قرقعة النعل
أسامه محمد صادق
في كل مرة تحاول زوجتي وانا عائد من العمل مرهقاً ان تستفز صمتي وتستدرجني للحديث بأي طريقة..
_ مالك يارجل أراك على غير عادتك هل حدث لك مكروه في العمل.
أطيل في صمتي محاولا تجاهل الإجابة عمداً ...فتكرر... واصمت ظناً مني بأن تكف ثم تكرر.. فأجيب على مضض ...
- لم يحدث شيء بل على العكس لقد أثنى مديري على مقترحاتي وقال للجميع أثناء الاجتماع ........
تقاطعني كعادتها
_ ابنك اليوم عاد من المدرسة وقد تهرأت ملابسه وتمزقت حقيبته حاولت معرفة السبب ولكن دون جدوى، وهو ألان بحاجة الى قميص جديد وحقيبة أخرى...
- ولكن لم تمضي على المدرسة سوى أسبوع واحد كيف حدث ذلك ..اين هو الآن ...
تلتصق بالتلفاز ....تحتمي به وترفع صوته...
ابحث عن أي وسيلة لاغيظها .....
هي تشمئز من مماطقة الأكل بالفم ...افعلها متعمداً
لعلها تغور من وجهي ...
- وماذا قال زملاؤك في العمل على ثناء المدير لك.....انا متأكدة ان الكثير منهم قد اغاظهم ذلك .
في اليوم التالي وبعد عودتي من العمل أدلفت لغرفتي طالبا أيقاضي بعد ساعة للذهاب لأمر هام يحتاج إلى راحة مسبقا وملابس أنيقة.
_ تبدو عيناك حمراوين. كأنك لم تنعم بقيلولتك ......
هل أصابك ارق ..
_ بعض الشيء ... ربما لأهمية الموعد وحساسيته.. ولكني بخير
_ وماذا سنتعشى .... لايوجد ما نأكله...
_ ماالذي تقولينه .. ألم أعطك مصروف البيت قبل ان اذهب لعملي .. ألم يكن هذا طلبك وانك من سيقوم بهذه المهمة بعد تلك الحجج التي اجهدت بها رأسي !!
- عجزت عن أقناع ولدك للذهاب الى السوق كما ان المصروف الذي تركته لي لم يكف لسد طلبات أولادك في لمدرسة ولكن.. لا عليك ...لاعليك لاتتعصب سأتدبر الأمر.. لديك موعد وموعدك يتطلب ان تكون مرتاحا !!..
بعد أيام نقل التلفاز لقاءً مطولاً معي أثنى فيه المذيع والمتصلون على الانجازات التي تحققت؛ مبدين إعجابهم بتلك الجهود التي أثمرتها تلك النتائج اللافتة للجميع، مبدين ثناءهم لمن يقف وراء ذلك، وهم بلا ادنى شك يقصدون الزوجة .
وعند عودتي للبيت انتظرت متعمدا اسئلتها ، فلم تتفوه بشيئ ولم استطع انا ايضا ان اخفي غبطتي من ماجرى لي اثناء التصوير، وبعده فرحت اقص لها ماحدث مسهبا بالتفاصيل ومعالم الفرح مسيطرة تماما على شفتي التي بدت ممتلئة وناضجة .
لم تقاطعني كعادتها ...ولم أر أي مظهر من مظاهر الاهتمام والإصغاء...واكتشفت اني احدث الجدار الذي اسندت اليه ظهرها، في حين بدت قرقعة نعلها وهي تضربه بقدمها على الأرض؛ كأنه إيقاع (فالز الذي يستعين به مخرجو أفلام المعارك المثيرة والشرسة)
_ عجبا مالذي كمم فمك يا امرأة ....لم اسمع منك شيء إلى ألان!!
وفجأة وإذا بفمها قد تحول إلى فم تمساح وانفها تدلى كأنه خرطوم فيل وقالت بصوت لايشوبه شك كأنه زمار نعامة...
_ لن يعنــــــي لي اي شيء .......!!
