ومضات ملونة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رشا السيد احمد
    فنانة تشكيلية
    مشرف
    • 28-09-2010
    • 3917

    ومضات ملونة

    ومضات ملونة


    عبقك

    ستبقى في غيابك
    أصابع شمي تلتمس عبقك


    على كرسي إحتواك

    .................




    كمشة نور

    أمسكت بكمشة نور
    خبأتها......

    لأنثرها في ليلك حين يوقب
    ..................

    طرقات
    هناك طرقات على طولها


    تدعونا بحب

    لنقطعها بشغف


    ............

    فراش
    في الفضاءت
    طاردت فراشات

    الفرح

    علي أمسك بفراش


    ...................

    كآبة
    لا تعرف سفن الكآبة
    طريقا إلى بحورقلبي

    إلا في غيابك
    ..................
    سفر
    حين تنشر بيارق سفرك
    ترفرف رايات الكآبة

    على ممالكي
    ..................

    شفافية
    هناك إناس تأسرنا
    مدن الشفافية فيهم


    دون علمنا

    وندخلهم .... قلوبنا ملوكا عليها
    بكل حب وجنون .


    ..................

    طفولة

    في قلبي طفل
    يصر على ألا يكبر

    فأحببه كل يوم

    أكثر .....وأكثر
    و
    أ
    ك
    ث
    ر
    التعديل الأخير تم بواسطة رشا السيد احمد; الساعة 08-05-2011, 21:46.
    https://www.facebook.com/mjed.alhadad

    للوطن
    لقنديل الروح ...
    ستظلُ صوفية فرشاتي
    ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
    بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

  • مكي النزال
    إعلامي وشاعر
    • 17-09-2009
    • 1612

    #2
    ولن يكبر يا رشا

    مادام الشعر يداعبه ويدلله

    أحييك وأرجو لك كل نجاح وإبداع

    واستـُشهدَ الأملُ الأخيرُ

    تعليق

    • رشا السيد احمد
      فنانة تشكيلية
      مشرف
      • 28-09-2010
      • 3917

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مكي النزال مشاهدة المشاركة
      ولن يكبر يا رشا

      مادام الشعر يداعبه ويدلله

      أحييك وأرجو لك كل نجاح وإبداع


      يا ابن الفلوجة الرائعة مكي
      أتمنى أن تعود حمائم السلام ترفرف على سماء العراق
      ولابد أنها فاعلة فمهلا بغداد .... ومهلا فلوجة مدينة الأبطال
      ومية وردة للمرور العطر
      https://www.facebook.com/mjed.alhadad

      للوطن
      لقنديل الروح ...
      ستظلُ صوفية فرشاتي
      ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
      بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

      تعليق

      • سلطان الصبحي
        أديب وكاتب
        • 17-07-2010
        • 915

        #4
        الأخت رشا السيد احمد


        صباح الورد أسعدتنا كلماتك مع هذا الصباح

        وكنت سعيداَ وأنا أرتشفها بشوق كما أرتشف قهوتي الفرنسية

        حقيقة أفكارك جميلة..وتعبيراتك أنيقة..وهناك صور مبتكرة جديدة

        يسعدني متابعة قلمك الذي نشعر بوهجه وقوته

        تحياتي
        عبدالرسول معله "رحمه الله

        أشعر أنني أمام شاعر كبير
        سيزاحم الكبار على مقاعدهم يوما ما
        ارتشفت نميرا عذبا ونهلت شهدا مصفى وأريد المزيد

        تعليق

        • رشا السيد احمد
          فنانة تشكيلية
          مشرف
          • 28-09-2010
          • 3917

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سلطان الصبحي مشاهدة المشاركة
          الأخت رشا السيد احمد


          صباح الورد أسعدتنا كلماتك مع هذا الصباح

          وكنت سعيداَ وأنا أرتشفها بشوق كما أرتشف قهوتي الفرنسية

          حقيقة أفكارك جميلة..وتعبيراتك أنيقة..وهناك صور مبتكرة جديدة

          يسعدني متابعة قلمك الذي نشعر بوهجه وقوته

          تحياتي
          [align=center]
          الأستاذ سلطان أشكر المرورالجميل
          وأشكر الكلمات التي سطرتها على متصفحي
          ولك كل التقدير
          [/align]
          https://www.facebook.com/mjed.alhadad

          للوطن
          لقنديل الروح ...
          ستظلُ صوفية فرشاتي
          ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
          بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

          تعليق

          • محمد مثقال الخضور
            مشرف
            مستشار قصيدة النثر
            • 24-08-2010
            • 5517

            #6
            الأستاذة العزيزة
            رشا السيد أحمد

            ومضاتك عميقة ودافئة
            فيها ابتكار وجمال

            تحيتي لك وتقديري الكبير

            تعليق

            • رشا السيد احمد
              فنانة تشكيلية
              مشرف
              • 28-09-2010
              • 3917

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الخضور مشاهدة المشاركة
              الأستاذة العزيزة
              رشا السيد أحمد

              ومضاتك عميقة ودافئة
              فيها ابتكار وجمال

              تحيتي لك وتقديري الكبير

              أشكر المرور الندي
              لك فائق أحترامي ومودتي
              صاحب الحرف الرقيق
              الأستاذ محمد الخضور .
              https://www.facebook.com/mjed.alhadad

              للوطن
              لقنديل الروح ...
              ستظلُ صوفية فرشاتي
              ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
              بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

              تعليق

              • وفاء الدوسري
                عضو الملتقى
                • 04-09-2008
                • 6136

                #8
                ومضات جميلة مزهرة ممطرة برحيق الشعر
                تحية طيبة
                التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 12-02-2011, 12:06.

