدى قصائده فإنها عميقة منذ أيام دراسته الأولية في المدرسة المتوسطة . وقد قام الباحث في هذه الدراسة بتجميع منتج التجربة الإبداعية لسمير العمري من تفرقها في صفحات الإنترنت ، فشكّلت ملفًا كبير الحجم ، جمع الشعر والنثر ؛ وإن كان يغلب على تجربته الشعر ، فيبدو لنا أن نفسه الشاعرة متوقدة دافقة ، وأن الشعر أقرب إليه ليجيش بما يعتمل في نفسه.
    لعل أبرز ما يستوقفنا في تجربة " العمري " الشعرية أنه يقول الشعر وفقًا لموروث الشعر العربي ، فهو مولع بتجربة شعراء العروبة القدامى ، ومن سار على دربهم من المعاصرين ، وهذا يظهر في بنى قصائده العمودية التي تلتزم النهج الخليلي التقليدي ، وهذا لا نعده عيبًا أو تأخرًا كما يرى بعض النقاد ، الذي يتصورون أن الحداثة معناها الإبداع بأشكال شعرية جديدة ، مثل شعر التفعيلة أو قصيدة النثر أو النص المفتوح . نقول : من يظن ذلك فهو مخطئ ، فالأشكال الشعرية مثلها مثل الآنية ، أوعية تحوى تقلبات الوجدان ، وعبير الرؤى ، وإنما يكون الأمر في قضية التجديد الشعري من خلال مدى الرؤية المبتكرة التي يرومها الشاعر ، وما مدى اختلافه عن السابقين ؟ أو بالأدق : ما الإضافة الإبداعية التي نتلمسها في تجربته ؟ نقول ذلك ، وهناك شعراء عظام أبدعوا بالشكل العمودي بكل قيوده الموسيقية ، ما تعجز عنه قصيدة النثر بكل انفتاحها وتحررها الموسيقي واللفظي ، مثل : البردوني ( اليمن ) ، الجواهري ( العراق ) ، ( أحمد بخيت ) مصر ، وغيرهم .
    فسمير العمري يفضل الشكل العمودي وينحاز إليه ، ويكتب أيضًا قصائد التفعيلة ، بجانب إبداعاته في القصة والمقال والخاطرة . وفي شعره العمودي نقف عند ظاهرة الأغراض الشعرية ، وهو مفهوم قديم قدم الشعر العربي ، فقد التزم "العمري " بها ، كأنه يتنفس بروح القدماء ، وينظر بنفس رؤاهم ، وهذه قضية الكثيرين من ناظمي الشعر بالعمودية أنهم يظلون أسرى الرؤية التقليدية التي تتكئ على ميراث الشعر العربي القديم ، فينظمون في المدح والرثاء والفخر والذم والأسى ... ، وقد يعارض القصائد القديمة ، إمعانًا في التأسي بالسابقين ، وبعضهم يتطور أكثر وينظم حسب المدرسة الرومانسية ، التي أشعلت القلوب نارًا، وغنت للطبيعة ، وربما يشكل هذا الأمر هاجسًا لدى شاعرنا ، فهو يرى أن التمترس في الشعر التفعيلي عنوانًا للشخصية المسلمة العربية ، وهذا يردده كثيرون ، ولكن تبقى الحقيقة أن الأهم في الجنس الأدبي ، وما يتفرع عنه من أشكال شعرية تلك الأحاسيس الجديدة التي يستشعر العالم بها ، أحاسيس تختلف عما يردده العامة ، أو ينظمه باقي الشعراء ، ومن هذا أو ذاك يتميز الشاعر ، فإذا جدّت الرؤية ، ستتجدد الكلمة ، وتكسى الصورة بعبق جديد ، ولنا في فحول شعرائنا القدامى والمعاصرين نماذج مبدعة في الرؤية والخيال .
    والقاسم المشترك في تجربة " العمري " تلك الروح المتأججة التي تتعامل مع الشخوص والأشياء والقضايا بنفس درجة التأجج ، من أول النص إلى آخره ، وفي سبيل ذلك تخرج مفردات خطابية في طابعها ، مباشرة في فكرتها ، وتقل الصورة والخيال ، وهذا منطقي في التجربة الشعرية ، فإذا اشتد اشتعال الذات الشاعرة ، أسالت مشاعرها كلماتٍ ، فإن مساحة العقل الشعري تتقلص . ولنغص في تجربة " العمري " ، والغواص موضع التساؤل دومًا .
    في ذكرى زواجه ينظم قصيدة مهداة إلى زوجته ، ويعنونها بـ " قرتي وقراري"، والعنوان يشي بالمضمون وهو أن الزوجة موضع المودة والسكن وهي رؤية إسلامية قرآنية ، حيث يقول :
    لا رَيْبَ أَنَّـكِ مِـنْ نَعِيـمِ البَـارِي وَبِأَنَّـكِ المَقْسُـومُ مِـنْ أَقْــدَارِي
    وَبِأَنَّ رُوحَـكِ رَاحَتِـي بَعْـدَ العَنَـا وَبِـأَنَّ قَلْبَـكِ قُـرَّتِـي وَقَــرَارِي

