بهرني بضحكته العريضة وهو يحمل محفظة أحنت
ظهره..وراح يناديني بتهكم..يا هذا إليّ بفنجان قهوة بدون سكر
حتى لا أقول قهوة مرة..
فأنا كثير الحذرفي توظيف الألفاظ ..كما كنت حذرا دائما في اختيار
المقاهي التثقيفية التي أقضي فيها أوقات فراغي..رغم أنه لا فراغ لدي..
أضاف هذه العبارة وهو يخرج جريدة بل جرائد راح يتصفحها بحثا عن مقال
إدعى أنه سُرق منه في طريقه إلي الجريدة ..بل إلى الجرائد..
وضع نظارة أخفت جحوظ عينيه الواضح ،وراح ينتقد الكلمات المبعثرة على الجريدة ..
بل على الجرائد..فجأة ردد وهو يعبث بصفحة الكلمات المتقاطعة باء..باء..كلمة من
أربعة حروف تعني إبتلاء..
قلت بلاء
قال أصبت..أنت أستاذ في الكلمات المتقاطعة..
إنشغل عني قليلا ليناديني من جديد..
ياهذا ماإسمك..
قلت: سمّـني ما شئت يا أستاذ..لقد كرهت إسمي منذ أن كنت طالبا
بكلية الحقوق ولا حقوق لدي سوى حق الخربشة على جدران
التسكع..وحق الثرثرة على أبواب المقاهي
قال : ماذا..! الجامعة..!؟هل دخلت الجامعة..!
قلت: طبعا يا أستاذ..
قال: كيف تعمل نادلا وقد درست بالجامعة كما تدعي..
قلت: بل تخرجت من الجامعة كما ادعوا..
قال: وماذا فعلت بثقافة زُرعت فيك لسنوات عدة..
قلت:إني موظف كأي مثقف..ومهنة النادل لا تقل قيمة عن أية مهنة
أخرى..لأنها لم تلغ ثقافتي البتة..
رمى الجرائد من يده..بل الجريدة وهو يحملق فيّ..نادل ..مثقف.. !!
يالك من بليد..أي ثقافة تلوكها في هذا المقهى غير ثقافة الملاعق والكؤوس..
قلت:وثقافة الرؤوس كذلك.. أم تراك نسيتها..؟ فلو لم أكن هنا لَما
وجدتَ كلمتك الضالة في بحر الكلمات المتقاطعة الذي تغرق فيه
بالساعات لأخرجك منه وأنت تحتضر..
ما الفرق بيني وبينك إذا.. ؟؟
أليست جرة قلم هي التي أجلستك هناك ؟
وجرة ألم هي التي أوقفتني هنا..؟
صمتَ لحظة ثم قال: مارأيك لو ساعدتك بثقافة الكؤوس ، لتساعدني في تحضير الدروس..
إبتسمت كالمعتاد وأنا أذكره مجددا بأنني موظف كأي مثقف..
ثم تأبطت أوراقه المبعثرة وحمدت الله على كوني أستاذا في الكلمات
المتقاطعة ..ولست أستاذا بالجامعة.
من مجموعة (نوافذ موجعة)
ظهره..وراح يناديني بتهكم..يا هذا إليّ بفنجان قهوة بدون سكر
حتى لا أقول قهوة مرة..
فأنا كثير الحذرفي توظيف الألفاظ ..كما كنت حذرا دائما في اختيار
المقاهي التثقيفية التي أقضي فيها أوقات فراغي..رغم أنه لا فراغ لدي..
أضاف هذه العبارة وهو يخرج جريدة بل جرائد راح يتصفحها بحثا عن مقال
إدعى أنه سُرق منه في طريقه إلي الجريدة ..بل إلى الجرائد..
وضع نظارة أخفت جحوظ عينيه الواضح ،وراح ينتقد الكلمات المبعثرة على الجريدة ..
بل على الجرائد..فجأة ردد وهو يعبث بصفحة الكلمات المتقاطعة باء..باء..كلمة من
أربعة حروف تعني إبتلاء..
قلت بلاء
قال أصبت..أنت أستاذ في الكلمات المتقاطعة..
إنشغل عني قليلا ليناديني من جديد..
ياهذا ماإسمك..
قلت: سمّـني ما شئت يا أستاذ..لقد كرهت إسمي منذ أن كنت طالبا
بكلية الحقوق ولا حقوق لدي سوى حق الخربشة على جدران
التسكع..وحق الثرثرة على أبواب المقاهي
قال : ماذا..! الجامعة..!؟هل دخلت الجامعة..!
قلت: طبعا يا أستاذ..
قال: كيف تعمل نادلا وقد درست بالجامعة كما تدعي..
قلت: بل تخرجت من الجامعة كما ادعوا..
قال: وماذا فعلت بثقافة زُرعت فيك لسنوات عدة..
قلت:إني موظف كأي مثقف..ومهنة النادل لا تقل قيمة عن أية مهنة
أخرى..لأنها لم تلغ ثقافتي البتة..
رمى الجرائد من يده..بل الجريدة وهو يحملق فيّ..نادل ..مثقف.. !!
يالك من بليد..أي ثقافة تلوكها في هذا المقهى غير ثقافة الملاعق والكؤوس..
قلت:وثقافة الرؤوس كذلك.. أم تراك نسيتها..؟ فلو لم أكن هنا لَما
وجدتَ كلمتك الضالة في بحر الكلمات المتقاطعة الذي تغرق فيه
بالساعات لأخرجك منه وأنت تحتضر..
ما الفرق بيني وبينك إذا.. ؟؟
أليست جرة قلم هي التي أجلستك هناك ؟
وجرة ألم هي التي أوقفتني هنا..؟
صمتَ لحظة ثم قال: مارأيك لو ساعدتك بثقافة الكؤوس ، لتساعدني في تحضير الدروس..
إبتسمت كالمعتاد وأنا أذكره مجددا بأنني موظف كأي مثقف..
ثم تأبطت أوراقه المبعثرة وحمدت الله على كوني أستاذا في الكلمات
المتقاطعة ..ولست أستاذا بالجامعة.
من مجموعة (نوافذ موجعة)
تعليق