قرقعة النعل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسامه محمد صادق
    عضو الملتقى
    • 29-10-2009
    • 43

    قرقعة النعل

    قرقعة النعل

    أسامه محمد صادق



    في كل مرة تحاول زوجتي وانا عائد من العمل مرهقاً ان تستفز صمتي وتستدرجني للحديث بأي طريقة..

    _ مالك يارجل أراك على غير عادتك هل حدث لك مكروه في العمل.

    أطيل في صمتي محاولا تجاهل الإجابة عمداً ...فتكرر... واصمت ظناً مني بأن تكف ثم تكرر.. فأجيب على مضض ...


    - لم يحدث شيء بل على العكس لقد أثنى مديري على مقترحاتي وقال للجميع أثناء الاجتماع ........

    تقاطعني كعادتها

    _ ابنك اليوم عاد من المدرسة وقد تهرأت ملابسه وتمزقت حقيبته حاولت معرفة السبب ولكن دون جدوى، وهو ألان بحاجة الى قميص جديد وحقيبة أخرى...

    - ولكن لم تمضي على المدرسة سوى أسبوع واحد كيف حدث ذلك ..اين هو الآن ...

    تلتصق بالتلفاز ....تحتمي به وترفع صوته...

    ابحث عن أي وسيلة لاغيظها .....

    هي تشمئز من مماطقة الأكل بالفم ...افعلها متعمداً

    لعلها تغور من وجهي ...

    - وماذا قال زملاؤك في العمل على ثناء المدير لك.....انا متأكدة ان الكثير منهم قد اغاظهم ذلك .


    في اليوم التالي وبعد عودتي من العمل أدلفت لغرفتي طالبا أيقاضي بعد ساعة للذهاب لأمر هام يحتاج إلى راحة مسبقا وملابس أنيقة.

    _ تبدو عيناك حمراوين. كأنك لم تنعم بقيلولتك ......

    هل أصابك ارق ..

    _ بعض الشيء ... ربما لأهمية الموعد وحساسيته.. ولكني بخير

    _ وماذا سنتعشى .... لايوجد ما نأكله...

    _ ماالذي تقولينه .. ألم أعطك مصروف البيت قبل ان اذهب لعملي .. ألم يكن هذا طلبك وانك من سيقوم بهذه المهمة بعد تلك الحجج التي اجهدت بها رأسي !!

    - عجزت عن أقناع ولدك للذهاب الى السوق كما ان المصروف الذي تركته لي لم يكف لسد طلبات أولادك في لمدرسة ولكن.. لا عليك ...لاعليك لاتتعصب سأتدبر الأمر.. لديك موعد وموعدك يتطلب ان تكون مرتاحا !!..


    بعد أيام نقل التلفاز لقاءً مطولاً معي أثنى فيه المذيع والمتصلون على الانجازات التي تحققت؛ مبدين إعجابهم بتلك الجهود التي أثمرتها تلك النتائج اللافتة للجميع، مبدين ثناءهم لمن يقف وراء ذلك، وهم بلا ادنى شك يقصدون الزوجة .
    وعند عودتي للبيت انتظرت متعمدا اسئلتها ، فلم تتفوه بشيئ ولم استطع انا ايضا ان اخفي غبطتي من ماجرى لي اثناء التصوير، وبعده فرحت اقص لها ماحدث مسهبا بالتفاصيل ومعالم الفرح مسيطرة تماما على شفتي التي بدت ممتلئة وناضجة .

    لم تقاطعني كعادتها ...ولم أر أي مظهر من مظاهر الاهتمام والإصغاء...واكتشفت اني احدث الجدار الذي اسندت اليه ظهرها، في حين بدت قرقعة نعلها وهي تضربه بقدمها على الأرض؛ كأنه إيقاع (فالز الذي يستعين به مخرجو أفلام المعارك المثيرة والشرسة)


    _ عجبا مالذي كمم فمك يا امرأة ....لم اسمع منك شيء إلى ألان!!
    وفجأة وإذا بفمها قد تحول إلى فم تمساح وانفها تدلى كأنه خرطوم فيل وقالت بصوت لايشوبه شك كأنه زمار نعامة...

    _ لن يعنــــــي لي اي شيء .......!!
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    اسامه محمد صادق
    هل يمكننا أن نقول أن هناك هوة تتسع بين رب الأسرة وبين أهله
    بين الرعية والراعي وهو يسمع دون أن يعي
    ربما النص يمكن إسقاطه على هذا وأيضا ممكن أن يكون مشاكل الحياة اليومية للمواطن
    المهم أنه سلط الضوء على نقاط مهمة منها ( التنمر )
    والتنمر لا يأتي من فراغ مطلقا
    رأيتك أهملت الهمزة فوضعتها في غير محلها أو نسيتها في مكان آخر
    ودي ومحبتي لك

    عاشقين

    عاشقين حكايات ملتهبة نسبت إليها، كتبت عنها. أساطير، تداولها الأبناء عن آبائهم. قالوا: - طاغية تسطر تاريخ العشق، بأحرف من جمر منحوتة من نور و نار.. وحمم، تصطلي الأرواح فيها فحذار، حذاري منها! فاتنة فتاكة ترمي بسهام سحرها فتغوي الرجال بفتنتها وبهاء طلتها، يهيمون فيها يشرئبون بأعناقهم نحوها وقلوبهم واجفة، خوفا عليها.. لكنهم لا
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • أسامه محمد صادق
      عضو الملتقى
      • 29-10-2009
      • 43

      #3
      الزميلة عائدة : قد يكون هذا ماقصدته وقد يكون غير ذلك ولكن حقيقة الحال انه واقع يعيشه أكثر المتزوجين ومنهم انا.....
      أشكر مداخلتك الطيبة ..وهذه القصة من مجموعة قصص غصن الياسمين وحسب طلبك طبعاً..

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        الأستاذ العزيز : أسامة محمد صادق :
        ما أكثر اللوحات التي نقتطفها من جدران البيوت ...
        عندما نفتح أبوابها ...
        هي لوحة منسابة بسلاسة دون عوائق ...
        فنضحتْ بمصداقيّة محبّبة ..وقريبة من الواقع المعاش ...
        أمنياتي الخيّرة لك ...وتحيّاتي ...أديبنا الرّائع أسامة ...

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • أسامه محمد صادق
          عضو الملتقى
          • 29-10-2009
          • 43

          #5
          أيمان الدرع ...حياتنا عبارة عن قصص سردية مباشرة لاتحتاج الى رمزية عكس حياتنا التي نجهل مايحدث ونخمن ماسيكون ...
          شكرا لروعة ردك الجميل سيدتي النائبة ...

          تعليق

          يعمل...
          X