                تعليق

                • إسماعيل رسول
                  أديب وكاتب
                  • 16-12-2010
                  • 61

                  #9
                  ومضات ملونة

                  رشا السيد أحمد ... الأديبة الغالية ..
                  طفولة تسافر بشفافية
                  تركض وراء الفراشات المخملية
                  كلما رفَّ جفن بكآبة
                  في طرقات الحب
                  تقطف الصدى
                  هل أمسكتِ بكمشة ضوء
                  لتنثريها كعبق في فضاءاتنا
                  أتمنى أن تكوني قد قبضتي
                  على فراشتك المزركشة ..
                  ومضات رائعة كما أنت
                  ودمتِ عزيزتي
                  إسماعيل رسول

                  تعليق

                  • رشا السيد احمد
                    فنانة تشكيلية
                    مشرف
                    • 28-09-2010
                    • 3917

                    #10
                    الرائع إسماعيل رسول
                    لن تكبر تلك الطفلة وبكم تستمر
                    وستظل تلك الفراشات تدهشها بجمالها على المدى
                    و تتمنى لو تمسك ذاك الفراش الذي يسعدها فراش
                    وتتمنى لو تمسك كل النور لتنثره في طريقكم
                    جميعا وليس في طريق من يمكثون في قلبي
                    ألتقطت عمق الومضات يا أستاذي العزيز
                    مرورك ندي ككلماتك ....
                    وعذب كشفافيتك
                    سعيدة ...
                    بتلك الشاعرية المرهفة التي حلت ضيفة على متصفحي
                    شكرا للمرور العذب
                    https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                    للوطن
                    لقنديل الروح ...
                    ستظلُ صوفية فرشاتي
                    ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                    بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                    تعليق

                    • رشا السيد احمد
                      فنانة تشكيلية
                      مشرف
                      • 28-09-2010
                      • 3917

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
                      ومضات جميلة مزهرة ممطرة برحيق الشعر
                      تحية طيبة

                      غاليتي وفاء عرب
                      تحلو الكلمات بكم ويندى القلب بشفافيتك
                      أهلا بمرورك الرقيق .
                      https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                      للوطن
                      لقنديل الروح ...
                      ستظلُ صوفية فرشاتي
                      ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                      بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                      تعليق

                      • يحي الحسن الطاهر
                        أديب وكاتب
                        • 20-03-2011
                        • 111

                        #12
                        أحيي جنونك العاشق وعشقك المجنون يا رشا

                        المشاركة الأصلية بواسطة رشا السيد احمد مشاهدة المشاركة
                        ومضات ملونة



                        عبقك

                        ستبقى في غيابك
                        أصابع شمي تلتمس عبقك


                        على كرسي إحتواك

                        .................




                        كمشة نور

                        أمسكت بكمشة نور
                        خبأتها......

                        لأنثرها في ليلك حين يوقب
                        ..................

                        طرقات
                        هناك طرقات على طولها


                        تدعونا بحب

                        لنقطعها بشغف


                        ............

                        فراش
                        في الفضاءت
                        طاردت فراشات

                        الفرح

                        علي أمسك بفراش


                        ...................

                        كآبة
                        لا تعرف سفن الكآبة
                        طريقا إلى بحورقلبي

                        إلا في غيابك
                        ..................
                        سفر
                        حين تنشر بيارق سفرك
                        ترفرف رايات الكآبة

                        على ممالكي
                        ..................

                        شفافية
                        هناك إناس تأسرنا
                        مدن الشفافية فيهم


                        دون علمنا

                        وندخلهم .... قلوبنا ملوكا عليها
                        بكل حب وجنون .


                        ..................

                        طفولة

                        في قلبي طفل
                        يصر على ألا يكبر

                        فأحببه كل يوم

                        أكثر .....وأكثر
                        و
                        أ
                        ك
                        ث
                        ر
                        أحييك ..رشا..وأحيي أحرفك الأنيقة..التي ..بمكر طفولي ساحر تسحب الروح الى أزقة قصية ..تنعس في تخومها النجوم ..تتثاءب الغيوم ..برقا يفج غمام الحزن ..أحرفك..سيرنيات تجيد غواية القلب بالخروج الى أقاليم عشق مجنون.. وجنون عاشق..
                        أحرفك ..كون أنيق ..محيط ورد..وسيمفونية عبير ..
                        أشهد أني عاشق لحرفك ..لك سلامي العميق.

                        sigpic

                        سارة..توتا..نونا ...حوتة ..والله وبس!!!
                        yahia.change@gmail.com
                        http://truthsekkers.blogspot.com/201...g-post.html#!/
                        https://groups.google.com/forum/#!forum/yahiahassan

                        تعليق

                        • يحي الحسن الطاهر
                          أديب وكاتب
                          • 20-03-2011
                          • 111

                          #13
                          لك رشا:

                          الثُّقب –قصة قصيرة

                          "1"

