النادل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فاكية صباحي
    شاعرة وأديبة
    • 21-11-2009
    • 790

    النادل

    بهرني بضحكته العريضة وهو يحمل محفظة أحنت
    ظهره..وراح يناديني بتهكم..يا هذا إليّ بفنجان قهوة بدون سكر
    حتى لا أقول قهوة مرة..
    فأنا كثير الحذرفي توظيف الألفاظ ..كما كنت حذرا دائما في اختيار
    المقاهي التثقيفية التي أقضي فيها أوقات فراغي..رغم أنه لا فراغ لدي..
    أضاف هذه العبارة وهو يخرج جريدة بل جرائد راح يتصفحها بحثا عن مقال
    إدعى أنه سُرق منه في طريقه إلي الجريدة ..بل إلى الجرائد..
    وضع نظارة أخفت جحوظ عينيه الواضح ،وراح ينتقد الكلمات المبعثرة على الجريدة ..
    بل على الجرائد..فجأة ردد وهو يعبث بصفحة الكلمات المتقاطعة باء..باء..كلمة من
    أربعة حروف تعني إبتلاء..
    قلت بلاء
    قال أصبت..أنت أستاذ في الكلمات المتقاطعة..
    إنشغل عني قليلا ليناديني من جديد..
    ياهذا ماإسمك..
    قلت: سمّـني ما شئت يا أستاذ..لقد كرهت إسمي منذ أن كنت طالبا
    بكلية الحقوق ولا حقوق لدي سوى حق الخربشة على جدران
    التسكع..وحق الثرثرة على أبواب المقاهي
    قال : ماذا..! الجامعة..!؟هل دخلت الجامعة..!
    قلت: طبعا يا أستاذ..
    قال: كيف تعمل نادلا وقد درست بالجامعة كما تدعي..
    قلت: بل تخرجت من الجامعة كما ادعوا..
    قال: وماذا فعلت بثقافة زُرعت فيك لسنوات عدة..
    قلت:إني موظف كأي مثقف..ومهنة النادل لا تقل قيمة عن أية مهنة
    أخرى..لأنها لم تلغ ثقافتي البتة..
    رمى الجرائد من يده..بل الجريدة وهو يحملق فيّ..نادل ..مثقف.. !!
    يالك من بليد..أي ثقافة تلوكها في هذا المقهى غير ثقافة الملاعق والكؤوس..
    قلت:وثقافة الرؤوس كذلك.. أم تراك نسيتها..؟ فلو لم أكن هنا لَما
    وجدتَ كلمتك الضالة في بحر الكلمات المتقاطعة الذي تغرق فيه
    بالساعات لأخرجك منه وأنت تحتضر..
    ما الفرق بيني وبينك إذا.. ؟؟
    أليست جرة قلم هي التي أجلستك هناك ؟
    وجرة ألم هي التي أوقفتني هنا..؟
    صمتَ لحظة ثم قال: مارأيك لو ساعدتك بثقافة الكؤوس ، لتساعدني في تحضير الدروس..
    إبتسمت كالمعتاد وأنا أذكره مجددا بأنني موظف كأي مثقف..
    ثم تأبطت أوراقه المبعثرة وحمدت الله على كوني أستاذا في الكلمات
    المتقاطعة ..ولست أستاذا بالجامعة.

    من مجموعة (نوافذ موجعة)
    التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 09-02-2011, 06:49.
  • سلمان الجاسم
    أديب وكاتب
    • 07-02-2011
    • 122

    #2
    الأستاذة فاكية/
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تشرفت بقراءة قصتك (النادل)..وأدهشتيني باختيارك للغة البسيطة السلسة ..
    والتي تعكس فن إجادتك لتوظيف العبارات ..وما أكثر من لم يسعفه الحظ ..
    في هذه الحياة !..أحيانا نظن أن الأقدار هي التي تخلق الفرص !
    وأحيانا نظنها شطارة !
    أعتقد ان القناعة كنز ..
    تقبلي خالص تقديري

    تعليق

    • فاكية صباحي
      شاعرة وأديبة
      • 21-11-2009
      • 790

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سلمان الجاسم مشاهدة المشاركة
      الأستاذة فاكية/
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      تشرفت بقراءة قصتك (النادل)..وأدهشتيني باختيارك للغة البسيطة السلسة ..
      والتي تعكس فن إجادتك لتوظيف العبارات ..وما أكثر من لم يسعفه الحظ ..
      في هذه الحياة !..أحيانا نظن أن الأقدار هي التي تخلق الفرص !
      وأحيانا نظنها شطارة !
      أعتقد ان القناعة كنز ..
      تقبلي خالص تقديري

      وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

      أهلا بك أستاذ سلمان الجاسم بين ثنايا أحرفي

      وبالفعل أيها الفاضل ..فالقناعة كنز لا يفنى ..
      والأقدار هي التي تخلق الفرص .. فقد نجد من ينام على قارعة الطريق
      وبيده كنوز لا ينتبه لها أحد ..
      وقد نجد من ينتعل الجوزاء ..وهو قصب مجوف
      لكن الأفضل من هذا وذاك أن الإنسان الذي
      يؤدي واجبه كما ينبغي لن تغفل عنه عين الله سبحانه وتعالى

      فيما يخص اللغة ..أقولها كما رددتها دائما أننا نستطيع أن نوصل رسالة كبيرة بلغة بسيطة متداولة ..
      وقد نعجز على توصيل شيء بسيط إن اعتمدنا لغة التكلف بحجة إظهار الثقافة وتعجيز
      القارىء ..وهذا شرك كبير قد يدفن الإبداع قبل أن يصل إلى المتلقي..
      فعليك يا أستاذ سلمان بما أنك مقبل على درب الإبداع
      أن تترك إبداعك لصرخة مولده ..يعني إن ولد النص قويا دعه كما هو ..وإن ولد بسيطا دعه كما هو
      لا تلبسه ثوب التكلف حتى لا يفقد رونقه
      أعتذر على الإطالة .. فلقد أردت أن أقدم لك بعض ما تحتاجه

      أشكرك مرة ثانية على كرم المرور
      ولك مني كل التقدير

      التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 09-02-2011, 08:21.

      تعليق

      • أسامه محمد صادق
        عضو الملتقى
        • 29-10-2009
        • 43

        #4
        فاكية ...القصة رائعة وسلسلة وفيها وخزات لواقع مصدره البطالة وطغيان الباطل على الحق ..والا كيف تحول بطل القصة من خريج لكلية الحقوق الى نادل رغم قناعته : قلت:إني موظف كأي مثقف..ومهنة النادل لا تقل قيمة عن أية مهنة
        أخرى..لأنها لم تلغ ثقافتي البتة..


        محاورة رائعة والاروع ردك الجميل على تعليق القاص سلمان وقولك(أن تترك إبداعك لصرخة مولده ..يعني إن ولد النص قويا دعه كما هو ..وإن ولد بسيطا دعه كما هو
        لا تلبسه ثوب التكلف حتى لا يفقد رونقه) وان مؤمن جدا بما تقولين ومن رواد البساطة والسهل الممتنع ...
        اتمنى ان نتواصل وان استطيع الحصول على

        رابط لمجموعة (نوافذ موجعة)...
        كل التقدير والاحترام

        تعليق

        • إيمان الدرع
          نائب ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3576

          #5
          رائعة أديبتنا المبدعة فاكية الصّباحي :
          بمشاركتك القيّمة التي أوصلتِ من خلالها معاناة صادقة لمن عاش هذه التّجربة ..
          وبردودك الناضجة التي تتعاملين بها مع من يحاورك ...
          أشكرك لأنك تحترمين الفكر ...فيما تقدّمينه من حروفٍ نابضةٍ بأسمى المعاني ...
          ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ...

          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #6
            جميلة القصة أختي فاكية..
            من صميم الواقع ..
            أأيد رأيك في الإبداع..
            محبتي.
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • فاكية صباحي
              شاعرة وأديبة
              • 21-11-2009
              • 790

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أسامه محمد صادق مشاهدة المشاركة
              فاكية ...القصة رائعة وسلسلة وفيها وخزات لواقع مصدره البطالة وطغيان الباطل على الحق ..والا كيف تحول بطل القصة من خريج لكلية الحقوق الى نادل رغم قناعته : قلت:إني موظف كأي مثقف..ومهنة النادل لا تقل قيمة عن أية مهنة
              أخرى..لأنها لم تلغ ثقافتي البتة..


              محاورة رائعة والاروع ردك الجميل على تعليق القاص سلمان وقولك(أن تترك إبداعك لصرخة مولده ..يعني إن ولد النص قويا دعه كما هو ..وإن ولد بسيطا دعه كما هو
              لا تلبسه ثوب التكلف حتى لا يفقد رونقه) وان مؤمن جدا بما تقولين ومن رواد البساطة والسهل الممتنع ...
              اتمنى ان نتواصل وان استطيع الحصول على

              رابط لمجموعة (نوافذ موجعة)...
              كل التقدير والاحترام
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الأستاذ الفاضل أسامة محمد صادق أهلا بك

