السلام عليكم
نعم انها اول محاولة قصصية لي ولا اعرف ما كنت قد امسكت بخيوطها ام لازلت بعيدا عن هذا الفن الصعب... انتظر ردكم بفارغ الصبر:
حلـــــــم
زرت احد السجون التي تقع خارج العاصمة برفقة عدد من طلبة قسم علم النفس.. للتعرف على الدوافع النفسية التي تؤدي إلى الجريمة .
توقفت عند احد السجناء فبادرته بالسؤال التقليدي الذي سبق وان سالت غيره من زملائه, وأنا أحمل دفتر ملاحظاتي لتسجيل الأجوبة التي سأحصل عليها:
- كم مدة محكوميتك ؟ و ماهي جريمتك ؟
- لن أخبرك بمدة محكوميتي ولا بتهمتي إلا بعد أن تسمعني
أومأت برأسي بالموافقة وما يعتريني الفضول ليس إلا
قال:
- كنت أحب وردة أبنت جارنا وكانت اسم على مسمى , وبعد العديد من اللقاءات البريئة اتفقنا وتعاهدنا على الزواج .. إلا إنني اعرف أن الزواج مسؤولية كبيرة خصوصا واني لا املك بيتا خاصا بي وليس عندي وظيفة اتكئ عليها إذا ما نويت تكوين أسرتي وتحقيق حلم حياتي .
اتفقت مع أهلي... أبى وأمي وأخوتي الذين يصغروني بالسن وكذلك ناقشت وردة بقراري على ضرورة أن اذهب إلى إحدى دول الخليج للبحث عن فرصة عمل وتحسين وضعنا المادي .
وبالفعل سافرت بعد أن حصلت على عقد عمل وبراتب جيد , ظلت صورة وردة معلقة في ذهني , محفوظة في قلبي ..ابتسامتها لا تفارقني ..عيناها المكسوتان بلون السماء.. همساتها .. ضفيرة شعرها الأشقر التي طالما قمت بتصفيفها لها ..أناملها الناعمة الملمس وهي تمر على وجهي ..
وأنا أتذكر ذلك اضغط على نفسي بضرورة الصبر , ولم لا اصبر فانا أريد أن أحقق حلمي بالحياة تحت سقف واحد مع حبيبتي في بيتنا الذي سأملؤه بكل ما يحتاجه من أثاث ., بدأت من ثاني مرتب أرسل الحوالات المالية إلى أبي وهي ثمرة جهدي وعرقي وكل حرصي على أن لا أضيع أي مبلغ مهما كان فأنا في معظم الأحيان استغني عن إحدى الوجبات الرئيسية لأوفر ثمنها .
كانت تصلني رسائل وبرقيات من أبي كنت أتابع فيها أخبار حبيبتي وردة , وتؤكد أنهم باشروا ببناء البيت الجديد وحسب الخريطة التي أرسلتها لهم ..خصوصا وأنها تحتوي على صالة مفتوحة بشباك كبير يطل على النهر الذي كنت اخترت مكان بيتي قبالته تحقيقا لرغبة حبيبتي .
مرت ثلاث سنوات لم أشأ خلالهن أن أتمتع بأي إجازة لكي لا تستقطع أية مخصصات من راتبي , ووصلتني قبل ثلاثة أيام برقية من أبي تفيد بأنهم قد أكملوا شراء جميع ما يحتاجونه للبيت من أثاث ومستلزمات .. ارتفعت معنوياتي وزادت عزيمتي إصرارا على إكمال مرادي و مبتغاي , خصوصا أن الحلم أوشك أن يصبح حقيقة و ماهي إلا خطوات قليلة للوصول إلى الهدف النهائي .
كانت الأيام تجري جريا وتسحب معها الشهور سحبا ..وصور الذكريات بدأت تعلوها الضبابية ويكسوها التشويش..وبدأت مشاعر الشوق تنمو وتكبر تسقيها آلام الغربة والبعد عن الوطن والأهل والحبيبة..وأصبحت الليالي طويلة مقيتة موحشة , ولم يعد في خزين النفس مقاومة لذلك كله ..!