أسامه محمد صادق
في كل مرة تحاول زوجتي وانا عائد من العمل مرهقاً ان تستفز صمتي وتستدرجني للحديث بأي طريقة..
_ مالك يارجل أراك على غير عادتك هل حدث لك مكروه في العمل.
أطيل في صمتي محاولا تجاهل الإجابة عمداً ...فتكرر... واصمت ظناً مني بأن تكف ثم تكرر.. فأجيب على مضض ...
- لم يحدث شيء بل على العكس لقد أثنى مديري على مقترحاتي وقال للجميع أثناء الاجتماع ........
تقاطعني كعادتها
_ ابنك اليوم عاد من المدرسة وقد تهرأت ملابسه وتمزقت حقيبته حاولت معرفة السبب ولكن دون جدوى، وهو ألان بحاجة الى قميص جديد وحقيبة أخرى...
- ولكن لم تمضي على المدرسة سوى أسبوع واحد كيف حدث ذلك ..اين هو الآن ...
تلتصق بالتلفاز ....تحتمي به وترفع صوته...
ابحث عن أي وسيلة لاغيظها .....
هي تشمئز من مماطقة الأكل بالفم ...افعلها متعمداً
لعلها تغور من وجهي ...
- وماذا قال زملاؤك في العمل على ثناء المدير لك.....انا متأكدة ان الكثير منهم قد اغاظهم ذلك .
في اليوم التالي وبعد عودتي من العمل أدلفت لغرفتي طالبا أيقاضي بعد ساعة للذهاب لأمر هام يحتاج إلى راحة مسبقا وملابس أنيقة.
_ تبدو عيناك حمراوين. كأنك لم تنعم بقيلولتك ......
هل أصابك ارق ..
_ بعض الشيء ... ربما لأهمية الموعد وحساسيته.. ولكني بخير
_ وماذا سنتعشى .... لايوجد ما نأكله...
_ ماالذي تقولينه .. ألم أعطك مصروف البيت قبل ان اذهب لعملي .. ألم يكن هذا طلبك وانك من سيقوم بهذه المهمة بعد تلك الحجج التي اجهدت بها رأسي !!
- عجزت عن أقناع ولدك للذهاب الى السوق كما ان المصروف الذي تركته لي لم يكف لسد طلبات أولادك في لمدرسة ولكن.. لا عليك ...لاعليك لاتتعصب سأتدبر الأمر.. لديك موعد وموعدك يتطلب ان تكون مرتاحا !!..
بعد أيام نقل التلفاز لقاءً مطولاً معي أثنى فيه المذيع والمتصلون على الانجازات التي تحققت؛ مبدين إعجابهم بتلك الجهود التي أثمرتها تلك النتائج اللافتة للجميع، مبدين ثناءهم لمن يقف وراء ذلك، وهم بلا ادنى شك يقصدون الزوجة .
وعند عودتي للبيت انتظرت متعمدا اسئلتها ، فلم تتفوه بشيئ ولم استطع انا ايضا ان اخفي غبطتي من ماجرى لي اثناء التصوير، وبعده فرحت اقص لها ماحدث مسهبا بالتفاصيل ومعالم الفرح مسيطرة تماما على شفتي التي بدت ممتلئة وناضجة .
لم تقاطعني كعادتها ...ولم أر أي مظهر من مظاهر الاهتمام والإصغاء...واكتشفت اني احدث الجدار الذي اسندت اليه ظهرها، في حين بدت قرقعة نعلها وهي تضربه بقدمها على الأرض؛ كأنه إيقاع (فالز الذي يستعين به مخرجو أفلام المعارك المثيرة والشرسة)
_ عجبا مالذي كمم فمك يا امرأة ....لم اسمع منك شيء إلى ألان!!
وفجأة وإذا بفمها قد تحول إلى فم تمساح وانفها تدلى كأنه خرطوم فيل وقالت بصوت لايشوبه شك كأنه زمار نعامة...
_ لن يعنــــــي لي اي شيء .......!!
تعليق