                          الهدوء كان يُغلّفُ كلَّ شيء، بغلالاتٍ شفافة ولا مبالية بتلك الخروق (التيكانت تحاول أن تكون، بفعل الرّيح، وبفعلِ أشياءٍ أخرى، منافذاً لضجيجِ المدينةِالعتيقة.) كانت لا مبالاة الهدوء هادئة كعهدها دوماً. كما كانت خروق الضّجيجِ أقلّحماساً: (بل كانت متصالحةً في نفيِ ذاتها والذوبان في بحيرةِ الهدوءِ بشكلٍ رائعٍحقّاً.) وصنعت- بشكلٍ خارقٍ في حدّ ذاتهِ- نوعاً من الضجيج الصامت!-... في ذلكالساح اللا منظور- تقريباً- جلس شخصٌ ما في مقعده (الذي كان وثيراً فيما مضى). كانمستأنساً بذلك الصمت والهدوء اللذين إنداحا بحيرةً صافيةً أغرق فيها ضجيج يومٍ منأيام العمل الرتيبة. "فلأذهب إلى البحرِ إذاً! لكي انتشى بتدخينِ سيجارةٍ بينماينثال فوح الأعشاب الساحلية الجريئة: لأنها انتهكت بوجودها قوانين"الاستنبات" العادية فنمت بذاتها ولذاتها أيضاً!... آهٍ.. كم كنتُ أحمقاً حين خطّطتُ للذّةٍقادمةٍ تهبني إيّاها سيجارةٌ قرب البحر سأدخّنها.. ولكن.. لا يهم.. فهنالك الكثيرمن الحماقات التي- عادةً- ما تمثّل اكتفاءاً معقولاً لكلّ طيشٍ أحلامنا وخيالاتناالباسلة.." أشعل سيجارته إذاً: (نسيتُ أن أقول إنّ ثمةَ ظلامٍ خفيفٍ يتخلّلُهُقليلٌ من الضّوءِ المرتعش، بعد أآن قذفت الشمس سائل لذتها ورحيق وجودها، كان يغلّف- في رداءٍ غيرِ متصنّعٍ للوقار- ذلك المشهد!) أشعل سيجارته إذن! كان يتطلّع، فيلذّةٍ، إلى الطيوفِ الرائعةِ التي يشكلّها الدخان المنبعث من السيجارة، حتى رآهابغتةً كانت تبتسم ويشعّ ضيءُ عينيها كنجمةٍ حالمةٍ، كان وجهها بالذات، كانت هي، حتىتفاصيل ملامحها الدقيقة، وكانت ترتدي ذات الفستان الذي قابلته به بالأمس، (وقدشبّهها حينها بقطةٍ ذات فراءٍ، يتغازلُ في وداعةٍ جنسية عذبةً فيه اللون الأسودجدّاً، مع الأبيض قليلاً، وتتكوّر هذه القطة بين نتف ثلجٍ خلّفها جليدُ أحزانها "هي" حين كان "هو" بعيداً هناك، (وكان تبحث: كما أخبرته حين أتى!) عنه بينما كان "هو" يبحث عنه أيضاً، إلا أنّه لم يجده!.. إنه لم يجيء إذاً! ولكنّها تمارس حضوراًأكيداً في كلِّ شيء، وها هي الآن تشكّلها طيوف دخان سيجارته (كان يحاول أن يبتدعطريقةً ما في امتصاص السيجارةِ حتى تبعث دخاناً له خاصيّة رائعة: أن يُجسّد عريها،ليرى جسدها الرائع، ولكنه لم ينتبه إلى شيءٍ بسيطٍ جداً وهو أنّ سيجارته: بحكماللهب الخافت الذي هو سرّ وجودها وانطفائها معاً! قد سكبت هي الأخرى، مثل الشمستماماً، رحيقَ وجودها. أشعل، في لهاثٍ محمومٍ، سيجارةً أخرى، وظلّ يرقب المشهدالمحتوم إذ حتماً سيرى جسدها الرائع، نهديها السامقين، وجيدها المنساب في رقّةِلحنٍ موسيقيٍّ صافٍ، وفخذيها: (مبعث دفئه وشعوره الخلاق بامتلاكهِ للعالم، لمجرّدِتصوّرهِ بفعله لشيءٍ ما فيما بين الفخذين!).. كانت السيجارة، ويا للأسف، مثلسابقتها عاجزة وخائبة! إذ شكّلت وجهه "هو" بالذات، مرتسمةً في ملامحه تعابيرٌالتّرقُّبِ للحضور البهيِّ لجسدها الرائع، سيمفونيّته المشتهاة. شعر بشعورٍ دفيءٍمن الخدرِ المباغت (يسمّونه عادة: الخجل!) قذف ببعضِ الحجارةِ الصغيرةِ هذه المرآةاللعينة، وأحدثت حجارته ثقوباً وانكساراتَ متعرّجة في زجاج المرايا، رأى، للغرابةِ،فخذها الأيمن عارياً، وكان جزءٌ صغيرٌ من فخذها الأيسر، أعلاه تماماً، يطلُّ فيتوقٍ لاكتمالِ البروز، شعر "بشيئه" ينتصبُ قليلاً.. قليلاً.. أخذ في التلصّصِبلهفةٍ كي يرى من خلال الثقب (الذي كان صغيراً جدّاً) فخذها الأيسر، بكاملِ فتنته "الفِدْيَاسِيَّة"، وجسدها الأعلى، إلا أنّ الثقب كان ماكراً جدّاً!، إذ صار يدورحول نفسه بعبثيةٍ ماجنةٍ، وغيّب حتى ما كان مرئيّاً، نفث دفعةً أخرى من دخانِالسيجارةِ كي يهب شلالاً من الحياةِ للثّقبِ ليصير أكثر تماسكاً وليشكر فعلته تلكفيجسّد- بدورهِ- عريها البهي، ولكن كان ارتشاؤه للثّقبِ خائباً!
                          قذفبحجارةٍ أخرى، هشّمت ثقوبا أكبرَ في المرايا، أطلّ من واحدٍ منها وجه شرطيٍّيُلوّح بسوطه (وأشيائه الأخرى) في جماعةٍ من المتظاهرين، ورأى في ثقبٍ آخرٍ عجوزاًيستجدي، أعطاه قليلاً من النقودِ كي يمضي، إلا أنّ العجوز أصرّ على البقاءِ بمكابرةٍتركه ينشد: (يا ليلى ليلك جنَّ، معشوقك أوّه وأنَّ" بينما كان هو ينشد رؤيتهاعارية، نظر في ثقبٍ آخرٍ، رأى أحد الطهاة يقلي بيضاً (أحسّ بجوعٍ مفاجئٍ، كفكرةٍخاطئةٍ، كان جوعاً إليها "هي" بالذات، سيمفونيّته التي أضاع الدخان نوتاتهاالرائعة!، كان هنالك ثقب ينادي عينيه المتلصصتين في لهفة، وفي هذا الثقب بالذات،رأى ناهديها، ويا للروعة!، (تحلّب ريقه لامتصاصِ رحيقِ روحه المدنفة من هذينالثديين، اللذين يتكورا وعداً وبشرى بزمنٍ ديونوزييسيٍّ سيأتي!) كانا متيقظين للتو،وكانت حلمتاها تنظران إليهِ في نداءٍ (خجولٍ بالطّبع)... أدخل يده من خلال الثقب،كي يمسّ ناهديها، ولكن أحدثت شروخ الثقب بعض الجروح في يده أسالت دماً كان قصيدةَحزنٍ لغيابِ نهديها خلف غماماتِ حياءٍ أثارته محاولة يده في لمسها. وكانت دماؤهقصيدةُ هجاءٍ لثقبٍ لعينٍ لم يتواطأ مع رغبته السّاذجة والحادّة أيضاً، ثم حاولت آخرقطرات دمه، في غنائيّةٍ مرتعشةٍ، استجداء الثقب كي يكون أكثرَ حنوّاً، فكّر أخيراًفي إغراء الثقب بالمزيد من دخان السجائر (كان عضوه قدانتصب بشكل كاملٍ الآن!،وكانت أعصابه قد توتّرت جيّداً (فجاء عزفها لإيقاعِ الشّهوةِ رائعاً!) توتّرت بفعلِالشّهوة التي أثارها نهدٌ لطيفٌ وأكثرَ حنوّاً من الآخر، إذ لم يغب بالكامل، كمافعل ذلك بمكابرة، أشعل سيجارةً أخرى، وأخرى أيضاً، وأخيرة... (كانت المتعة البديهيةفي التدخين قد انتفت عنه، وهو يحاول لذّةً أخرى (من الطبيعيّ أن تحتجَّ السّيجارةُلهذا الاستخدام الأداتِي! أليسَ كذلك؟) كانت هذه آخر سيجارة، تصعّدت فيه الرّغبةالمحمومة في أن تهبَ السّيجارةَ الأخيرةَ ما لم تهبه الأخريات: جسدها العاري تماماًوبكاملهِ. رأى طيوفاً أحرى كثيرةً، ولكن "العجوز المستجدي" لم يغبْ أبداً، أعطاهُنقوداً أخرى، لم يغب أيضاً، انتهره لاعناً، لم يغبْ أيضاً!، تركه تماماً، غابَأخيراً، ثم عاد أيضاً يستجدي بإلحاحٍ مُلحٍّ، الثقوب الأخرى بها طيوف أخرى غير الذييود. ارتخى عضوه، ولكن، وللغرابة، تصاعدت شهوته حتّى تشكّلت جسداً عارياً، ولدهشته،كان جسدها، هي، مارس اغتصاباً ذهنيّاً لِطَيْفِ جسدِها العاري، كان "البحر" يضحكعالياً- كما هي عادته دوماً إذ لا يتجهّم "البحر" أبداً. لأمرٍ ما كان البحريضحك... انثالت اللذة في جسده، كانت وثنيّة بشكلٍ وثني!... تصاعد جسده هو، من دخانِسيجارتهِ الأخيرة، وذابَ في جسدِها المتصاعد من شهوته في عناقٍ صوفيٍّ، لم تكن لهقمّة سوى تلكَ "الوخزة" الحادّة "بالطّبع" التي أحدثها لهب سيجارته في يدهِ التيكانت تحوط جسدها السّاحلي، (كان الألمُ البديهيُّ للهبِ "السّيجارةِ" مَنْفِيّاً فيذاتِ منفى المُتْعَةِِ الخاصّةِ بالتّدخينِ وبأشياءٍ أخرى!..