    وعنوان النص جزء من الشطر الثاني في البيت الثاني وهو يندرج تحت ما يسـمى العنوان
    الجاذب الذي يعمد فيه الشاعر إلى جذب القارئ لهذه النغمية التي حملتها مفردتا العــنوان
    والمتأتية من الجذر المشترك بينهما . تلك الموسيقية التي تشكل علامة مميزة في قصائــد
    العمري . وفي هذه القصيدة ، يقف الشاعر عند الحد الظاهري الذي يجترّ المدح للزوجــة
    الوفية ، معددًا فضائلها ، وكيف أنها نموذج في العطاء ، وتجدر الإشـارة إلى أن مـدح
    الزوجة غرض شعري راق ، ولكن تظل الرؤية مرهونة بنظرة الشاعر إلى طبيـعة العلاقة
    بين الزوجين وخصوصيتها ، والخصوصـية تعني : ما يتمايز به الشاعر عن الآخــرين
    في وقفته عند حياته الزوجية ، بعد مرور عقدي زمن كما ذكر في النص ، وأرى أن الشاعر لم
    يراوح ما سبقه إليه الآخرون ، وإن حفلت القصيدة بإضاءات دينية .
    ونفس ظاهرة العنوان تتكرر في قصائد أخرى ، حيث يقتطع الشاعــر من مطلع النص
    عنوان قصيدته ، يقول :
    علَى السُّيُوْفِ بَقَايَا مِنْ رَحِيْقِ دَمِـي وَفِي الصُّخُوْرِ طَرِيْقٌ مِنْ خُطَى قَدَمِي
    فقد حملت القصيدة عنوان : " رحيق دمي " ، المقتطع من البيت الأول ، وهذا لا يساعـد
    على تحفيز القارئ على قراءة النص ، وربما يعد ذلك استسهالاً من الشاعــر ، إلا أن
    العنوان معبر عن روح النص ، التي حلقت في أزمة الإسلام ، وضياع مقدساته . فنغـمة
    التباكي على تهرئ الجسد المسلم ، تهز الكثيرين ، ولكن الشاعر طوّف بكل آلام المسلمين،
    مستخدمًا قاموسًا يكاد يكون مشتركًا بينه وبين كل الباكين على أحوال الأمة المسلمة .
    وربمـا نجد الرؤية أكثر تطورًا في قصائد التفعيلة ، ففي قصيدة " البدر أحنى الجبين " نرى
    انفتاحًا أكثر وهو يخاطب المحبوبة ، يقول :
    هَلْ تَكْتَفِيْنْ؟
    أَنْ هَلَّ فَجْرُكِ بَاسِمَاً بَعْدَ الأَسَى
    يَمْحُوْ سُطُوْرَ الحُزْنِ مِنْ طِرْسِ السِّنِيْنْ
    هَلْ تَكْتَفِيْنْ؟
    أَنْ حَلَّ طَيْفُكِ يَحْتَوِيْ مِنِّي الْمُنَى
    يَغْفُوْ بِأَحْضَانِي أَنَا
    يَرْتَاحُ فِي عُمْقِ الفُؤَادِ وَفِي الوَتِيْنْ
    لا يقف الخطاب عند المحبوبة الأنثى ، بل هو منصرف إلى المحبوبة ، ولكنه يتمايز هنا بكون
    الشاعر متعمدًا الخطاب الأنثوي بشكله المطلق ، لتظل المحبوبة الأنثى ذات شكل هلامي،ندركه
    من الصور الشعرية التي تتالى في النص ، والتي تتأرجح بين السعي إلى الخروج من تيه الحزن
    إلى عالم رحب من البسمة ، وتظل الأنثى في هذا الفضاء : يمكن تحويل دلالتها إلى الوطن ، أو
    الزوجة أو المعشوقة ، ولكن في إطار من الوهج العاطفي ، وتتعمق الرؤية أكثر في قصيـدة :
    " أطلقي منك السراح " ، يقول :
    ضُمِّي الجِرَاحَ عَلَى الجِرَاحْ
    وَتَحَدَّثِي عَنْ ذِكْرَيَاتِ الفَجْرِ يَا شَفَةَ الصَّبَاحْ
    عَنْ رِحْلَةِ الطَّيرِ المُغَرِّدِ غُرْبَةً
    بِالنَّاسِ
    بِالإِحْسَاسِ
    عَنْ زَمَنٍ وَسَاحْ
    عَنْ رِحْلَةٍ هَاضَتْ وَهَاضَ بِهَا الجَنَاحْ
    فِيهَا انْكِسَارَاتُ المَرَايَا لا تُزِيلُ الأَقْنِعَةْ
    فقد عمّق رؤيته أكثر عن مأساة الوطن ، متخذًا المحبوبة مخاطبة ، ليسقط عليها أحزانه
    وهو يتباكى على أطلال العروبة ، ومجد الإسلام . وقد استحضر " سجاح " وهي امـرأة
    ادّعت النبوة ، وتزوجها مسيلمة الكذاب ، في إشارة إلى حجم الكذب الذي يعترينا ، كـذب
    على الشعوب ، وعلى النفوس .
    أبرز ما نلحظه في القاموس الشعري عند " العمري " غزارة هذا القاموس ، وهذا ناتج عن
    تعمقه في قراءة الشعر ، وفي قرضه ، خاصة أن الشعر العمودي يستلزم إثراء في الألفاظ
    حتى تكون القافية لينة ، وإلا ستكون منحوتة نحتًا . ولكنني أستطيع أن أقف عند مظهر آخر
    دال على هذا الثراء ، وهو الصورة الشعرية ، التي أرى أنها تميز شاعرنا ، وهو يعتني بها
    ويحرص على تعميقها ، خاصة في قصائد شعر التفعيلة التي أعتبرها عنوانًا على التطور في
    الرؤية والبناء الفني لديه ، يقول في قصيدة " البدر قد أحنى الجبين "
    وَالحَرْفُ يَجْمَحُ لِلصَهِيْلْ
    يُبْدِي الدَّلِيْلْ
    وَعَلَى حَنَايَا القَلْبِ يَكْتُبُ قِصَّةً
    وَالنَّبْضُ يَهْتِفُ بِالحَنِيْنْ

