صلعة القرد ثدي للمص.
كان الشويك ينتظر واقفا، بجانب الربوة التي تشبه صلعة قرد هرم- وتحمل ذات الاسم - وقد ضاقت روحه وتقلص العالم من حوله.آه، لولا..... لأشعلت هذه السدراية وألقيت بنفسي في قلبها.
- نهاية رائعة قالت الربوة التي تشبه صلعة القرد. جملة تخيل شويك أنه سمعها من ناحية ما هناك .
لكن ذلك سيكون نهاية بالنسبة لي أنا أيضا ، لأن موتك سيفقدني كل قيمتي، فقيمتي كلها قائمة على تمسكك بي، وتمسك شعيب .
خوفا من أن يكون قد مسه مس ، جعله يسمع الربوة تحدثه سار مبتعدا عنها .
- شعيب اللعين ، ها هو قد أقبل يسبق السيد المحضر القضائي صاعدا نازلا بين يديه ، قافزا من حافة الدرب إلى الحافة الأخرى كجرو ثعلب لعين .
تمنى لو اشتعلت كومة السدر المركونة من تلقاء نفسها ، وكرمه الله بمدد إلهي لألقي في قلبها شعيب اللعين، والمحضر القضائي ، وكل الوثائق، والعقود والأحكام القضائية والمحاضر العبثية ، التي أنتجها الخصام الطويل فاسحا المجال للسلم والأمن كي يستقر على هذه التلال والروابي.لكن هيهات
وصل الموكب اللعين ، وبدأت المعاينة والاستجواب.
- لمن الربوة ؟
- الربوة لي ، ورثتها عن أبي ، وأبي ورثها عن جدي ، وأنا أربط فيها حماري باستمرار منذ أن كان جحشا يرضع ضرع أمه و لا يأكل العشب حتى أصبح هرما كما ترى.
- قال شعيب : ها أنت تعاين التعدي بأم عينك يا أستاذ .
- هل وجودي فوق ملكيتي تعد أيها الوقح؟.
- اسمعا ، لا أريد أن اسمع هذه الشتائم ، فأنا أمثل العدالة الموقرة ، وعليكما احترام العدالة.
- عفوا ولكن...
- واصل
- يربط حماره بملكيتي يفسدها بروثه وبوله، ويدمر هدوءها بنهيقه.
- تقول ملكيتك أيها اللع....
- اسمع ، اصمت دعه يتحدث ، سيأتي دورك ، لا تضيع الوقت ، وقتي ثمين..
- عفوا سيدي المحضر، لكن....
- واصل
- بينما يقضي هذا الظالم المعتدي يومه ممدا على رملها ، معرضا جسده الضخم لأشعة شمسها الدافئة ،متوسدا هراوته التي يشهرها في وجهي كلما رآني.
- منذ متى بدأ تعديه؟
- منذ سنوات، وقد رافعته أمام العدالة ؟.
- وماذ كسبت من العدالة أيها النذل الكذاب.
- أنت النذل الكذاب ، احترم نفسك.
- اسمعا ، اسمعا ، لا أريد أن اسمع هذه الشتائم ، فأنا ....
- عفوا يا استاذ
- وماذا قالت العدالة؟
- ها هي أحكام العدالة، لقد أدانته بالسجن.
- أنا أيضا رافعته أمام نفس العدالة وقد أدانته بالسجن ، هاك الأحكام.
- لا ، أنا لا أنظر الأحكام، أنا لست قاضيا، أنا عين القاضي وأذنه، أنا رجله وجلده.
- قل هل هذا حمارك ؟ نعم.
- هل تعترف بذلك ؟
- نعم.
- أرجو يا أستاذ أن تسجل في المحضر وجود روث الحمار فوق الربوة، القديم منه والجديد ، لأن القاضي سبق أن برأه لعدم إثباتك في المحضر السابق وجود الروث فوق الربوة .
قال القاضي في حكمه، أن إقرار هذا الظالم بربطه الحمار فوق الربوة غير كاف لإدانته، لأن المحضر القضائي لم يثبت في محضر معاينته وجود روث الحمار فوق الربوة.
- ها قد أثبت وجود الروث فوق الربوة، هل بقي شيء آخر.
- والآن حان دوري يا ستاذ .
لا ، فالأمر الذي عندي ، يأمرني أن أسمع تصريحات السيد شعيب ، وأسجلها ، وأعاين مدى صحة ما يصرح به فقط. ولا أستطيع مخالفة الأمر ، أو الزيادة عليه.
في طريق العودة ، سال السيد المحضر القضائي شعيبا:
- يا شعيب بالله عليك ، لمن الربوة؟ هل هي لك أم للشويك.