                          "2"

                          موقف البحر...

                          كان البَحْرُ يضحكُ- في محاولةٍ طفوليّةٍ- لإغاظةِذلكَ "الشّخص الما" حيثُ كان يمكنه وببساطةٍ- حسب ما يرى البحر- أن يرى جسدهاالرّائع وقد عكسته المرايا، يضاجع جسد البحر في حنانٍ مرتعش- بفعلِ الخجلِ، وبفعلِأشياءٍ أخرى، كما كان يستطيع- لو استطاع- أن يرى مشهده وهو في حوزة تعابيرِالتّرَقُّبِ والتّلصّصِ من خلالِ ثقبٍ قد يطلّ منه جسدها العاري كما يود.

                          يحيى الحسن الطاهر "سايح"
                          ليل الاثنين 4/12/1989م
                          الساعة الواحدةليلاً، الواحدة صفاءاً!

                          الخرطوم



                          ملاحظات متسّكعة على رصيف الرّوح
                          أو...
                          خروق في عباءة الصّمت- قصة قصيرة -

                          وقف طويلاً أمام مقلاةٍ للبيض:- تُرى كم من الصّمت أزاحه ضجيج الزيتالمقلي؟... البيضة ذلك الكائن الغريب تشدّه كثيراً ويُمثِّل صمتّها المحتوي ضجيجالحياة وعداً بانكشافِ ما يُخفيه وجوده من غرابة.. مثل غرابتها.. ؟ ربّما!... ، رأى عربةً تسير في الطريق التي رصفتها أمطار الأمس وكانت مصابيح العربةتضيء وتخفت كعيني نمرٍ في ظلامِ غابةٍ في خطّ استواءِ روحهِ على مقامِ ذعرٍ مفاجئكبرقٍ خريفيٍّ.

                          همس:- ما أروع الدفء الذي تتمتع به اللوزة داخل صدفتها! امتدّ صمته واستطال وتثاءب؛ آهٍ كم أنا مُتعب فالذباب يتواطأ بمكرٍ على أن يُنسّجَبطنينه شباكاً لاصطيادِ صفائي، الشبكة تتّسع وباتّساعها تزيح نسيج عناكب السكينة فيداخلي... تغرقني في أمواجها اللّزجة فأحتمي بخروقٍ في نسيجها حين يصمت الطنين فتغيبغرزة في برهةِ هدوءِ الذبابِ ليُنوّع معزوفتهِ ويواصل نسج شباكه.

                          صامتاًكنتُ أتسمَّع طيفكِ ينسابُ خَلِسَاً كحفيفِ الثّوبِ في ليلةٍ صبيّةِ الرّيحِ، كهمسِالساحراتِ في ليالي الطفولةِ العذبةِ أتى طيفكِ خَلِسَاً ولم تأتِ، فهلاّ تأتينلتتحوّر شباكُ الذّبابِ مرايا يَسكُنُها وجهكِ الصّبوح؟!