كتبت برقية إلى أبي اعلمه بموعد عودتي ..ورغم إني لم استلم رد أبي إلا أني صعدت طائرتي المتوجهة إلى وطني..تتزاحم الأفكار عندي وتختلط المشاعر فعودة بعد أربع سنوات ونصف من الغربة والتعب والمعاناة وآلام الفراق مع الأحبة و الأهل..للقاء وراحة وسعادة وهناء.
احدث نفسي لقد آن أوان الراحة بعد التعب وان أوان التمتع بالسعادة بعد الألم والحزن مع من أحب فسأنتظر أسبوعا ثم اطلب من أبي أن نبدأ بمراسم زواجي من وردة وبذلك تكون آخر خطوة من خطى تحقيق حلمي ولا أظنها صعبة فكل الأمور تساعد على إتمامها بنجاح خصوصا وان كل العوامل والمؤهلات قد اكتملت ..
وصلت بيتنا وكان باستقبالي جميع أهلي فهذا أبي وهؤلاء أخوتي وتلك أمي وهذه أختي و..هذه وردة ..وردة و..وهي تحمل بحضنها طفلا !! ..يسود الصمت بعد آن كانت زغاريد أمي وأختي تملا المكان ..تأبى قدماي أن تطاوعاني بالمشي وكأنهما شلتا..! تتسارع دقات قلبي , ويعرق جسمي , ويجف حلقي , ولا استطيع أن ابتلع ريقي واختفت علامات الفرح والسرور من الجميع ..!!
هنا قطع الصمت صوت أبي وهو يتصنع ابتسامة مكبوتة ويأخذني بحضنه وأنا جامد كتمثال قائلا :
(..أهلا ..أهلا يا بني ..سلم على آمك وردة !! )
- طويت دفتر ملاحظاتي وغادرته ودموعه تجري على خديه ..دون أن أعرف تهمته ومدة محكوميته !!!
سلمان الجاسم 7/شباط/2011
نعم انها اول محاولة قصصية لي ولا اعرف ما كنت قد امسكت بخيوطها ام لازلت بعيدا عن هذا الفن الصعب... انتظر ردكم بفارغ الصبر:
حلـــــــم
زرت احد السجون التي تقع خارج العاصمة برفقة عدد من طلبة قسم علم النفس.. للتعرف على الدوافع النفسية التي تؤدي إلى الجريمة .
توقفت عند احد السجناء فبادرته بالسؤال التقليدي الذي سبق وان سالت غيره من زملائه, وأنا أحمل دفتر ملاحظاتي لتسجيل الأجوبة التي سأحصل عليها:
- كم مدة محكوميتك ؟ و ماهي جريمتك ؟
- لن أخبرك بمدة محكوميتي ولا بتهمتي إلا بعد أن تسمعني
أومأت برأسي بالموافقة وما يعتريني الفضول ليس إلا
قال:
- كنت أحب وردة أبنت جارنا وكانت اسم على مسمى , وبعد العديد من اللقاءات البريئة اتفقنا وتعاهدنا على الزواج .. إلا إنني اعرف أن الزواج مسؤولية كبيرة خصوصا واني لا املك بيتا خاصا بي وليس عندي وظيفة اتكئ عليها إذا ما نويت تكوين أسرتي وتحقيق حلم حياتي .
اتفقت مع أهلي... أبى وأمي وأخوتي الذين يصغروني بالسن وكذلك ناقشت وردة بقراري على ضرورة أن اذهب إلى إحدى دول الخليج للبحث عن فرصة عمل وتحسين وضعنا المادي .
وبالفعل سافرت بعد أن حصلت على عقد عمل وبراتب جيد , ظلت صورة وردة معلقة في ذهني , محفوظة في قلبي ..ابتسامتها لا تفارقني ..عيناها المكسوتان بلون السماء.. همساتها .. ضفيرة شعرها الأشقر التي طالما قمت بتصفيفها لها ..أناملها الناعمة الملمس وهي تمر على وجهي ..