- نظر شعيب إلي السيد المحضر بحزن وأسى يعجز المدى عن استيعابهما ، ثم أدار وجهه و ضغط بيديه على مقود السيارة الهرمة التي كانت تتدحرج في الدرب، محدثة ضجة غطت على نهيق الحمار المودع فوق الربوة .
- أتوسل إليك بالله يا شعيب أن تخبرني بصدق ، لمن الربوة؟.هل هي لك أم للشويك؟ .
- لا أستطيع أن أخبرك الصدق يا أستاذ.
- لماذ ،سأبقي ما تقول سرا ، أقسم لك بالله ، وبكل عزيز عندي.
- دعك من القسم ، فقد أصبح القسم مطية . الجميع يقسم ،و أكذب الناس على الإطلاق ، المقسم بأغلظ الإيمان ليمتطي المنصب ثم يفعل ما يشاء.
مرت فترة من الصمت مر خلالها شعيب بسحابة كثيفة من الغضب الشديد ، وتساءل بينه وبين نفسه - ماذا لو يقرر الآن الفصل في القضية بتوجيه السيارة نحو منحدر سحيق ؟. وآلمه أن يحمل كل هذا الظلم المر معه إلى قبره.
- هل حقيقة لا تعرف-يا سيدي المحضر- لمن الربوة " صلعة القرد"؟
- ومن أين لي أن أعرف ؟.
- كنت أعتقد أنك تعرف، وأنك قد عرفت ذلك منذ أمد بعيد.
- كيف ، ومن أين لي..؟
- الربوة يا سيدي المحضر ليست لي ، وليست للشويك ؟.
- هل تتخاصمان على ملك الغير؟
- نعم. تلك هي الحقيقة المرة الثابتة التي لا يريد أحد الاعتراف بها.
- من صاحبها بالله عليك.
- الربوة ياسيدي ، ملك لك ولشركائك.
- ضحك السيد المحضر، وقد لاح شيئ من الحنق والغضب على ملامحه ، وهم بالرد.
- عفو، ياسيدي ، اقسم أنني أقول لك الحقيقة خالصة.
- أتهزأ مني ، كيف تكون الربوة لي، وأنا لست طرفا في الخصومة الدائرة حولها ، ولا مطلب لي فيها.
- عفوا سيدي المحضر، أجبني أنت هذه المرة بصدق.
- هل تجد شخصا- مهما كان، وليستغلها لأي شأن يراه نافعا له- على استعداد ليستأجرها بألف دينار للسنة الواحدة؟.
- وماذا يفعل بها وهي أرض قمرية لا تنبت شيئا؟.
- إذا وجدت هذا الشخص ، فأنا من الآن ، وبموجب محضر إقرار مني أمامك ، على أتم استعداد للتخلي عنها وبصفة نهائية وإلى الأبد ، لفائدة الشويك.
- أسألك سيدي المحضر ، وأرجو ان تجيبني بصدق: كم مرة أحضرك الشويك لتحرير محاضر معاينة وإثبات ، خلال هذه السنة فقط ؟ وكم محضرا حررت بشأنها بطلب منه؟
- سبع مرات ، أي سبع محاضر.
- ألفا دينار أتعاب كل محضر معاينة، أي أنك حصلت بفضلها على أربعة عشر ألف دينار منه خلال السنة، ومثلها أخذته مني في نفس الفترة، وعلى نفس العدد من المحاضر.
- نعم هذا صحيح.
- ولست وحدك الذي تمتهن المص، فما أنت إلا المنطلق، ودون النهاية تشيب الأجنة.
- فلمن هي أذن، ولمن ثمارها، يا سعادة المحضر؟
- ماذا تريد أن تقول؟.
- حين تجد مظاهر الثراء والبذخ قد لاحت على وجه أحدكم ،أو على جدران مؤسسة لها علي وعلى الشويك سلطة....
صمت ونظر من زجاج نافذة السيارة المهترئة الراقص ، فأبصر كلبا يبلع فضلات أمامه ،مبرزا أنيابه لكلب أعجف وراءه يلحس مؤخرته طامعا في تحصيل ما يمكن أن يتسرب... تجاوز المنظر، و أدار رأسه صوب محدثه ، نظر فيه بوجه امتصت ملامحه الظلم حتى الثمالة، وامتصه الظلم حتى فقد ملامح البشر .
- أريد أن أقول: إن الربوة ، وكل قطعة أو عقار ،ساقه سوء حظ أهله ، أن يدخل إلى سوقكم ، لن يبقي ملكا لصاحبه، وإنما يصبح ملكا لك ولأمثالك، ممن يشكلون دواليب حهازكم الرهيب الذي لا يدور دون أن يطحن لحوم، وعظام ، ودماء الأبرياء، ويمتص نخاع البسطاء الأغبياء ، مثل شعيب المقهور، وشويك المغرور ،وكل الذين يلجئون إليه بحثا عن العدالة التي أهدروها بأيديهم بين يديه.
