مصر قادمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ياسر الششتاوي
    أديب وكاتب
    • 30-01-2010
    • 69

    مصر قادمة

    مصر قادمة
    ـــــــــــــــــــــ
    مصر قادمة ٌ
    من عهود الظلام
    لبعث ٍ رغيدْ
    لن تنام
    ولن تنحني
    فالمماليك لن يجعلونا
    سوى سلعة الصمت
    والبيع شيء ٌ أكيدْ
    يا دم النور
    كن لدماء الكنانة فجراً
    فليس الخلاص بعيدْ
    قد مللنا
    كلام الأغاني
    وقلب المعاني
    وتخْديرنا بالوعودْ
    قد مللنا
    سياط الطوارئ
    فوق ظهور كرامتنا
    نحن نعرف أنفسنا
    نحن لسنا عبيدْ
    أيها السادة المتخمون
    بما تملكون
    بما تحكمون
    لديكم كذا
    وكذا
    ولدينا الجنون الحميدْ
    قد مللنا مسالبكم
    وتخاذلكم
    وتوحدكم في انتزاع فرائسكم
    من دم الشعب
    والشعب يعرفكم
    كلما زاد فقراً
    نرى مالكم
    في البنوك يزيدْ
    قد مللنا
    أصابع تزويركم
    كي تحلق أطماعكم
    في فضاء الفساد
    وتلقي علينا
    بقايا احتفالاتكم
    بوفاة السبيل الرشيدْ
    قد مللنا
    مللنا
    مللنا
    ولا تسمعون سوى صوتكم
    أيها السادة المتخمون
    أليس لنا
    من عشاء ٍ
    كما تأكلون ؟!!
    أليس لنا
    من شراب ٍ
    كما تشربون ؟!!
    أليس لنا
    من هواء ٍ
    بدون قيودْ ؟!!
    مصر قادمة ٌ
    لن تموت
    ولن يقمع الحق َ
    بطشُ مدرعة ٍ
    أو رصاص ٌ غبيّ
    فمن حقنا
    أن نؤسس حلماً جديدْ
    شاخ إسرافكم
    في التردي
    ولا تغسلون توجّهكم
    وتريدون منا به
    أن نشيدْ
    لم نزلْ
    نملك الفعل
    والقول
    والكشف عن ذاتنا
    لعيون الوجودْ
    لن نبايعكم
    أنبايع إقطاعكم ؟!
    وتجارتكم بمصالحنا
    كي تظلوا
    على كاهل الشعب
    حتى القيامة ؟!
    لسنا تراثاً
    ولسنا عقاراً
    وما ترسمون لنا
    لا نريدْ
    مصر قادمة ٌ
    مصر
    يا مصر
    لا ترجعي
    أو تبيعي ثيابك
    للوهم ثانية ً
    فالمسار سديدْ



    شعر : ياسر الششتاوي
    26 ـ 1 ـ 2011م



  • محمد زعل السلوم
    عضو الملتقى
    • 10-10-2009
    • 2967

    #2
    لم يعد ثمة شك أن هناك نظاماً إقليمياً جديداً يولد الآن، وتحت أعيننا مباشرة، في المنطقة .

    ولم يعد خافياً أن هذا النظام لم يولد، كما ترتيبات الوفاق الأوروبي في الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر، وصفقة “سايكس بيكو”، والنظام الأمريكي “الإسرائيلي” في القرن العشرين، من فوهة بندقية القوة الغربية وغرف التخطيط فيها، بل من رحم المجتمع العربي وقلبه .

    النظام الإقليمي الجديد سيتمحور لا حول الدول بل الشعوب، لا حول الحكومات بل المحكومين، لا حول ثقافة الوطنية الضبابية بل حول ثقافة المواطنة الواضحة، وهو بذلك سيرسم خطاً فاقعاً على الرمال بين الحقبة التي باع فيها الجيل العربي القديم حرياته الشخصية ليشتري بها تحرر الوطن والأمة، وبين الحقبة الجديدة التي لا فاصل فيها بين الحرية والتحرر، وبين الخبز والحرية .