    إننا أمام صورة ممتدة ، شديدة العذوبة ، فالحرف مثل الخيل جامح للصهيل ، صورة تشي بعنفوان
    الحرف أي ثورته ، وتمتد الصورة ليصبح الحرف كاتب أقاصيص ، ويكون القلـب ورقَــه ، ثم
    يكون نبض القلب حنينًا للمجد والعظمة . إنها صورة تجيش بشاعرية متقدة .
    وفي قصيدته النونية التي عارض بها نونية ابن زيدون ، نجد ما نسميه بظاهرة تراسل الحـواس
    فكل حواسنا تتلقى الصورة دون موانع ، فيتداخل البصر والشم والنطق والسمع ، وتتجمع في مركز
    الإحساس الواحد وهو القلب ، يقول :
    الزَّهْرُ بَسْمَتُنَـا وَالطَيْـرُ هَمْسَتُنَـا وَالصَمْتُ رَبْوَتُنَا وَالشِّعْـرُ وَادِيْنَـا
    وَرَوْضَةُ الطُّهْرِ فِي أَسْمَى مَشَاعِرِنَا كَطَلْعَةِ الفَجْرِ فِـي أَدْجَـى لَيَالِيْنَـا
    فالزهر يشعل حاستي العين والشم ، ثم يصبح بسمة تزين وجوهنا ، والطير يحفز حاستي البصر
    والسـمع ثم يكـون همسة على الشفاه ( منطوق ) . وهكذا نجد بيتــًا شديدة الشاعرية ،محلى
    بصور فذة ، وإن كان البيت الثاني اقترب مما يسمى المتداول الشعري فالطهر روضة ، مثل طلعة
    الفجر ، وهي صورة تتكرر كثيرًا ، محورها : الطهر مثل الفجر ، أو العفاف كالنور .



    وإذا كانت لنا وقفة ، فإن القصة لدى شاعرنا لها نكهة خاصة ، وإن قل نتاجه منها ، فنفس
    الشاعر تزاحم عين القاص ، وربما تاتي قصة " نكهة " نموذجًا مشتركًا في رأيي ، فهذه
    القصة جمعت عالم " العمري " في شعريته ، ودلت على لقطاته القصصية ، فالقصة ذات
    مضمون يتقاطع كثيرًا في شعر العمري : الوفاء للزوجة ، والوفاء يتخذ صورة تذكر عيد
    الزواج ، حيث حمل البطل كعكة هذا العيد ، مصنوعة من الكريمة والكرز ، لونا البياض
    والاحمرار ، وذهب إلى منزله ، أسرعت الزوجة بفتح الباب ، وهي ضاحكة للزوج الذي
    تذكر ما ينساه الآخرون ، فيفاجأ بوجود أختها المطـلقة عندها ، يشعر بالغضب ، وتشكك
    الأخت في وجود آثار إصبع على الكعكة ، وسرعان ما يوضح الزوج كيف أن هذه لمسته
    هو عندما تذوق الكعكة . وحين تبدأ الزوجة في التناول من الكعكة ، تشعر بنكهة جديدة ،
    نكهة الوفاء . يمتاز أسلوب القصة بدفق عال من المشاعر ، وأرى أن العمري يمتلك نفسًا
    قصصيًا ، وقدرة على الحكي ، والأهم : التحكم في اللحظة القصصية ، وإبقـاء القـارئ
    في ترقب لما سيحدث . وإن كان الحوار يحلق في آفاق شاعرية ، لا يحتملها عالم القص
    الذي يقترب من الواقع المعاش . تقول الزوجة لزوجها مهنئة :
    " كُلُّ عَامٍ وَأَنْتَ أَنْتَ ، القَلْبُ الذِي يَحْتَوِي ، وَالرُّوحُ التِي تَسْتَوِي "
    ويرد عليها حينما يعلم بوجود أختها :
    " لأَجْلِكِ يَهُونُ كُلُّ خَطْبٍ ، لا بَأْسَ أَنْ تُشَارِكَنَا هَذِهِ المَرَّة أَجْمَلَ لَحَظَاتِنَا الخَاصَّةِ "
    وربما يكون عذر القاص أن نفس الشاعر تغلفه ، في لحظة شاعرية ، عنوانها المودة.
    ******
    تظل تجربة " سمير العمري " مثل عشرات التجارب الأخرى ، في حاجة إلى وقفة للقراءة
    النقدية المتأملة ، لعل هذه الوقفة تكون فرصة لالتقاط الأنفاس ، وهذه إحدى أزمات النقـد
    العربي : ركام هائل من الإبداع ، وتجاهل من النقاد ، وأختم بأن أؤكد أن هذه القراءة إنما
    هي قراءة أولية في جوهرها ، تحاول أن تكون نبراسًا لقـراءات أخـرى ؛ تجمع الشتات
    الذي تكتنزه شبكة الإنترنت ، وتعيد ترتيبه وتنسيقه ، وفي الترتيب بدء حقيقي للتلقي .
  • أحمد حسن محمد
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 716

