لم يختلف الهواء المنسل من رئة المسافة سواء في أمريكا أم في بلدي
كنت قد قطعت ساعات بالتخطيط وتهذيب الأفكار التي سوف أسترخي في ظلها بهدوء، بعد أن علقت الغيم بفضاء ساحر الطيف..
كان لا بد من ترك الأنقاض خلفي، وتغيير رؤوس أفكار تحتسيها الأماكن..
وصلنا إلى منزلنا.. كان زوجي مع بداية الوصول تحول لمصارع مهشم الكبرياء مهزوم، أكثر قسوة.. يثرثر بشيطنة وجنون، ينثر حمما من رماد.. في هذا البلد الخالي إلا من اسم لوطن..
وقفت أتابع السائق وهو ينزل الحقائب.. وإذ بالخادمة تخرج من المنزل صارخة بصوت هستيري.. عانقتْ زوجي وبدأت تقبله بحرارة غير مكترثة لأية ردة فعل قد تحدث!.. سقطت حقيبة كنت قد رفعتها لتعود إلى مكانها.. نظرتُ إلى ملصقات كبيرة، عليها عناوين لا تغمض عيونها عن الخراب..
آه يا سقف الحقائق كم ستضحك من دمي الحقائب
لأبتسم على درب يحتضن ظلال القبح!
طلبت من السائق أن يمضي بي إلى حيث المطر
وورائي ألف لسان طافح باستقبال آخر.
لا أعلم كيف تسافر كل المساءات لتعود بذاكرة تتنفس ثاني أكسيد اللعنة!..
وكيف كانت لغة السرور.. تتناسل في نفس المأساة ها هو أخي الأكبر بعد أسبوع يطلب مني العودة إليه.. ووا أسفي..
لديه منصب حكومي رفيع وتواجد مطلقة يربك مؤخرة الكرسي..
رفضت لمزا لأخي الأصغر!.. فلم يتردد.. شمر عن ساعديه.. وبعاصفة واحدة أنزل طاولة على رأسي! كانت كافية لأن أفقد صواب سمعي وأعود لزوجي
تحول العمر لثورة عاصفة لا تتوقف أمطارها، ولا تقطر إلا غبارا يطيل النظر لفراغ مملوءٍ بصوتي الذي سقط سهواً وحيداً في وجه سافر مع طين القريب، في صداع مزمن يحصد بالعراء الباب..
لم يعد في جبين الظل ماء.. ولا دماء..
والسراب لم يكن خراب الطريق!..
ابتسم عندما رآني قائلا: كان يجب أن يربيك..ويجعلك تعودين على أربع!..
وهكذا مرت الأيام.. إلى أن جاءت مناسبة اجتمع فيها بأصدقائه على عشاء.. وبعدما دار كأس أفقد زوجي وعيه، تفاجأت برجال يدخلون ويخرجون من المطبخ.. وحاول أحدهم لمسي!.. فخرجت بمساعدة الخدم إلى غرفتي. وأصابني من شدة الذعر إجهاض نقلت على إثره للمشفى الذي خرجت منه لأطلب الخلع.. فحصلت عليه بعد عدة جلسات في المحكمة مع حق الاستقلالية والانفصال بالسكن، ورصيد مادي لا بأس به من واقع أعلن إفلاسه على وسادة الحلم..
ومع بداية الصيف تعرضت لأزمة مادية.. معها عرضت علي صديقة ثرية مرافقة زوجة صاحب السمو غير العربية!..
رغم تواضع المبلغ قبلت دون تردد- لحاجتي الماسة للمال-
وصلت باريس.. وبعد يومين وجدتني من ضمن خدم القصر!.. ثم أصبحت الظل للأميرة..
طلبتْ مني إدارة المطبخ ثم بعد ذلك مسؤليات الخدم، ثم مسؤولية التبضع، ثم تصميم الديكور.. غرف النوم.. الاستقبال، مسؤليات وأوامر لا تتوقف على مدار الساعة!..
لمساتي في جميع أنحاء القصر حتى الأمير صار لا ياكل إلا إذا جهزت أنا المائدة..