- نهاية رائعة قالت الربوة التي تشبه صلعة القرد. جملة تخيل شويك أنه سمعها من ناحية ما هناك .
لكن ذلك سيكون نهاية بالنسبة لي أنا أيضا ، لأن موتك سيفقدني كل قيمتي، فقيمتي كلها قائمة على تمسكك بي، وتمسك شعيب .
خوفا من أن يكون قد مسه مس ، جعله يسمع الربوة تحدثه سار مبتعدا عنها .
- شعيب اللعين ، ها هو قد أقبل يسبق السيد المحضر القضائي صاعدا نازلا بين يديه ، قافزا من حافة الدرب إلى الحافة الأخرى كجرو ثعلب لعين .
تمنى لو اشتعلت كومة السدر المركونة من تلقاء نفسها ، وكرمه الله بمدد إلهي لألقي في قلبها شعيب اللعين، والمحضر القضائي ، وكل الوثائق، والعقود والأحكام القضائية والمحاضر العبثية ، التي أنتجها الخصام الطويل فاسحا المجال للسلم والأمن كي يستقر على هذه التلال والروابي.لكن هيهات
وصل الموكب اللعين ، وبدأت المعاينة والاستجواب.
- لمن الربوة ؟
- الربوة لي ، ورثتها عن أبي ، وأبي ورثها عن جدي ، وأنا أربط فيها حماري باستمرار منذ أن كان جحشا يرضع ضرع أمه و لا يأكل العشب حتى أصبح هرما كما ترى.
- قال شعيب : ها أنت تعاين التعدي بأم عينك يا أستاذ .
- هل وجودي فوق ملكيتي تعد أيها الوقح؟.
- اسمعا ، لا أريد أن اسمع هذه الشتائم ، فأنا أمثل العدالة الموقرة ، وعليكما احترام العدالة.
- عفوا ولكن...
- واصل
- يربط حماره بملكيتي يفسدها بروثه وبوله، ويدمر هدوءها بنهيقه.
- تقول ملكيتك أيها اللع....
- اسمع ، اصمت دعه يتحدث ، سيأتي دورك ، لا تضيع الوقت ، وقتي ثمين..
- عفوا سيدي المحضر، لكن....
- واصل
- بينما يقضي هذا الظالم المعتدي يومه ممدا على رملها ، معرضا جسده الضخم لأشعة شمسها الدافئة ،متوسدا هراوته التي يشهرها في وجهي كلما رآني.
- منذ متى بدأ تعديه؟
- منذ سنوات، وقد رافعته أمام العدالة ؟.
- وماذ كسبت من العدالة أيها النذل الكذاب.
- أنت النذل الكذاب ، احترم نفسك.
- اسمعا ، اسمعا ، لا أريد أن اسمع هذه الشتائم ، فأنا ....
- عفوا يا استاذ
- وماذا قالت العدالة؟
- ها هي أحكام العدالة، لقد أدانته بالسجن.
- أنا أيضا رافعته أمام نفس العدالة وقد أدانته بالسجن ، هاك الأحكام.
- لا ، أنا لا أنظر الأحكام، أنا لست قاضيا، أنا عين القاضي وأذنه، أنا رجله وجلده.
- قل هل هذا حمارك ؟ نعم.
- هل تعترف بذلك ؟
- نعم.
- أرجو يا أستاذ أن تسجل في المحضر وجود روث الحمار فوق الربوة، القديم منه والجديد ، لأن القاضي سبق أن برأه لعدم إثباتك في المحضر السابق وجود الروث فوق الربوة .
قال القاضي في حكمه، أن إقرار هذا الظالم بربطه الحمار فوق الربوة غير كاف لإدانته، لأن المحضر القضائي لم يثبت في محضر معاينته وجود روث الحمار فوق الربوة.
- ها قد أثبت وجود الروث فوق الربوة، هل بقي شيء آخر.
- والآن حان دوري يا ستاذ .
لا ، فالأمر الذي عندي ، يأمرني أن أسمع تصريحات السيد شعيب ، وأسجلها ، وأعاين مدى صحة ما يصرح به فقط. ولا أستطيع مخالفة الأمر ، أو الزيادة عليه.
في طريق العودة ، سال السيد المحضر القضائي شعيبا:
- يا شعيب بالله عليك ، لمن الربوة؟ هل هي لك أم للشويك.
- نظر شعيب إلي السيد المحضر بحزن وأسى يعجز المدى عن استيعابهما ، ثم أدار وجهه و ضغط بيديه على مقود السيارة الهرمة التي كانت تتدحرج في الدرب، محدثة ضجة غطت على نهيق الحمار المودع فوق الربوة .