                          كان يرقبُ الشّمسَوهي تستحمُّ في النّهرِ من إرهاقِ النّهارِ حينَ سمع "صوتها"... كان "صوتها" جناحينحملاه وطارا به بعيداً... بعيداً حيثُ شهد احتفال النّجوم بزفافِ عطرها الأثير إلىقلبه... ضحك في هناءةٍ حين رأى قارورةَ السّكينةِ تسكبُ آخرَ قطراتِها في نفسهِ بعدأن سمع صوتها الجناح.

                          لا يهم. كلّ النّجومِ ليست واحدة؛ هنالكَ نجومٌ للأسى، (وهنالكَ ذلك النّوع النّادر من النّجوم الزّاجلة التي تحمل أشواق العاشقينومناجاتهم الجَّسورة التي تخترقُ وهم "المكان" وتعبثُ بإرهاقِ المسافة.

                          عفواً، هنالكَ أيضاً النّجوم/الثقوب التي تطلُّ منها عينا الإله على دنياالإنسان، هل هنالكَ نجومٌ أخرى غير تلك الناثرة لعصارةِ بريقها الذي تهفو شرايينكإلى الإغتذاءِ به فتشعُّ الحياةُ فيكَ إنخطافاتٌ من السّحرِ، وتتسوسنَ في قلبكَيرقاتُ رؤى نبيّة؟!...

                          والنّجوم عذارى السّماءِ التي ما فضّ بكارتها "ذكرروحنا" الشّعرُ بعد. والنّجومُ أيضاً آثارُ أقدامِ الغموضِ التي تُطرقع فتنخطفُعيناكَ إلى الأعلى في حيرةٍ لن تُفَضَّ!...

                          ليلاً كان المنزلُ يستحمُّ فيظلامٍ مُغلقٍ وطريٍّ كأنه صمتُ العرَّافة... كان المنزلُ سفينةً والظّلامُ بحر... اعتقل نفسه طويلاً داخل "الحمّام" وأضاءَ المصباح الكهربائي ثمّ رأى الظلام فيالخارج ينظر إليهِ في تحديقٍ مجوّفٍ كقاعِ البئر. أحسَّ "بالحمّامِ" كتلةً مضيئةًفي قلبِ ظلامِ المنزلِ وكأنّهُ إشراقةٌ مفاجئةٌ لفكرةٍ طموحٍ في عقلٍ يائسٍ تسكّعتْفيه عناكبُ الإحباطِ ونسَّجتْ شرايينه وأفرزت في خلاياه عصارة وجودها. تساءلَ، كممن الظّلامِ أزاحه "الحمّام" المُضيء؟! وكم من العتمةِ في روحهِ شقشقت في أحراشهاعصافيرُ حضورِها البهيجة؟! تذكّرَ أنّ الرّنينَ الفضيَّ الذي تُنغِّمُهُ عصفورةٌمرحةٌ ينثالُ في وجدانهِ قمراً يضحكُ من انعكاس وجههِ في مرآةِ نهرٍ سعيد.

                          نظرَ إلى السّماءِ، إلى السّحابِ المتناثرِ في سماءٍ خريفيّةٍ كأنّه شحوبالعالم الأرضيّ ثم انتشرت في جلده لذّةٌ وثنيّةٌ راعشةٌ كأنّها بخارُ الشّايِالمتصاعد في نشوةٍ شيطانيّةٍ حين يصدمُ أنفك... كان ذلك مساءٌ أذهلتهُ المُماثلةُالرّائعةُ بين السّحابِ وشعوبِ العالمِ، فحينما تصطدم سحابةٌ بأخرى، يُدوّيالرّعدُ/القنبلةُ ويبرقُ البرقُ... ولكن.. ينزلُ المطر!.. بينما تُعشعشُ الفواجعحين تصطدمُ الشّعوب، وحده الإنسان ذلك الكائن البهيج المليء بالغبطة المُبارَكَةالذي حينما يصطدمُ ذكرهُ بأنثاه تُولدُ الحياةُ كالنّبعِ الدفيءِ من ثديٍ جبلٍمُقدّس.

                          مساء الأربعاء2/7/1986.
                          يحيى الحسن الطّاهر- الخرطوم


                          نشرت هاتان القصتان بهذا الموقع:
                          http://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?p=20819&highlight=&sid=97abd0e132182 9dbd111c90d19b43323#20819

                          sigpic

                          سارة..توتا..نونا ...حوتة ..والله وبس!!!
                          yahia.change@gmail.com
                          http://truthsekkers.blogspot.com/201...g-post.html#!/
                          https://groups.google.com/forum/#!forum/yahiahassan

                          تعليق

                          • هدير الجميلي
                            صرخة العراق
                            • 22-05-2009
                            • 1276

                            #14
                            سلم قلمك الجميل
                            قرأت ما نثرتيه في بساتين المبدعين
                            تحية من القلب
                            بحثت عنك في عيون الناس
                            في أوجه القمر
                            في موج البحر
                            فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
                            ياموطني الحبيب...