    #2
    أستمع في انبهار ..
    وأتذوق كل كلمة من يديك ، فيثمر القلب بهجة وطربا..
    أيها المعلم الناقد الكبير..
    شكرا لك بحجم كل لحظة تعبت فيها لكي تخرج لنا بهذه القراءة التي أخذت من كل زاوية نصيبا..

    وكان عندي بعض التساؤلات:
    - من ناحية الشكل الخليلي.. هل ترى أنه لا يمكن أن يتحول إلى مساعد على كتابة القصيدة؟ أي أنه يحمل في طاقاته أكثر من شكل تبعاً لقوة الانفعال ، وطول الفكرة أو قصرها.. رأسية التفكير أو أفقيته ! فلا يكون -هو والأشكال الشعرية الأخرى- مجرد إناء وإنما مضمونا آخر وساحة جديدة للتطوير .. باعتبار أشكاله المختلفة والكثيرة التي أثرت عن العرب وبالذات في عصر الجاهلي..

    - بشأن تجربة الشاعر سمير العمري.. فكثيرا ما أفاجأ بالخطابية غالبة على روح القصيدة بسبب محاولات اللفظ الجزل وإثبات الحكمة.. بالنسبة للتصوير أو محاولة كتابة المشاعر الخاصة للشاعر.. وفي الأبيات أو السطور الشعرية التي أثبت فيها تجديدا أو خصوصية في الصورة الشعرية واستلهام التراث الديني أو التراث عامة فليس في غالبها أية جدة يحاولها الشاعر إلا في النظم فقط.. ولعل هذا كان أبسط حقوق المعنى الذي يورده! فأين خصوصية الشاعر في الاستلهام وإعادة صياغة الواقع والحياة الأولى والتجديد على مستوى الصورة والفكرة بدلا من تكرار نفس المعاني القديمة من تخصيص أبواب للهجاء وأخرى للمديح وثالثة للإخوانيات رغم أن هناك ما يبرر هذه إلا أني دوما أبحث عن روح خاصة بالشاعر فلا يقع بصري إلا على منقولات بتصرف..

    قد أكون مخطئا وقد أكون مصيبا..
    ونستفيد من علمك أولا وآخرا

    تعليق

    • د.مصطفى عطية جمعة
      عضو الملتقى
      • 19-05-2007
      • 301

      #3
      المبدع الجميل الأستاذ / أحمد حسن
      أشكرك أولا على إطراءك لي وأدعو الله أن أكون عند حسن ظنك
      ثانيا : نعم الشكل الخليلي ليس عيبا ، وإنما القدرة على توظيفه هي الأساس ، وكثير من الشعراء يرون أن مجرد النظم كاف لكي يكون شاعرا .
      ثالثا : أتفق معك أن تجربة سمير العمري تقليدية كثيرا ، وقد نوهت إلى ذلك في ثنايا الدراسة ، ولكن كان الهدف تقديم دراسة متكاملة عن شاعر له نشاط كبير في المنتديات ، ولا يحظى سوى بتعليقات مبتسرة . ولعلمك الشخصي ، إن هذه الدراسة حظيت بجدل كبير عند نشرها في المنتدى المذكور ، ما بين مؤيد ومعارض ، ولكن خلاصة الأمر ، تعرف الشاعر والقارئ على التجربة برؤية محايدة - قدر المستطاع - ، وهذا ما أردته .
      تحياتي ودام تلاقينا الإبداعي

      تعليق

      • د. جمال مرسي
        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
        • 16-05-2007
        • 4938