              بين أنات هذا النادل الذي أثقلته جراحانه فحاول التملص منها بأية طريقة
              حتى لو كلفه ذلك التنازل عن بعض قناعاته ..
              ليلبس ثوبا غير ثوبه ..ولكن ..دون إهمال كنزثقافته ..
              لقد ظل ينهل من العلم بكل إصرار
              إنه الجرح الذي طوق أماني الشباب وجعل بعضهم يحجم عن الدراسة
              بحجة عدم توفير فرص العمل ..
              وبقي بعض آخر متمسكا بنور العلم لأنه يراه نبراس كل الدروب حتى وإن لم يعمل في مجاله
              فجعبة الحياة أيها الفاضل تنطبق على مفارقات عجيبة
              إذ نجد من يحمل أرقى الشهادات ويشغل أعلى المناصب ..لكنه لا يملك أيه ثقافة

              لأن الثقافة لم تكن يوما مقرونة بالمستوى أو الشهادة
              فهناك من يرضون بالشهادة كجواز سفر لكل شيء..
              وبالتالي يهملون الأهم وهو حاجة الإنسان للثقافة في كل مراحل الحياة (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
              كذلك الأستاذ الذي ظلت معلوماته راكدة كمياه البرك يقيدها إطارالشهادة

              أسعدني كثيرا جميل مرورك
              ولا تبتعد عن بساطتك في الكتابة لأن البسيط دائما يكون دربا معبدا لما هو أرقى


              دونك روابط لبعض المواضيع من مجموعة نوافذ موجعة
              أما بقية قصص المجموعة فسأضعها هنا بالتسلسل إن شاء الله
              فإلى ذلكم الحين
              لك مني كل التقدير



              توارت الشمس وانتصب قوس الظلام يطعن بسهامه بقايا بياض على أرصفة مرهقة لم يعد يغريها صفاء البياض بقدر ما كان يغريها همس الدجى الجائع لوقع الخطى الهاربة من مُدية الأقدار وهي تستجدي بقايا وطن..! وأي وطن على رصيف خائن يحترف تقبيل الأحذية صباحا كما يحترف تقبيل الوجوه السافرة آخر الليل..صمْت المكان كان يبيح لي التنصت على جراحات غيري.

              هذه آهة من آهات أب بلغ من العمر عتيا و هزّه الشوق و الحنين إلى إبنه البكر الذي لم يره منذ حوالي ست سنوات.. فما أكثر جراح الآباء و الأمهات لكن بعض الأبناء لا يعلمون... وأودعك ...يرنو المساء إلى الأفق محدقا و أرنو إلى المساء علني أراك تجيء من خلف الحدود غيمةً باسمة تسقي لياليَ التي لا تسهر إلا لتودعك و تعانق فيك زهرا أذبله

              http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=71256
              التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 09-02-2011, 20:22.

              تعليق

              • فاكية صباحي
                شاعرة وأديبة
                • 21-11-2009
                • 790

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                رائعة أديبتنا المبدعة فاكية الصّباحي :
                بمشاركتك القيّمة التي أوصلتِ من خلالها معاناة صادقة لمن عاش هذه التّجربة ..
                وبردودك الناضجة التي تتعاملين بها مع من يحاورك ...
                أشكرك لأنك تحترمين الفكر ...فيما تقدّمينه من حروفٍ نابضةٍ بأسمى المعاني ...
                ومع أطيب أمنياتي ...تحيّاتي ...
                بسم الله الرحمن الرحيم


                أهلا بك أديبتنا الغالية إيمان الدرع ..
                كم هو جميل هذا الحرف البهي الذي وقعه قلمك طيبا غاليتي
                شرف كبير لي أن أجد منكم كل هذا الترحيب ..
                وبالفعل أيتها الأخت الكريمة ..فالمعاناة صادقة كل الصدق هنا ..
                لأنها آهة يومية تكتنف شريحة الشباب الذي هو الوتر النابض بصدر الأمة
                فكم من جرات ألم ( الإحتياج) أوقفت أمثال خريج الجامعة هذا في غير مكانهم ..
                وكم من جرات قلم.. (وساطة )
                أجلست أمثال ذلك الأستاذ على كراس أصابتهم بعقدة الفوقية
                ليروا كل الناس دونهم

                أسعدني كثيرا تواجدك الثري
                لك مني كل التقدير
                التعديل الأخير تم بواسطة فاكية صباحي; الساعة 10-02-2011, 04:40.

                تعليق

                • فاكية صباحي
                  شاعرة وأديبة
                  • 21-11-2009
                  • 790

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  جميلة القصة أختي فاكية..
                  من صميم الواقع ..
                  أأيد رأيك في الإبداع..
                  محبتي.
                  أهلا بك غاليتي آسيا
                  عطرني عبير مرورك
                  وأسعدني كثيرا هذا المستطيل أسفله
                  سيوفر عليّ البحث في المنتدى عن كتاباتك ..
                  وكتابات بعض الأدباء الذين أردت أن أقرأ لهم
                  أكيد سأوفر الوقت الآن ..

                  أكرر شكري عزيزتي
                  ولك مني أسمى عبارات الود

                  تعليق

                  يعمل...
                  X