وحدي في كآبة المنافي كنت أسير خلفها أينما ذهبت وأنظر إلى كثير من الكلاب تسير خلف أصحابها!.. مع بعض حرية لم تكن لدي، وحين يستوقفني بعض العرب في محاولة تطفلية!.. كانت تصرخ بي ساخرة..ماذا تفعلين!.. أكل هذا إعجاب وخطف أنظار!..
حتى جاء يوم كنت فيه نائمة في غرفتي حين انتبهت لوقوفها إلى جانب السرير!.. فوقفت على عتبة أحلامي بسرعة أرتب نفسي.. ماذا!.. هل تريدين شيئاً!..
قالت: تبدين مثيرة جداً ورائعه وأنت نائمة!!..
لملمت نفسي ولم أنم بعدها إلا في كامل حشمتي
الأيام ثقيلة، والوقت طويل وعنيد لا يمضي في دفتر الزمن..
ذات يوم تنبهت من نومي على باب غرفتي يغلق، التفت فإذا بأنثى أجنبية لا أعرفها يقدح من عينها فحيح مبتذل.. صرخت بها أن اخرجي.. حينها حضر بعض الخدم على صراخي وبكائي!..
عندما أخبرتها قالت: هي لا تريد منك شيئاً.. فقط كانت تمازحك والثمن مدفوع!..
لا أقبل بهذا.. أريد أن أعود..
إذن ادفعي الشرط الجزائي!..
وفي اليوم التالي أرسلت محاميا عربي الأصل فتنازلت عن مستحقاتي
رتبت حقائبي وبدأت أتمتم الدمع بنحيب كلمات لطالما رددها مذياع معتق الشجن.. أصابتني رعشة عندما وجدت سيارة سوداء تنتظر لتقلني إلى المطار..
وما أن أقفلت الباب حتى تسلل إلى سمعي ما يشبه الفحيح!.. التفت فإذا بالخوف يغرس شوكه العاري بأنياب نظرة حتى حدود النافذة..
ويسقط..
من يدي جواز السفر!..
كنت قد قطعت ساعات بالتخطيط وتهذيب الأفكار التي سوف أسترخي في ظلها بهدوء، بعد أن علقت الغيم بفضاء ساحر الطيف..
كان لا بد من ترك الأنقاض خلفي، وتغيير رؤوس أفكار تحتسيها الأماكن..
وصلنا إلى منزلنا.. كان زوجي مع بداية الوصول تحول لمصارع مهشم الكبرياء مهزوم، أكثر قسوة.. يثرثر بشيطنة وجنون، ينثر حمما من رماد.. في هذا البلد الخالي إلا من اسم لوطن..
وقفت أتابع السائق وهو ينزل الحقائب.. وإذ بالخادمة تخرج من المنزل صارخة بصوت هستيري.. عانقتْ زوجي وبدأت تقبله بحرارة غير مكترثة لأية ردة فعل قد تحدث!.. سقطت حقيبة كنت قد رفعتها لتعود إلى مكانها.. نظرتُ إلى ملصقات كبيرة، عليها عناوين لا تغمض عيونها عن الخراب..
آه يا سقف الحقائق كم ستضحك من دمي الحقائب
لأبتسم على درب يحتضن ظلال القبح!
طلبت من السائق أن يمضي بي إلى حيث المطر
وورائي ألف لسان طافح باستقبال آخر.
لا أعلم كيف تسافر كل المساءات لتعود بذاكرة تتنفس ثاني أكسيد اللعنة!..
وكيف كانت لغة السرور.. تتناسل في نفس المأساة ها هو أخي الأكبر بعد أسبوع يطلب مني العودة إليه.. ووا أسفي..
لديه منصب حكومي رفيع وتواجد مطلقة يربك مؤخرة الكرسي..