        #4
        أخي الحبيب و الناقد المبدع د. مصطفى عطية جمعة
        قليل منا من يقرأ النصوص بتقنية و حرفية و استيعاب لكل مكنونات النص الأدبي كما تفعل أنت .
        و قد كان لي و لا زال شرف مجاورة الصديق الدكتور سمير العمري و ملامسة تجربته أولا بأول
        منذ أكثر من أربعة أعوام و لهذا فهي ليست غريبة عليَّ و ما ذكرته في دراستك الموجزة عن بعض
        أعمال هذا الشاعر الكبير الذي نكن له كل الود و الاحترام و الأخوة .
        و أصدقك القول و لعلك تعرضت لهذا في دراستك أنه لا يفسد على الأديب إلا أحد أمرين :
        إما مجاملة شديدة بعد قراءة متعجلة
        أو عداءً شخصياً يتصيد له القاريء أو الناقد أخطاء ربما جاءت عفوية و بدون قصد .
        الدكتور سمير العمري مثله مثل العديد من الشعراء الذين ينشرون أعمالهم عبر هذه الشبكة المترامية
        كان ضحية كلا الأمرين اللذين ذكرتهما .
        و هنا تتأتى مهمة النقد العادل و الواعي البعيد عن المجاملات أو الأحقاد .
        و لكننا و بكل أسف نفتقد في هذا الفضاء الفسيح إلى هذه العين الناقدة المبصرة فكان
        أن وقع الكثيرون منا ضحية المديح الزائد عن الحد أو الانتقاد اللاذع الذي ربما يكرّه الشاعر
        أو الأديب فيما كتبه و يكتبه .
        و نأتي لتجربة الدكتور سمير العمري الذي أحبه و أحب تجربته فأقول أنه قد غلب عليها الطابع
        الكلاسيكي التقليدي مع احتفاظه بخصوصيته في الأداء المميز له و الذي ما إن تقرأ قصيدة تقول أنها له .
        و قد أخذت عليه هذا مرات في حوارات دارت بيننا و احترم كل واحد منا رأي الآخر . و رغم أني أرى
        أنه لا يعيب الشاعر تمسكه بالأصالة إلا أننا و في هذه العجلة التي تدور بسرعة في التجديد و البحث
        عن مفردات أكثر حداثة و عصرية يجب أن ننضو عنا ثوب الماضي ليس في الشكل فقط
        و لكن أيضا في المضمون و المفردات . و أذكر أنني في إحدى قصائدي قلت في شطر بيت
        ( و حزمت أمتعتي ربطت نسوعي ) فأخذ عليَّ أحد النقاد استعمالي لمفردة غير مستعملة
        و تحتاج لمعجم لكي يفهمها القاريء فلما عللت ما كتبت بأن المتنبي أو شوقي أو خلافهما كانت أشعارهم
        تحتاج أيضا إلى معاجم فقال نحن في عصر غير العصر .
        و السؤال الذي يفرض نفسه : هل استعمال الشاعر لمفردات معجمية أو قديمة يعد عيباً
        في زمان أصبحت لغته هي المترو و الأسفلت و النورس و غيرها ؟
        أخي الصديق د. مصطفى
        أعجبتني الدراسة كثيراً و غصت في كل حرف كتبته فيها
        فلك و للمبدع سمير العمري و لأخي أحمد حسن كل الحب و التقدير و ليت أخي الحبيب سمير يشاركنا
        هذه الفرحة في منتدانا الجديد و هذه دعوة أوجهها لك عبر صفحتك من كل قلبي متمنيا له و للواحة الغراء
        التي لا أنسى فضلها بعد الله عز و جل عليّ دوام النجاح و التوفيق .
        محبتي و تقديري
        التعديل الأخير تم بواسطة د. جمال مرسي; الساعة 24-05-2007, 03:02.
        sigpic