- أتوسل إليك بالله يا شعيب أن تخبرني بصدق ، لمن الربوة؟.هل هي لك أم للشويك؟ .
- لا أستطيع أن أخبرك الصدق يا أستاذ.
- لماذ ،سأبقي ما تقول سرا ، أقسم لك بالله ، وبكل عزيز عندي.
- دعك من القسم ، فقد أصبح القسم مطية . الجميع يقسم ،و أكذب الناس على الإطلاق ، المقسم بأغلظ الإيمان ليمتطي المنصب ثم يفعل ما يشاء.
مرت فترة من الصمت مر خلالها شعيب بسحابة كثيفة من الغضب الشديد ، وتساءل بينه وبين نفسه - ماذا لو يقرر الآن الفصل في القضية بتوجيه السيارة نحو منحدر سحيق ؟. وآلمه أن يحمل كل هذا الظلم المر معه إلى قبره.
- هل حقيقة لا تعرف-يا سيدي المحضر- لمن الربوة " صلعة القرد"؟
- ومن أين لي أن أعرف ؟.
- كنت أعتقد أنك تعرف، وأنك قد عرفت ذلك منذ أمد بعيد.
- كيف ، ومن أين لي..؟
- الربوة يا سيدي المحضر ليست لي ، وليست للشويك ؟.
- هل تتخاصمان على ملك الغير؟
- نعم. تلك هي الحقيقة المرة الثابتة التي لا يريد أحد الاعتراف بها.
- من صاحبها بالله عليك.
- الربوة ياسيدي ، ملك لك ولشركائك.
- ضحك السيد المحضر، وقد لاح شيئ من الحنق والغضب على ملامحه ، وهم بالرد.
- عفو، ياسيدي ، اقسم أنني أقول لك الحقيقة خالصة.
- أتهزأ مني ، كيف تكون الربوة لي، وأنا لست طرفا في الخصومة الدائرة حولها ، ولا مطلب لي فيها.
- عفوا سيدي المحضر، أجبني أنت هذه المرة بصدق.
- هل تجد شخصا- مهما كان، وليستغلها لأي شأن يراه نافعا له- على استعداد ليستأجرها بألف دينار للسنة الواحدة؟.
- وماذا يفعل بها وهي أرض قمرية لا تنبت شيئا؟.
- إذا وجدت هذا الشخص ، فأنا من الآن ، وبموجب محضر إقرار مني أمامك ، على أتم استعداد للتخلي عنها وبصفة نهائية وإلى الأبد ، لفائدة الشويك.
- أسألك سيدي المحضر ، وأرجو ان تجيبني بصدق: كم مرة أحضرك الشويك لتحرير محاضر معاينة وإثبات ، خلال هذه السنة فقط ؟ وكم محضرا حررت بشأنها بطلب منه؟
- سبع مرات ، أي سبع محاضر.
- ألفا دينار أتعاب كل محضر معاينة، أي أنك حصلت بفضلها على أربعة عشر ألف دينار منه خلال السنة، ومثلها أخذته مني في نفس الفترة، وعلى نفس العدد من المحاضر.
- نعم هذا صحيح.
- ولست وحدك الذي تمتهن المص، فما أنت إلا المنطلق، ودون النهاية تشيب الأجنة.
- فلمن هي أذن، ولمن ثمارها، يا سعادة المحضر؟
- ماذا تريد أن تقول؟.
- حين تجد مظاهر الثراء والبذخ قد لاحت على وجه أحدكم ،أو على جدران مؤسسة لها علي وعلى الشويك سلطة....
صمت ونظر من زجاج نافذة السيارة المهترئة الراقص ، فأبصر كلبا يبلع فضلات أمامه ،مبرزا أنيابه لكلب أعجف وراءه يلحس مؤخرته طامعا في تحصيل ما يمكن أن يتسرب... تجاوز المنظر، و أدار رأسه صوب محدثه ، نظر فيه بوجه امتصت ملامحه الظلم حتى الثمالة، وامتصه الظلم حتى فقد ملامح البشر .
- أريد أن أقول: إن الربوة ، وكل قطعة أو عقار ،ساقه سوء حظ أهله ، أن يدخل إلى سوقكم ، لن يبقي ملكا لصاحبه، وإنما يصبح ملكا لك ولأمثالك، ممن يشكلون دواليب حهازكم الرهيب الذي لا يدور دون أن يطحن لحوم، وعظام ، ودماء الأبرياء، ويمتص نخاع البسطاء الأغبياء ، مثل شعيب المقهور، وشويك المغرور ،وكل الذين يلجئون إليه بحثا عن العدالة التي أهدروها بأيديهم بين يديه.
الضيف حمراوي 01/02/2011
تعليق