النصر في الثورات بالدم يكتب
شعر: محمد اسحق الريفي
[poem=font="traditional arabic,6,black,bold,normal"
bkcolor="transparent"
bkimage="http://wata1.com/vb/mwaextraedit6/backgrounds/20.gi
f" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex
num="0,black""]
أُغتال في وطني أُهان أعذّبُ=بهِراوة الجلاد أُقمع أُضربُ
أُقتاد كالعبد الذلّيل يسوقني=شُرطيُّ طاغيةٍ بلادي يَنهبُ
فإذا الشفاه تحرّكت أو أوشكت=إجتثَّ عمري ليلُ سجنٍ غَيْهَبُ
وإذا صرختُ توجّعاً ذقتُ الأسى=من سوط وحشيٍّ عظامي يُلهِبُ
فأظل في قيدي بنارٍ أكتوي=حقّي يُصادرُ والكرامةُ تُصلبُ
في السجن جلادٌ يدوسُ كرامتي=يشدو على وقْع الأنين ويطربُ
صمتي غدا حصني وخوفي ملجئي=من جائرٍ عهداً لنا لا يرقبُ
أُجترُ في بطن السياسة عِنوةً=فتذوبُ أحلامي وشمسي تغربُ
والفقر في وطني غدا لي غربةً=تجتاح آمالي وأمني تسلبُ
يتسكّع الفقر المذلّ بموطني=في كل دربٍ واليتامى يُرهبُ
والجوع ينهش قلب أمٍّ يحتمي=في حضنها طفلٌ يتيمٌ مُسْغِبُ
ويحي أنا الشعبُ الأبيُّ يقودني=فقرٌ وحرمانٌ وحُكمٌ أجدبُ!
أمنُ الرئيس يدسُّ رعباً في دمي=أمنُ النظام دِماءَ قلبي يشربُ
بالغاز يخنقني ويدمي أعيني=ويعدّ أنفاسي وفكري يرقبُ
للقمع أنظمةٌ تراقبُ نبضَنا=في نومنا لا شيء عنها يعزبُ
يا أيها الطاغوت أمنُك موتُنا=ورصاصُ أمنِك نوطَ قلبي يثقبُ
وطني مباحٌ للّصوص وللعِدى=لك في مصادرة الكرامة مأربُ
لك في جيوب الشعب أيدٍ لصةٌ=لك في البلاد بكلّ شبرٍ مِخلبُ
مأمورُك السفاحُ يسحقُ أضلعي=ودمي على أعتاب أمنك يُسكبُ
عين النظام تجوب قلبي خِلسةً=وتسجّلُ الدقّات فيه وتخربُ
يا دولةً للذلّ تَحكمُها المُدى=وهِراوةُ الطغيان فيها تُرعبُ
ما عدتُ أشعر أنّني بشرٌ ولا=أمٌّ تضمّدُ جرحَ قلبي أو أبُ
فالشعبُ في ثوب المُنى مُدّثّرٌ=والكلُّ يجترُّ الهوانَ وينحِبُ
لا عيشَ إلا عيش حرٍ ثائرٍ=يأبى الهوانَ وكالأوابد يغضبُ
لا تزعموا أنّ الكرامةَ مطلبٌ=أو أنّ كسرَ القيد حقٌّ يُكسبُ
فكرامة الإنسان ليست منحةً=من حاكمٍ بل بالشهادة تُوجَبُ
ثوري شعوب العُرْب للنصر انهضي=فالنصر في الثورات بالدم يكتبُ
[/poem]
8/2/2011
تعليق