        تعليق

        • د. فوزى أبودنيا
          عضو الملتقى
          • 16-05-2007
          • 315

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
          أخي الحبيب و الناقد المبدع د. مصطفى عطية جمعة
          قليل منا من يقرأ النصوص بتقنية و حرفية و استيعاب لكل مكنونات النص الأدبي كما تفعل أنت .
          و قد كان لي و لا زال شرف مجاورة الصديق الدكتور سمير العمري و ملامسة تجربته أولا بأول
          منذ أمثر من أربعة أعوام و لهذا فهي ليست غريبة عليَّ و ما ذكرته في دراستك الموجزة عن بعض
          أعمال هذا الشاعر الكبير الذي نكن له كل الود و الاحترام و الأخوة .
          و أصدقك القول و لعلك تعرضت لهذا في دراستك أنه لا يفسد على الأديب إلا أحد أمرين :
          إما مجاملة شديدة بعد قراءة متعجلة
          أو عداءً شخصياً يتصيد له القاريء أو الناقد أخطاء ربما جاءت عفوية و بدون قصد .
          الدكتور سمير العمري مثله مثل العديد من الشعراء الذين ينشرون أعمالهم عبر هذه الشبكة المترامية
          كان ضحية كلا الأمرين اللذين ذكرتهما .
          و هنا تتأتى مهمة النقد العادل و الواعي البعيد عن المجاملات أو الأحقاد .
          و لكننا و بكل أسف نفتقد في هذا الفضاء الفسيح إلى هذه العين الناقدة المبصرة فكان
          أن وقع الكثيرون منا ضحية المديح الزائد عن الحد أو الانتقاد اللاذع الذي ربما يكرّه الشاعر
          أو الأديب فيما كتبه و يكتبه .
          و نأتي لتجربة الدكتور سمير العمري الذي أحبه و أحب تجربته فأقول أنه قد غلب عليها الطابع
          الكلاسيكي التقليدي مع احتفاظه بخصوصيته في الأداء المميز له و الذي ما إن تقرأ قصيدة تقول أنها له .
          و قد أخذت عليه هذا مرات في حوارات دارت بيننا و احترم كل واحد منا رأي الآخر . و رغم أني أرى
          أنه لا يعيب الشاعر تمسكه بالأصالة إلا أننا و في هذه العجلة التي تدور بسرعة في التجديد و البحث
          عن مفردات أكثر حداثة و عصرية يجب أن ننضو عنا ثوب الماضي ليس في الشكل فقط
          و لكن أيضا في المضمون و المفردات . و أذكر أنني في إحدى قصائدي قلت في شطر بيت
          ( و حزمت أمتعتي ربطت نسوعي ) فأخذ عليَّ أحد النقاد استعمالي لمفردة غير مستعملة
          و تحتاج لمعجم لكي يفهمها القاريء فلما عللت ما كتبت بأن المتنبي أو شوقي أو خلافهما كانت أشعارهم
          تحتاج أيضا إلى معاجم فقال نحن في عصر غير العصر .
          و السؤال الذي يفرض نفسه : هل استعمال الشاعر لمفردات معجمية أو قديمة يعد عيباً
          في زمان أصبحت لغته هي المترو و الأسفلت و النورس و غيرها ؟
          أخي الصديق د. مصطفى
          لأعجبتني الدراسة كثيراً و غصت في كل حرف كتبته فيها
          فلك و للمبدع سمير العمري و لأخي أحمد حسن كل الحب و التقدير و ليت أخي الحبيب سمير يشاركنا
          هذه الفرحة في منتدانا الجديد و هذه دعوة أوجهها لك عبر صفحتك من كل قلبي متمنيا له و للواحة الغراء
          التي لا أنسى فضلها بعد الله عز و جل عليّ دوام النجاح و التوفيق .
          محبتي و تقديري
          اخى د. جمال مرسى
          هكذا يكون المصرى الاصيل
          ولن ازيد
          ومبروك ترشيحك فى شاعر العرب
          [align=center]http://abou-donia.forumeast.com/index.htm[/align]

          [color=#FF1493][align=center][size=6][move=up]ان مال عليك الزمن
          ميله
          وان مال عليك الخسيس
          اوعاك تميله
          وان مَلك حبيبك
          اوعاك تمِله
          وان صدق معاك الخاين
          اوعاك تامنله[/move][/size][/align][/color]

          تعليق

          • د.مصطفى عطية جمعة
            عضو الملتقى
            • 19-05-2007
            • 301

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
            أخي الحبيب و الناقد المبدع د. مصطفى عطية جمعة
            قليل منا من يقرأ النصوص بتقنية و حرفية و استيعاب لكل مكنونات النص الأدبي كما تفعل أنت .
            و قد كان لي و لا زال شرف مجاورة الصديق الدكتور سمير العمري و ملامسة تجربته أولا بأول
            منذ أكثر من أربعة أعوام و لهذا فهي ليست غريبة عليَّ و ما ذكرته في دراستك الموجزة عن بعض
            أعمال هذا الشاعر الكبير الذي نكن له كل الود و الاحترام و الأخوة .
            و أصدقك القول و لعلك تعرضت لهذا في دراستك أنه لا يفسد على الأديب إلا أحد أمرين :
            إما مجاملة شديدة بعد قراءة متعجلة
            أو عداءً شخصياً يتصيد له القاريء أو الناقد أخطاء ربما جاءت عفوية و بدون قصد .
            الدكتور سمير العمري مثله مثل العديد من الشعراء الذين ينشرون أعمالهم عبر هذه الشبكة المترامية
            كان ضحية كلا الأمرين اللذين ذكرتهما .
            و هنا تتأتى مهمة النقد العادل و الواعي البعيد عن المجاملات أو الأحقاد .
            و لكننا و بكل أسف نفتقد في هذا الفضاء الفسيح إلى هذه العين الناقدة المبصرة فكان
            أن وقع الكثيرون منا ضحية المديح الزائد عن الحد أو الانتقاد اللاذع الذي ربما يكرّه الشاعر
            أو الأديب فيما كتبه و يكتبه .
            و نأتي لتجربة الدكتور سمير العمري الذي أحبه و أحب تجربته فأقول أنه قد غلب عليها الطابع
            الكلاسيكي التقليدي مع احتفاظه بخصوصيته في الأداء المميز له و الذي ما إن تقرأ قصيدة تقول أنها له .
            و قد أخذت عليه هذا مرات في حوارات دارت بيننا و احترم كل واحد منا رأي الآخر . و رغم أني أرى
            أنه لا يعيب الشاعر تمسكه بالأصالة إلا أننا و في هذه العجلة التي تدور بسرعة في التجديد و البحث
            عن مفردات أكثر حداثة و عصرية يجب أن ننضو عنا ثوب الماضي ليس في الشكل فقط
            و لكن أيضا في المضمون و المفردات . و أذكر أنني في إحدى قصائدي قلت في شطر بيت
            ( و حزمت أمتعتي ربطت نسوعي ) فأخذ عليَّ أحد النقاد استعمالي لمفردة غير مستعملة
            و تحتاج لمعجم لكي يفهمها القاريء فلما عللت ما كتبت بأن المتنبي أو شوقي أو خلافهما كانت أشعارهم
            تحتاج أيضا إلى معاجم فقال نحن في عصر غير العصر .
            و السؤال الذي يفرض نفسه : هل استعمال الشاعر لمفردات معجمية أو قديمة يعد عيباً
            في زمان أصبحت لغته هي المترو و الأسفلت و النورس و غيرها ؟
            أخي الصديق د. مصطفى
            أعجبتني الدراسة كثيراً و غصت في كل حرف كتبته فيها
            فلك و للمبدع سمير العمري و لأخي أحمد حسن كل الحب و التقدير و ليت أخي الحبيب سمير يشاركنا
            هذه الفرحة في منتدانا الجديد و هذه دعوة أوجهها لك عبر صفحتك من كل قلبي متمنيا له و للواحة الغراء
            التي لا أنسى فضلها بعد الله عز و جل عليّ دوام النجاح و التوفيق .
            محبتي و تقديري