    من تونس إلى الأردن، ومن مصر إلى الجزائر، لم يعد ثمة قيادات في الموالاة أو حتى في المعارضة قادرة على الادعاء بأنها تمثّل المجتمعات المدنية، وإذا ما حاولت، ستجد أنها ستكون قيادة عسكرية من دون جيش من الجنود يقف وراءها .

    لقد أعلن المواطن العربي في كل مكان استقلاله، وقرر استعادة كل الحريات التي “أعارها” في السابق إلى ذوي “الرسائل الخالدة”، وهذا الآن هو الدينامو الحقيقي الذي تدور، وستدور أكثر حوله كل ديناميات السياسات العربية . إنها ثقافة المواطنة التي تتضمن هذه المرة كل حقوق المجتمع المدني: من المشاركة السياسية إلى الاشتراك في القرارات الاقتصادية، ومن حرية التعبير إلى حق التجمع، ومن الكرامة الإنسانية إلى العدالة الاجتماعية .

    تقرير التنمية الإنسانية الذي أصدرته الأمم المتحدة عام ،2009 انطلاقاً من الإطار الذي وضعه “تقرير التنمية البشرية” لعام ،1994 كان بمنزلة “نذير” ثورة المواطنة هذه، فهو أكد أن “العلاقة بين الدولة وبين أمن الإنسان ليست سليمة، إذ فيما يُتوقع من الدولة أن تضمن حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والإنسانية، نراها في بلدان عربية عدة تُمثّل مصدراً للتهديد ولتقويض المواثيق الدولية والأحكام الدستورية الوطنية” . كما أفاد التقرير أن هناك 65 مليون عربي يعيشون في حالة فقر، وأن معدلات الفقر العام تراوح بين 6 .28 في المئة و30 في المئة في لبنان وسوريا في حدها الأدنى، ونحو 9 .59 في المئة في حدها الأعلى في اليمن ونحو 41 في المئة في مصر .

    في العقود السابقة، كانت عجوزات الحرية والفرص الاقتصادية والأمن الإنساني تتوارى إما وراء الصراعات السياسية على السلطة بين قوى الموالاة التقليدية والمعارضة الأكثر تقليدية، وإما وراء الشعارات الإيديولوجية الفخيمة سواء منها “القوميوية” أو “الإسلاموية” . لكن هذه الحقبة أنهاها رسمياً في 17 ديسمبر/ كانون الأول محمد بوعزيزي حين أحرق نفسه، مدشناً بذلك عصر المواطن العربي الذي تعلو أولوية حقوقه وحرياته فوق أي أولوية أخرى .

    هذا الآن هو الجذر الحقيقي للنظام الإقليمي الجديد الزاحف على الشرق الأوسط العربي الإسلامي الذي ستتحدّد المصائر فيه استناداً إلى القدرة على الفشل في التأقلم معه، وهذا يشمل موازين القوى المحلية، كما الإقليمية، كما الدولية كافة .

    ولاعجب، فالمواطن العربي “البوعزيزي” أصبح لاعباً قوياً وفاعلاً في السياسات الدولية، وكل هذا حدث خلال نضالات شهر واحد فقط . فماذا سيحدث، أعزائي، بعد شهرين، أو سنتين؟
    تحياتي لكلماتك ياسر
    مصر ولدت من جديد وكذلك الأمة العربية والعالم
    كل المحبة والاحترام
    محمد زعل السلوم

    تعليق

    • صقر أبوعيدة
      أديب وكاتب
      • 17-06-2009
      • 921

      #3
      [align=center]
      ولن تبيع ثيابها أيها الشاعر النبيل
      ولكنها استردت كرامتها وشرف الأمة كلها
      شكرا لما رسمت من جمال
      وشكرا لشاعرنا محمد السلوم على كلماته الراقية التي رسمها هنا
      [/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة صقر أبوعيدة; الساعة 04-02-2011, 15:46.

      تعليق

      يعمل...
      X