                            هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

                            تعليق

                            • رشا السيد احمد
                              فنانة تشكيلية
                              مشرف
                              • 28-09-2010
                              • 3917

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة يحي الحسن الطاهر مشاهدة المشاركة
                              لك رشا:

                              الثُّقب –قصة قصيرة

                              "1"


                              الهدوء كان يُغلّفُ كلَّ شيء، بغلالاتٍ شفافة ولا مبالية بتلك الخروق (التيكانت تحاول أن تكون، بفعل الرّيح، وبفعلِ أشياءٍ أخرى، منافذاً لضجيجِ المدينةِالعتيقة.) كانت لا مبالاة الهدوء هادئة كعهدها دوماً. كما كانت خروق الضّجيجِ أقلّحماساً: (بل كانت متصالحةً في نفيِ ذاتها والذوبان في بحيرةِ الهدوءِ بشكلٍ رائعٍحقّاً.) وصنعت- بشكلٍ خارقٍ في حدّ ذاتهِ- نوعاً من الضجيج الصامت!-... في ذلكالساح اللا منظور- تقريباً- جلس شخصٌ ما في مقعده (الذي كان وثيراً فيما مضى). كانمستأنساً بذلك الصمت والهدوء اللذين إنداحا بحيرةً صافيةً أغرق فيها ضجيج يومٍ منأيام العمل الرتيبة. "فلأذهب إلى البحرِ إذاً! لكي انتشى بتدخينِ سيجارةٍ بينماينثال فوح الأعشاب الساحلية الجريئة: لأنها انتهكت بوجودها قوانين"الاستنبات" العادية فنمت بذاتها ولذاتها أيضاً!... آهٍ.. كم كنتُ أحمقاً حين خطّطتُ للذّةٍقادمةٍ تهبني إيّاها سيجارةٌ قرب البحر سأدخّنها.. ولكن.. لا يهم.. فهنالك الكثيرمن الحماقات التي- عادةً- ما تمثّل اكتفاءاً معقولاً لكلّ طيشٍ أحلامنا وخيالاتناالباسلة.." أشعل سيجارته إذاً: (نسيتُ أن أقول إنّ ثمةَ ظلامٍ خفيفٍ يتخلّلُهُقليلٌ من الضّوءِ المرتعش، بعد أآن قذفت الشمس سائل لذتها ورحيق وجودها، كان يغلّف- في رداءٍ غيرِ متصنّعٍ للوقار- ذلك المشهد!) أشعل سيجارته إذن! كان يتطلّع، فيلذّةٍ، إلى الطيوفِ الرائعةِ التي يشكلّها الدخان المنبعث من السيجارة، حتى رآهابغتةً كانت تبتسم ويشعّ ضيءُ عينيها كنجمةٍ حالمةٍ، كان وجهها بالذات، كانت هي، حتىتفاصيل ملامحها الدقيقة، وكانت ترتدي ذات الفستان الذي قابلته به بالأمس، (وقدشبّهها حينها بقطةٍ ذات فراءٍ، يتغازلُ في وداعةٍ جنسية عذبةً فيه اللون الأسودجدّاً، مع الأبيض قليلاً، وتتكوّر هذه القطة بين نتف ثلجٍ خلّفها جليدُ أحزانها "هي" حين كان "هو" بعيداً هناك، (وكان تبحث: كما أخبرته حين أتى!) عنه بينما كان "هو" يبحث عنه أيضاً، إلا أنّه لم يجده!.. إنه لم يجيء إذاً! ولكنّها تمارس حضوراًأكيداً في كلِّ شيء، وها هي الآن تشكّلها طيوف دخان سيجارته (كان يحاول أن يبتدعطريقةً ما في امتصاص السيجارةِ حتى تبعث دخاناً له خاصيّة رائعة: أن يُجسّد عريها،ليرى جسدها الرائع، ولكنه لم ينتبه إلى شيءٍ بسيطٍ جداً وهو أنّ سيجارته: بحكماللهب الخافت الذي هو سرّ وجودها وانطفائها معاً! قد سكبت هي الأخرى، مثل الشمستماماً، رحيقَ وجودها. أشعل، في لهاثٍ محمومٍ، سيجارةً أخرى، وظلّ يرقب المشهدالمحتوم إذ حتماً سيرى جسدها الرائع، نهديها السامقين، وجيدها المنساب في رقّةِلحنٍ موسيقيٍّ صافٍ، وفخذيها: (مبعث دفئه وشعوره الخلاق بامتلاكهِ للعالم، لمجرّدِتصوّرهِ بفعله لشيءٍ ما فيما بين الفخذين!).. كانت السيجارة، ويا للأسف، مثلسابقتها عاجزة وخائبة! إذ شكّلت وجهه "هو" بالذات، مرتسمةً في ملامحه تعابيرٌالتّرقُّبِ للحضور البهيِّ لجسدها الرائع، سيمفونيّته المشتهاة. شعر بشعورٍ دفيءٍمن الخدرِ المباغت (يسمّونه عادة: الخجل!) قذف ببعضِ الحجارةِ الصغيرةِ هذه المرآةاللعينة، وأحدثت حجارته ثقوباً وانكساراتَ متعرّجة في زجاج المرايا، رأى، للغرابةِ،فخذها الأيمن عارياً، وكان جزءٌ صغيرٌ من فخذها الأيسر، أعلاه تماماً، يطلُّ فيتوقٍ لاكتمالِ البروز، شعر "بشيئه" ينتصبُ قليلاً.. قليلاً.. أخذ في التلصّصِبلهفةٍ كي يرى من خلال الثقب (الذي كان صغيراً جدّاً) فخذها الأيسر، بكاملِ فتنته "الفِدْيَاسِيَّة"، وجسدها الأعلى، إلا أنّ الثقب كان ماكراً جدّاً!، إذ صار يدورحول نفسه بعبثيةٍ ماجنةٍ، وغيّب حتى ما كان مرئيّاً، نفث دفعةً أخرى من دخانِالسيجارةِ كي يهب شلالاً من الحياةِ للثّقبِ ليصير أكثر تماسكاً وليشكر فعلته تلكفيجسّد- بدورهِ- عريها البهي، ولكن كان ارتشاؤه للثّقبِ خائباً!
                              قذفبحجارةٍ أخرى، هشّمت ثقوبا أكبرَ في المرايا، أطلّ من واحدٍ منها وجه شرطيٍّيُلوّح بسوطه (وأشيائه الأخرى) في جماعةٍ من المتظاهرين، ورأى في ثقبٍ آخرٍ عجوزاًيستجدي، أعطاه قليلاً من النقودِ كي يمضي، إلا أنّ العجوز أصرّ على البقاءِ بمكابرةٍتركه ينشد: (يا ليلى ليلك جنَّ، معشوقك أوّه وأنَّ" بينما كان هو ينشد رؤيتهاعارية، نظر في ثقبٍ آخرٍ، رأى أحد الطهاة يقلي بيضاً (أحسّ بجوعٍ مفاجئٍ، كفكرةٍخاطئةٍ، كان جوعاً إليها "هي" بالذات، سيمفونيّته التي أضاع الدخان نوتاتهاالرائعة!، كان هنالك ثقب ينادي عينيه المتلصصتين في لهفة، وفي هذا الثقب بالذات،رأى ناهديها، ويا للروعة!، (تحلّب ريقه لامتصاصِ رحيقِ روحه المدنفة من هذينالثديين، اللذين يتكورا وعداً وبشرى بزمنٍ ديونوزييسيٍّ سيأتي!) كانا متيقظين للتو،وكانت حلمتاها تنظران إليهِ في نداءٍ (خجولٍ بالطّبع)... أدخل يده من خلال الثقب،كي يمسّ ناهديها، ولكن أحدثت شروخ الثقب بعض الجروح في يده أسالت دماً كان قصيدةَحزنٍ لغيابِ نهديها خلف غماماتِ حياءٍ أثارته محاولة يده في لمسها. وكانت دماؤهقصيدةُ هجاءٍ لثقبٍ لعينٍ لم يتواطأ مع رغبته السّاذجة والحادّة أيضاً، ثم حاولت آخرقطرات دمه، في غنائيّةٍ مرتعشةٍ، استجداء الثقب كي يكون أكثرَ حنوّاً، فكّر أخيراًفي إغراء الثقب بالمزيد من دخان السجائر (كان عضوه قدانتصب بشكل كاملٍ الآن!،وكانت أعصابه قد توتّرت جيّداً (فجاء عزفها لإيقاعِ الشّهوةِ رائعاً!) توتّرت بفعلِالشّهوة التي أثارها نهدٌ لطيفٌ وأكثرَ حنوّاً من الآخر، إذ لم يغب بالكامل، كمافعل ذلك بمكابرة، أشعل سيجارةً أخرى، وأخرى أيضاً، وأخيرة... (كانت المتعة البديهيةفي التدخين قد انتفت عنه، وهو يحاول لذّةً أخرى (من الطبيعيّ أن تحتجَّ السّيجارةُلهذا الاستخدام الأداتِي! أليسَ كذلك؟) كانت هذه آخر سيجارة، تصعّدت فيه الرّغبةالمحمومة في أن تهبَ السّيجارةَ الأخيرةَ ما لم تهبه الأخريات: جسدها العاري تماماًوبكاملهِ. رأى طيوفاً أحرى كثيرةً، ولكن "العجوز المستجدي" لم يغبْ أبداً، أعطاهُنقوداً أخرى، لم يغب أيضاً، انتهره لاعناً، لم يغبْ أيضاً!، تركه تماماً، غابَأخيراً، ثم عاد أيضاً يستجدي بإلحاحٍ مُلحٍّ، الثقوب الأخرى بها طيوف أخرى غير الذييود. ارتخى عضوه، ولكن، وللغرابة، تصاعدت شهوته حتّى تشكّلت جسداً عارياً، ولدهشته،كان جسدها، هي، مارس اغتصاباً ذهنيّاً لِطَيْفِ جسدِها العاري، كان "البحر" يضحكعالياً- كما هي عادته دوماً إذ لا يتجهّم "البحر" أبداً. لأمرٍ ما كان البحريضحك... انثالت اللذة في جسده، كانت وثنيّة بشكلٍ وثني!... تصاعد جسده هو، من دخانِسيجارتهِ الأخيرة، وذابَ في جسدِها المتصاعد من شهوته في عناقٍ صوفيٍّ، لم تكن لهقمّة سوى تلكَ "الوخزة" الحادّة "بالطّبع" التي أحدثها لهب سيجارته في يدهِ التيكانت تحوط جسدها السّاحلي، (كان الألمُ البديهيُّ للهبِ "السّيجارةِ" مَنْفِيّاً فيذاتِ منفى المُتْعَةِِ الخاصّةِ بالتّدخينِ وبأشياءٍ أخرى!..

