مصرُ التحدي
*****
لا تَسكبوا الزيتَ فوقَ النـارِ وانصرفـوا
لا تَسكبوا الزيتَ فوقَ النـارِ وانصرفـوا
فـقـد تَبَـيَّـنَ أن الأمــرَ مُختَـلِـفُ
مَـنْ ذا يُزَايـدُ عَـن أرضٍ عروبَتُـهـا
فَخْـرٌ وأمجادُهـا التاريـخُ والـشَـرَفُ
مَـنْ ذا يُطَـاوِلُ نَخْـلَاً فـوقَ هَامَـتِـهِ
شَمْـسُ العُروبَـةِ والأمجـادُ و السَلَـفُ
لا تنفثـوا الحِقْـدَ فـي بيـتٍ دعائِمُـهُ
صُلْـبٌ وتَحفَظُـهُ الأقـدارُ لا الصُـدَفُ
هـي الأمانـةُ ثِقْـلٌ مَــنْ سَيحمِـلُـهُ
وكيـفَ يَحمِـلُ هـذا الهَـمَ مُنْحَـرِفُ ؟
مَـا مصـرُ إلا بأهليهـا وإن ضَعُـفَـتْ
كـلُ العروبَـةِ فاعلَـمْ أنَّهَـا الـهَـدَفُ
مَـا مصـرُ إلا بكُـلِ المُخلصيـنَ ومَـا
بكُـلِ مَـنْ أشعَـلَ النيـرانَ نَعـتـرفُ
مَــا مـصـرُ إلا بـفـلاحٍ سَنَابِـلُـهُ
قَمْـحٌ يَفيـضُ ونِيـلٌ مِنْـهُ نَغـتَـرِفُ
الحُـزْنُ يَسكُنُـنـي لـيـلَاً ويَقتُلُـنـي
عنـدَ النهـارِ وكـادَ القلـبُ يَنْخَطِـفُ
فقـد تكالَـبَ دَجَّـالٌ عـلَـى هَــدَفٍ
وقـد تَشَـدَّق سَمْسَـارٌ بِمَـنْ هَتَـفُـوا
وكَم بَدا الخِزيُ مَرْسُومَـاً علـى شَفَـةٍ
تقـولُ للنيـلِ إن القـومَ قـد ضَعُفـوا
يا مصرُ لا تَقنطي مِـنْ رَحْمَـةٍ نَزَلَـتْ
لاَ الدَمْعُ لا الـرَوْعُ لا الأحزانُ لا الأسَـفُ
وكيفَ نَأْسَـفُ مِمَـنْ بـاتَ فـي دَمِـهِ
حِقْدٌ مريـضٌ وقـد أزْرِى بِـهِ القَـرَفُ
يُشَوِّهُ الحَـقَّ فـي ظُلْـمٍ وفـي حَسَـدٍ
وقـد جَثَـا عِنْـدَهُ الإعـلامُ والصُحُـفُ
فـذا يُكَفِّـرُ سُلطـانَـاً بِــلَا سَـنَـدٍ
وذا يَبُـثُ سُمُومَـاً عنـدَ مَـنْ وَقفـوا
وذاكَ يَنـدَسُ مَجهـولَاً وقـد عَلِـمـوا
أن الـذي جـاءَ كَـذَّاٌب وإنْ حَلَـفُـوا
لا تَشتموا مصـرَ فـي رَمْـزٍ فقادَتُهَـا
عَن واجبٍ في رُبوعِ الأرضِ ما انصرفوا
وشَعْـبُ مِصـرَ أبـيٌ فـي بَسَالَـتِـهِ
عند المعاركِ عند الزَحْـفِ كـم زَحفـوا
فكيـفَ نَسْمَـعُ آفَّاقَـاً بَــدَا بـطـلَاً
لا النِفْـظُ أعـلَاهُ بـل أمرَاضُـهُ شَغَـفُ
وكيفَ ننساقُ خَلْـفَ الغِـرِ فـي خَجَـلٍ
وقـد بَـدا هاهُنَـا التَخريـبُ والتَلَـفُ
يا ثَورةَ الشعبِ كونـي صَـوْتَ قاهِـرَةٍ
لا صوتَ مَن أفسدوا في الأرضِ وانحرفوا
كونـي كَمَـا أنـتِ غَـرَّاءً بطلعتِـهَـا
مِصريَة ً ليـسَ يَثنـي عزمَهَـا طَـرَفُ
نَـثـورُ نَـحْـنُ ولَـكِـنْ لا تُفَرِّقُـنَـا
عنـدَ المُلِـمَـاتِ لا بَــاءٌ ولا ألِــفُ
وسَوْفَ نَجتـازُ صَعْبَـاً كُلَّمَـا عَصَفَـتْ
ريحُ التَحَـدِي وعِنْـدَ المَـوتِ نَأتَلِـفُ
ثروت سليم
تعليق