وأنا أتذكر ذلك اضغط على نفسي بضرورة الصبر , ولم لا اصبر فانا أريد أن أحقق حلمي بالحياة تحت سقف واحد مع حبيبتي في بيتنا الذي سأملؤه بكل ما يحتاجه من أثاث ., بدأت من ثاني مرتب أرسل الحوالات المالية إلى أبي وهي ثمرة جهدي وعرقي وكل حرصي على أن لا أضيع أي مبلغ مهما كان فأنا في معظم الأحيان استغني عن إحدى الوجبات الرئيسية لأوفر ثمنها .
كانت تصلني رسائل وبرقيات من أبي كنت أتابع فيها أخبار حبيبتي وردة , وتؤكد أنهم باشروا ببناء البيت الجديد وحسب الخريطة التي أرسلتها لهم ..خصوصا وأنها تحتوي على صالة مفتوحة بشباك كبير يطل على النهر الذي كنت اخترت مكان بيتي قبالته تحقيقا لرغبة حبيبتي .
مرت ثلاث سنوات لم أشأ خلالهن أن أتمتع بأي إجازة لكي لا تستقطع أية مخصصات من راتبي , ووصلتني قبل ثلاثة أيام برقية من أبي تفيد بأنهم قد أكملوا شراء جميع ما يحتاجونه للبيت من أثاث ومستلزمات .. ارتفعت معنوياتي وزادت عزيمتي إصرارا على إكمال مرادي و مبتغاي , خصوصا أن الحلم أوشك أن يصبح حقيقة و ماهي إلا خطوات قليلة للوصول إلى الهدف النهائي .
كانت الأيام تجري جريا وتسحب معها الشهور سحبا ..وصور الذكريات بدأت تعلوها الضبابية ويكسوها التشويش..وبدأت مشاعر الشوق تنمو وتكبر تسقيها آلام الغربة والبعد عن الوطن والأهل والحبيبة..وأصبحت الليالي طويلة مقيتة موحشة , ولم يعد في خزين النفس مقاومة لذلك كله ..!
كتبت برقية إلى أبي اعلمه بموعد عودتي ..ورغم إني لم استلم رد أبي إلا أني صعدت طائرتي المتوجهة إلى وطني..تتزاحم الأفكار عندي وتختلط المشاعر فعودة بعد أربع سنوات ونصف من الغربة والتعب والمعاناة وآلام الفراق مع الأحبة و الأهل..للقاء وراحة وسعادة وهناء.
احدث نفسي لقد آن أوان الراحة بعد التعب وان أوان التمتع بالسعادة بعد الألم والحزن مع من أحب فسأنتظر أسبوعا ثم اطلب من أبي أن نبدأ بمراسم زواجي من وردة وبذلك تكون آخر خطوة من خطى تحقيق حلمي ولا أظنها صعبة فكل الأمور تساعد على إتمامها بنجاح خصوصا وان كل العوامل والمؤهلات قد اكتملت ..
وصلت بيتنا وكان باستقبالي جميع أهلي فهذا أبي وهؤلاء أخوتي وتلك أمي وهذه أختي و..هذه وردة ..وردة و..وهي تحمل بحضنها طفلا !! ..يسود الصمت بعد آن كانت زغاريد أمي وأختي تملا المكان ..تأبى قدماي أن تطاوعاني بالمشي وكأنهما شلتا..! تتسارع دقات قلبي , ويعرق جسمي , ويجف حلقي , ولا استطيع أن ابتلع ريقي واختفت علامات الفرح والسرور من الجميع ..!!
هنا قطع الصمت صوت أبي وهو يتصنع ابتسامة مكبوتة ويأخذني بحضنه وأنا جامد كتمثال قائلا :
(..أهلا ..أهلا يا بني ..سلم على آمك وردة !! )
- طويت دفتر ملاحظاتي وغادرته ودموعه تجري على خديه ..دون أن أعرف تهمته ومدة محكوميته !!!
سلمان الجاسم 7/شباط/2011
تعليق