                              "2"


                              موقف البحر...

                              كان البَحْرُ يضحكُ- في محاولةٍ طفوليّةٍ- لإغاظةِذلكَ "الشّخص الما" حيثُ كان يمكنه وببساطةٍ- حسب ما يرى البحر- أن يرى جسدهاالرّائع وقد عكسته المرايا، يضاجع جسد البحر في حنانٍ مرتعش- بفعلِ الخجلِ، وبفعلِأشياءٍ أخرى، كما كان يستطيع- لو استطاع- أن يرى مشهده وهو في حوزة تعابيرِالتّرَقُّبِ والتّلصّصِ من خلالِ ثقبٍ قد يطلّ منه جسدها العاري كما يود.

                              يحيى الحسن الطاهر "سايح"
                              ليل الاثنين 4/12/1989م
                              الساعة الواحدةليلاً، الواحدة صفاءاً!

                              الخرطوم



                              ملاحظات متسّكعة على رصيف الرّوح
                              أو...
                              خروق في عباءة الصّمت- قصة قصيرة -

                              وقف طويلاً أمام مقلاةٍ للبيض:- تُرى كم من الصّمت أزاحه ضجيج الزيتالمقلي؟... البيضة ذلك الكائن الغريب تشدّه كثيراً ويُمثِّل صمتّها المحتوي ضجيجالحياة وعداً بانكشافِ ما يُخفيه وجوده من غرابة.. مثل غرابتها.. ؟ ربّما!... ، رأى عربةً تسير في الطريق التي رصفتها أمطار الأمس وكانت مصابيح العربةتضيء وتخفت كعيني نمرٍ في ظلامِ غابةٍ في خطّ استواءِ روحهِ على مقامِ ذعرٍ مفاجئكبرقٍ خريفيٍّ.