            الشاعر د. جمال مرسي الكريم المميز
            دعني أحييك أولا وبشدة على صراحتك في الرأي .
            ثانيا : دعني أشكرك على قراءتك المعمقة في الدراسة فقد زادتني تمسكا بمنهجي الحياتي والنقدي القائم على النقد الموضوعي والبنائي البعيد عن المجاملات .
            ثالثا : أعد رأيك هذا نبراسا في خطى ملتقى المبدعين والأدباء العرب ، لأنه يرسي مبدأ النقد العلمي الموضوعي البعيد عن المجاملات أو المهاجمات .
            تحيتي وتقديري وشكري

            تعليق

            • عادل العاني
              مستشار
              • 17-05-2007
              • 1465

              #7
              أتابع بشغف هذا النقد الأدبي البناء ,

              وكيف يوزن الشاعر بميزان آخر غير الذي تعودنا عليه ,

              ورؤية أدبية متكاملة أخي الدكتور مصطفى .

              وربما هناك الكثير أيضا , فقد تختلف وجهات النظر في تقييم الأعمال الإبداعية ,

              وتحديد ملامح المبدعين.

              وننتظر أن نقرأ المزيد ...

              وربما لو شاركنا الأخ الدكتور سمير العمري هنا هذا الحوار , فستكتمل الفائدة.

              تحياتي وتقديري

              تعليق

              • د.مصطفى عطية جمعة
                عضو الملتقى
                • 19-05-2007
                • 301

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عادل العاني مشاهدة المشاركة
                أتابع بشغف هذا النقد الأدبي البناء ,

                وكيف يوزن الشاعر بميزان آخر غير الذي تعودنا عليه ,

                ورؤية أدبية متكاملة أخي الدكتور مصطفى .

                وربما هناك الكثير أيضا , فقد تختلف وجهات النظر في تقييم الأعمال الإبداعية ,

                وتحديد ملامح المبدعين.

                وننتظر أن نقرأ المزيد ...

                وربما لو شاركنا الأخ الدكتور سمير العمري هنا هذا الحوار , فستكتمل الفائدة.

                تحياتي وتقديري

                الشاعر الجميل / عادل العاني
                تحياتي وتقديري
                أشكر قراءتك الفاعلة
                وأحييك على منجزك الشعري الجميل
                بالنسبة لهذه الدراسة فقد نالت حظها في منتدى الواحة الثقافي منذ أشهر وكانت مثارا للنقاش والاختلاف الكبير وتستطيع أن تعود لباب النقد لترى كم النقاش المثار حولها .
                نشرت قراءة في قصيدة لك في الشعر ، ويبدو أن عطلا في المنتدى مسح ما دونته لك وللدكتور جمال ، تحياتي ودام تواصلنا الإبداعي .

                تعليق

                • أحمد حسن محمد
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 716

                  #9
                  أيها المعلم الصديق لمحبيك الغالي بما أوتيت من قدرة وقدر في نفوسنا..
                  عانيت كثيرا من مسألة ، عاصرتني قبل أن أقرأ بجد، وبعد أن قرأت بجد، وبعد أن هجرت القراءة كذلك..
                  مسألة الصورة والأصل..
                  إذا استمر كاتب يقلد القدماء في وقت تجد في كلماته أنه لم يتخط مستوى التقليد فحسب.. حيث نجد هدف التركيب هنا مجهول بالنسبة له، ولكنه ارتكبه فقط لأنه يحرص على الجزالة والتمسك بالجمال العربي القديم.. وهنا الحكمة التي يجب أن نسجلها لا لشيء إلا مجاراة لشاعر أول أو قديم..

