الإنبعاث (مهداة الى شعب تونس)
ياشعب تونس قد احييت موتانا
يا نافخ الصور بالتحرير إيذانا
يا باعث الروح في أشلاء نخوتنا
إنا انتخينا و أعلنّا نوايانا
لا يحكم الشعب إلا الشعب منتخبا
من خيرة الناس من يرعى قضايانا
أطلقت صيحة حق في مقابرنا
فقام من رمسه المغوار غضبانا
و زلزل الأرض شعبٌ ثار منتفضا
و صار من غضبة الأحرار طوفانا
فثارت الامة المرجوٌّ ثورتها
وحطم الشعب من أعياه طغيانا
ففر من غضب الثوار ملتحفا
عباءة الخزي خوفا من سرايانا
إنا سلبنا من السلطان سطوته
فلم يعد حاكما فينا و سلطانا
جئناه و الموت تحدونا ركائبه
ولم نخف منه واستعدى منايانا
لقد و ثبنا و أدركنا مصائرنا
فالموت بغيتنا و النصر مسعانا
فكم تجبر حتى اختال معتقدا
أن الجماهير لم تقرب له شانا
أرخى من الظلم أستارا و اقبية
و ظن بالشعب خداما و عبدانا
و كم تحدث عن أنباء قدرته
إن شاء عذبنا أو شاء عافانا
هو المنزه عن عيب و عن زلل
فليس يخطيء الا من خطايانا
حتى استخف ببعض الناس متخذا
منهم زبانية بالظلم تغشانا
وقد تمادى و لم نلمس له طرفا
ما كان أحلمنا عنه و أغضانا
و كم تساقى كؤوسا من مواجعنا
حتى استزاد أذقناه حميانا
فخر من عرشه و الشعب جرعه
من لعنة الذل أصنافا و ألوانا
إن الغواية قد أعمت بصيرته
فلم ير الحق إلا حينما هانا
رأى دخانا يسد الافق من غبش
حتى تجلى رأى في الحق بركانا
تحمل الصدمة الاولى على مضض
حتى صحا لم يجد في الناس أعوانا
قد أسلموه و لم تمنعه شرذمة
من اللصوص حباها كل ما كانا
تصنع الفضل بين الناس يخدعهم
حتى تعرى رأينا فيه شيطانا
نبكي و يسخر من احزاننا عبثا
و اليوم نضحك ممّن كان أبكانا
إن الملوك بأمر الشعب قد ملكوا
فإن طغوا أصبحوا للشعب قربانا
د خليل ابراهيم عليوي
تعليق