                              همس:- ما أروع الدفء الذي تتمتع به اللوزة داخل صدفتها! امتدّ صمته واستطال وتثاءب؛ آهٍ كم أنا مُتعب فالذباب يتواطأ بمكرٍ على أن يُنسّجَبطنينه شباكاً لاصطيادِ صفائي، الشبكة تتّسع وباتّساعها تزيح نسيج عناكب السكينة فيداخلي... تغرقني في أمواجها اللّزجة فأحتمي بخروقٍ في نسيجها حين يصمت الطنين فتغيبغرزة في برهةِ هدوءِ الذبابِ ليُنوّع معزوفتهِ ويواصل نسج شباكه.

                              صامتاًكنتُ أتسمَّع طيفكِ ينسابُ خَلِسَاً كحفيفِ الثّوبِ في ليلةٍ صبيّةِ الرّيحِ، كهمسِالساحراتِ في ليالي الطفولةِ العذبةِ أتى طيفكِ خَلِسَاً ولم تأتِ، فهلاّ تأتينلتتحوّر شباكُ الذّبابِ مرايا يَسكُنُها وجهكِ الصّبوح؟!

                              كان يرقبُ الشّمسَوهي تستحمُّ في النّهرِ من إرهاقِ النّهارِ حينَ سمع "صوتها"... كان "صوتها" جناحينحملاه وطارا به بعيداً... بعيداً حيثُ شهد احتفال النّجوم بزفافِ عطرها الأثير إلىقلبه... ضحك في هناءةٍ حين رأى قارورةَ السّكينةِ تسكبُ آخرَ قطراتِها في نفسهِ بعدأن سمع صوتها الجناح.

                              لا يهم. كلّ النّجومِ ليست واحدة؛ هنالكَ نجومٌ للأسى، (وهنالكَ ذلك النّوع النّادر من النّجوم الزّاجلة التي تحمل أشواق العاشقينومناجاتهم الجَّسورة التي تخترقُ وهم "المكان" وتعبثُ بإرهاقِ المسافة.

                              عفواً، هنالكَ أيضاً النّجوم/الثقوب التي تطلُّ منها عينا الإله على دنياالإنسان، هل هنالكَ نجومٌ أخرى غير تلك الناثرة لعصارةِ بريقها الذي تهفو شرايينكإلى الإغتذاءِ به فتشعُّ الحياةُ فيكَ إنخطافاتٌ من السّحرِ، وتتسوسنَ في قلبكَيرقاتُ رؤى نبيّة؟!...

                              والنّجوم عذارى السّماءِ التي ما فضّ بكارتها "ذكرروحنا" الشّعرُ بعد. والنّجومُ أيضاً آثارُ أقدامِ الغموضِ التي تُطرقع فتنخطفُعيناكَ إلى الأعلى في حيرةٍ لن تُفَضَّ!...

                              ليلاً كان المنزلُ يستحمُّ فيظلامٍ مُغلقٍ وطريٍّ كأنه صمتُ العرَّافة... كان المنزلُ سفينةً والظّلامُ بحر... اعتقل نفسه طويلاً داخل "الحمّام" وأضاءَ المصباح الكهربائي ثمّ رأى الظلام فيالخارج ينظر إليهِ في تحديقٍ مجوّفٍ كقاعِ البئر. أحسَّ "بالحمّامِ" كتلةً مضيئةًفي قلبِ ظلامِ المنزلِ وكأنّهُ إشراقةٌ مفاجئةٌ لفكرةٍ طموحٍ في عقلٍ يائسٍ تسكّعتْفيه عناكبُ الإحباطِ ونسَّجتْ شرايينه وأفرزت في خلاياه عصارة وجودها. تساءلَ، كممن الظّلامِ أزاحه "الحمّام" المُضيء؟! وكم من العتمةِ في روحهِ شقشقت في أحراشهاعصافيرُ حضورِها البهيجة؟! تذكّرَ أنّ الرّنينَ الفضيَّ الذي تُنغِّمُهُ عصفورةٌمرحةٌ ينثالُ في وجدانهِ قمراً يضحكُ من انعكاس وجههِ في مرآةِ نهرٍ سعيد.

                              نظرَ إلى السّماءِ، إلى السّحابِ المتناثرِ في سماءٍ خريفيّةٍ كأنّه شحوبالعالم الأرضيّ ثم انتشرت في جلده لذّةٌ وثنيّةٌ راعشةٌ كأنّها بخارُ الشّايِالمتصاعد في نشوةٍ شيطانيّةٍ حين يصدمُ أنفك... كان ذلك مساءٌ أذهلتهُ المُماثلةُالرّائعةُ بين السّحابِ وشعوبِ العالمِ، فحينما تصطدم سحابةٌ بأخرى، يُدوّيالرّعدُ/القنبلةُ ويبرقُ البرقُ... ولكن.. ينزلُ المطر!.. بينما تُعشعشُ الفواجعحين تصطدمُ الشّعوب، وحده الإنسان ذلك الكائن البهيج المليء بالغبطة المُبارَكَةالذي حينما يصطدمُ ذكرهُ بأنثاه تُولدُ الحياةُ كالنّبعِ الدفيءِ من ثديٍ جبلٍمُقدّس.

                              مساء الأربعاء2/7/1986.
                              يحيى الحسن الطّاهر- الخرطوم


                              نشرت هاتان القصتان بهذا الموقع:
                              http://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?p=20819&highlight=&sid=97abd0e132182 9dbd111c90d19b43323#20819
                              المشاركة الأصلية بواسطة هدير الجميلي مشاهدة المشاركة
                              سلم قلمك الجميل
                              قرأت ما نثرتيه في بساتين المبدعين
                              تحية من القلب

                              الغالية هدير الجميلي؟
                              أهلا بحرفك الرقيق
                              ومرورك الرشيق
                              مودتي
                              https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                              للوطن
                              لقنديل الروح ...
                              ستظلُ صوفية فرشاتي
                              ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                              بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X