                  سألت نفسي مراراً:
                  ما الحافز القوي الذي يدفعني إلى أن أتصفح ديوانا كاملاً لكاتب من مستوى الصورة وهناك الأصول الأولى في الكتابة التي بنيت عليها الصورة..

                  ليس الأمر متعلقا بالشاعر سمير العمري ولكنه أمر بالفعل شغلني..

                  فأنا مثلا لم أكن أحب أن أرى واحدا يقلد إسماعيل يس في تمثيله، لأنه في النهاية لن يكون إلا مقلدا ، وإن تكررت حركات إسماعيل يس فهي من دافع ذاته، أما المقلد فمهما حاول فلن يكون الأمر أكثر من فقرة تشجيع لقدرة على التقليد..

                  في النهاية.. نفس الكلمة التي أرسيتها لنا في رابطكم الكريم:

                  ((وبذلك صارت وظيفة الفن كما يقول " أرنست فيشر " : " فتح الأبواب المغلقة ، لا ولوج الأبواب المفتوحة " ، أي البحث عن المستغلق في أعماقنا ومكنوناتنا ، وهذا ما دفع " ماركيز " إلى أن يؤكد عليه بقوله :" يجب دفع القص إلى أقصى حد ، ليتجاوز كل واقع " ( ) والواقع هنا – كما أرى – كل رؤية لا تتعمق الظاهر والسلوك ، وتكتفي برصده فقط .))
                  لا أحسب أن هذا يكون في القص فقط ولكن في كل أداة يمكن التعبير بها..
                  متى يستيقظ الضمير الشاعر ليلغي قواعد التثبيت على ما كناه يوما، والتقليد كمجال احتراف نغتر به فنظن أننا أتينا بجديد!!!

                  تعليق

                  • د.مصطفى عطية جمعة
                    عضو الملتقى
                    • 19-05-2007
                    • 301

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
                    أيها المعلم الصديق لمحبيك الغالي بما أوتيت من قدرة وقدر في نفوسنا..
                    عانيت كثيرا من مسألة ، عاصرتني قبل أن أقرأ بجد، وبعد أن قرأت بجد، وبعد أن هجرت القراءة كذلك..
                    مسألة الصورة والأصل..
                    إذا استمر كاتب يقلد القدماء في وقت تجد في كلماته أنه لم يتخط مستوى التقليد فحسب.. حيث نجد هدف التركيب هنا مجهول بالنسبة له، ولكنه ارتكبه فقط لأنه يحرص على الجزالة والتمسك بالجمال العربي القديم.. وهنا الحكمة التي يجب أن نسجلها لا لشيء إلا مجاراة لشاعر أول أو قديم..

                    سألت نفسي مراراً:
                    ما الحافز القوي الذي يدفعني إلى أن أتصفح ديوانا كاملاً لكاتب من مستوى الصورة وهناك الأصول الأولى في الكتابة التي بنيت عليها الصورة..

                    ليس الأمر متعلقا بالشاعر سمير العمري ولكنه أمر بالفعل شغلني..

                    فأنا مثلا لم أكن أحب أن أرى واحدا يقلد إسماعيل يس في تمثيله، لأنه في النهاية لن يكون إلا مقلدا ، وإن تكررت حركات إسماعيل يس فهي من دافع ذاته، أما المقلد فمهما حاول فلن يكون الأمر أكثر من فقرة تشجيع لقدرة على التقليد..

                    في النهاية.. نفس الكلمة التي أرسيتها لنا في رابطكم الكريم:

                    ((وبذلك صارت وظيفة الفن كما يقول " أرنست فيشر " : " فتح الأبواب المغلقة ، لا ولوج الأبواب المفتوحة " ، أي البحث عن المستغلق في أعماقنا ومكنوناتنا ، وهذا ما دفع " ماركيز " إلى أن يؤكد عليه بقوله :" يجب دفع القص إلى أقصى حد ، ليتجاوز كل واقع " ( ) والواقع هنا – كما أرى – كل رؤية لا تتعمق الظاهر والسلوك ، وتكتفي برصده فقط .))
                    لا أحسب أن هذا يكون في القص فقط ولكن في كل أداة يمكن التعبير بها..
                    متى يستيقظ الضمير الشاعر ليلغي قواعد التثبيت على ما كناه يوما، والتقليد كمجال احتراف نغتر به فنظن أننا أتينا بجديد!!!
                    الناقد والمبدع / أحمد حسن
                    جميل منك أن أقرأ هذه المراجعة النقدية والفكرية
                    لأنها تعبر عن عقل قلق ، يبحث عن التميز الإبداعي ، والتميز النقدي
                    وجميل منك أن تطرح أسئلة حول مضمون التجربة الإبداعية : ماذا أضافت ؟ وكيف ؟
                    وتجربة سمير العمري شأنها شأن تجارب كثيرين على النت ، لا توجد لها قراءات واعية
                    وإنما فقط التعليقات المبتسرة من جدد ومجاملين أو مهاجمين
                    إن الإبداع الحقيقي يعني التميز عن الآخرين والسابقين
                    وكذلك النقد ، فإن الإبداع جوهره التجاوز .
                    تحياتي وتقديري

                    تعليق

                    يعمل...
                    X