رفضت لمزا لأخي الأصغر!.. فلم يتردد.. شمر عن ساعديه.. وبعاصفة واحدة أنزل طاولة على رأسي! كانت كافية لأن أفقد صواب سمعي وأعود لزوجي
تحول العمر لثورة عاصفة لا تتوقف أمطارها، ولا تقطر إلا غبارا يطيل النظر لفراغ مملوءٍ بصوتي الذي سقط سهواً وحيداً في وجه سافر مع طين القريب، في صداع مزمن يحصد بالعراء الباب..
لم يعد في جبين الظل ماء.. ولا دماء..
والسراب لم يكن خراب الطريق!..
ابتسم عندما رآني قائلا: كان يجب أن يربيك..ويجعلك تعودين على أربع!..
وهكذا مرت الأيام.. إلى أن جاءت مناسبة اجتمع فيها بأصدقائه على عشاء.. وبعدما دار كأس أفقد زوجي وعيه، تفاجأت برجال يدخلون ويخرجون من المطبخ.. وحاول أحدهم لمسي!.. فخرجت بمساعدة الخدم إلى غرفتي. وأصابني من شدة الذعر إجهاض نقلت على إثره للمشفى الذي خرجت منه لأطلب الخلع.. فحصلت عليه بعد عدة جلسات في المحكمة مع حق الاستقلالية والانفصال بالسكن، ورصيد مادي لا بأس به من واقع أعلن إفلاسه على وسادة الحلم..
ومع بداية الصيف تعرضت لأزمة مادية.. معها عرضت علي صديقة ثرية مرافقة زوجة صاحب السمو غير العربية!..
رغم تواضع المبلغ قبلت دون تردد- لحاجتي الماسة للمال-
وصلت باريس.. وبعد يومين وجدتني من ضمن خدم القصر!.. ثم أصبحت الظل للأميرة..
طلبتْ مني إدارة المطبخ ثم بعد ذلك مسؤليات الخدم، ثم مسؤولية التبضع، ثم تصميم الديكور.. غرف النوم.. الاستقبال، مسؤليات وأوامر لا تتوقف على مدار الساعة!..
لمساتي في جميع أنحاء القصر حتى الأمير صار لا ياكل إلا إذا جهزت أنا المائدة..
وحدي في كآبة المنافي كنت أسير خلفها أينما ذهبت وأنظر إلى كثير من الكلاب تسير خلف أصحابها!.. مع بعض حرية لم تكن لدي، وحين يستوقفني بعض العرب في محاولة تطفلية!.. كانت تصرخ بي ساخرة..ماذا تفعلين!.. أكل هذا إعجاب وخطف أنظار!..
حتى جاء يوم كنت فيه نائمة في غرفتي حين انتبهت لوقوفها إلى جانب السرير!.. فوقفت على عتبة أحلامي بسرعة أرتب نفسي.. ماذا!.. هل تريدين شيئاً!..
قالت: تبدين مثيرة جداً ورائعه وأنت نائمة!!..
لملمت نفسي ولم أنم بعدها إلا في كامل حشمتي
الأيام ثقيلة، والوقت طويل وعنيد لا يمضي في دفتر الزمن..
ذات يوم تنبهت من نومي على باب غرفتي يغلق، التفت فإذا بأنثى أجنبية لا أعرفها يقدح من عينها فحيح مبتذل.. صرخت بها أن اخرجي.. حينها حضر بعض الخدم على صراخي وبكائي!..
عندما أخبرتها قالت: هي لا تريد منك شيئاً.. فقط كانت تمازحك والثمن مدفوع!..
لا أقبل بهذا.. أريد أن أعود..
إذن ادفعي الشرط الجزائي!..
وفي اليوم التالي أرسلت محاميا عربي الأصل فتنازلت عن مستحقاتي
رتبت حقائبي وبدأت أتمتم الدمع بنحيب كلمات لطالما رددها مذياع معتق الشجن.. أصابتني رعشة عندما وجدت سيارة سوداء تنتظر لتقلني إلى المطار..
وما أن أقفلت الباب حتى تسلل إلى سمعي ما يشبه الفحيح!.. التفت فإذا بالخوف يغرس شوكه العاري بأنياب نظرة حتى حدود النافذة..
ويسقط..
من يدي جواز السفر!..
تعليق